دروس في التعاطف
الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان
أخر الأخبار

دروس في التعاطف

دروس في التعاطف

 السعودية اليوم -

دروس في التعاطف

بقلم _شهلا العجيلي

تنحدرُ شهلا العجيلي من عائلة مرموقة من كُتّاب وأكاديميين سوريين، وهي بذاتها تُعتَبَر روائية ناجحة. حصَلَت عام 2006 على جائزة الدولة للآداب في الأردن عن روايتها الأولى "عينُ الهِرّ"، كما ترشحت ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية. الناقدة الأدبية مارسيا لِينكس-كوِيلِي تُعرِّف موقع قنطرة بهذه الكاتبة.

عَمُّ الكاتبة شهلا العجيلي هو الأديب القدير الدكتور عبد السلام العجيلي (1918 - 2006). أثناء طفولتها، كانت مؤلفاته هي الأولى التي انتَشَلَتها من على الرفوف المُكتظة بالكتب في مكتبة والديها، حين قَرَأَت رواية "المَغمُورُون" للدكتور العجيلي مرَّات ومرَّات.

علَّمَتها والدتُها الشِّعر، وكان والدها مهندسًا معماريًا ذا شأن ومُرَمِّمًا للمواقع الأثرية القديمة. وبفضله، تُخبرنا العجيلي بأنها تمَكَّنَت من قراءة ما هو أبعد من الروايات والقصائد: "تاريخ الفنون والعِمارَة وأيضًا الجغرافيا... كتبٌ عن السُّدود والجسور والمطارات والزراعة والفيزياء والطاقة والسياسة والاقتصاد والسِّيَر الذاتية لشخصياتٍ عظيمة".

ليس من المفاجئ إذًا أنها توَجَّهَت للآداب في دراستها الجامعية، إلى أن حَصَلَت على شهادة الدكتوراه من جامعة حلب. ثم نشَرَت روايتها الأولى "عينُ الهِرّ" عام 2006، حاصِدةً بذلك جائزة الدولة للآداب في الأردن. وفي الأردن أيضًا، استَلَمَت العجيلي مهام التدريس في الأدب العربي، وهناك بدأ صيتها ككاتبة مرموقة في الذيوع رُوَيدًا رُوَيدًا. ازدادت شهرة العجيلي في أرجاء المنطقة العربية عام 2016 حين وقع الاختيار على روايتها "سماءٌ قريبةٌ من بيتنا" ضمن القائمة القصيرة ذاك العام للجائزة العالمية للرواية العربية. في العام التالي، حَصَلَت مجموعتها القصصيَّة "سريرُ بنتِ المَلِك" المستوحاة من الحكايات الشعبية – والتي من الممكن أن نصفها بالسِّريالِيَّة – على جائزة المُلتَقَى للقصة القصيرة بالكويت. كما وقع الاختيار على روايتها "صيفٌ مع العدو" ضمن القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2019.

جاءت كل هذه الجوائز البارِزَة، والمُمَوَّلة من الخليج فوق ذلك، مع قدْرٍ لا بأس به من الجَدَل وخبية الأمل، إلا أن العجيلي ترى في هذه الجوائز تطوراتٍ إيجابية أيضًا: "لطالما كانت الجوائز في البلدان العربية مقصورةً على المؤسسات الوطنية أو الحكومية أو منظمات اتحاد الكٌتَّاب".

فتقول مستنتجةً إن "الحصول على هذه الجوائز كان مرهونًا بالعلاقات الشخصية والآيديولوجيّات المختلِفة، وعلى الأخص بنوعية المادة المطروحَة". ومع أن الجوائز الجديدة تعتمد اعتمادًا كبيرًا على أعضاء لجنة التحكيم، كلٌ على حِدَة، إلا أن العجيلي تعتقد بأنهم يملكون المقدِرة على العَدل في الحُكم.

الكتابة عن الحرب...وعن السرطان

من أكثر المواضيع إثارةً للجَدَل في رواية العجيلي لعام 2015 "سماءٌ قريبةٌ من بيتنا" هو تسليط الضوء المِحوَري على امرأة سورية تتلقى العلاج لداء السرطان في المنفى، بينما الحرب الأهلية تعصف في وطنها السُّوري. في أسوء الحالات التي تعيشها بطلة الرواية، نراها تُرَكِّز بالكامل على عذاباتها دون غيرها، والتي تَجِدُها أشد قساوةً من العيش تحت القصف في الرقة.

لم يرُق لبعض النُّقاد التشبيه الذي حَبَكَتهُ الرواية ما بين داء السرطان ومآسي الحرب، معتَبِرين أن هذه المقارنة قد أقَلَّت من شأن الأخيرة، إلا أن ميشيل هارتمان الذي تَرجَم رواية "سماءٌ قريبةٌ من بيتنا" يُنَوِّه بأن لحظات المُوازَنة تلك هي "حتمًا حقيقية".

{ترى الكاتبة شهلا العجيلي أن كتابة روايةٍ تدور أحداثها أثناء الحرب ليست من وظيفتها تناول السَّردِيَّات الضخمة، بل يجب أن تكون روايات الحرب مَعْنِيَّة بحياة الأفراد، لا بالتحولات السياسية، ولا بأنصاف الحقائق المتجاهِلة لبقية الوقائع.}

"هنالك أوقات حينما لا تهتم بطلة الرواية بأحوال أخواتها وأبيها في الرقة – هؤلاء المعذبون تحت القصف،" يخبرنا هارتمان. ويضيف بأن: "ذلك الصدق في الشعور بالأنانية الذي يعترينا أثناء المرض الشديد حين يُحَدِّق الموت في أعيننا، خاصةً عندما يكون الأجَل المحتوم متعَلِّقًا بالسرطان، هو صدقٌ عارم وواقعي".

كانت العجيلي حتى زمن قريب شاهدةً على احتضار والدتها ومن ثم وفاتها بمرض السرطان، إلا أنها اختارت طرح هذا البَلاء ليس فقط لعلاقتها الشخصية به، بل أيضًا لأنه يستلزم حالة حقيقية من المعاناة. فالداءُ بعينه هو الشَّقاء، وكذلك هو الدواء".

غير أن المُعاناة ليست هي الحالة الوحيدة هنا. فالمرض، كما تخبرنا الكاتبة، يخلق أيضًا مساحةً للمريض، وكذلك للأشخاص المحيطين به، تؤهلهم من إعادة التفكير في شؤونهم الحياتية".

ولكن حتى أثناء تركيز العجيلي على حالاتٍ خاصة من العذاب، فإن هذا لا يمنعها البتَّة من طرح العنف الدائر في سوريا في كتاباتها. فنحن نقرأ هذا في كلٍّ من روايتي "سماءٌ قريبةٌ من بيتنا" (2015) و"صيفٌ مع العدو" (2018).

نجدُ العجيلي هنا حريصةً عبر كتابتها البارعة على تناول ما هو "ليس مُبتذَلًا ولا دعائيًّا وليس كما نقرأ في وسائل الإعلام". فكتابة روايةٍ تدور أحداثها أثناء الحرب ليست من وظيفتها تناول السَّردِيَّات الضخمة، كما تخبرنا. عوضًا عن ذلك، توضح العجيلي بأن روايات الحرب "يجب أن تكون معنية بحياة الأفراد، لا بالتحولات السياسية، ولا بأنصاف الحقائق، متجاهلةً بذلك بقية الوقائع".

لذا، يجب أن تُطرَح القصَّة في المقام الأول كسَردٍ فَني. علاوةً على ذلك، تضيف: "من المهم أن تواسيني القصَّة وأن تُقَدم لي السُّلوان في مُصابي، في ذات الوقت الذي نبحث فيه عن التَّعاطُف من خلال الكتابة".

منوال الحياة اليومية

في اتباعٍ منها لخُطى نجيب محفوظ وإرادته الحديدية، تخبرنا العجيلي بأنها تكتبُ بشكل يومي وأثناء ساعاتٍ محدَّدَة.  أما خارج أوقات الكتابة، فنجدها تعتمد "الأسلوب العلمي" في البحث في المواد المطروحة في مؤلفاتها. وأثناء عملها على كتبها تخصص لكل كتاب معزوفة موسيقية معينة تستمع إليها أثناء التأليف.

فعلى سبيل المثال، كانت العجيلي تستمع أثناء كتابة "صيفٌ مع العدو" إلى معزوفات الموسيقيين راخمانِينُوف وشُوپان "كل يوم ولمدة عامين تقريبًا". وأثناء كتابة "سماءٌ قريبةٌ من بيتنا"، كانت تستمع إلى أغاني داليدا ولارا فابيان وإيديث پياف، كما كانت تداوم على حضور الحفلات الموسيقة، لأن الموسيقى على حد قولها "هي جزءٌ لا يتجزء من النَّص".

والعجيلي كذلك منفتحة على الأفكار المُلهِمَة للروايات والقصص القصيرة على حد سواء. فتَصِفُ الفكرة من وراء القصَّة بأنها "صغيرة الحجم، حادة في المقولة، وسهلة في الطرح – وكأن حصاة صغيرة قد وقعت للتَّو على رأسك". أما الفكرة التي من شأنها أن تتحول إلى رواية، فهي مختلفة في طبيعتها. في هذه الحالة، نراها "تتسَلَّلُ إلى دِماغِك وتبني تَسَلسُلَها مع تقدم الزمن. حالها حال الضَّيف الثقيل، تأتيك هذه الفكرة وتلازمك لعامين أو أكثر. حتى حين توصِدُ الأبواب في وجهها، ستدخل دون استئذانٍ وستتشابَك في علاقاتك الشخصيَّة وتاريخك الخاص وذاكرتك الفرديَّة وتعامُلِك اليومي مع الآخرين".

{رواية شهلا العجيلي "سماءٌ قريبةٌ من بيتنا" تسلط الضوء على امرأة سورية تتلقى علاج داء السرطان في المنفى، بينما الحرب الأهلية تعصف في وطنها السُّوري.}
 
وسواء كانت مُنشَغِلة في مشروع كتابة قصة أو رواية ما، تخبرنا العجيلي بأننا يجب ألا نتوقع منها أن تُهاتفنا ردًّا على اتصالنا بها. فتقول: "أنا مُتقاعِسَة بخصوص الشكليَّات – فنادرًا ما أخرج من البيت أو أتبادل الزيارات أو أستمع إلى الرسائل الصوتية في هاتفي". هي أيضًا باحثة أكاديمية، ومنذ فراغها من كتابة "صيفٌ مع العدو"، باتت منهمكة في دراسة الرواية العربية خلال القرن الماضي. أما بالنسبة لما قد يَحُوز على إعحابها من الروايات، فمن المؤكَد أنه لا يشمل النَّثر المُنَمَّق: "من المؤسف حين أقرأ رواياتٍ تحمل نزعةً طفوليةً تجاه اللغة الشعريِّة، حين تتكلم كل شخصياتها بالمَجازيَّات والمُقارَنات والأقوال المأثورة. فمَن هو الذي أقرَّ بأن كل الشخصيات في أي رواية يتلخص دورها في إلقاء المواعظ وإعطاء الدروس؟".

رغم ذلك كله، نَرَى الكثير من العِبَر والدروس في التَّعاطُف مَسطورةً في روايات العجيلي – خاصةً تلك التي تُساعدنا في التَّعرُّف على أنفسنا من خلال معاناة الآخ

arabstoday

GMT 09:20 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار المتزوجين

GMT 09:15 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار من ايران وغيرها

GMT 05:49 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

«قيصر» يقتحم أبوابكم!

GMT 04:28 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

3 سنوات قطيعة

GMT 04:19 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

مسكين صانع السلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دروس في التعاطف دروس في التعاطف



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:47 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
 السعودية اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان

GMT 05:20 2020 الإثنين ,16 آذار/ مارس

مولودية الجزائر يستعيد وصافة الدوري

GMT 16:33 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

حارس جديد يظهر في مران الأهلي اليوم

GMT 10:00 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

ترامب في زيارة رسمية إلى أيرلندا للمرة الأولى

GMT 09:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

«أفوكادو توست» حذاء ركض رجالي بألوان الطعام

GMT 00:23 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لتبييض الركبتين و المناطق الخشنة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon