العائدون من «داعش» 22

العائدون من «داعش» (2-2)

العائدون من «داعش» (2-2)

 السعودية اليوم -

العائدون من «داعش» 22

بقلم : جميل الذيابي

لا شك في أن «العائدين» من مسارح «داعش» المدمرة في سورية والعراق أنواع، وليسوا مجرد مهزومين هائمين على وجوههم. وفي مقدمهم «المشوَّشُون»، وهم من أصيبوا بخيبة أمل في «داعش» بعد انضمامهم إلى صفوفه بالرقة والموصل، بعدما تبين لهم أن «دولة الخلافة» ليست «المدينة الفاضلة» التي تحرقوا شوقاً للذهاب إليها. صحيح أن هذه الشريحة من العائدين عن قناعة تامة ستكون بحاجة إلى تأهيل وعلاج نفسي. ولكن المشكلة الأكبر أنه لن يوجد عاقل يمكنه أن يثق بمثل هذا الصنف من الناس «مصاصي» الدماء. وهو سلوك عام لدى جميع من احترفوا مص الدماء باسم «الإسلام» وهو منهم براء.

(وهو تعبير أفضل وصفاً لمن يتاجرون بالدين، ويقومون بتسييسه. وربما لهذا اختار كتاب كثر في أرجاء العالم أن يطلقوا عليهم لفظ «إسلامويين متطرفين»). وهذه الفئة من العائدين من حطام معقلي «داعش» لابد أن يبقى أفرادها طويلاً في السجون الأمنية المحاطة بتدابير مشددة، ولا يخرجوا سريعاً لما يسمى المناصحة ليعودوا أدراجهم لكهوف الدم كما فعل أسلافهم. فقد رأينا في السعودية ماذا فعل مهاجمو مركز الوديعة الحدودي بعد إطلاقهم، ورأينا كيف غدا «داعش» يقوم بتجنيد العامة من المقيمين لتنفيذ هجماته الظالمة في شهر رمضان المبارك، وفي أعز المقدسات الإسلامية.

وهناك عائدون من «داعش» ليس لأنهم أصيبوا بخيبة أمل في عاصمتي التنظيم، ولكن لأن أرض المعارك ضاقت بهم، وانهزم تنظيمهم. سيعود هؤلاء وفكرة «الأحزمة الناسفة» متقدة في دواخلهم. سيبتعدون عن التنظيم، لكنهم لن يتخلوا عن «التكفير والتفجير». وهذه ستظل مشكلة مؤرقة بالنسبة إلى الأجهزة الأمنية. فما إن ينفتح مسرح جديد لـ «الجهاد»، سيكونون أول الملتحقين به. ولن يضيرهم أن يبقوا - ريثما تلوح لهم فرصة لشن هجوم- «خلايا نائمة»... أشبه بقنبلة موقوتة وسط مجتمعنا.

وهناك أيضاً عائدون «ناشطون»، مكلفون بإيقاظ «الخلايا النائمة» لـ «داعش»، وبتجنيد أُطُر جديدة وعناصر للتنظيم، وسيكون بعضهم مخولاً شن هجمات ما يعرف بـ «الذئاب المنفردة». وهم الشريحة الأشد خطراً وفتكاً من «العائدين».

ولذلك، وفيما لا تزال المعارك ضد «داعش» في الرقة، وفي سورية إجمالاً، في نهاياتها (لا يزال للتنظيم وجود بمحافظة دير الزور، خصوصاً مدينة الميادين)؛ فإن الخيار الأفضل أن يتم تدمير جميع من تبقى من «داعش» في سورية، وكذلك الجيوب الصغيرة التي يحتفظ بها التنظيم في العراق. والأكثر أهمية أن تحول قوات وأجهزة التحالف الدولي ضد «داعش» إلى منع أي هجرة محتملة لفلوله إلى اليمن، أو ليبيا، أو غرب القارة الأفريقية، لضمان منع وقوع مزيد من الهجمات في بلدان العالم، خصوصاً أوروبا الغربية.

الأكيد أن هزيمة «الدواعش» في الرقة والموصل يجب ألا تعني تجاهل استمرار قدرات التنظيم الدموي على الإرهاب، والقتل، والتدمير؛ وأن العائدين من جحيم «داعش» لا يريدون سوى أن يستريحوا قليلاً ليحيلوا المنطقة إلى جحيم جديد. صحيح أن هناك اختلافات شكلية بين «القاعدة» و«داعش» و«جبهة فتح الشام» وغيرها من المنظمات الدموية، لكن هدفها الإستراتيجي بعيد المدى واحد: إقامة دولة خلافة إسلامية، تستند إلى فكر الإخوان المسلمين وأدبياتهم السياسية (وهم أساس جميع التنظيمات التكفيرية المتطرفة) القائل بضرورة إزالة الحدود الجغرافية السياسية، لقيام تلك الخلافة المستبدة. وبحسب دراسات علمية واستخبارية رصينة، فإن العائدين من «داعش» سيعودون إلى بلدانهم بعد حلق لحاهم، ليتظاهروا بالاندماج في المجتمع، وبعد أن يطمئن الناس إلى وجودهم بينهم سيقومون بشن هجماتهم الوحشية. ولا يعني ذلك أنه لن يكون بين العائدين من «داعش»، خصوصاً شريحة المصابين بخيبة أمل في «التنظيم الداعشي»، من قرر أن يطلق «الفكر المتطرف». وهي من دون شك حالات فردية تُحسن الأجهزة الأمنية المختصة التعامل معها، ولكن عليها أن تخشى تقلب أمزجتها الفكرية، والشواهد عدة على من عادوا لمنهج التكفير والتفجير بعد أن أعلنوا البراءة منه وهم يكذبون!!.

arabstoday

GMT 13:26 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

الرياض - واشنطن.. ومستقبل العلاقة !

GMT 11:06 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

الملالي.. «والنفخة الجبانــة»

GMT 05:43 2019 الأربعاء ,14 آب / أغسطس

جنون «الإخوان».. و«الخندق الواحد»!

GMT 04:54 2019 الإثنين ,05 آب / أغسطس

أردوغان .. البائع للوهم !

GMT 06:30 2018 الجمعة ,17 آب / أغسطس

فشل المشروعيْن الفارسي والعثماني!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العائدون من «داعش» 22 العائدون من «داعش» 22



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 05:53 2020 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

احتجاج في نيويورك ضد فرقة أوركسترا إسرائيل

GMT 22:41 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

7 معلومات يجب معرفتها عن تحديث أيفون المقبل

GMT 02:04 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاح كبير للسباق التأهيلي الدولي لمسافة 120 كم في سيح السلم

GMT 12:39 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

إعدام 7 أشخاص في الكويت بينهم فرد من الأسرة الحاكمة و3 نساء

GMT 18:06 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

الأخطاء الـ 5 الأكثر شيوعًا بين متعلمي اللغات

GMT 02:50 2017 الأربعاء ,29 آذار/ مارس

محمد بدار يوضح أهمية علم النفس الإيجابي

GMT 11:13 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab