أهالي مدينة السويداء يروون هجوم تنظيم داعش الوحشي عليهم
آخر تحديث GMT18:40:39
 السعودية اليوم -

أهالي مدينة السويداء يروون هجوم تنظيم "داعش" الوحشي عليهم

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - أهالي مدينة السويداء يروون هجوم تنظيم "داعش" الوحشي عليهم

جثمان أحد شهداء حادث السويداء
دمشق - نور خوام

وضعت والدة كرم منذر، صندوق الذخيرة في سيارة ابنها الأصغر، وأمسكت دموعها بينما كان يقود سيارته في ضوء الفجر إلى الخط الأمامي، بعدما جاءت الأخبار بأن مسلحين من تنظيم "داعش" يقتحمون المنازل على الحواف الشرقية لمقاطعة منزله، السويداء في جنوب سورية.
أهالي مدينة السويداء يروون هجوم تنظيم داعش الوحشي عليهم

وانضم منذر إلى أكثر من اثني عشر شابا آخرين، كانوا التقطوا السلاح للتصدي للهجوم على حافة مدينة رامي، وتناثرت جثث المقاتلين في الشوارع حيث بقايا متشددي "داعش" بعد أن فجروا السترات الانتحارية.

وتعثرت امرأة من أحد المنازل، قائلة "لقد ذبحوهم، في الداخل" وأشارت إلى الحمام، حينها قال منذر "شعرت في قلبي أن جريمة وقعت هناك، فتحت الباب ببطء، ورأيت أمّا تحمل أطفالها، لكن يبدو أنها لم تكن قادرة على حمايتهم من طلقات داعش"، مضيفا "لن أنسى هذا المشهد طوال حياتي، لا توجد كلمات يمكن وصفه، لقد ركعت وبكيت من الحزن".

وبدأ أهالي السويداء في دفن موتاهم الخميس، بعد يوم من أسوأ فظائع التي ارتكبها "داعش" في الأشهر الأخيرة، والتي أودت بحياة قرابة 250 شخصا، وهو عدد قد يرتفع بعد ذلك.

واختُطف العشرات وجرحوا وفقد الكثيرون منهم، وأدت المذبحة إلى قلب السلام في وطن الأجداد لطائفة الأقلية الدرزية، التي نجت إلى حد كبير حتى الآن من العنف الذي دمر معظم سورية.

وقدمت المقابلات مع سكان السويداء لمحة عن هجوم وحشي جيد التخطيط مدته 12 ساعة، بدا أن "داعش" قادر على شن الهجمات رغم هزائمها في سورية والعراق، وبدأت الهجمات في نحو الساعة الرابعة صباحا على ثلاث جبهات متزامنة، ووسط الظلام، تسلل المسلحون إلى البلدات والقرى الدرزية في الشرق والشمال الشرقي من السويداء، وبعضهم استخدم البدو المحليين كمرشدين.

واقترب المسلحون من القرى، وباتوا في مواقع قريبة منها قبيل الهجوم، وعند نحو الساعة الرابعة والنصف فجرا توجهوا على شكل مجموعات بشكل متزامن إلى داخل القرى، بعد تحديد المنازل التي سيتم اقتحامها.

واختار المهاجمون منازل يسهل الوصول إليها وغير محاطة بأسوار، لا سيما تلك المتصلة مع البادية بشكل مباشر، وبدؤوا بطرق الأبواب، التي ما أن تفتح حتى يتعرض ساكنوها للطعن، وترك الإرهابيون بعض الضحايا شهودا على ما جرى.

وأوقف أفراد "داعش" دراجاتهم النارية عند نقاط تمكنهم من الوصول إليها بسهولة في حال تعرضوا لمواجهة أو محاصرة من السكان، الذين طال القتل نساءهم ورجالهم وشبابهم وأطفالهم.

وانتقل أفراد تنظيم "داعش" بعد ذلك إلى التفجيرات، حيث فجر أربعة انتحاريين أحزمتهم الناسفة في مدينة السويداء تزامنا مع تفجيرات مماثلة استهدفت قرى في ريفها الشرقي والشمالي الشرقي.

وطرقت ميليشيات "داعش" الأبواب، وفي بعض الحالات نادت على بعض العائلات بالاسم، وذبحوهن، وفي هذه الأثناء، قاموا بنشر القناصة خارج حدود البلدة، واتخذوا مواقع راسخة في البلدات.

وترك المسلحون ناجي وحيد كشاهد على وحشيتهم، وقام بعض مقاتلي "داعش" بربط أرجلهم معا، في ما بدا أنه تصريح رمزي بأنهم سيقاتلون حتى الموت دون أن يفروا، ومع انتشار أنباء الهجوم، حمل الشباب المحلي والميليشيات السلاح، وفي الوقت نفسه، دخل 4 انتحاريين على الأقل إلى مدينة السويداء، وفجروا أنفسهم في سوق الخضار، واثنان آخران في وسط المدينة، وفجر الرابع نفسه في مبنى بعد أن حاصره السكان المحليون في الجزء الجنوبي من المدينة، وقتل نحو 30 شخصا على يد هؤلاء المهاجمين.
قال أسامة أبو ديكار، كاتب وصحافي في المدينة "في البداية، أخذنا الهجوم على حين غرة، لكن شباب السويداء الأبطال تجمعوا بسرعة في وسط المدينة والقرى التي هاجمها "داعش"، وخاض هؤلاء المقاتلون المحليون ذوو القدرات الأساسية معارك حقيقية ضد داعش"، وأضاف "لقد دافع شعب السويداء عن قلب واحد وحاربوهم، واليوم تتعافى المدينة تدريجيا، هناك هدوء حذر للغاية، وهناك توقع بهجوم آخر".

وأثار الاعتداء المنسق التساؤلات بشأن تورط الحكومة السورية في الهجوم، وكذلك قدرات "داعش" على زرع الفوضى، وصفقات المصالحة التي استخدمها نظام بشار الأسد لاستعادة السيطرة على الأراضي في جميع أنحاء البلاد.

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهالي مدينة السويداء يروون هجوم تنظيم داعش الوحشي عليهم أهالي مدينة السويداء يروون هجوم تنظيم داعش الوحشي عليهم



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 03:14 2013 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

تمارين اليوغا أفضل رياضة قبل ممارسة التزلج

GMT 07:23 2017 الجمعة ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل شخصين وإصابة آخرين جراء إعصار ضرب غربي أندونيسيا

GMT 22:06 2016 السبت ,08 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة فيفيان مراد حائرة ما بين تونس والمغرب ومصر

GMT 15:24 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

رئيس الحكومة التونسية يعفي 5 وزراء من حكومته

GMT 12:38 2020 الثلاثاء ,14 تموز / يوليو

تعرف على أفضل مطاعم العالم

GMT 11:23 2020 الثلاثاء ,10 آذار/ مارس

ظهور أعراض جديدة لفيروس «كورونا»

GMT 06:56 2020 الأحد ,23 شباط / فبراير

إيطاليا تلغي جميع مباريات اليوم بسبب كورونا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab