عن الاقتصاد السياسي للعصر الرقمي
الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان
أخر الأخبار

عن الاقتصاد السياسي للعصر الرقمي

عن الاقتصاد السياسي للعصر الرقمي

 السعودية اليوم -

عن الاقتصاد السياسي للعصر الرقمي

د. محمود محيي الدين
بقلم د. محمود محيي الدين

يبدو أن ما نشهده من مظاهر الخلل الاقتصادي وما يصاحبه من توترات سياسية حول العالم أننا نتعامل مع تحديات القرن الحادي والعشرين بالنظم الاقتصادية للقرن العشرين والمؤسسات السياسية للقرن التاسع عشر. وعلينا أن نتابع ما جرى في مهرجان التقنية المالية الذي انعقد في سنغافورة الأسبوع الماضي لاستيضاح هذا التفسير. وينعقد هذا المهرجان للعام الرابع على التوالي وشهده ستون ألف مشارك من مائة وثلاثين دولة، ويجمع بين أهل أسواق المال من ناحية والمبتكرين ورواد علوم الكومبيوتر والذكاء الاصطناعي وعلماء البيانات ومطوري نظم ومنتجات تكنولوجيا المعلومات من ناحية أخرى.

وإليك روافد أربعة انطلقت بين أروقة المهرجان ومنصات المحاكاة وندوات النقاش حول مستقبل المال والاقتصاد، وستستبين منها دون عناء أن هذه التغيرات التي تشهدها هذه الروافد ستسهم في تشكيل الاقتصاد السياسي للعالم الجديد الذي تتشكل معالمه بسرعة حادة بفعل ما أسميه بالمربكات الكبرى:

الرافد الأول يتشكل من كيانات جديدة للتقنية المالية لا عهد للأسواق المالية التقليدية بها، منها ما يحشد التمويل للمشروعات بكفاءة عالية وسرعة فائقة، ومنها ما يحول المال بين الأشخاص عبر الحدود وداخلها مستحدثاً لنظم جديدة للدفع بتكاليف زهيدة، ومنها ما يطور تطبيقات مالية تستند إلى بنية رقمية ومعلومات هائلة. وقد استمعت في جلسة صغيرة لعدد من مطوري البرامج وهم يشرحون كيف يمكن تأسيس بنك رقمي متكامل الخدمات في أقل من 24 ساعة، بين تعبيرات مندهشة وألسن معقودة لجمع من المصرفيين التقليديين كانوا يظنون قبل الجلسة أنهم ممسكون بزمام أمورهم.

لقد عُرفت البنوك والمؤسسات المالية الأخرى بقدراتها الفائقة على استغلال تكنولوجيا العصر لتدعيم نشاطها في تعبئة المدخرات ومنح الائتمان وتيسير نظم الدفع والمعاملات المالية. ألم نر تطور استخدامها مثلاً لعملات معدنية مسكوكة، لاعتمادها لأوراق البنكنوت، ثم تطورها لاستعمال الشيكات، ثم البطاقات البلاستيكية المرتبطة بماكينات الدفع الفوري، ثم الخدمات المصرفية باستخدام تكنولوجيا الإنترنت. لكنك اليوم تجد مستحدثات تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي تتجاوز البنوك لتقوم بأعمالها، ورغم حديث لطيف عن مشاركات ومبادرات تعاون بين المؤسسات المالية التقليدية وشركات التكنولوجيا إلا أن الأخيرة أصبحت تقود تصميم أنماط ومعايير تداول النقود ووظائف التمويل. وفي حين يعاني مصرفيون تقليديون من آثار لبطالة تكنولوجية متزايدة، تجد تزايداً في الطلب من مؤسسات المال على العالمين بعلوم الحاسب والتكويد والذكاء الاصطناعي والتعامل مع قواعد البيانات الكبرى وتأمينها. فهل أعدت مؤسسات التعليم والتدريب خريجيها للعالم الجديد؟
الرافد الثاني يتمثل في هيئات للرقابة المالية والبنوك المركزية التي تحاول اللحاق بالتطورات الهائلة لشركات التقنية المالية بأساليب وإجراءات للتقنية الرقابية. ويظهر جلياً أن قواعد التعرف على العميل وإجراءات حماية الاستقرار المالي وتطوير نظم الدفع النقدي تحتاج إلى مراجعة شاملة لا تكتفي بإصدار تشريعات إظهاراً لمجاراة العصر، لكن بما هو أهم من ذلك فيما يتعلق بقدرات الرقابة المالية والإشراف على المؤسسات المالية وفاعلية التنسيق بين جهات الرقابة المالية وتلك المسؤولة عن الرقابة على قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمنافسة ومنع الاحتكار وحماية المستهلك ومكافحة غسل الأموال، وأمن قواعد البيانات ونظم المعلومات.

وفي أحاديث جانبية برزت تساؤلات حول مدى قدرة مؤسسات الرقابة على اجتذاب الكفاءات البشرية المتميزة للعمل في مناخ تكتنفه مثالب القيود المنفرة لذوي الهمة. وبدون تقنية رقابية فعالة ستتعثر التقنية المالية حتماً مهما بلغ أصحابها من العلم أو المال، فسلطات الرقيب قد تعوق النشاط أو تحجمه أو تمنعه من الوجود، وقد تستسهل الحظر تفاديا لتحمل اللوم، وفي النهاية يدفع عموم الناس الثمن.

أما الرافد الثالث فيدور حول التقنية الحكومية، فلن يستقيم الأمر وعالم المال وجهات الرقابة عليه ينطلقان بسرعات فائقة ودواوين الحكومة تتعثر في ملفات بالية علتها أتربة تراكمت طبقاتها كآثار لعهود مبيدة وأخرى بائدة. ففي العصر الرقمي لا مجال لحديث عن خدمات حكومية دون بطاقات ذكية بأرقام موحدة وخدمات متنوعة تشمل شؤون الناس من المهد إلى اللحد. وما زالت خدمات ما يسمى بالحكومة الإلكترونية في بلدان عربية كثيرة تتوارى خجلاً، رغم كثرة الحديث عنها، وتعوقها نظم إدارية بليدة تمرد عليها أهل العصور الوسطى.

وقد كشف تقرير أخير عن ممارسة الأعمال كيف تذيلت الدول العربية، إلا قليلاً، قوائم تأسيس الأنشطة الاقتصادية وتوصيل خدمات البنية الأساسية وإصدار تراخيص العمل وحماية حقوق الملكية وقواعد الإفراج الجمركي للتجارة عبر الحدود. وكيف أن موافقات تشغيل شركة، في دول تعاني من البطالة وتراجع النمو الاقتصادي، تستغرق شهوراً، إن تمت الموافقة أصلاً، في حين أنها لا تتطلب إلا أياماً، وربما ساعات، في دول أخرى.

فضلاً عن نظم اقتصادية تستمد حيثيات بقائها منذ ما كانت مناجم الفحم اكتشافاً والآلات المسيرة بالبخار اختراعاً. ولنلقِ نظرة على تشريعات متقادمة معمول بها، بشكل ما، لأسواق العمل والتجارة ورؤوس المال والشركات والمنافسة ومنع الاحتكار وحماية المستهلك، وتسجيل العقارات وحماية حقوق الملكية، وكذلك لوائحها التنفيذية والأسوأ فوضى تطبيقاتها. ثم تجد البعض ما زال يتعجب من أسباب تراجع أغلب الدول العربية في مضمار التنافسية.

أما الرافد الرابع، وهو الأهم لضمان الاستمرار والاستقرار، فأطلق عليه التقنية المجتمعية، بمعنى مدى الاستثمار في البشر تعليماً وتثقيفاً وتدريباً لكي يكون المواطنون ومجتمعاتهم مؤهلين للاستفادة من مستجدات العصر الرقمي ومنتجات تكنولوجيا المعلومات. وقد ناقشت في مقال سابق أهمية توطين التنمية ودور المجتمعات والسلطات المحلية في إدماج عموم الناس في منظومة متكاملة ذات فرص عادلة للحياة والتقدم، وحمايتهم من الاستغلال بداية من احترام خصوصية بياناتهم وتمكينهم من أسباب التطور في عصر شديد التنافسية ستكون لاقتصاداته سادات جدد بحكم ما يملكونه من عناصر ثروته الجديدة التي لم تعد قاصرة حتماً على بعض الموارد الطبيعية والخامات الناضبة، بل علوم لا تجف بحارها.

ورغم كل هذه التطورات التي تعكسها الروافد الأربعة، ما زال البعض يظنون أن من سادوا اقتصادات العالم منذ أوائل القرن التاسع عشر سيستمرون وخلفاؤهم في مراكزهم غير مبالين بدورة عجلة التاريخ، وما وثقه ابن خلدون في مقدمته الشهيرة عن أسباب صعود وهبوط الأمم. وعادة ما يذكر عام 1820 كعام تحول في قيادة دفة الاقتصاد العالمي من العالم القديم في الشرق لأوروبا الغربية بفعل الثورة الصناعية الأولى التي اندلعت منذ عقود سبقت على هذا التاريخ. ويحدثنا المؤرخ جون هيرست في كتابه الذي قمت بترجمته تحن عنوان «أوروبا: تاريخ وجيز» أن ثورات الصناعة صاحبتها وتلتها تغيرات اجتماعية وسياسية كبرى وأحدثت ثورات في نظم الحكم أو ثورات عليها، في مقارنة بين فرنسا وبريطانيا وألمانيا في سبل تعاملها وتفاعلها مع ما طرأ من مستجدات. ومن الشواهد ما يظهر أن دفة الاقتصاد العالمي وثورته الصناعية الجديدة تميل باطراد إلى الشرق مرة أخرى، وما نراه اليوم من سمات التوتر والنزاعات ما هو إلا من أعراض هذا التحول، حتى يستقر إلى حين.

arabstoday

GMT 09:20 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار المتزوجين

GMT 09:15 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار من ايران وغيرها

GMT 05:49 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

«قيصر» يقتحم أبوابكم!

GMT 04:28 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

3 سنوات قطيعة

GMT 04:19 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

مسكين صانع السلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الاقتصاد السياسي للعصر الرقمي عن الاقتصاد السياسي للعصر الرقمي



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:47 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
 السعودية اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان

GMT 05:20 2020 الإثنين ,16 آذار/ مارس

مولودية الجزائر يستعيد وصافة الدوري

GMT 16:33 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

حارس جديد يظهر في مران الأهلي اليوم

GMT 10:00 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

ترامب في زيارة رسمية إلى أيرلندا للمرة الأولى

GMT 09:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

«أفوكادو توست» حذاء ركض رجالي بألوان الطعام

GMT 00:23 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لتبييض الركبتين و المناطق الخشنة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon