سوق العتبة

سوق العتبة

سوق العتبة

 السعودية اليوم -

سوق العتبة

بقلم - عمرو الشوبكي

احترق يوم الجمعة الماضى سوق العتبة القديم فى قلب القاهرة، كما احترقت دار الأوبرا المجاورة له فى أوائل السبعينيات (بنى مكانها جراج علوى شديد القبح)، ومثلما احترقت كثير من المتاحف والبيوت الأثرية التى تعد بمثابة الذاكرة الحية للمدينة. ويقع سوق العتبة فى قلب منطقة رائعة الجمال هى العتبة التى يعود تاريخها إلى سرايا العتبة التى بنيت فى القرن التاسع عشر، حين انتقلت ملكيتها إلى الأمير طاهر باشا الذى كان ينافس على بك الكبير على السلطة، والذى ولاه محمد على «نظارة الجمارك» واستمرت السرايا بيد ورثته إلى أن اشتراها عباس باشا حلمى الثالث من أسرة محمد على، فوسعها وبناها من جديد واستمرت كذلك إلى زمن الخديو إسماعيل. وعندما قرر تخطيط منطقة الأزبكية وردم ما بقى من البركة راح جزء من السرايا بسبب هذا التنظيم وإن بقى منها القصر الكبير الذى أصبح مكانه المحكمة الواقعة خلف دار الأوبرا القديمة وبجوار «صندوق الدين» الذى هو الآن مقر مديرية الصحة بالقاهرة بجوار مبنى البريد الرئيسى.

والحقيقة أن هذه المنطقة المنسية هى كنز معمارى وثقافى حقيقى ومازال المسؤولون حتى هذه اللحظة لا يعون قيمتها، فقد بقى ميدان العتبة بأبراجه القديمة صامدا بعد تجديده دون أن يستطيع نزع قبح جراج الأوبرا الشهير، وبقيت أسواق العتبة مهملة رغم اكتظاظها بالناس، حتى أتى الحريق على معظم ما فيها، وظلت مبانى شارع الجيش حتى باب الشعرية نموذجًا نادرًا لجمال معمارى شعبى يتعرض كل يوم لهدم وتدمير غير متكرر فى أى بلد بتاريخ القاهرة.

قوة مدينة القاهرة وسحرها ليس فى مبانيها الجديدة ولا فى ناطحات سحاب نسمع عنها فى داخل العاصمة الإدارية وخارجها، إنما فى معمارها القديم، أى فى قاهرة المعز الفاطمية، والقاهرة الخديوية الحديثة، ومعظم المبانى التى شيدت فى بدايات القرن الماضى فى أحياء مثل الزمالك وجاردن سيتى وشبرا وباب الشعرية والحلمية والعباسية وبولاق أبو العلا (الذى هدمت فيه بيوت أثرية رائعة الجمال) ومصر الجديدة وغيرها، ويمارس بحقها تدمير ممنهج يقضى على وجودها.

لو بنينا فى مصر عشرات الأبراج وناطحات السحاب والمولات، فلن ننافس دبى ولا نيويورك، ليس فقط لأننا دولة محدودة الموارد لا تستطيع أن تنافسهم فى ذلك، إنما لأن سرّ قوة القاهرة وتفردها بين العواصم الكبرى فى العالم هو معمارها القديم ومبانيها الأثرية، فليتنا نعرف أن لدينا عاصمة تحمل تاريخًا معماريًا عظيمًا، مطلوب فقط أن نحافظ عليه وأن نجعل من عملية إعادة بناء سوق العتبة وعودته كما كان هدفًا قوميًا حقيقيًا.

هذه منطقة من أجمل مناطق القاهرة وأكثرها دفئًا، ولدينا صحراء واسعة نستطيع أن نبنى فيها كما نشاء كل ناطحات السحاب الممكنة.

arabstoday

GMT 09:20 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار المتزوجين

GMT 09:15 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار من ايران وغيرها

GMT 05:49 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

«قيصر» يقتحم أبوابكم!

GMT 04:28 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

3 سنوات قطيعة

GMT 04:19 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

مسكين صانع السلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوق العتبة سوق العتبة



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 20:00 2016 الأربعاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مصورة بلجيكية تحصل على لقطات للبوة تفترس حمارًا وحشيًا

GMT 13:14 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

رئيس الوزراء البحريني يعلن استقالة الحكومة

GMT 19:03 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

5 سبل ناجعة لتصبح أكثر جاذبية في نظر شريك حياتك

GMT 16:09 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

تعرّفي على تنسيق ديكورات غرف النوم المتصلة بالحمام

GMT 17:31 2017 الخميس ,26 تشرين الأول / أكتوبر

اختيار منى المنصوري مصممة العام في الإمارات

GMT 08:41 2017 الأربعاء ,28 حزيران / يونيو

أسرة مسلسل "ظل الرئيس" ضيوف بوسي شلبي على المحور

GMT 09:34 2021 الأحد ,21 شباط / فبراير

قائمة بأكثر الدول تضررًا من وباء كورونا

GMT 22:12 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

مصادر تؤكد أن محمد هنيدي تعافى من أزمة قلبية

GMT 02:32 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

بارلي تشدد على إنهاء "داعش" قبل الانسحاب الأميركي من سورية

GMT 02:14 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

لاعب الأهلي عبد الفتاح عسيري يفتح باب الرحيل للاتحاد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab