إيكاون مبدعو الصحراء الذين حفظوا إرث البيظان الثقافي
آخر تحديث GMT01:10:15
 السعودية اليوم -
حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني روبيو يؤكد أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حاسمة رداً على الانتهاكات التي يتعرض لها المسيحـيون في نيجيريا ودول أخرى دونالد ترامب يمنح عفواً غير مشروط لنائب ديمقراطي وزوجته يواجهان إتهامات جنائية الكنيست الإسرائيلي يصادق على مقترح لابيد لتبني “خطة العشرين” بشأن قطاع غزة
أخر الأخبار

"إيكاون" مبدعو الصحراء الذين حفظوا إرث "البيظان" الثقافي

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - "إيكاون" مبدعو الصحراء الذين حفظوا إرث "البيظان" الثقافي

"إيكاون" مبدعو الصحراء الذين حفظوا إرث "البيظان" الثقافي
الرباط - السعودية اليوم

تحمل الموسيقى الحسانية بين أنغامها ومقاماتها الكثير من الأصول، فالتداخل الذي حصل بين الروافد الأندلسية والعربية والإفريقية والأمازيغية، جعل موسيقى "البيظان" لا تظل ساحرة وحسب، بل أصبحت متحفا حيا يحكي الكثير عن الثقافات التي تساكنت تحت خيام البدو تارة، وبين آلات عازفي "إيكاون" تارة أخرى.تحتفي الموسيقى الحسانية على الدوام بتداخل المؤثرات الإفريقية والعربية والأمازيغية في صوغها على النحو الذي هي عليه، فالعنصر الإفريقي يسكن الإيقاع، والنظام الصوتي يكاد يكون أمازيغيا، فيما تظهر اللمسات العربية في الكلام وشاعرية الأوصاف، بينما تزيد المواويل والمدود نفحات الموسيقى الأندلسية وتأثيراتها جمالا وبهاء. خليط من المواد الثقافية العريقة لا ينجح في المزج بين مكوناته سوى العازف الذي يسمى "إيكيو".

في مدينة العيون كغيرها من مدن الصحراء المغربية، ما يزال الناس متشبثين بالموسيقى الحسانية التقليدية، فلا تكاد مناسبة اجتماعية تمرُّ إلا وانطوت على كمٍّ من الآلات والأصوات الصادحة، النغم هنا يلاقي الناسَ على بساطه، لكن الحكايات الحائمة حول كؤوس الشاي الصحراوي تقول أشياء أخرى كثيرة، لا يزيدها بهاء سوى شذو فرق "إيكاون"، مستعملين عددا من الآلات الموسيقية مثل آلة "التدنيت" وهي عبارة عن طبل مصنوع من الخشب وجلد الغنم، وكذلك من عود مصنوع من أخشاب شجرة تدعى "التيدوم"، وتحمل الآلة على طرفها عددا من الأعصاب "الأوتار".

أما النسوة فيتخصصن في العزف على آلة "الآردين"، والتي تتكون هي الأخرى من طبل مصنوع من مادة خشبية ملفوف بجلد مدبوغ وعود متوسط السُمك من خشب "التيدوم"، إضافة إلى الأوتار. وكل ذلك بالإضافة إلى الطبل والنيفارة (المزمار) والربابة الحسانية. وهكذا فإن وصلة غنائية واحدة قد تنطق بلسان كل ما في الصحراء من أحياء وجمادات دفعة واحدة.لا تطرب أذن السامع الحساني في المناسبات والأعراس إلا للأغاني والرقصات التي يؤديها فنانو "إيكاون"، وهؤلاء ينتمون إلى شريحة اجتماعية صحراوية عريقة، وضعتها التراتبية الاجتماعية الصحراوية في أدنى سلالمها، بعد "لْمعلمين"(الصناع)، وهم الذين يصنعون أيضا الآلات الموسيقية، وهؤلاء بدورهم يأتون بعد العبيد المسبوقين بدورهم بالأشراف والزوايا. وأعطت هذه التراتبية الحق لطبقة "إيكاون" في احتراف الغناء والعزف والرقص، ومنعته تماما على الأشراف، الذين يبادرون، وبالمقابل، إلى الاعتناء بصناعة الشعر والتنافس من أجل قوله على السجية.

ويشير بعض الدارسين إلى أن سبب الموقف الموروث من "إيكاون" داخل المجتمع الحساني، إنما يرتبط بمنظور "البيظان" الأخلاقي، فالناس هنا يرفضون رفضا قاطعا الغيبة والنميمة، وينظرون بازدراء إلى من يُقبل على هاتين الخصلتين، ولهذا فإن تصنيف "إيكاون" في آخر التراتبية الاجتماعية مرده إلى أن هذه الفئة كانت في الماضي تقوم بما هو أقرب إلى التكسب، بما يعنيه ذلك من مدح العطاء وذم من لم يتمكن من إجزاله.غير أن تلك النظرة إلى "إيكاون" اليوم قد تراجعت، فالأفراد المنتمون إلى هذه الشريحة لم يعودوا يأبهون لذلك، لأن أبناء المجتمع الحساني اليوم أكثر ميلا إلى الاحتفاء بموروثهم الشفهي، لأنه برغم كل شيء، فإن الحسانيين كانوا يعتبرون موسيقيي "إيكاون" أيضا جزءا من المجتمع الحساني، وكانوا بالنسبة إليهم جالبا للفرح في السِّلم، ومحركا للهمم في الحرب.

الموسيقى الحسانية نحو التجديد والتطوير

يعتز ممارسو الموسيقى الحسانية ومبدعوها اليوم بشغفهم ذاك، فـ"إيكيو" أصبحوا اليوم نجوما تستضيفهم المحطات التلفزيونية ويحترمهم الناس ويحبونهم سواء أكانوا من أبناء عمومتهم من الحسانيين، أو من ثقافات ومجتمعات أخرى داخل المغرب وخارجه، لاسيما أن تجارب تجديد الموسيقى الحسانية قد بات لها مكانها، وباتت تحظى باحترام وتقدير الجمهور.قبل سنوات قليلة، ودّع سكان مدن الصحراء المغربية واحدا من الفنانين الذين طوروا الموسيقى الحسانية، وهو الفنان الناجم محمد عمر، ففي مدينة العيون المغربية، ومن ساحاتها ومسارحها ومهرجاناتها، صدحت حنجرته بأعذب الألحان المبتكرة، وبالرغم من أنه لم يحافظ على شكل كطربي "إيكاون" التقليديين، واستعمل الآلات الموسيقية المعاصرة ضمن فريقه الموسيقي، إلا أنه جمع جما غفيرا من العشاق والمحبين، وجعل الأغنية الحسانية تكتسب صيتا عالميا.

وتقول الفنانة فضيلة الناجم محمد عمر، عن تجربتها الموسيقية مع ابني أختها "آدم بنلمقدم ومحمد بنلمقدم"، الصغيرين اللذان تألقا مؤخرا في برنامج مواهب الأطفال "ذا فويس كيدز"، إنها تسير بهما على "خطى جدِّهما ووالدها الناجم محمد عمر"، مؤكدة أن المهم في الأمر هو أن "الموسيقى الحسانية العصرية تغري الشباب بالاستماع إليها، في حين ما يزال للنمط القديم أيضا عشاقه، بينما يحلق النموذج الذي طوره الراحل الناجم محمد عمر في كل الأرجاء".

وتضيف فضيلة مؤكدة أن "النظرة التي تحط من شأن الفنانين قد صارت شيئا من الماضي، فكل أبناء العيون مثلا ينظرون إلينا اليوم بفخر واحترام، لأننا أعطينا صورة مشرفة عن العيون وعن بلادنا المغرب"، في إشارة إلى إرث الموسيقى الحسانية الذي تتعايش بين نغماته كل التأثيرات الحضارية الإفريقية والأمازيغية والعربية، كما يستقبل بكل رحابة صدر أهل الصحراء المغربية تجارب الموسيقى العالمية.

قد يهمك أيضًا

شيخة سنان تبيّن أن معرض "هي" بانوراما للمهتمين ومتذوقي الفن

إعجاب متزايد في أوروبا بلوحات فنان يمني رسمها خلال فترة الحجر الصحّي

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيكاون مبدعو الصحراء الذين حفظوا إرث البيظان الثقافي إيكاون مبدعو الصحراء الذين حفظوا إرث البيظان الثقافي



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 06:04 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 08:54 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 00:08 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

"مهيبر جرح" أغرب الفنادق في الهند يجذب الزوار

GMT 18:31 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 10:22 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تكشف عن أفضل الفوائد لمشروب "الشمر"

GMT 16:31 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

مقتل 8 أشخاص وجرح العشرات جراء حريق هائل في باريس

GMT 12:43 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"اليوفي" يشكر "بنعطية" والأخير يرد برسالة عاطفية

GMT 21:47 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

المنتج الحاج يطرح أغنية "الليلة دي" لـ" لؤي" على " يوتيوب

GMT 20:36 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

تعليم نجران ينفذ دورة في برنامج "راسل" الإلكتروني

GMT 00:57 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

جامعة الإمام تنظم "مؤتمر التعريب" الشهر القادم

GMT 17:51 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

نادي الفتح يتعاقد مع حمزي لمدة 3 مواسم

GMT 14:05 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

الحارس ياسر المسيليم على رادار النصر السعودي

GMT 10:41 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

طريقة إعداد فطيرة التين باللوز المحمص

GMT 06:28 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

"الراديو 9090" يهدى درع الراديو للمفكر الحبيب على الجفري

GMT 10:20 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أويحي يربط ترشحه لرئاسيات 2019 بعدم تقدم بوتفليقة

GMT 22:19 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

نجم الغولف تايغر وودز يعود إلى الملاعب الشهر المقبل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon