الرئيس المصري الجديد يرث تحديات اقتصادية في ظل أزمة نمو سكاني خطيرة
آخر تحديث GMT18:40:39
 السعودية اليوم -

بينما انشغل مرسي بترسيخ مبادئ حزبه متجاهلاً المشكلات الأساسية

الرئيس المصري الجديد يرث تحديات اقتصادية في ظل أزمة نمو سكاني خطيرة

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - الرئيس المصري الجديد يرث تحديات اقتصادية في ظل أزمة نمو سكاني خطيرة

الرئيس المصري الجديد يرث تحديات اقتصادية كبيرة

لندن ـ سليم كرم جاءت عملية الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي، الأربعاء، من قِبل حركة شعبية بمشاركة القوى السياسية و قوات الجيش المصري بشكل متوقع فعلى الرغم من كونه الزعيم المصري الأول المُنتخب بحرية، إلا أن محاولاته لتجاوز الضوابط والتوازنات الديمقراطية، والاستيلاء على السلطة التنفيذية من جانب واحد أثار حفيظة ومظالم العديد من الناس بشكل واسع الانتشار، وعلي الرغم من أن،الرئيس المؤقت للبلاد عدلي منصور قد أدي اليمين الدستورية، الخميس، من قبل القوات المسلحة، فقد وعد بتمهيد الطريق لإجراء انتخابات ديمقراطية جديدة، إلا أن هناك قوة محركة للغضب المصري قد تغاضت عنه وتجاهلته، وكانت المشكلة الرئيسية مع مرسي هي أنه قضى معظم طاقاته في ترسيخ مبادئ حزبه،جماعة "الإخوان" المسلمين،بدلا من التعامل مع المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الراسخة في مصر.
و يشار إلى أن الاضطرابات المصرية هي نتيجة وعواقب لمزيج قاتل من الإخفاقات الهيكلية المتجذرة في النموذج العالمي غير المستمر للحضارة الصناعية_ معتمدًا على الوقود الحفري، متشبثًا بالتعصب بالرأسمالية، ومقتنعًا بها،ويرفض مواجهة الخطر لأنه بطريقة أو بأخرى يعتقد أن التكنولوجيا وحدها ستنقذنا.
ويذكر أنه بلغ إنتاج النفط في مصر ذروته في عام 1996، ومنذ ذلك الحين انخفض الإنتاج بنسبة ما يقرب من 26 %. وبعد أن انتقلت من الغذاء الكامل أو الاكتفاء الذاتي منذ عام 1960، إلي الاعتماد المفرط على الواردات المدعومة من عائدات النفط( فالآن نستورد 75% من القمح)،وتراجع عائدات النفط قد أثر على نحو متزايد على الغذاء ودعم الوقود. كما أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتي تستند عموما إلي ارتفاع أسعار النفط_ لأن حسابات الطاقة أكثر بالثلث من تكاليف إنتاج الحبوب_وهذا قد ساهم أيضا في ارتفاع أسعار الغذاء العالمية.
وقد تزامن ارتفاع أسعار المواد الغذائية مع أثار تغير المناخ المدمرة في شكل الطقس في مناطق الغذاء الرئيسية. فمنذ عام 2010،شهدنا حالات جفاف وموجات حرارية في الولايات المتحدة،وروسيا،والصين،مما أدي إلي انخفاض حاد في عائدات القمح، والتي تعتمد عليها مصر بشدة. فالارتفاع المُضاعف الذي لاحق أسعار القمح العالمية _ من 157 دولار للطن في يونيو 2010 إلي 326 دولار في الطن في شباط/فبراير 2011 _ قد أضر مباشرة بملايين المصريين،الذين ينفقوا بالفعل ما يقرب من 40% من دخلهم على الغذاء. وساعد ذلك في تحريك الأحداث والتي أدت إلي سقوط الرئيس الأسبق حسني مبارك في عام 2011 _ ولكن نفس مكونات هذه العوامل تزداد سوءًا.
هذا و عانت مصر من ارتفاع بشع في مستوى الدًين الذي وصل إلى ما يقرب من 80.5% من ناتجها المحلي الإجمالي، وهي نسبة أعلي بكثير من معظم البلدان الأخرى في المنطقة. كما تُعاني أيضا من ارتفاع عدم المساواة بين الناس،واتساع العقد الماضي في أعقاب الإصلاحات النيوليبرالية "التكيف الهيكلي" والتي تم تنفيذها في جميع أنحاء المنطقة منذ عام 1980 مع أثاره المدمرة، بما في ذلك تقلص الرعاية الاجتماعية وتدني مستوي الأجور وعدم الاستثمار في البنية التحتية.
بينما لم يتعلم مرسي الدرس من التاريخ، فخطة مرسي الاقتصادية كانت من الممكن أن توصله ببراعة وبقدر الإمكان مع المؤسسة الجديدة، فـ"صندوق النقد الدولي"،لعب بالفعل دورًا رئيسيًا في تصاعد المشاكل الاقتصادية في البلاد، فخلال الشهر الماضي،ذكرت صحيفة "الأهرام" أن هناك توليفة من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، والتي من شأنها " إضعاف الجنيه المصري" و " نقص الطاقة "،وقد دفعت معدل التضخم في المناطق الحضرية إلى 8.1%. ولكن التضخم كان أيضا نتيجة لبرنامج التقشف المصمم لتلبية شروط "صندوق النقد الدولي" قبل الموافقة على القرض.
و في المقابل اعتمدت الحكومة على برنامج اقتصادي ينطوي على سلسلة من تدابير التقشف والتي تتضمن خفض دعم الطاقة التي تلتهم خمس ميزانية البلاد،ورفع ضريبة المبيعات على بعض العناصر لتوسيع القاعدة الضريبية . وبينما لا تحظى بشعبية بحكم طبيعتها، مصر تسعي للقيام ببعض التدابير لتأمين قرض بقيمة 4.8 مليار دولار من "صندوق النقد الدولي"
كما بلغت سياسات محمد مرسي والمستوحاة من صندوق النقد الدولي إلى شكل من أشكال الحرب الاقتصادية على الشعب المصري ومع وجود 40% بالفعل من المصريين تحت خط الفقر وفقا للأمم المتحدة بأقل من 2 جنيه إسترليني في اليوم، ومما جعل الأمور سوءًا،إضافة إلى جعل الأزمة الاقتصادية في مصر صعوبة في ترتيب المدفوعات، وانخفضت واردات القمح بحدة،ما بين 1 كانون الثاني/ يناير و20 شباط/ فبراير،اشترت البلاد ما يقرب من 259043 طن،ما يقرب من ثلث ما تم شراؤه في نفس الفترة من العام الماضي،إلى جانب البطالة والفقر المستمر، فكانت مصر في عهد مرسي كالقنبلة الموقوتة التي تنتظر الانفجار.
هذا و لا تزال مصر تواجه التحديات ذاتها بعد مرسي، والتي تفاقمت في ظل سوء إدارة جماعة "الإخوان" للبلاد.وعلى المدى الطويل،تواجه البلاد أيضا أزمة عميقة في النمو الديموغرافي. فحاليا هناك 84 مليون،ومن المتوقع أن يرتفع التعداد إلى ما يقدر بنحو 100 مليون بعد ما يقرب من عقد من الزمن.
وتًعتبر مصر في بعض الأحيان نموذجًا مصغرًا للتحديات العالمية التي تواجهنا. فمع عصر النفط الرخيص حقا خلفنا، وعصر التطرف المناخي والنمو السكاني الهائل، ينبغي لنا أن نتوقع زيادة أسعار المواد الغذائية في المستقبل المنظور.وهذا بدوره سيكون له عواقب. فعلى مدى السنوات القليلة الماضية،قد تقلب مؤشر أسعار المواد الغذائية أعلي من البداية الخطيرة لاحتمالية حدوث اضطرابات مدنية، ما لم يبدأ قادة مصر ونشطاؤها في حصر الأزمات التي تؤدي إلى تفكيك النسيج الاجتماعي،ستواجه بلادهم مستقبل دائم ذو اضطرابات كثيفة.
جدير بالذكر أن هذا الدرس، يأتي في ظل ما يشهده العالم من ارتفاع في تحديات الغذاء والماء والطاقة، لا تستطيع أي حكومة واحدة أن تحمل أي قدر من التجاهل لهذه التحديات.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس المصري الجديد يرث تحديات اقتصادية في ظل أزمة نمو سكاني خطيرة الرئيس المصري الجديد يرث تحديات اقتصادية في ظل أزمة نمو سكاني خطيرة



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 10:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 21:03 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

عرض فيلم الرعب "الحفرة" للمرة الأولى على الفضائيات

GMT 15:02 2012 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

"ويسترن ديجيتال" تطلق قرصًا صلبًا بسعة 4 تيرابايت في الإمارات

GMT 00:56 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

تحذير من شرب الشاي مباشرة بعد صب الماء المغلي عليه

GMT 19:07 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق "ليلة مقتل الحاوي" في مركز الهالة الثقافي

GMT 16:32 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

حارس مرمى نادى الزمالك محمود جنش يحتفل بالهالوين

GMT 14:20 2019 الإثنين ,25 شباط / فبراير

قصي الفوز يستقيل من رئاسة الاتحاد السعودي

GMT 01:00 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

مذيع تركي بارز يُعلن استقالته بعد تهديد من أردوغان

GMT 01:50 2018 الجمعة ,21 كانون الأول / ديسمبر

الرئيس الروسي بوتين يحوّل حلم فتاة كفيفة إلى واقع

GMT 07:52 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

فان ديك يؤكّد أن أندية أوروبا تخشى الصدام مع "ليفربول"

GMT 02:19 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

تطوير "شبكية عين" من خلايا جذعية داخل المختبر

GMT 14:20 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

آل الشيخ يُعلن تولي سامي الجابر 3 مناصب كبرى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab