الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق   رحبت حكومتا السودان ودولة الجنوب بالتوقيع على إتفاق جديد بينهما يتيح للجنوب تصدير نفطه عبر الأراضي السودانية ويحقق الأمن والسلام بين البلدين الجارين ويعزز حركة التجارة والتعاون المصرفي وتيسير تنقل المواطنين ومعاملتهم في البلدين. وأبلغ وزير الدولة في وزارة الرعاية والضمان الإجتماعي  السوداني  إبراهيم أدم "العرب اليوم" صباح الثلاثاء أن المبدأ الأساسي لحكومة بلاده هو الاستقرار في علاقات البلدين وتحقيق الامن  والسلام بينهما .  وأضاف "لقدد سعينا لذلك منذ اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين البلدين في العام 2005 التي أعقبها إنفصال الجنوب عن الشمال كما تعاملنا مع الجنوب بكل صدق وحسن نية  وفقا للإتفاقية " وتطرق الى بعض الإشكالات التى حدثت وقال "لكن على الطرفين النظر إلى المستقبل  وعدم العودة الى الوراء  وتجاوز تلك المشكلات واهم شئ بالنسبة لبلدينا الان هو الامن والاستقرار وعدم دعم الحركات السالبة في البلدين ، وعدم التدخل في الشوؤن الداخلية للبلد الاخر " وقال الوزير أدم " لا بد من المصداقية والشفافية ومن توفر الارادة السياسية لكلا البلدين" معتبرا ان الفترة المقبلة ستشهد عملا مضاعفا من الطرفين على خلفية الاتفاق الجديد تحقيقا للمصالح المشتركة لشعبي البلدين .  وفي جوبا اعلنت حكومة جنوب السودان ترحيبها بالاتفاق، وقال الناطق الرسمي باسمها  وزير الاعلام الدكتور برنابا بنجامين في تصريحات عبرالهاتف لـ "العرب اليوم" ان لا مستقبل للبلدين دون التعاون  الصادق بينهما وان وفد بلاده في المفاوضات سوف يعقد مؤتمرا صحافيا  يقدم فيه شرحا لبعض تفاصيل الاتفاق الذي ابرم فى اديس ابابا".   وأكد ان بلاده "كانت مستعدة  وجاهزة منذ اليوم الأول على تنفيذ هذه الاتفاقيات لكن التاخير كان بسبب مواقف الخرطوم  ، وان حكومة بلاده ستعمل على تنفيذ الاتفاقيات بشفافية ورغبة في تحقيق وتبادل المصالح ،التي  تحتم التعامل بكل صدق وشفافية  كون ان لكل بلد الالاف من الرعايا في البلد الاخر".    واضاف وزيرالاعلام الناطق الرسمي باسم  حكومة جنوب السودان"  لابد من تجاوز افرازات  الماضي  فالجنوب والسودان كانا دولة واحدة  وبينهم  من الروابط ما هو كفيل بالحفاظ على علاقات متينة وجيدة في المستقبل "  كما جدد وزيرالنفط  الجنوبي استيفن ديو استعداد  بلاده لتصدير النفط عبرالاراضي السودانية،  معتبرا ذلك خطوة جيدة  ستخفف من المشكلات الاقتصادية في كلا البلدين .  وكان ثابو مبيكي  رئيس الالية الافريقية التي ترعى التفاوض بين السودان وجنوب السودان قد أعلن  إن السودان وجنوب السودان إتفقا على إصدار أوامر لاستئناف تصدير النفط الجنوبي عبر خطوط انابيب في اراضي السودان في غضون اسبوعين. ووقع كبير المفاوضين السودانيين وزير الدولة برئاسة الجمهورية ادريس محمد عبد القادر إتفاقا مع نظيره من جنوب السودان باقان أموم  اتفاقا يحدد جدولا زمنيا لاستئناف تدفق النفط  وذلك بعد اربعة ايام من محادثات رعاها الاتحاد الافريقي في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا. وأبلغ امبيكي الصحافيين أن الأوامر ستصدر إلى الشركات في غضون اسبوعين لاستئناف تدفقات النفط. وكان جنوب السودان قد أوقف كامل إنتاجه النفطي قبل أكثر من عام في خلاف مع الخرطوم ، كما رحبت مفوضية الاتحاد الإفريقي على الخطوة واشارت  رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي  دلاميني زوما في بيان  الى إنها  واثقة تماما بأن الحكومتين ستعملان من أجل تنفيذ التزاماتهما بسرعة وحسن نية. ويذكر ان  السودان ودولة الجنوب وقعا صباح الثلاثاء على ترتيبات تنفيذ اتفاقيات التعاون التسع بين البلدين الموقعة في السابع والعشرين من أيلول/ سبتمبر 2012 . واصدر وفد السودان  في المفاوضات التي شهدتها العاصمة الاثيوبية اديس ابابا  بيانا صحافيا صباح الثلاثاء  اوضح فيه أن التوقيع على هذه الوثيقة المهمة يأذن بتنفيذ الاتفاقيات بين البلدين في المجالات كافة والتي تشتمل على الترتيبات الأمنية، التعاون الاقتصادي خاصة فيما يتعلق بتصدير نفط جنوب السودان عبر السودان بالإضافة لحركة المواطنين ومعاملتهم في البلدين و التجارة و التعاون المصرفي.   واكد البيان  التزام الحكومة  بتنفيذ الترتيبات وفقا للبنود والتوقيتات الزمنية الواردة بها وفقا لمبادئ حسن النية والتعاون البناء وحسن الجوار. وينتظر ان يعقد وزيري الداخلية في البلدين   في السابع عشر من آذار/ مارس الجاري  اجتماعا للاتفاق علي الترتيبات الادارية والفنية  المطلوبة لفتح المعابر المتفق عليها بين الدولتين لتسهيل حركة المواطنين بينهما.