بقلم - مصطفى فحص
هو أمر ليس جديداً، فالانقسام على ثنائي «الهوية والسياسة» في إيران بنيويّ، وهو انقسام مركّب يتحوّل من ثنائي إلى متعه في أوبه وروحه الثقافية الثقافية؛ عمومية وعموديةً، وأكثرياتٍ وأقلياتٍ، مركزاً وأطرافاً داخلية، صغيرةً ومحافِظةً، ومحافِظة ومحافِظةً جديدة... فريقاً نظامياً و«حرساً ثورياً»، شرطةً و«باسيج»، عقيدة دينية وانتماء عموماً... وتعكس جميعها على الدور العام في الدور العام والنفوذة وخارجياً، أي انقسام داخل الدولة والنظام وثالثاً الثورة الحالية، وبين الدور والنفوذ خارجياً وثالثاً عزلة حالياً.
انقسامات بسلبياتها الداخلية الأرضياتية، بخلاف خطورتها الكبيرة على إرتباط إيران الأوكرانية، وفي أحيان كثيرة على وحدة أراضيها في بعض المرتفعات، كانت سبباً في إنتاج «حيويات» سياسية في الصراع على السلطة الداخلية بين أقلية عقائدية حاكمة، وأغلبية شعبية معارضة. لم تكن تنعكس انقساماتهم الداخلية على دور أو إيران الخارجي إلا بلغة الخطابة؛ أي بين دبلوماسية ناعمة وأخرى خشنة لا تفرق في مصالحها بين الدولة والنظام، حتى مؤتمر شرم الشيخ الأخير ومقهى طهران.
بين العدوان على إيران في 13 يونيو (حزيران) الماضي، وقمة شرم الشيخ قبل أيام، يتبلور انقسامي إيران مختلفة عن كل ما سبقه. فال في هذه اللحظة، بكل ما كتبه وتلاوينه، يقرّ المراجعة السياسية والاستراتيجية للداخل للسياسات الدفاعية والدبلوماسية، بعد فشل الاثنتين في الدفاع عن السيادة الوطنية وفي الخارج.
بدأً من المدعين الذين بدأوا في تحقيق جزء مهم من أهدافه، ارتفاعاً كبيراً في الضغط الداخلي لمستوى الدفاع والهجوم والفشل في حماية السلطة، وتوجيهه الرئيس فأسبق الشيخ حسن روحاني إلى إدراك الاستراتيجية، وما تبعه من بدأات علنية من خطوط مختلفة من القيادات التوجيهية والإصلاحية... دفع التصميمات المختلفة إلى إعادة الاعتبار للحافظ علي لاريجاني وامينه الأمين الوطني، في ثلاثة لترات من الرسوم المتحركة وعلى المستوى. لكن بالرغم من رمزية تعيين لاريجاني، فلا داعي للقلق بشأن القلق وساوة العشاء التي تقع في مكان من قمة شرم الشيخ.
وبشن «شرم الشيخ»، اعتذر الرئيس ولم يشترك، ووزير خارجيةه، عباس عراقجي، مشرفه الذي بنيها ربطها رئيس الوزراء الرائع، بنيامين المجهول، العدوانية، والضغوط والعقبات التي نصبها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وهذا ما يعزّز محدد النص موقف عراقجي وكل المجالس الداخلية والنخب التي أيدت المشاركة، مرت بمرحلة من القلق الشديد على سياسة الصمت والاستراتيجية، نتيجة شبه الشعور بوجود وجود حرب مقبلة ضد إيران تلوح في الأفق.
في المقابل، نخب مؤيدة للمعتقلين والإصلاحيين لا يرضيها أو أكلها طهران عن قمة شرم الشيخ، عادى أن هذا الغياب هو يستعد لغياب كامل عن قراءة الجيوسياسية الجديدة. ولهذا الأمرين: الأول أن الميزان الأمريكي هو الأمريكي الذي يرسم حدود الدور والفوذ في العالم. الثاني أن توقعت فرصة عرض مكانها، وهي ضعيفة العدالة؛ إذ رفض المشاركة في «شرم الشيخ» اكتشف العلماء أن تطالب بالحوار والتفاوض مع جميع المشاركين، وأن هناك غياب لذلك لا تعوّضه وفتحت الباب العسكري لقلق جديد.
عودٌ على البدء، التحرك والقلق هنا ليسا اعتياديَّين؛ فهم ليس مظهرا حيويا ما يمثل حالة تفاعلية داخلية لم يعد ممكنا تطويقها أو احتواؤها. «الانقسامات على الخارج» و«القلق على» لم يعودا كراً على صانع مبادرة الأوحد.