ساحر الأبجدية وضمير الوطن
إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان المدير الفني لمنتخب مصر السابق حسن شحاته يخضع لعملية جراحية معقدة استمرت 13 ساعة في القاهرة الجيش اللبناني يوقف 6 متورطين في الاعتداء على دورية تابعة لقوة الأمم المتحدة اليونيفيل
أخر الأخبار

ساحر الأبجدية وضمير الوطن

ساحر الأبجدية وضمير الوطن

 السعودية اليوم -

ساحر الأبجدية وضمير الوطن

أحمد السيد النجار

رفعت الأقلام وجفت الصحف.. رحل سيد القلم وساحر الأبجدية «الأستاذ» ومعلم الأجيال. ترجل الفارس الأعظم لمهنة الصحافة  فى مصر والعالم العربى والعالم عموما، وأحد أهم المفكرين السياسيين فى مصر والوطن العربى والعالم فى العصر الحديث، وأحد أهم رموز النبل والرقى الإنسانى الاستثنائى الذى يندر أن يتوافر لبشر. كلما دار الحديث عن الصحفى الأهم فى تاريخ الصحافة المصرية والعربية والعالمية، كان الأستاذ يأتى فى المقدمة بلا منازع، حيث لم يجتمع لأحد من الصحفيين المصريين أو العرب أو الأجانب أن يمتلك القدرات الصحفية الاستثنائية لـ »الأستاذ«، مع كونه أحد أهم المفكرين السياسيين على مر العصور.

يتحدث بعض صغار النفوس المفعمين بأحقاد وجلافة ثقافة الغزو والسلب والسبى والجهل عن أن نجومية الأستاذ صنعها قربه من الحكام، بينما أهم ما كتبه الرجل من كتب أسهمت فى تشكيل ثقافة أجيال السياسيين والنخبة الثقافية والقراء، كُتب ونشر بعد فراقه مع السلطة وخروجه من رئاسة تحرير ومجلس إدارة مؤسسة الأهرام. فأتاح له ذلك الخروج من مؤسسة الأهرام فرصة للتأمل والكتابة المتحررة من اعتبارات مصلحة المؤسسة فأبدع أعظم إنجازاته العلمية فى سلسلة كتبه التى أثرت المكتبة والعقول فى مصر والوطن العربى والعالم بأسره بعد أن تمت ترجمتها لعدد كبير من اللغات. ولن ننسى فى «الأهرام» أن الرجل هو الذى أنقذ مؤسسة الأهرام من الانهيار، إذ توجه إليه آل تقلا الذين كانوا يملكونها عارضين الوضع المالى المنهار آنذاك للجريدة وتوزيعها المتدهور، طالبين منه الإنقاذ إذا كان ذلك ممكنا. وخلال عام واحد تمكن »الجورنالجي« الأعظم فى تاريخ الصحافة من وضع الأهرام فى صدارة الصحافة المصرية وأصلح الوضع المالى للجريدة. وخلال سنوات قليلة أصبح جورنال الأهرام (كان الراحل العظيم يستخدم صيغة المذكر لدى الحديث عن «الأهرام» ويقرنه بمصطلح الجورنال وليس الجريدة) ضمن أهم عشر صحف فى العالم، واستقر بشكل دائم كأهم جورنال فى مصر والوطن العربى والشرق الأوسط.

الرجل العظيم بقيمته وقامته الاستثنائية فى تاريخ الصحافة والسياسة كان يستحق أن تحيطه بلاده وشعبه ودولته بأسمى آيات التقدير والاحترام، لكنه تعرض لأسوأ أشكال التربص والانتهاك والإساءة فى عهد الرئيس السادات بعد أن اختلف معه. ووصل الأمر إلى اعتقاله فى اعتقالات سبتمبر 1981 التى عبرت عن وصول السلطة آنذاك لمرحلة من الخبل السياسى المطلق، وتصاعد الاحتقان الذى ادى فى النهاية إلى اغتيال الرئيس السادات ونهاية حقبته. لكن ذلك لم ينه ما يتعرض له الرجل من إساءات متدنية ودنيئة استمرت على مدار بقية عمره حتى رحيله. وتفننت بعض الشاشات والصحف الصفراء وكتابها من الشتامين فى الإساءة لرجل لن يرتفعوا مهما فعلوا إلى قلامة أظفره.

وكان الرجل كالجبل الأشم يتسامى على كل ذلك، لكن من يقترب منه يدرك أن هناك مرارة وألما يختزنهما الرجل إزاء ما يجرى معه دون أن تتوافر له أى حماية تفرضها مكانته العظمى فى تاريخ الصحافة والسياسة والوطن.

كان الرجل هو صوت العقل الباحث عن مصلحة ومستقبل الوطن فى خضم عواصف محلية وإقليمية وعالمية. وبقدر حرصه على التوازنات العامة فإن رسالته كانت تصل واضحة، وكان خوفه الهائل على مستقبل مصر يتدفق فى كل أحاديثه وكتاباته. وبقدر واقعيته فإنه كان حالما بمستقبل يليق بالقيمة والقامة الحضارية لمصر. وحاول بكل السبل أن يسهم فى الجدل العام لدفع الأمور فى مسار يضمن لمصر السير على درب النهوض والتطور والتنوير والعقلانية.

أما عن مواقفه الإنسانية ورقيه ونبله وكرم أخلاقه، فإن الكلمات تعجز عن الوصف. وربما كنا بحاجة إلى بلاغته وهو سيد الأبجدية وساحر الكلمات حتى نستطيع أن نوفى هذا النبل الإنسانى حقه. لكنه باختصار كان روحا كبيرة وآسرة وعظيمة وقلبا يسع الكون بمودته الصافية.والحديث عن الراحل العظيم ومواقفه وحكاياته يحتاج لكتب لا إلى كلمة عزاء، لكن عزاءنا فى مؤسسته التى رفعها لعنان السماء هو أنه سيبقى خالدا فى ضمير مصر ما بقى للوطن والعقل والتنوير والتحضر والكرامة من قيمة، وسيبقى الرمز الأعظم للصحافة وفخرنا الذى نباهى به الدنيا بأسرها.

arabstoday

GMT 05:42 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

ونزاع عربي من الصنف الثالث؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساحر الأبجدية وضمير الوطن ساحر الأبجدية وضمير الوطن



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon