الديموقراطية للعرب حتى يتوقف نهر الدم
الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان
أخر الأخبار

الديموقراطية للعرب حتى يتوقف نهر الدم

الديموقراطية للعرب حتى يتوقف نهر الدم

 السعودية اليوم -

الديموقراطية للعرب حتى يتوقف نهر الدم

بقلم : جمال خاشقجي

الديموقراطية حول العالم في أزمة، هذه مسألة مفروغ منها، وقد خصصت مجلة «إيكونوميست» المرموقة في عددها الأخير تقريراً مطولاً لتأكيد ذلك، خلاصته أنها تعاني من فقدان الثقة بها، فاستعرضت جملة من الاقتراحات لتحسين أدائها وأدواتها واستعادة إيمان الناس بها، كي تحقق غرضها لتحقيق الحكم الراشد. هذا رخاء لمّا نصل إليه بعد، فالديموقراطية باتت ضرورية لنا - معشر العرب - حتى نتوقف عن قتل بعضنا البعض، ثم نفكر بعدها في استخدامها لتحقيق «الحكم الراشد».

يسري هذا تحديداً على الجمهوريات العربية التي انهارت بعد الربيع العربي، وخرجت من منظومة «النظام العربي القديم» القائم على استبداد العسكر، ولم تفلح حتى في العودة إليه على رغم أنه كان سبباً في ثورات 2011، بالتالي تظل الديموقراطية هي المخرج الوحيد الممكّن لها للخروج من دائرة الدم التي تعيشها.

عندما يناقش الغربي حال الديموقراطية عنده فهو مشغول بتوجهات الناخبين، الذين انصرفوا نحو اليمين المتشدد، ومرشح أهوج يتعارض مع قيمها مثل دونالد ترامب، ومعني بانخفاض نسبة المشاركين في الانتخابات، وارتفاع نسبة عدم الرضا في البرلمانات، لذلك يتفكرون في سبل إعادة إحيائها من جديد لتتوافق مع تحولات العصر وثورة المعلومات والتواصل، ولكن العربي في العراق وسورية وليبيا واليمن يحتاج إلى الديموقراطية «فقط» حتى يعيش، وحتى تتوقف آلة القتل التي تحصد مئات الآلاف من حوله.

ولكن العربي بدأ يفقد الثقة بالديموقراطية بعدما كانت مطلبه وأمله. بدا ذلك في العراق باعتصامات المتظاهرين وتعدّيهم على حرمة البرلمان، فكان إعلان شعبي لوفاة تلك الديموقراطية الهزيلة، التي سقطت قبل فوضى التظاهرات التي دعا إليها الزعيم الديني مقتدى الصدر، تحت معول الطائفية والفساد و«داعش». للأسف فإن فشل الديموقراطية في العراق، على رغم أنها موجودة ولا تزال على الورق وفي الدستور، سيكون دليلاً سيستخدمه كل الرافضين لها، إما لمنطلقات دينية وإما تقليدية عتيقة، أو حتى عاشق للاستبداد يقول: لا يمكن حكم العرب بالديموقراطية، أو ليبرالي مزيف يقول: يجب إعداد الشعب ونشر التعليم قبل الديموقراطية. الآن لديهم حجة قوية هي انهيار التجربة العراقية.

مشكلة هؤلاء - أكانوا محليين من أبناء تلك الدول المنكوبة أم أشقاء مؤثرين - أن ليس لديهم مشروع بديل للديموقراطية لتلك الدول، غير «استعادة» النظام العربي القديم، الذي انهار في 2011 بعدما استقر في صور عدة أكثر من نصف قرن، فحسبوه استقراراً ولم يروا أسباب السقوط الكامنة فيه، وهم غير وحيدين في ذلك، فكثير من مواطني تلك البلدان المنكوبة باتوا يقارنون بين حالهم البائسة اليوم وفقدانهم الأمن وتشتتهم في المنافي واحترابهم الطائفي، وبين حالهم زمن الحاكم الفرد، قذافياً كان أم صداماً. في مصر الساخرة دوماً انتشر في «تويتر» وسم: «رجعوا لنا حسني مبارك»! يختصر في كلماته الأربع الكوميديا السوداء من شعب اعتقد يوماً أن فرصته في الانعتاق من بؤس العيش وقلة الوظائف واستبداد الدولة كان في التخلص من رئيس الدولة، على رغم أن وضع المصريين أفضل بكثير من السوري والليبي واليمني والعراقي.

من يريد وقف دائرة العنف هناك عليه ضخ فكرة «الديموقراطية هي الحل»، ولكن لن يكون ذلك قبل اقتناع الأطراف الإقليمية المؤثرة باستحالة استعادة النظام العربي القديم. لقد حصل ذلك عندما اجتمع اليمنيون في الرياض العام الماضي، ومن بعدهم السوريون، فكان في بيان الاثنين إشارة صريحة إلى اعتماد الديموقراطية توصيفاً لدولتهم المقبلة والمنشودة، وأنها آلية انتقال السلطة، ولكن جملاً كهذه يمكن أن نجدها في كل جمهوريات العرب المنهارة. الدستور العراقي الجديد، الذي وضع تحت الاحتلال، يكاد يكون نموذجياً في ديموقراطيته، ولكنه لم يوفر الديموقراطية ولا احترام سيادة القانون ولا حقوق الإنسان. وبالتالي فلا بد من مشروع عربي لنشر الديموقراطية، ترعاه الدول العربية المستقرة، حتى لو لم تكن ديموقراطية. فكرة متناقضة! ولكن هل يملك أحد اقتراحاً أفضل غير الاستمرار العبثي في استعادة نظام عربي قديم لن يعود؟

ففي النهاية ستتوقف آلة القتل في الجمهوريات العربية المنهارة، والأفضل أن نكون مستعدين بمشاريع لها تسهل عملية تحولها وتعزز استقرارها، فبعدما ينجلي غبار المعارك لن نجد مدناً مهدمة فقط، بل مجتمعات متفككة أيضاً، منقسمة طائفياً وعرقياً ومناطقياً، ولن يكون هناك جيش واحد وإنما فصائل وميليشيات عدة، ولا مستبد قوياً يفرض سطوته بالقوة، حينها لا حل لتنظيم تلك الانقسامات غير الديموقراطية الملزمة بقوة أممية أو عربية، تمنع اندلاع خلافات صغيرة تستمر سنوات وسنوات أخرى، وتنظم تلك الانقسامات، وتمهد لعودة حكومة ما مركزية.

أمامنا التجربة الليبية، استنفدت فيها كل محاولات فرض الاستقرار بغير الديموقراطية، من رفض نتائج الانتخابات التي مارسها برلمان طرابلس، الذي طغى عليه الإسلاميون، إلى استخدام القوة وإقصاء الآخر لاستعادة «النظام العربي القديم». بعد احتراب كاد أن يدمر ليبيا واستمر نحو العامين اقتنع معظم الليبيين بأنه لا حل غير الديموقراطية الحقيقية القائمة على التوافق والمشاركة، وذلك بدعم أممي، فعادوا إلى نقطة البداية التي ضيعوها بعد انتصار ثورتهم وإسقاطهم نظام معمر القذافي الاستبدادي.

هذه الوصفة هي ما تحتاج إليه بقية الجمهوريات العربية المنهارة، ومن العبث دعم جهة واحدة لفرض سيطرتها على بقية الدولة (إذا افترضنا أنه بقيت هناك دولة)، فالسلاح الحديث وتوافره يمنع أي طرف من تحقيق انتصار حاسم، فيوفر شرط «حكم المتغلب» الذي كان آلية تداول السلطة التي شرعها الفقهاء من باب الضرورة لا التفضيل، كما أن كثرة اللاعبين الإقليميين والدوليين تسعر الصراع ما لم تتفق، وتجعل انتصار طرف من دون آخر مستحيلاً.

ففي اليمن، على سبيل المثال، أعظم دعم توفره السعودية ودول الخليج له بعدما تضع الحرب أوزارها، ليس ضمه لمجلس التعاون كما يدعو البعض، ولا خطة مارشال ومنح ببلايين الدولارات، وإنما مساعدته بآلية ديموقراطية تنظم تداولاً سلمياً للسلطة، وتجمع مكوناته المتعددة والإقليمية في مجلس تأسيسي، وكذلك الحال في سورية والعراق، ستختلف التفاصيل، ولكن جوهر الديموقراطية واحد.

ليس مهما أن تفرز الأفضل، المهم الآن أن تفضي إلى سلام، وبعدما تستقر الديموقراطية والإيمان بها لضمان السلم والتعايش، ننتقل إلى رخاء التنمية وإعادة بناء الوطن. المهم الآن أن يتوقف نهر الدم.

arabstoday

GMT 21:27 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يعني حضور محمد بن سلمان قمة العشرين؟

GMT 07:27 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

من مفكرة الأسبوع

GMT 07:07 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

التوقعات في أزمة «خاشقجي»

GMT 09:17 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مكاسب إيران في أزمة خاشقجي

GMT 08:08 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تكاليف أزمة خاشقجي ومآلاتها

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الديموقراطية للعرب حتى يتوقف نهر الدم الديموقراطية للعرب حتى يتوقف نهر الدم



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon