مـبـادرة أم مـقـدمـة لـمـبـادرة

مـبـادرة أم مـقـدمـة لـمـبـادرة؟

مـبـادرة أم مـقـدمـة لـمـبـادرة؟

 السعودية اليوم -

مـبـادرة أم مـقـدمـة لـمـبـادرة

بقلم : طلال عوكل

أخيراً، تجمعت وأجمعت ثمانية فصائل أساسية، بعضها في منظمة التحرير، وبعضها الآخر، من خارجها، على تقديم مبادرة، لتحريك عملية المصالحة المتوقفة منذ زمن. كان على الفصائل الثمانية، أن تمنح تجمعها مزيداً من القوة، لو أنها طرحت مبادرتها على المجتمع المدني، والنخب السياسية وغير السياسية الفاعلة، ما يجعلها مبادرة شعبية، عمادها الفصائل.

غير أن الفصائل فضلت، أن تقدم المبادرة وحدها، ودون إعلان مضامينها، إلاّ بمؤتمر صحافي ينعقد، اليوم، في ساحة الجندي المجهول وسط قطاع غزة. لست أدري لماذا الإعلان عنها بهذه الطريقة، التي ربما تسيء إلى دوافعها، وتحيلها إلى مجرد "همروجة" إعلامية، سينتهي مفعولها مع أول حدث يستقطب اهتمام وسائل الإعلام. الذين تحدثوا عن المبادرة من بعض الفصائل قالوا إنها لا تتضمن جديداً سوى أنها تقدم روزنامة وقت وآليات لتنفيذ اتفاقيات 2011 و2017، ومخرجات اجتماع بيروت. بعضهم الآخر أشار إلى أنها تؤكد على ضرورة دعوة اللجنة القيادية لتفعيل منظمة التحرير، ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية. إن كان ذلك صحيحاً فإن ما تتضمنه المبادرة لا ينطوي على جديد، لم نسمعه سابقاً على صفحات مواقف بعض الفصائل، والشخصيات.

المسألة إذاً، لا تتجاوز تدوير زوايا، وطرح أولويات مرفوضة مسبقاً من قبل هذا الطرف أو ذاك ليس أكثر ولا أقل. يعتقد أصحاب المبادرة، أن ما ينقصها هو التفاهم مع الطرف المصري، حتى تكون صالحة للتسويق، وتحقيق الهدف. في الواقع فإن الصيغ السابقة والاتفاقيات التي تم توقيعها، ويعتبرها المبادرون مرجعية مبادرتهم، لم تفلح في تغيير المواقف والحسابات المتناقضة، والتي لا يجمعها جامع سوى التأكيد على ضرورة إنجاز المصالحة، وخطاب تبرئة الذمة والحديث الكثير والمستفيض عن المخاطر التي تواجه القضية والشعب الفلسطيني. لا مكان للحوار والإقناع، كما يبدو، وكما تشير التجربة الطويلة الماضية في البحث عن حلول واتفاقيات، لمعالجة الاستعصاءات، التي تجعل المصالحة واستعادة الوحدة، مجرد حلم جميل.

بعض قيادات حركة فتح، أجابت بسرعة على المبادرة الفصائلية، واعتبرت أنها لا تأتي بجديد، وأن الأمر كله يتلخص في ضرورة تنفيذ اتفاق 2017.

ثمة ما يدعو للتساؤل، بشأن مصير الاتفاقيات السابقة، فإذا كانت أطرافها قد وقعت في حينه عليها، فلماذا إذاً لم تبادر الأطراف إلى تنفيذها وإنهاء الأمر؟

الإجابة عن هذا السؤال ستعود بنا، إلى التزام الأطراف، بالمسكوت عنه من النوايا، والحسابات والأهداف، وهي تلك القضايا، التي لا يصرح بها كل طرف، ولا تشملها القضايا الإجرائية التي يجري التركيز عليها عند الحوار حول الاتفاقيات.

الأصل هو أن ثمة خلافا عميقا، حول النهج السياسي العام، وحول أشكال النضال، وأعمق منه الخلاف حول موضوع الشراكة الوطنية، وأحقية هذا الطرف أو ذاك في أن يكون صاحب القرار في المؤسسة الوطنية الفلسطينية.

أي مبادرة لا تقترب من هذه القضايا، ليس مقدرا لها أن تمر، فيما يشير الواقع، الى أن الصراع حول هذه القضايا من خارج الاتفاقيات والمصالحة، هو الذي سيحسم الأمور في وقت قد لا يفيد الفلسطينيين كثيراً.
ثمة حقيقة مرّة، تتم معالجتها بطرق إعلامية مخادعة في كثير من الأحيان، وهي أن إسرائيل تمتلك حصة كبيرة في القرار الفلسطيني بشأن ما يخص الفلسطينيين بما في ذلك موضوع المصالحة، واستعادة الوحدة. بل ربما كان الدور الإسرائيلي هو الحاسم طالما أن الثمن الذي يمكن أن يدفعه الفلسطينيون في حال إتمام المصالحة، سيكون كبيراً وكبيراً جداً على الطرفين المنقسمين وإن كان ثمة طرف سيتحمل ثمناً أكبر.

إسرائيل لا تزال صاحبة مصلحة، وقدرة، على مواصلة وضع عقبات كبيرة، لإفشال أي مسعى يمكن أن يؤدي إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني، وحين تستنزف أهدافها ومصلحتها من الانقسام فإنها ستفعل ذلك دون رحمة، وبكثير من الدم الفلسطيني في موضوع مبادرة الفصائل المتأخرة، لا أرى أي معنى للوقت فإن كان التوقيت مرتبطا بالمخاطر التي تهدد الحقوق الفلسطينية، فإن كل الوقت السابق، يشهد على وجود مخطط أميركي إسرائيلي يحقق تقدماً ملموساً على الأرض.

على أن المبادرة قد تنطوي على قيمة وأهمية، إن كانت ستكون شكلاً من أشكال التحذير للطرفين، من أن رفضها سيؤدي بتلك الفصائل إلى تحريك المجتمع في غزة والضفة والشتات لخلق حالة من الضغط الفعال على طرفي الانقسام.

ننتظر حتى تقتنع الفصائل الثمانية، والأغلب أنها مقتنعة مسبقاً، بأن مبادرتها لن تحرك المياه الراكدة، لنرى إن كانت ستظل ثمانية في الميدان، أم ان بعضها سيفضّ الشراكة ويجد له عديد المبررات للهروب من استحقاقات، عجزت كل الفصائل عن النهوض بها خلال ثلاثة عشر عاماً مضت. في هذا السياق، من المفيد التذكير بأن اقتصار الفعل الشعبي، على غزة أو على الضفة، لن يكون له أي معنى، أو تأثير، وهو فقط سيستفز الطرف الذي يسيطر على المكان الذي سيجري فيه النشاط، حتى يصبح مادة للاتهامات، بممارسة القمع.

arabstoday

GMT 09:20 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار المتزوجين

GMT 09:15 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار من ايران وغيرها

GMT 05:49 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

«قيصر» يقتحم أبوابكم!

GMT 04:28 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

3 سنوات قطيعة

GMT 04:19 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

مسكين صانع السلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مـبـادرة أم مـقـدمـة لـمـبـادرة مـبـادرة أم مـقـدمـة لـمـبـادرة



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 13:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ماجد المهندس ما زال سعوديًا ولم يتم تجريده من جنسيته

GMT 01:34 2020 السبت ,23 أيار / مايو

قفاطين درة زروق لإطلالات شرقية فاخرة

GMT 13:50 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

هواوى تطلق تحديثًا جديدًا لكاميرا سلسة هواتف P40

GMT 19:44 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

شاب يقتل زوجته في شهر العسل لهذا السبب

GMT 15:00 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

"فيرمونت" تفتتح أول فندق لها في مدينة الرياض

GMT 21:26 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

شبكة التواصل الاجتماعي "تمبلر" يعود للظهور على متجر "أبل"

GMT 23:42 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طريقة تبييض الأسنان بواسطة حبات الفراولة

GMT 03:27 2018 الأحد ,09 أيلول / سبتمبر

ناجي يؤكد سنضم حارس رابع في "معسكر أكتوبر"

GMT 14:42 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

أبو مازن يشكر مصر على دورها في دعم القضية الفلسطينية

GMT 02:33 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

مدحت شلبي يكشف أسرار حياته في برنامج "صاحبة السعادة"

GMT 19:08 2017 الخميس ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

البدري يؤكد ثقته في الفوز على الوداد في المغرب

GMT 02:59 2012 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

سمك "حمار الوحش" يغيّر لونه للتزاوج
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab