أسئلة غير حائرة

أسئلة غير حائرة

أسئلة غير حائرة

 السعودية اليوم -

أسئلة غير حائرة

محمد سلماوي

استوقفنى كثيراً فى الفيديو البشع الذى أذاعه تنظيم داعش لقتل شهداء الوطن المصريين عدة أشياء، أولاً هذا المشهد الجنائزى الرهيب الذى يُساق فيه المصريون إلى حتفهم على شاطئ البحر فى هدوء مريب، وهو مشهد لا يفسره إلا تهديد أفراد العصابة الإجرامية للضحايا والتعذيب النفسى المرير الذى تعرضوا له خلال فترة احتجازهم، وهو ما جعلهم يدركون أنه لا مفر من مصيرهم المحتوم، وقد رأينا أحدهم يتلو صلاة خاشعة وهو جاثم على ركبتيه عارفاً بأنه سيلاقى ربه خلال دقائق.

ولقد تساءل البعض: كيف لم نجد مقاومة من المحتجزين؟ وكيف لم يحاول أحد منهم الهرب؟ وكيف لم ينهر أى منهم فى هذا الموقف الرهيب؟ لكن يبدو أن من يسأل هذا السؤال لم ينظر إلى أفراد هذه العصابة الإجرامية فى الفيلم، الذين كان واضحاً أنهم مدججون بالسلاح وكانت خناجرهم تبرق أمام أعين الضحايا بالمخالفة لما أمر به الحديث النبوى الذى يعرفه كل تلميذ فى المدرسة بضرورة ألا ترى الذبيحة عند نحرها السكين التى ستذبح بها، فماذا لو كان الضحية هو الإنسان الذى كرمه الرب، إن هذا الجهل بالدين يدعو للتساؤل عما لو كان أفراد هذه العصابة التى تستخدم اسم الإسلام يعرفون الإسلام أصلاً أو تعاليمه.

إن أى حركة مفاجئة من الضحايا كانت ستمثل دعوة لهؤلاء المجرمين للإجهاز على من حاولها، وأغلب الظن على زملائه أيضاً حتى لا يفقد أفراد العصابة سيطرتهم على المجموعة.

ثم من الملاحظ أيضاً أن أفراد العصابة الداعشية كانوا جميعاً عمالقة، حتى إن أياً من المصريين لم يطاول إلا أكتافهم، أى أن أحجامهم لم تكن الأحجام المتعارف عليها للمصريين، ولا للعرب، فمن أين أتى هؤلاء الملثمون الذين يخشون الإفصاح عن هويتهم؟ ثم ما هى تلك اللغة الإنجليزية ذات اللهجة الأمريكية المكسرة، وما هذا الفهم الخاطئ للإسلام الذى لا يمكن أن يصدر عن مسلمين، فلا أحد من أتباع هذا الدين الحنيف يقول وكأنه يقرأ آية من القرآن الكريم: «وبعثناك بالسيف»، وهو ما لم يرد على الإطلاق فى الكتاب الذى ورد به العكس «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين».

تأتى بعد ذلك التقنية العالية التى جرى بها تنفيذ هذا المشهد الحزين الذى تم عرضه بطريقة التصوير البطىء، وجرى تصويره بمختلف الوسائل الحديثة التى تضمنت استخدام «الكرين» أى الكاميرا المحمولة على سكة حديد تمر على المشهد من أوله لآخره بلا اهتزاز، بالإضافة لعملية «المونتاج» التى تداخل فيها مشهد البحر الذى اكتسى بلون دم الضحايا الطاهر مع ذلك الترتيل الرتيب الذى يتكرر فى كل الأفلام الداعشية.

وأخيراً، هناك المال والسلاح الذى مكّن أفراد تلك العصابة من القيام بهذه الأعمال الإجرامية، من أين يأتى ومن الذى يمول هؤلاء المجرمين فى السرّ ويعلن أنه يحاربهم فى العلن؟ أسئلة حائرة.. أو قد تكون غير حائرة.

arabstoday

GMT 18:57 2025 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

تمنيات للجزائر

GMT 18:55 2025 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

«الانتقالي» فتح عشَّ الانفصاليين

GMT 18:54 2025 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

زيتونة فلسطينية تناجي ياسر عرفات

GMT 18:51 2025 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

مخالب «داعش» ما زالت تخمش

GMT 18:49 2025 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

خلوة صير بني ياس... التفكير الهادئ في زمن الاضطراب

GMT 18:45 2025 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

«موجز القوة» ومستقبل العسكرية الأميركية

GMT 18:42 2025 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

الجارديان: «أزمة صلاح.. أزمة الأمة المصرية»

GMT 18:39 2025 السبت ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر ترسم خطوطها الحمراء فى السودان

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسئلة غير حائرة أسئلة غير حائرة



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 06:28 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

طريقة عمل ستيك مشوي مع خضار سوتيه

GMT 14:44 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

رئيس نادي الفيحاء السعودي يوضح طموح الفريق

GMT 22:03 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن تفاصيل اجتماع أمين سر القادسية مع صوماليا

GMT 22:39 2016 السبت ,13 شباط / فبراير

حولي منزلك إلى مكان مليء بالحب في عيد العشاق

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 17:13 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

"ديلى ميل" تؤكد أن محمد صلاح لن يعتزل اللعب الدولي

GMT 14:24 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

الفنان سعد الصغير يحل ضيفًا على برنامج "وشوشة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon