انتخاب الكاتب والروائي اللبناني أمين معلوف أميناً عاماً أبدياً للأكاديمية الفرنسية
آخر تحديث GMT18:40:39
 السعودية اليوم -

انتخاب الكاتب والروائي اللبناني أمين معلوف أميناً عاماً أبدياً للأكاديمية الفرنسية

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - انتخاب الكاتب والروائي اللبناني أمين معلوف أميناً عاماً أبدياً للأكاديمية الفرنسية

الكاتب والروائي اللبناني - الفرنسي أمين معلوف الصورة من حسابه الرسمي على الفيسبوك - امين معلوف
باريس - السعودية اليوم

مثلما كان مرجَّحاً، فاز الكاتب والروائي اللبناني - الفرنسي أمين معلوف في الانتخابات التي جرت بعد ظهر الخميس لتعيين السكرتير «الأبدي» مدى الحياة الجديد للأكاديمية الفرنسية، المؤسسة المولجة حماية اللغة الفرنسية وتطويرها، التي تُعدّ أرقى المنظمات الثقافية الفرنسية بالنظر إلى أن تأسيسها يعود للقرن السابع عشر.

وتنافس معلوف الذي يكتب باللغة الفرنسية والحائز سابقاً على «جائزة غونكور» الأدبية في عام 1993 التي تُعدّ هي الأخرى من أرقى الجوائز الأدبية في فرنسا، مع الدبلوماسي والطبيب والروائي جان ــ كريستوف ريفان، الحائز هو أيضاً على «جائزة غونكور» عام 2001. ومعلوف وريفان كلاهما عضو في الأكاديمية التي تضم 35 عضواً يشكلون هيئتها الناخبة بينما 5 من مقاعدها تبقى فارغة. وستكون إحدى مهام السكرتير الأبدي «الدائم» الجديد العثور على شخصيات مؤهلة للانضمام إليها وملء الفراغ الحاصل. وحاز معلوف على 24 صوتاً فيما حصل منافسه ريفان على 8 أصوات، ما يُعدّ انتصاراً باهراً على «صديقه» ريفان. وبذلك يحل صاحب روايات «صخرة طانيوس» و«ليون الأفريقي» و«سمرقند» في مقعد السكرتارية العامة الذي كانت تشغله حتى وفاتها، بداية شهر أغسطس (آب) الماضي، المؤرخة والكاتبة السياسية هيلين كارير دانكوس. ومع هذا الانتخاب، يكون أمين معلوف السكرتير «الأبدي» (أي لمدى الحياة) والـ24 للأكاديمية. كما أنه أول لبناني ومشرقي الأصل يُنتخب لهذا المنصب الرفيع جداً، الذي ترنو إليه أنظار جميع أعضاء الأكاديمية. ومع انتخابه، يصبح أمين معلوف الشخصية الرابعة والعشرين في الجمهورية الفرنسية. ووفق القانون المعمول به، يعد رئيس الجمهورية «راعي وحامي» الأكاديمية التي تأسست على يدي الكاردينال ريشوليو، الوزير الأول في حكومة الملك لويس الثالث عشر.

وفي حديثه للصحافة، أعرب معلوف عن «اقتناعه بأن مهمَّة الأكاديمية الفرنسية اليوم تفوق ما كانت عليه زمن الكاردينال ريشوليو» مؤسسها، مضيفاً أنه يتعين عليها أن «تعكس التنوُّع في فرنسا والعالم»، لكونها «عنصراً أساسياً لتحديد هوية فرنسا وإشعاعها عبر العالم». ووفق السكرتير الأبدي الجديد للأكاديمية، فإن العالم اليوم «مرتبك، ونحن بحاجة لمؤسسات تمثل ما يمكن تسميته ضميره الأخلاقي»، في إشارة إلى الأكاديمية التي أصبح مديرها.

وعقب انتخابه، وصفت وزيرة الثقافة الفرنسية، اللبنانية الأصل، ريما عبد الملك، اختيار أمين معلوف بأنه «ممتاز، إذ إنه كاتب كبير ورجل يدعو للإخاء والحوار والتهدئة». ووفق الوزيرة الفرنسية، فإن أمين معلوف يمثل «رمزاً رائعاً لكل المتكلمين بالفرنسية عبر العالم».

يعكس اهتمام جميع الوسائل الإعلامية الفرنسية بانتخاب الخميس أهمية المنصب. وحتى يوم الاثنين الماضي، عدّت هذه الوسائل وصول أمين معلوف أمراً محسوماً، لكونه المرشح الوحيد الذي يحظى بشبه إجماع من قبل نظرائه في الأكاديمية. فضلاً عن ذلك، كان معلوف قريباً جداً من السكرتيرة الدائمة السابقة التي هيمن ظلها على الأكاديمية طوال 24 عاماً. يُضاف إلى ما سبق، وفق المطلعين على خفايا الأمور الداخلية للمؤسسة العريقة، أن معلوف كان يُنظر إليه على أنه المرشح الأفضل لإدارة شؤون الأكاديمية لسببين رئيسيين: الأول، شخصيته المتميزة بالانفتاح، ولتمسكه بالحوار بين الأفراد، كما كان دوماً من دعاة الحوار بين الحضارات الغربية والشرقية. والثاني أنه كان ينظر بجدية إلى المهمات المنوطة بأعضاء الأكاديمية بحيث كان يعمل بجد وعزيمة. وكان معلوف قد انتخب عضواً في الأكاديمية في عام 2011، متأخراً 5 سنوات عن منافسه ريفان.

يكمن السر الإضافي لنجاح معلوف الذي حل قبل 12 عاماً في مقعد العالم الإثنوغرافي الشهير كلود ليفي شتروس في أنه أعرب عن رغبته في الترشح لإدارة الأكاديمية منذ 12 سبتمبر (أيلول) الماضي. ولغياب المنافسة، حتى أيام قليلة، كان يُنظر إليه على أنه أصبح عملياً الأمين العام الدائم حتى قبل الانتخاب. والحال أن الأمور تغيرت الاثنين الماضي عندما أعلن ريفان عن ترشحه، الأمر الذي كان بمثابة مفاجأة لكثيرين. وكشفت صحيفة «لو موند» في عددها ليوم أمس أن ريفان كان قد دعا صديقه معلوف إلى العشاء في بيته. إلا أن الأخير اعتذر عندما علم أن الدبلوماسي والروائي قد بعث برسالة ترشحه إلى الأكاديمية. ويرتبط الرجلان بصداقة عمرها ثلاثون عاماً. وفي رسالة الترشيح، كتب ريفان أنه اتخذ قراره بعد كثير من التفكير معتبراً أن المهمة النبيلة «تستأهل بعض التضحيات». وقال للصحيفة المذكورة لاحقاً إنه لم يرد أن تكون انتخابات الأكاديمية على غرار انتخابات كوريا الشمالية، حيث هناك مرشح واحد يفوز عادة بإجماع أصوات الناخبين. وحتى يوم الأحد الماضي، كان ريفان يؤكد أنه لن يترشح، وقال في تصريح لمجلة «لوبوان» في 24 من الشهر الحالي إنه «من غير المعقول» بالنسبة إليه أن ينافس صديقه معلوف على المنصب. لكن الأمور تغيرت في اليوم التالي.

كُتِب الكثير عن أمين معلوف، حياته وكتبه، لا، بل إنه كتب شخصياً عن تاريخ أسرته. فالرجل المعروف بتواضعه وحتى بخجله، روى بنفسه قصة أسرته متعددة الجذور: جدته لوالده تركية الأصل وجده مصري يوناني، أما هو، فقد وُلد في لبنان في عام 1949، ووالده رشدي المعلوف كاتب وصحافي وسياسي لبناني معروف. وبدأ حياته المهنية صحافياً في بيروت التي كانت في ستينات وسبعينات القرن الماضي منارة الصحافة العربية. لكن الحرب التي اندلعت في عام 1975 دفعت الكثيرين إلى الهجرة، ومنهم أمين معلوف الذي انتقل إلى باريس حيث مارس الصحافة في إطار مجلة «جون أفريك»، قبل أن يتفرغ لمهنة الكتابة. ومنذ البداية، اختار فن الرواية التاريخية وبرع فيه. وكان حصوله على جائزة غونكور في عام 1993 لروايته «صخرة طانيوس»، التي تحكي قصة قرية وادعة في جبل لبنان مع تشعباتها وامتداداتها الطريق التي فتحت أمامه باب الشهرة بعد روايات أخرى ناجحة للغاية. ومن اهتماماته الدائمة مسألة الهوية المتنافسة لا بل المتصارعة وكيفية التوفيق بينها وتلاقح الثقافات والحضارات، ومما قاله يوم دخوله إلى الأكاديمية رغبته في هدم «حائط البغض» الذي «يفصل بين الأوروبيين والأفارقة، وبين الغرب والإسلام وبين اليهود والعرب». ولم يكتفِ معلوف بالرواية التاريخية بل تخطاها إلى الكتابات النظرية والتحليلية وما يسمى بالفرنسية «ESSAIS» مثل «الهويات القاتلة».

قطعاً، انتخاب معلوف يحمل رسالة بالغة الأهمية؛ ففي الوقت الذي تتفاقم فيه العلاقات بين الشرق والغرب، وبين الشمال والجنوب، وتطرح قضية الهجرات عبر المتوسط بقوة لما يرافقها من تشدد واستقواء الشعور العنصري والمعادي للأجانب في عدد من البلدان الأوروبية، يُعد وصول معلوف الداعي لحوار الحضارات والتفاهم بين الشعوب، دعوة لتغيير المفاهيم والعلاقات بين الدول والشعوب. ولكن هل سيكون لهذه الدعوة تأثير ما على مسار الأمور؟ كثيرون يشككون بذلك لأن مقتضيات السياسة لا تتوافق غالباً مع رؤى الكتاب والروائيين.

 قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

أمين معلوف يؤكد لـ"العرب اليوم" أن الفوز مدعاة للسرور والثقافة طريق الانتقال من الياس الى الأمل

"جائزة الشيخ زايد للكتاب" تمنح لقب شخصية العام الثقافية إلى الكاتب أمين معلوف

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتخاب الكاتب والروائي اللبناني أمين معلوف أميناً عاماً أبدياً للأكاديمية الفرنسية انتخاب الكاتب والروائي اللبناني أمين معلوف أميناً عاماً أبدياً للأكاديمية الفرنسية



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 05:53 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

احتجاج في نيويورك ضد فرقة أوركسترا إسرائيل

GMT 22:41 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

7 معلومات يجب معرفتها عن تحديث أيفون المقبل

GMT 02:04 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاح كبير للسباق التأهيلي الدولي لمسافة 120 كم في سيح السلم

GMT 12:39 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

إعدام 7 أشخاص في الكويت بينهم فرد من الأسرة الحاكمة و3 نساء

GMT 18:06 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

الأخطاء الـ 5 الأكثر شيوعًا بين متعلمي اللغات

GMT 02:50 2017 الأربعاء ,29 آذار/ مارس

محمد بدار يوضح أهمية علم النفس الإيجابي

GMT 11:13 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 22:49 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

"هينيسي" تتحدى "بوغاتي" بشاحن توربيني مزدوج في "شيفروليه" 2020

GMT 00:43 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

تعرف على أضخم 5 قوات جوية في منطقة الشرق الأوسط

GMT 06:37 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صدور "مصريات عربية" للكاتبة رضوى زكي قريبًا

GMT 08:38 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الجمعة والقنوات الناقلة

GMT 15:18 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

تطبيق للهواتف والكمبيوترات يساعدك على تنظيم مواعيدك
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab