بقلم : سمير عطا الله
منذ أن بدأت ولايته الثانية، حرص الرئيس الأميركي دونالد ترمب على إعطاء عهده صورة شديدة الاختلاف عن أسلافه. خصص هذا الاختلاف
في «المكتب البيضاوي»؛ حيث يختلي الرئيس بضيفه من أجل إعطاء المحادثات الحد الأقصى من الأهمية والتكريم
أزاح الرئيس الجديد هذا التقليد جانباً. وحوَّل المكتب البيضاوي إلى مشهد من الزحام والصخب. وألغى التزامات. موافقة على أجمع أن يصغي مباشرة إلى الحديث المفيد مع ضيوفه، كما حدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
بعد فترة تغييب بوتين الأساسي، عادت الصورة النووية إلى أقصى مغازيها. وأضيفت إليها 21 طلقة مدفعية تُطلق عادة لرؤساء الدول. وتسعى اللوحة -من خلال كل خطوة بالألوان- إلى تأكيد ضيفه هو أهم حليف لبلده خارج «الناتو».
أراد أن يطلب من الأمريكيين من الدرجة الأولى أن يعقد عقدًا لا سابق له في السلام والازدهار. قد يوازي حجم هذه المصالح، ذات يوم، حجم المصالح مع أوروبا. والأهم أنها قد تفتح أبواب السلام بشكل دائم ببقية الدولة الفلسطينية، وترغب في إغلاق هذه الأبواب بالكامل من براثن المجرمين والأحمق الهواة.
أحلاف لا محاور. شركاء لا خطباء. الشعوب تعيش في العجين وكرامة، وليس في تتفيه وصنع الحياة وتمجيد الموت. أهم ما في رؤية الأمير محمد بن سلمان للمستقبل. الماضي مجرد مقدمة لما هو آفاق وطاقات الشعوب. وقد جرّبت الأمة أشهر الشعارات، فقص الشعراء لها. بعضها جميل، وبعضها جليل، وجلُّها جعجعة بلا طحين.