تونس وعُسر المخاض
الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان
أخر الأخبار

تونس وعُسر المخاض

تونس وعُسر المخاض

 السعودية اليوم -

تونس وعُسر المخاض

بقلم: د. آمال موسى

بعد زلزال نتائج الانتخابات الرئاسية، عاش الشعب التونسي زلزالاً ثانياً من خلال نتائج الانتخابات التشريعية يوم الأحد الماضي. ذلك أن النتائج كشفت عن برلمان سيكون متوتراً إلى حد التناحر، ولن يكون عمله سهلاً، لأن العلاقة بين الأحزاب الفائزة بمقاعده هي علاقة رفض وإقصاء، باعتبار أن كل الأحزاب التي تشكل برلمان تونس القادم بنت حملتها الانتخابية على التعهد بعدم وضع يدها مع الحزب الآخر. وهي تعهدات ذات أساس آيديولوجي وغير واقعية بالمعنى السياسي.
لقد فازت حركة النهضة بالمرتبة الأولى، ثم تلتها حركة «قلب تونس» لرئيسها السيد نبيل القروي، الذي فاز بدوره بالمرتبة الثانية في الدور الأول من الانتخابات الرئاسيّة، والذي تم الإفراج عنه الأربعاء الماضي تجنباً لأي قدح أو طعن في الانتخابات الرئاسية.
كيف يمكن أن نقرأ نتائج هذه الانتخابات؟
أول نقطة تستحق التوقف عندها هي أن حركة النهضة فازت وخسرت في الانتخابات التشريعية؛ فازت بنحو 40 مقعداً، وهي الأولى من حيث التمثيل النيابي، وخسرت لأن عدد المقاعد التي فازت بها تمثل نصف عدد المقاعد التي فازت بها في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي بتاريخ أكتوبر (تشرين الأول) 2011. وحركة «قلب تونس» التي تليها لا تبتعد عنها كثيراً من حيث التمثيل، إضافة إلى أنها حركة لم تتجاوز 4 أشهر من حيث العمر. وهكذا يمكن الاستنتاج أن الانتخابات التشريعية حفظت بعض ماء وجه الحركة، ولم تطردها من المشاركة السياسية، لكن في الوقت نفسه أظهرت لها بشكل واضح جداً أنها تعاني من أزمة، وأن خزانها الاجتماعي بدأ يتململ ويتمرد على خياراتها.
أيضاً حركة «نداء تونس»، تلك الحركة التي وصفت بأنها ولدت كبيرة، انتهت بسرعة حيث لم تفز سوى بمقعد واحد يتيم، وهي الحركة التي ترأسها وأسسها الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، والتي دخلت منذ 3 سنوات في سلسلة من الانشقاقات والمعارك، ما جعلها تنفرط وتنتهي سياسياً.
وكما نلاحظ، فإن التجربة السياسية في تونس ما بعد الثورة قد وقعت في الفخ عندما بنت فعلها السياسي على التجاذب الآيديولوجي ومعاركه، وعوضت البرنامج الانتخابي القادر على إشباع توقعات الناخبين بالتعهدات الآيديولوجية بعدم التعامل مع حركة النهضة التي هي مشاركة في الفعل السياسي ومشاركة في الانتخابات. لذلك كان اللجوء إلى سياسة التوافق الاضطرارية، لأن الواقعية السياسية ونتائج الانتخابات فرضتا ذلك. ولو مارس كل حزب السياسة بحرفية، وركز على برنامج اقتصادي واجتماعي بديل وواعد لما كان للآيديولوجيا حضور.
بمعنى آخر، فإن الأحزاب المحسوبة على التحديث تحصر وعودها الانتخابية في عدم التوافق مع الإسلام السياسي، وبعد الانتخابات تتوافق معه، ما أطاح بمصداقية هذه الأحزاب، خصوصاً أنها لم تنجح في تبرير ذلك التوافق من خلال مكاسب اقتصادية واجتماعية تشفع لها التنكر لوعودها الآيديولوجية.
المشكلة الآن أكبر بكثير، فنحن لسنا أمام حزبين كبيرين متقاربين سيتوافقان ويشكلان الحكومة والبرلمان كما حصل في الانتخابات السابقة مع حركة النهضة وحركة نداء تونس. بل نحن أمام عدّة أحزاب متناحرة ورافض بعضها بعضاً. وحتمية العمل الجماعي كما فرضتها نتائج الانتخابات تجعل من التوافق الذي لم ينجح في التجربة التونسية يتكرر في ظروف أسوأ، وينبئ بـ5 سنوات مقبلة من الشجار السياسي والمد والجزر، والحال أن الاقتصاد شبه معطل، وارتبط انفراجه بالانفراج السياسي الذي تضاءلت فرصه مع طبيعة النتائج التي أظهرتها الانتخابات.
ولقد وصل الشعور باستحالة عمل التشكيلة السياسية الفائزة، بعضها مع بعض، إلى توقع إجراء انتخابات ثانية، ما يعني في الحقيقة رفض نتائج صندوق الاقتراع ورفض الديمقراطية عندما لا تلائم نتائجها هوانا.
من جهة ثانية، يبدو واضحاً جداً أن الشعب التونسي قد عاقب الذين جربهم وفشلوا وأعطى فرصة لأطراف جديدة، رغم أن رصيدها لا يخدمها ولا يجعل منها موضوع رهان جدي، وهو ما يفيد أن من وجد فرصة في نتائج الانتخابات الرئاسية أو التشريعية، فإنه لم ينلها نتاج استحقاق سياسي، بقدر ما تحصل عليها نتيجة عقاب حركتي النهضة والنداء، أي أن الجدد استفادوا من رصيد النهضة والنداء السلبي عند الشعب التونسي خلال السنوات الماضية.
النقطة الواضحة الأخرى أيضاً أن الواقع السياسي بات متحركاً في تونس بفعل الانتخابات وشفافية صندوق الانتخابات، وهذه الحركية هي ما يسميها عالم الاجتماع بارتران بادي «دوران النخب السياسية».
بقي السؤال؛ إلى أي حد نحن بالفعل أمام نخب سياسية حقيقية، أو على الأقل تحمل ملامح النخب السياسية، لأن كل شيء ينحرف عندما توجد الديمقراطية وتُضمن الشفافية في الاقتراع وتغيب ما يسمى النخبة السياسية وفق الشروط الدنيا.
إننا إزاء مشكلة تنشئة سياسية وفهم واقعي للسياسة ولوظيفة الحزب السياسي اليوم.

arabstoday

GMT 09:20 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار المتزوجين

GMT 09:15 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار من ايران وغيرها

GMT 05:49 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

«قيصر» يقتحم أبوابكم!

GMT 04:28 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

3 سنوات قطيعة

GMT 04:19 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

مسكين صانع السلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تونس وعُسر المخاض تونس وعُسر المخاض



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان

GMT 05:20 2020 الإثنين ,16 آذار/ مارس

مولودية الجزائر يستعيد وصافة الدوري

GMT 16:33 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

حارس جديد يظهر في مران الأهلي اليوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon