الموقف الأمريكي الغريب

الموقف الأمريكي الغريب

الموقف الأمريكي الغريب

 السعودية اليوم -

الموقف الأمريكي الغريب

محمد سلماوي

أغرب رد فعل على العملية الإرهابية الأخيرة التى ارتكبها تنظيم داعش الإرهابى ضد شهداء الوطن المصريين هو رد الفعل الأمريكى، فأولاً تعمد البيت الأبيض إغفال أن ضحايا هذه العملية جميعاً مسيحيون، وأنه تم ذبحهم لكونهم مسيحيين، وقد شاهدت على الـ«يوتيوب» مقطعاً من أحد البرامج الحوارية فى التليفزيون الأمريكى يؤاخذ البيت الأبيض على إخفاء هذه الحقيقة، وقال مقدم البرنامج: «لقد وصف الإرهابيون أنفسهم الضحايا المصريين بأنهم (قوم الصليب)، وكان ذلك باللغة الإنجليزية، فلماذا إخفاء هذه الحقيقة؟».

كذلك صرح المتحدث الرسمى باسم وزارة الدفاع الأمريكية رسمياً بأن الولايات المتحدة لا تؤيد الضربات الجوية المصرية ضد ما وصفه بـ«الميليشيات الإسلامية» فى ليبيا، والتى لم يسمها صراحة «داعش» التى من المفترض أن واشنطن تقود حرباً ضدها.

وقال المتحدث الرسمى جون كيربى، فى مؤتمر صحفى، أمس الأول، إن قيام الولايات المتحدة بضرب أهداف محددة فى كل من العراق وسوريا «مختلف» عما قامت به مصر، لأن الضربات الأمريكية كانت تستهدف نقاطاً معينة، كما أنها لم تكن تحركاً أمريكياً فردياً، وإنما تمت بطلب وبالتنسيق مع السلطات المحلية فى العراق.

ثم قال متحدث وزارة الدفاع «إننا نثنى الدول الأخرى عن التدخل فى المسألة الليبية عسكرياً، لأننا نرغب فى أن تحل هذه الأزمة بالطرق السلمية وليس عن طريق العنف».

ولا شك أن مثل هذا الموقف الأمريكى الغريب يثير الحيرة ويدعو لكثير من التساؤلات، فمن المفترض أن الولايات المتحدة فى حالة حرب ضد داعش، وقد دعت إلى تحالف لهذا الغرض، فهل كانت جادة فى ذلك أم لا؟ وإذا كانت جادة ألا تكون أى ضربة لمخازن سلاح داعش ولمواقع تمركزه دعماً لهذه الحرب؟

ثم الزعم بأن ما قامت به مصر يختلف عن العمليات العسكرية الأمريكية فى العراق وسوريا، لأن تلك الأخيرة كانت موجهة لأهداف محددة، ولأنها لم تكن عملية من طرف واحد، يثير تساؤلات كثيرة حول الهدف من تلك المخادعة الواضحة، فالعملية المصرية استهدفت هى الأخرى مواقع محددة كانت مرصودة سلفاً، ثم إنها تمت بالتنسيق مع السلطات الشرعية فى ليبيا، بل وبترحيب منها، فلماذا لا تريد الولايات المتحدة أن يتصدى أحد للفوضى الإرهابية القائمة فى ليبيا؟

ثم لمصلحة من إخفاء هوية الضحايا المصريين؟ هل يخشى البيت الأبيض تعاطف الأمريكيين مع الضحايا المصريين؟

إن هذا الموقف الغريب يكشف الغطاء عن حقائق لم تعد خفية حول حقيقة الدور الأمريكى فى نشر الفوضى عن طريق الإرهاب وزعزعة الاستقرار فى الدول العربية.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموقف الأمريكي الغريب الموقف الأمريكي الغريب



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 05:53 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

احتجاج في نيويورك ضد فرقة أوركسترا إسرائيل

GMT 22:41 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

7 معلومات يجب معرفتها عن تحديث أيفون المقبل

GMT 02:04 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاح كبير للسباق التأهيلي الدولي لمسافة 120 كم في سيح السلم

GMT 12:39 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

إعدام 7 أشخاص في الكويت بينهم فرد من الأسرة الحاكمة و3 نساء

GMT 18:06 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

الأخطاء الـ 5 الأكثر شيوعًا بين متعلمي اللغات

GMT 02:50 2017 الأربعاء ,29 آذار/ مارس

محمد بدار يوضح أهمية علم النفس الإيجابي

GMT 11:13 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab