هل تختفي الليبرالية الديموقراطية من التاريخ
حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني روبيو يؤكد أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حاسمة رداً على الانتهاكات التي يتعرض لها المسيحـيون في نيجيريا ودول أخرى دونالد ترامب يمنح عفواً غير مشروط لنائب ديمقراطي وزوجته يواجهان إتهامات جنائية الكنيست الإسرائيلي يصادق على مقترح لابيد لتبني “خطة العشرين” بشأن قطاع غزة
أخر الأخبار

هل تختفي الليبرالية الديموقراطية من التاريخ؟

هل تختفي الليبرالية الديموقراطية من التاريخ؟

 السعودية اليوم -

هل تختفي الليبرالية الديموقراطية من التاريخ

خالد الحروب

ربما ليس ثمة ثابت في التاريخ سوى عدم ثباته واستدامة حركته المتغيرة بشكل مدهش. من حقبة إلى حقبة لا يني هذا التاريخ، العصي مستقبله على الفهم، يسخر من المتصدين للتنبؤ بمساراته. تبدو أحداثه في هذا الطور أو ذاك من الزمن وكأنها تتلاحق في مسار يبدو مُعلماً بالمستقبل، مغرياً كثيرين للتسرع بإطلاق تقديرات وتنبؤات بما سوف تكون عليه مآلاته. ثم لا يلبث أن يصدمهم بحركاته المفاجئة وانعطافاته، منحرفاً على يمين المسار وشماله، مرتكساً إلى الوراء تارة، أو خارجاً منه تماماً ومستحدثاً مساراً آخر جديداً.

قبل عقدين أو أكثر قليلاً انتشت النبوءة العارمة بحتمية اندراج البشرية ودولها وشعوبها وحصريته في مسار الديموقراطية الليبرالية، وبكونه المسار الإنساني الأخير والوحيد الذي آل إليه العالم بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط الكتلة الاشتراكية ومشروعها الأيديولوجي.

 تجسدت حينها تلك اللحظة التاريخية، في أوائل تسعينيات القرن الماضي، شديدة الكثافة، وبالغة الوطأة، في انهيار المثال الأبرز والأقوى للنظرية شبه الوحيدة التي تحدت فكرة الرأسمال وإنتاجاته وصياغاته لحياة المجتمعات واقتصاداتهم وثقافاتهم. فداحة الانهيار للإمبرطورية والأيديولوجية اللتين سيطرتا على ثلث العالم تقريباً خلال سبعة عقود أو أقل وفجائيته وضخامته، تفسر جزئياً هوس التنظير الظافري، الذي مثل فرانسيس فوكوياما ذروته الأيديولوجية بالاستعجال بالتبشير بأبدية و «سرمدية» نموذج الديموقراطية الليبرالية.

فوكوياما افتتح المشهد التنبئي العريض، وآخرون لا حصر لهم لحقوا، مطلقين العنان لتفاؤل جامح يقول إن شعوب العالم ومجتمعاته تتجه، وإن بسرعات متفاوتة، نحو تبني نموذج الديموقراطية الليبرالية، لأنه النموذج الأكثر استجابة لتطلعات حرية الإنسان بالدرجة الأولى، وإطلاق طاقاته، وتحقيق توازنات تقدم على الاختيار لا القسر. صحيح أن العماد الاقتصادي للنموذج يقوم على رأس المال الذي يخلق تفاوتاً هائلاً وكبيراً بين البشر ويهدد تحقيق العدالة الاجتماعية، وهي المسألة التي تفوق فيها النموذج الاشتراكي المُنقضي، بيد أن مآلات ذلك التفاوت، كما بشرت الليبرالية، ستنتظم في آليات ضابطة تقلل من منعكساتها، وتقلص فجواتها. لكن المرتكز الثاني لليبرالية، وهو الديموقراطية، كان الأكثر جاذبية لتوق إنساني عميق نحو الحرية والانفكاك من السلطويات والاستبداد. وعليه، فقد ارتكزت النبوءة المبشرة والتفاؤل الكبير الذي تغنت به، على هبات ديموقراطية في هذه المنطقة أو تلك من العالم، كان أولها وأهمها التحولات الديموقراطية الكبرى في دول أوروبا الشرقية، ولحقتها تحولات بعض جمهوريات آسيا الوسطى التي خضعت طويلاً لحكم السوفيات، ثم في أكثر من دولة وحالة في أميركا اللاتينية وبعض مناطق آسيا وأفريقيا.

إذن سقطت الأيديولوجية الأكثر تهديداً لليبرالية الديموقراطية، وحق لهذه الأخيرة أن تنتشي ولو ظرفياً. 

الأيديولوجيات الأخرى المتبقية في المشهد العالمي بعد اختفاء الأيديولوجيا الماركسية لم تكن تشكل تهديدات حقيقية لليبرالية، وظلت ثانوية أو مكملة لواحدة من أيديولوجيتي الصراع الكبرى. أبرز تلك الأيديولوجيات التي حاولت أن تملأ الفراغ المُستحدث كانت الأصوليات الدينية.

 لكن تمثلات تلك الأصوليات وحركاتها الدينية لم تحتل سوى مواقع متفاوتة في خريطة الصراع الأيديولوجي والسياسي العريض بين الليبرالية والماركسية، ووقعت بالمجمل فريسة التوظيف من قبل واحدة من الأيديولوجيتين المتنافستين (كما حدث على مدار سنين طويلة في المنطقة العربية وأفغانستان وباكستان).

 لم تشكل أي من الأيديولوجيات الأصولية بحد ذاتها طرحاً متماسكاً ومتكاملاً يصل إلى مرتبة طرح البديل العالمي. هامشية الحركات الدينية والأصولية أسست (ورسخت) النظرة لها بكونها زائلة وبأن نهايتها هي الانقضاء الحتمي رغم استطالة عمرها النسبي هنا أو هناك. رآها مفكرون كثر على أنها مجرد طفرة على جنبات التطور الإنساني الآيل نحو سيادة العقلانية والبراغماتية على حساب الدين والغيبيات -أو هي شهقة الموت الأخيرة قبل الأفول النهائي للدين مقابل العقل-. وتأسيساً على هذه النظرة، فإن كثيرين لم يأخذوا أطروحة صاموئيل هانتنغتون حول صراع الحضارات (... أو الأديان) مأخذاً جدياً، ولم تحظ مقولاته حول تحول صدام الأيديولوجيات المنقضي إلى صدام بين حضارات وأديان شعوب العالم، بالاحترام في أوساط الفكر والثقافة الرصينة، وإن بقيت مُشتهرة في الخطابات الشعبوية هنا وهناك، غربيها وشرقيها.

بعد مرور عقدين ونصف على لحظة انتصار الليبرالية الديموقراطية، والتنظير لها والاحتفاء بغلبتها، كيف يتبدى مشهد السياسة والأيديولوجيا عالمياً وإنسانياً؟ ربما يمكن القول أولاً إن الفكرة الليبرالية الديموقراطية تشهد جموداً ملحوظاً، إن لم يكن انحساراً تدريجياً، وإن كان بطيئاً.

 هي بالكاد تسيطر على مساحاتها وجغرافياتها التي تعتبر مواقع حضورها ووجودها التقليدي -أي في أوروبا الغربية وشمال أميركا-، ففي الأولى تنهش تيارات اليمين المتطرف والعنصريات المتصاعدة، وكذا التمظهرات الانغلاقية للتعددية الثقافية، من اللحم الحي للنموذج الليبرالي الديموقراطي، وفي الثانية، وخاصة في الولايات المتحدة، يتفاقم تحالف المحافظة السياسية مع النزعة الدينية الصهيو- مسيحية، حاشراً الليبرالية في زاوية الدفاع الدائم عن النفس. وفي الحالتين الاثنتين، الأوروبية والأميركية انحسرت، إن لم تكن توقفت، فكرة الدفاع عن التحولات الديموقراطية في العالم، وارتكست السياسات إلى حقبة الحرب الباردة حيث المصالح العارية تدوس الترويج لأي قيم ديموقراطية أو ليبرالية، وهو ما تكشف على نحو فاضح في التردد الأولي لتأييد التغيرات المحتملة لانتفاضات الربيع العربي، ثم حسم الموقف بالاصطفاف مع «النظام القديم» و «الوضع القائم».

بعيداً من «الفضاء الغربي» برزت ولا تزال، تنويعات لسياسات وأفكار مختلفة أو هجينة، وليست بالضرورة متبلورة على شكل أيديولوجيات منافسة، لكنها بالتأكيد واقعة خارج التصنيف «الليبرالي الديموقراطي». أول «النماذج» مما يقضم من «الفضاءات الحيوية» لليبرالية الديموقراطية هو نموذج الليبرالية غير الديموقراطية، كما في روسيا والصين، أو الديموقراطية غير الليبرالية، كما في الهند. في حالتي روسيا والصين ثمة مكونات عديدة، خاصة اقتصادية، مستوردة من أو معدلة عن الأصل العائد للنظرية الرأسمالية، في شكلها وعضوية علاقتها مع الليبرالية الديموقراطية. لكن هذه المكونات صارت تشتغل كوحدات مستقلة وليس كجزء من كل هو النموذج الأم. النموذج الروسي- الصيني الذي يقول بإمكان تحقيق اقتصاد ناجح وفعال (... وليبرالي) من دون الاضطرار إلى تبني سياسة ليبرالية وديموقراطية حقة، يحقق حضوراً، أو ترجمة وتقليداً له في مناطق كثيرة من العالم، ومن ضمنها العالم العربي.

 هذا «النموذج» هو إعادة تأهيل للاستبدادوية والسلطوية، وحمايتها من تهديدات المكون الديموقراطي الذي يستكمل المكون الليبرالي في النموذج الأم. في الحالة الهندية، وهي أكبر ديموقراطيات العالم، هناك صيغة بالغة التعقيد لديموقراطية واسعة لكنها مشوهة بطبقيات اجتماعية وجهوية تخترقها الأصولية الهندوسية التي يكرسها ويمأسسها الحزب الحاكم. وفي الحالات الثلاث، وعلى الضد من الفكرة الليبرالية، تستجمع القوميات (الروسية والصينية والهندية) طاقتها القصوى لتعبر عن تميزها وتفوقها (الجنسوي) وتعاليها على الآخرين، وتنتج خطابات تقترب كثيراً من الشوفينية البحتة.

ثاني النماذج المطروحة حالياً، خاصة في الشرق الأوسط، هو ما تقدمه الحركات والتصورات الدينية، خاصة تلك التي لا تعترف بفكرة «الدولة» وتريد أن تستجلب أشكالاً فوق- دولتية (كما هي الحالة الداعشية)، أو تلك التي تعتمد على «الدولة- القاعدة» لكنها تتجاوزها من خلال استبطان مرجعية دينية عابرة للحدود ولا تعترف بها، بدعوى الدفاع عن أتباعها في كل مكان (كما هي الحالة الإيرانية). ما تطرحه هذه الأصوليات لم يكن يؤخذ بجدية في العقود الماضية، كما لم تؤخذ الأطروحة الهانتنغتونية بالجدية الموازية، لكنها اليوم أصبحت جزءاً فعالاً من المشهد وتقدم تهديدات حقيقية للأوضاع القائمة. من ناحية المضمون والمكون الفكري، هي مناقضة تماماً وجذرياً لليبرالية وللديموقراطية وترفضهما كلياً. والملفت والخطير معاً في شأن الأصوليات الدينية، يكمن في تجاوز تأثيراتها وانعكاساتها وما يمكن أن تحدثه في فضاءات المعسكر المنافس. فهنا تؤثر الدعاوى الأصولية المتطرفة على الفضاء الليبرالي الديموقراطي نفسه وتشكك في صحته حتى عند أهله، وتساهم بقوة في نشوء تيارات متطرفة وعنصريات رافضة لليبرالية نفسها بكونها تسمح لمن هو غير ليبرالي وغير ديموقراطي بالعمل وتعترف بوجوده. وهكذا، هل بالإمكان القول إن خلاصة المشهد تقول إن ثمة صعوداً أيديولوجياً وديموغرافياً لثلاثة تيارات كبرى هي: الليبرالية غير الديموقراطية، والديموقراطية غير الليبرالية، والأصوليات غير الدولتية، بشكل ينتج مساراً تاريخياً جديداً يترك وراءه حقبة الليبرالية الديموقراطية وكأنها حقبة منقضية في تاريخ الإنسانية، أم أن مثل هذا القول يقع في شراك التنبؤ المتسرع الذي أشارت إليه مقدمة هذه السطور؟

arabstoday

GMT 01:10 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

فعلًا “مين الحمار..”؟!

GMT 01:08 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الشيخان

GMT 01:06 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

لماذا الهُويّة الخليجية؟

GMT 01:04 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود مجوهرات اللوفر المسروقة؟

GMT 01:01 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل الردع الأميركي تقرره روسيا في أوكرانيا

GMT 00:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 00:56 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

من «ضد السينما» إلى «البحر الأحمر»!!

GMT 00:54 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

الطبع الأميركي يغلب التطبع!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تختفي الليبرالية الديموقراطية من التاريخ هل تختفي الليبرالية الديموقراطية من التاريخ



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 06:04 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 08:54 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 00:08 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

"مهيبر جرح" أغرب الفنادق في الهند يجذب الزوار

GMT 18:31 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 10:22 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تكشف عن أفضل الفوائد لمشروب "الشمر"

GMT 16:31 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

مقتل 8 أشخاص وجرح العشرات جراء حريق هائل في باريس

GMT 12:43 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"اليوفي" يشكر "بنعطية" والأخير يرد برسالة عاطفية

GMT 21:47 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

المنتج الحاج يطرح أغنية "الليلة دي" لـ" لؤي" على " يوتيوب

GMT 20:36 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

تعليم نجران ينفذ دورة في برنامج "راسل" الإلكتروني

GMT 00:57 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

جامعة الإمام تنظم "مؤتمر التعريب" الشهر القادم

GMT 17:51 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

نادي الفتح يتعاقد مع حمزي لمدة 3 مواسم

GMT 14:05 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

الحارس ياسر المسيليم على رادار النصر السعودي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon