وسائل التواصل الاجتماعي اجعلها لك لا عليك

وسائل التواصل الاجتماعي: اجعلها لك لا عليك!

وسائل التواصل الاجتماعي: اجعلها لك لا عليك!

 السعودية اليوم -

وسائل التواصل الاجتماعي اجعلها لك لا عليك

بقلم ـ محمد داودية

كبرت أسرة "فيسبوك" عندي واصبح عددنا 4961 صديقًا، وبقدر سعادتي بالعلاقة المحترمة التي تربطني بأصدقائي على "فيسبوك"، بقدر ما يسعدني أن أرى العلاقة المحترمة موجودة بين الكثيرين من الأخوة والأصدقاء والأبناء.

وحقق "فيسبوك"  خاصة ووسائل التواصل الاجتماعي على العموم ثورة في العلاقات الاجتماعية والإنسانية، وأتاح فرصًا خرافية لبني البشر للتعارف والتواصل والعثور على بعضهم البعض بعد عقود طويلة من الانقطاع، كما حصل معي، فقبل ذهابي إلى أميركا في آب 2011 مع ابن أخي زيد أبو عابد وابن صديقي سيف مهند العفوري وابني حسن أبو علي الطفيلي، لتسجيلهم في الجامعة، صادف أن وجدني على "فيسبوك"   الاستاذ عيسى بطارسة، الشاعر المهجري العذب والناشط الثقافي البارز، صديق الطفولة في المفرق، ولما أضافني وأضفته، عثرت في صفحته على منجم حقيقي من أصدقاء الطفولة.

 ووجدت في قائمة أصدقاء عيسى بطارسة ، أصدقاء الطفولة في المفرق: الشاعر المتميز سرحان النمري والروائي البارز سمير اسحق والكابتن الوسيم الطيار فراج فراج والأب المتفاني اميل حداد، وتكلمت هاتفيًا وأنا هناك مع الإعلامية والشاعرة الكبيرة سلوى السعيد، كما أتيح لي أن أقابل عددًا من الأردنيين في كاليفورنيا، زرتهم في جمعيتهم – جنوب كاليفورنيا للعرب الأميركيين - وتعرفت في الزيارة على نماذج أردنية باهرة مثل  الفريد في انتمائه وعطائه الشيخ فارس حداد رئيس الجمعية والناشط القومي التقدمي يعقوب خوري ورجل الأعمال الرائع بطل رياضات الدفاع عن النفس سمير جبر، ورجل الأعمال البارز عماد ملحم، والخلوق الكريم على العطيات والرجل النشمي عصام الربضي، وجددت صلتي بالأصدقاء الآخرين بعيدي مكان الإقامة.
وانعقدت صداقات عزيزة عليّ في شيكاغو، بفضل "فيسبوك"  والواتساب، مع القنصل الفخري الأردني في شيكاغو السيد إحسان الصويص والشيخ عصام العوران والشيخ غازي أبو شلفة ورجل الامن البارز نصري الربضي والمصرفي مايكل أدولف الصويص، وكما في كل منتجات العلم والتقنيات في العالم، فحيث تتوفر منافع تقنية مذهلة،  لا بد من ضريبة تقابلها، أي في مقابل التمتع بالمزايا لا بد من دفع الاثمان والضرائب، ويظل الدفع أقل بما لا يقارن مع القبض.

قدمت لنا التكنولوجيا الطائرة التجارية التي تحملنا إلى أحبائنا واشواقنا في ما وراء الشمس والقمر والبحار، وقدمت لنا إلى جانبها، الطائرة الحربية المقاتلة التي تحمل القذائف المدمرة والصواريخ بالغة الدقة وفائقة التدمير، وللانسان أن يأخذ ما يتفق مع مصالحه وأهدافه، وقدمت لنا التكنولوجيا "الانترنت"، فصار ممكنًا إنشاء الويكيبيديا التي تقدم لنا مكتبة من المعلومات، بكبسة زر. وصار ممكنًا إنشاء منصات التواصل الاجتماعي والحصول على المعلومات والأخبار بلمح البصر، وبالطبع جعلتنا التكنولوجيا أكثر دقة وأكثر تنظيمًا، وقدمت لنا التكنولوجيا، خيرات الطب والزراعة والمعرفة والاتصال والتسلية والمواصلات وغزو الفضاء والمحيطات والبناء وتكثير الطعام وحفظه والتبريد والتدفئة ...الخ، من الخيرات التي لا تحصى. 

والوجه الآخر للتقدم العلمي، هي الكوارث التي تقع نتيجة سوء استخدام هذه التكنولوجيا ومنها حوادث السير وسقوط الطائرات والقدرات التدميرية الهائلة المتمثلة في السلاح النووي، ومن طرائف ما يروى في هذا الباب أن الرئيس الأميركي جون كندي قال للرئيس الروسي نيكيتا خروتشوف: عندي أسلحة نووية أستطيع بها تدمير العالم مرات عدة، رد عليه خروتشوف: لا حاجة لتدمير العالم مرات عدة، عندي ما يدمره مرة واحدة.

وفي جزئيتنا البسيطة، من عالم التكنولوجيا المنفلت من عقاله، وهي وسائل التواصل الاجتماعي عمومًا ، وفيسبوك خصوصًا، فإنها لا تشذ عن القاعدة، التي تقول إن التكنولوجيا خير عميم فيها شر قليل، وطبيعي أن تبرز أحيانًا مؤشرات وسلبيات تؤثر على السلم الاجتماعي، وعلى الحريات العامة وعلى القانون والدستور، جراء الاستخدام غير الرشيد وغير القانوني لوسائل التواصل الاجتماعي، مما يؤدي إلى استغلالها في التحريض والإساءة الى الثوابت الوطنية واستخدامها من قبل البعض لاغتيال الشخصيات وتصفية الحسابات وإثارة الفتن الطائفية والإقليمية والجهوية والعرقية.

وفي المقابل يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمكافحة الغلو والتعصب وخطاب الكراهية ومشروع التطرف وتعميم الثقافة السياسية والمدنية وقيم المواطنة والديمقراطية والتسامح والمحبة والاعتدال والوسطية واحترام التعددية والتنوع والرأي الآخر وتفعيل الجوامع الوطنية المشتركة وتعظيم قيم الحوار الوطني والتعريف باهمية الدولة المدنية واليقظة على أهداف المُغرِرين والمحرضين

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وسائل التواصل الاجتماعي اجعلها لك لا عليك وسائل التواصل الاجتماعي اجعلها لك لا عليك



GMT 09:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

عِزٌ وفخر لكل أردني بمليكه وقائده

GMT 16:03 2020 الجمعة ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الاستشراق الإعلامي أهو تفوق عرقي أم عقدة تاريخية؟

GMT 10:35 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إستدارة القمر .. تلويحة

GMT 05:57 2017 الإثنين ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش في الاعلام

GMT 06:46 2017 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تواضعوا قليلا فمهنة الصحافة مهنة مقدسة

GMT 06:22 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ماذا قدمتم لتصبحوا صحفيين وناشطين؟

GMT 17:49 2017 الجمعة ,15 أيلول / سبتمبر

​الضبط الذاتي للصحافة والإعلام

إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 14:11 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ختام المرحلة الأولى من السباق الخامس للهجن العربية

GMT 19:48 2017 الأربعاء ,18 تشرين الأول / أكتوبر

خادم الحرمين الشريفين يبعث رسالة إلى الرئيس الجزائري

GMT 21:11 2017 الخميس ,12 تشرين الأول / أكتوبر

حسن كامي يكشف عن غنائه "أوبرا عايدة" 440 مرة

GMT 19:14 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن ساعة جديدة تضبط درجة حرارة الجسم

GMT 23:48 2017 الخميس ,11 أيار / مايو

طريقة إعداد مهلبية لذيذة قليلة الدسم

GMT 17:09 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة تسرّب الأطفال من المدارس تنذر بوقوع كارثة في العراق

GMT 20:19 2017 الأحد ,01 تشرين الأول / أكتوبر

حقيقة تعرُّض المملكة العربية السعودية لتسونامي في 2017

GMT 04:10 2012 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

عودة معوض وجونيور إلى تدريبات الأهلي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab