الأدب والاقتصاد متى يلتقيان 13
الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان
أخر الأخبار

الأدب والاقتصاد.. متى يلتقيان؟ (1-3)

الأدب والاقتصاد.. متى يلتقيان؟ (1-3)

 السعودية اليوم -

الأدب والاقتصاد متى يلتقيان 13

بقلم : عمار علي حسن

يبدو لأول وهلة أن الاقتصاد بما فيه من أرقام وعلاقات مادية، والأدب بما فيه من تجليات وخيالات، خطان متوازيان لا يلتقيان. لكن النظرة المتمعنة النابعة من الواقع تكشف عن وجود علاقة بين هذين المفهومين. فالاقتصاد يؤثر فى الأدب، بشكل غير مباشر، ابتداءً من الأشكال الأدبية ذاتها، وحتى مدارس النقد الأدبى، مروراً ببعض المواضع، مثل المستوى الطبقى للمؤلف، ورأس المال الثقافى، ونمط الإنتاج الفنى، ومضمون العمل الأدبى.. الخ.

بدايةً فإن الأدب يعكس الوضع الاقتصادى فى فترة زمنية معينة. فما كتبه الجاحظ فى «البخلاء» يعد شهادة مهمة على الوضع الاقتصادى الاجتماعى، الذى كان سائداً فى العصر العباسى الثانى، حيث أظهر مدى التفاوت، بين الذين يحيون فى ترف وبطر، ومن يعيشون فى فقر مدقع. وحالياً يعكس الأدب انتشار الأنماط الاستهلاكية، وثقافة «البترودولار» فى عالمنا العربى، من خلال تركيزه على اغتراب الإنسان واستلابه، وحالة التهميش، التى تعيشها قطاعات عريضة من المجتمع. وبالقدر نفسه فإن رايموند وليامز يرى أن فهمنا للتطور الصناعى فى أوروبا لن يكتمل دون الرجوع إلى بعض الروايات التى كُتبت عند منتصف القرن التاسع عشر، إذ إنها «تقدم صورة بالغة الحيوية، عن مظاهر الحياة فى مجتمع صناعى، يفتقد الاستقرار».

وعلى الجانب الآخر فإن تأثير الاقتصاد فى الشكل الأدبى يتضح فى الرواية أكثر من غيرها، حيث يرى كثير من النقاد أنها تعبير عن وضع اقتصادى معين. فـ«جولدمان» يعتبر أن الرواية هى العمل الأدبى، الذى يعكس الحياة اليومية فى مجتمع يطبعه نظام السوق. فشكل الرواية يبدو كما لو كان نقلاً للمفردات الحياتية فى المجتمع الفردى، التى يفرزها إنتاج السوق، وهى التى ترصد سلوك البشر فى بحثهم الدؤوب عن «القيم الاستعمالية»، أى القيمة الملموسة للأشياء، فى مواجهة «القيم التبادلية»، التى تقوم على الإنتاج من أجل السوق نفسه، وليس من أجل الاستهلاك.

وقد اقترن ظهور الرواية فى أوروبا ببزوغ فجر البرجوازية الأوروبية، لتصبح هى الشكل الأدبى الأساسى لمجتمع الرأسمالية الصناعية، وما يرتبط به من انتشار المدنية. فالهجرة من الريف إلى المدينة بحثاً عن الرزق، ركزت الأضواء على موضوعات، صارت مادة خصبة للروائيين الأوروبيين عند منتصف القرن التاسع عشر، مثل الزحام والاغتراب والصراع الاجتماعى، والتفاوت الطبقى.

ومن هذا المنطلق قسم «جولدمان» تطور القصة فى الغرب إلى ثلاث مراحل، الأولى: مرحلة البطل المتأزم، المعبر عن الاقتصاد الحر، والثانية: مرحلة القصص التى تحاول إلغاء القيم الفردية، وتعبر عن الاقتصاد الاشتراكى الموجه، أما الثالثة: فهى مرحلة القصص، التى تحاول أن تحل السير الجماعية محل السير الفردية، وتتسم بغياب الموضوع، وانتهاء البحث المنظم عن «قيم» من أى نوع.

ولا شك أن هذا التقسيم، يظهر مدى ارتباط السرد الأدبى بالتطور الاقتصادى/الاجتماعى، فى أوروبا، الأمر الذى يطرح تساؤلاً عما إذا كانت الرواية العربية قد اقتفت هذا الأثر، من عدمه، خاصة فى ضوء الرؤى التى تؤكد أن إسهام الغرب فى «صنعة» الفن الروائى لدى العرب، يفوق بكثير الإسهام الذى قدمه التراث العربى، فى هذا المضمار.

إن ظهور الرواية فى عالمنا العربى، ارتبط بنشأة المدينة، وظهور الطبقة الوسطى، التى إن كانت تمثل وعاء للقيم الإيجابية، فإنها بالنسبة للرواية مثلت، فى البداية، القاعدة التى تصعد الرواية بصعودها وتهبط بهبوطها. لكن الرواية العربية لم تراوح مكانها، ولم تعد أسيرة ارتباطها بالطبقة الوسطى، بل تعددت وتنوعت، وطوقت طبقات اجتماعية أخرى، معبرة عن همومها وأحوالها، وأصبحت تاريخ مَن لا تاريخ لهم، من الفقراء والمسحوقين، الذين يحلمون بغد أفضل، خاصة مع اتجاه التركيبة الاجتماعية للأدباء نحو الشرائح الدنيا.

فبعد أن كان معظم الأدباء، فى المراحل الأولى للرواية العربية، ينتمون إلى فئات تبدأ من الطبقة الأرستقراطية، حتى الشريحة العليا من الطبقة الوسطى، أخذت الرواية العربية تعرف كتاباً انحدروا ليس من الشريحة الدنيا للطبقة الوسطى فحسب، بل أيضاً من «قاع المجتمع»، مروراً بأبناء العمال والفلاحين. وقد ساهم هذا فى إثراء الإبداع الروائى، وفى أن تقفز الرواية لتكون «ديوان العرب» الحديث، لأن نزول كتاب مختلفى المكانة الاجتماعية إلى غمارها، جعلها قادرة على تسجيل حياة مختلف القطاعات البشرية، بشكل أكثر دقة وأمانة.

وإزاء هذا الوضع قسم بعض النقاد النماذج الروائية العربية إلى: الرواية التقدمية، والرواية الرجعية، ورواية البرجوازية الصغيرة، انطلاقاً من المنظور الطبقى، وذلك على عكس ما توصل إليه ناقد فذ مثل «باختين»، الذى سعى إلى البحث عن جذور الرواية فى أحضان الثقافة الشعبية الأوروبية، متخلياً عن الربط المألوف بين الرواية وقيم الطبقة البرجوازية.

(ونكمل غداً إن شاء الله تعالى).

arabstoday

GMT 08:59 2024 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

سطور من ذهب.. في محبة صاحب «فساد الأمكنة»

GMT 00:05 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

آفة أن يُحارَب الفساد باليسار ويُعان باليمين

GMT 06:32 2018 الجمعة ,11 أيار / مايو

الكتابة تحت حد السيف

GMT 05:12 2017 الجمعة ,15 أيلول / سبتمبر

سيادة «القومندان» عارف أبوالعُرِّيف

GMT 13:33 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

التعليم والتطرف والإرهاب العرض والمرض والعلاج

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأدب والاقتصاد متى يلتقيان 13 الأدب والاقتصاد متى يلتقيان 13



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon