رؤية مواطن 2030 «أشجار» مزيد من الأشجار

رؤية مواطن 2030.. «أشجار» مزيد من الأشجار

رؤية مواطن 2030.. «أشجار» مزيد من الأشجار

 السعودية اليوم -

رؤية مواطن 2030 «أشجار» مزيد من الأشجار

بقلم : جمال خاشقجي

هنا يتداخل مطلبان في واحد، أطالب بمزيد من الأشجار في مدننا، والحفاظ على ما هو قائم منها ورعايته والاهتمام به، بل حتى إصدار تشريع يصعّب قطعها إلا بالعودة إلى أهل الحي.

فقطع الأشجار من أسهل الإجراءات والأفعال التي يبدأ بها مهندسو البلدية والمرور وهم يعيدون تخطيط الشوارع، وما أكثر ما يعيدون هدم وتخطيط وإعادة رسم وتغيير مسارات لشوارع استقرت أزماناً! كأنها هوايتهم المفضلة عندما يريدون أن يظهروا بمظهر المشغول والمطور للمدن، وكأن من سبقهم أخطأ في رسم هذا الرصيف، وغرس تلك الأشجار!

في شمال جدة شارع أنيق، كان كذلك، اسمه شارع حمد الجاسر، المؤرخ واللغوي الراحل، يمتد لكيلومتر أو نحو ذلك وسط حي الروضة، والذي كان هو الآخر حياً أنيقاً.

 وسط الجزيرة الفاصلة بين المسارين غرست أشجار ذات فروع وأوراق خضراء كثيفة، ولو غرس مثلها على جانبي الشارع لأصبح أجمل شارع في جدة، ولكن زحفت المتاجر على جانبيه، وعُدل نظام البناء، فازدادت العمائر دوراً أو أكثر، فازدحم الحي واختنق الشارع، ولم يتفتق ذهن مخططي الأمانة عن حلول تعالج فوضى المواقف السيارات العشوائية، ولا وقف رخص المتاجر والمطاعم والمقاهي، لتخفيف الزحام، إنما قطع تلك الأشجار الجميلة النادرة في صحراء أحيائنا المكتظة، فجأة، ومن دون مشاورة أحد، ولا حتى باستئذان مجلس بلدي منزوع الصلاحيات، لا يملك حق منعهم لو أراد ذلك، فقاموا بمذبحة مروعة في حق تلك الأشجار المسكينة!

اليوم ينتصب مكانها فاصل أسمنتي قبيح مرتفع لنحو المتر، اختفت الأشجار وخضرتها وظلها، وبقي الزحام والمواقف والمتاجر والمباني العشوائية!

نحن المواطنين أيضاً نقص الأشجار لأتفه الأسباب، أغربها أنها تسهل السطو على المنازل، وأدناها أن أوراقها الجافة تملأ حوش البيت، بالتالي نحتاج جميعاً إلى ثقافة تشجع زرع الأشجار والحفاظ عليها، ونظام يجرّم الاعتداء عليها، واعتبارها ملكية عامة.

لدينا سببان للمطالبة بالمزيد من الأشجار، غير أنها جزء أساس من «جودة الحياة» التي نتوق لها، أولهما الطقس الحار، الذي يحتاج إلى أشجار تخفف من غلوائه، ليوفر الظل، ولعلها أيضاً تبعث لنا نسمات حانية. لا زلت أتذكر رائحة أشجار الفاغية (الحناء) على جنبات طريق قباء، إذ كنت أسير إلى المسجد مع والدي - رحمه الله - مشياً على الأقدام، إنه شعور لذيذ كفيل بتعديل مزاج أي مواطن.

السبب الثاني، أن لدينا كميات وفيرة من المياه المستخدمة، التي تُمكن إعادة تدويرها وتكريرها لتصلح مياه ري لأشجار زينة غير مثمرة، يذهب معظمها هدراً في البحر لتلوثه.

لو استمعنا لمسؤولي البلدية لخرجوا علينا بألف سبب وسبب لتفنيد اقتراح كهذا، فالأرصفة التي ستزرع بها الأشجار غير موجودة، إذ احتلتها السيارات، ومياه الري غير متوافرة، إذ تحتاج إلى شبكة منفصلة تحمل المياه المكررة، وهذا وذاك يحتاج إلى مخصصات مالية غير متوافرة، لذلك قلت في أول مقالة إن تحقيق هذه المطالب يحتاج إلى رؤية شاملة متكاملة، بعلاقة سببية، فالتشجير يحتاج إلى منظومة أرصفة وشوارع مثالية، وذاك له علاقة بكود البناء ومواقف السيارات، وقبلهم جميعاً تفعيل ثقافة المشاركة والمواطنة، وكل ذلك سبق الحديث فيه في سلسلة مقالاتي هذه المعنونة بـ«رؤية مواطن 2030».

arabstoday

GMT 21:27 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يعني حضور محمد بن سلمان قمة العشرين؟

GMT 07:27 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

من مفكرة الأسبوع

GMT 07:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

التوقعات في أزمة «خاشقجي»

GMT 09:17 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مكاسب إيران في أزمة خاشقجي

GMT 08:08 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تكاليف أزمة خاشقجي ومآلاتها

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رؤية مواطن 2030 «أشجار» مزيد من الأشجار رؤية مواطن 2030 «أشجار» مزيد من الأشجار



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 10:11 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس الإثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 11:49 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

ما كنت تتوقعه من الشريك لن يتحقق مئة في المئة

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 16:37 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

ريتشارد ديرلوف نادم على دعم بوتين في الانتخابات

GMT 07:08 2018 الخميس ,05 تموز / يوليو

تعرفي على أصول وقواعد ارتداء الحجاب

GMT 11:20 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

صفاء سلطان تُذبح و"الانستغرام" يحذف الفيديو

GMT 22:44 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

Haute Coutureِ Fall/Winter 2016-2017

GMT 12:12 2017 الجمعة ,08 أيلول / سبتمبر

"Mulberry" يقدم مجموعة تسيطر عليها ألوان الباستيل

GMT 23:43 2017 الخميس ,18 أيار / مايو

عمر خربين يرفض المقارنة مع مواطنه السومة

GMT 08:58 2019 السبت ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

السر الحقيقي للقصر المسكون في "ما يطلبه المستمعون"

GMT 12:55 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

كندي يقتل 8 أشخاص "مثليين" ويدفنهم في حديقة أحد زبائنه

GMT 11:52 2019 الأحد ,27 كانون الثاني / يناير

سعر الريال السعودي مقابل الجنية السوداني الاحد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab