الحروب والديون والعملة «الصعبة»
الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان
أخر الأخبار

الحروب والديون والعملة «الصعبة»

الحروب والديون والعملة «الصعبة»

 السعودية اليوم -

الحروب والديون والعملة «الصعبة»

بقلم د. محمود محيي الدين

يشهد العالم حروبا وصراعات مسلحة لم يشهدها منذ وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها. ومن أشد الحروب بشاعة وإيلاما ما يتعرض فيها المدنيون والأبرياء المسالمون من فقدان للأرواح، وإصابات جسيمة، وإهلاك للممتلكات، وفقدان لأسباب الحياة والمعيشة على مشهد ومسمع من العالم أجمع؛ كالمأساة التى تعيشها غزة على مدى الساعة رغم ما صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، والمناشدات الملحة بإيقاف القصف المروع وآلة الحرب ولو لهدنة إنسانية. ومن ناحية أخرى، فإن الحروب والصراعات وإن جاءت فى دائرة جغرافية محددة كما يحدث فى أوكرانيا وفى الأراضى الفلسطينية المحتلة لكن تداعياتها الاقتصادية والسياسية الإقليمية والعالمية ظاهرة للعيان مع مخاطر متنامية لتوسع دائرة الحرب؛ ومع توالى الصراعات الجيوسياسية وتدهور الثقة بالنظام الدولى هناك نذر بصراعات مسلحة أكثر انتشارا وحروب أكثر دمارا مع زيادة حدة الاستقطاب الدولى.
وفى إشارة للاستقرار النسبى على الصعيد العالمى فى أثناء الحرب الباردة بين المعسكر الشرقى بزعامة الاتحاد السوفييتى والمعسكر الغربى بقيادة الولايات المتحدة، يرى المؤرخ هارولد جيمس الأستاذ بجامعة برينستون الأمريكية أن وراء ذلك عاملين، الأول التوازن النووى ضمن الردع المتبادل بين القوتين العظميين فى وقتها ببديل وحيد هو الدمار الشامل للطرفين فى حالة الحرب؛ والثانى هو هيمنة الدولار بوصفه عملة صعبة والذى عد سلاحا نوويا ماليا تجرى عليه ذات القاعدة بألا يجرى تسليحه وألا يستخدم إلا دعامة للاستقرار النقدى والمالى، بما عد وقتئذ أن تسليح الدولار إيذان بدمار نظامه شأنه فى هذا شأن الأسلحة النووية التى روج لها أن كل قوتها فى قدرتها فقط على الردع؛ وأن نهايتها، بل نهاية ممتلكيها، فى حال استخدامها.
هذا مما كان من مسلمات عهد الحرب الباردة البائد، أما العهد العالمى الحالى، الذى شهد انفرادا لفترة لقطب واحد، بعد سقوط حائط برلين وانهيار الاتحاد السوفييتى بلا حرب إلا ما كان من حرب باردة، ثم تعددا للأقطاب بعد تصاعد لقوى جديدة مدفوعة بأوزانها الاقتصادية. ولا يبدو أن للعهد الحالى مسلمات تذكر، فظروف اللايقين وغياب القيادة وعجز الثقة وفائض الأزمات تطغى عليه. فها هى الأسلحة النووية يلوح باستخدامها مرارا بعد بداية الحرب الأوكرانية؛ أما الدولار فقد جرى تسليحه بمنع روسيا من استخدامه فى المعاملات الدولية بعد هذه الحرب، وكانت قد منعت من استخدام نظام «السويفت» للتحويلات البنكية من قبل، بعد إلحاقها لجزر القرم فى عام 2014.
ولكى تكتسب العملة صفتها بوصفها عملة صعبة أو عملة احتياطية فى النظام النقدى الدولى، فعليها أولا ألا تكون عملة سهلة محليا، بمعنى أن يرضى بها عموم الناس فى القيام بوظائفها الثلاث المتعارف عليها بوصفها وحدة للحساب فى المعاملات؛ ووسيلة مقبولة لدفع المستحقات ومخزنا للقيمة؛ أما إذا صارت العملة المصدرة سهلة بانهيار مستمر لقيمتها بسبب التضخم والتوسع فى المعروض منها لسداد الديون، فسينصرف الناس عنها بإحلالهم نقودا أخرى محلها، أو باللجوء لوسائل التوقى من التضخم كالذهب. وإذا ما استقرت العملة محليا وتوسع اقتصادها إنتاجا واستثمارا وتصديرا للخارج فسيقبل الناس عليها من خارج حدود الدولة لتقوم بذات الوظائف الثلاث عبر الحدود لتصبح بذلك عملة دولية فى تسوية المعاملات. وإذا ما تطور شأن العملة الدولية فتمتعت باستقرار اقتصادى وسياسى وقوة للقانون تساندها فى بلادها المصدرة صارت عملة احتياطية، فتستثمر البنوك المركزية والمؤسسات فى الأدوات المالية المقومة بها كأذون وسندات الخزانة استفادة من سيولتها العالية، وحماية حقوق حامليها عبر الوقت.
وللدول المصدرة للعملة الصعبة امتيازات كبرى منها ما يبلغ حد الامتياز السخى الفياض على اقتصادها: بأن تقترض دوليا بعملتها المحلية ثم تكلف عمليا كل حامل للدولار حول العالم بالمساهمة فى تكاليف سداد ديونها برفعها معدل التضخم الذى ينتقص من قيمة العملة. تماما كحال الدولار الأمريكى الذى ورث عرش الجنيه الإسترلينى رسميا فى عام 1956 بعد حرب السويس، المشهورة بالعدوان الثلاثى على مصر؛ إذ ظهر جليا بعد هذه الحرب أن الغلبة فى المعسكر الغربى للولايات المتحدة التى أملت شروط وقف القتال تاركة بريطانيا تدرس تداعيات ما بات يعرف بعدها «بلحظة السويس»، وهى اللحظة التى يدرك فيها الطرف الأضعف حقيقة ما صار إليه من ضعف شهد به القاصى والدانى، إلا أنه استمر فى إنكاره لما كان عليه فى عهد سابق من مجد، وظن أن ما يعتريه من ضعف مؤقت وأنه سيستعيد المجد التليد ولكن هيهات.
فقد كان الإسترلينى عملة صعبة مسيطرة بارتياح على الاقتصاد العالمى حتى الحرب العالمية الأولى التى كبدت بريطانيا خسائر اقتصادية ومالية رغم انتصارها السياسى والعسكرى؛ فباعت أصولا واستدانت بما يتجاوز 130 فى المائة من ناتجها المحلى لتمويل المجهود الحربى بما يقدره الاقتصادى الأمريكى بارى أيكنجرين بستة أمثال مستوى ديونها قبل الحرب. ورغم ظهور الدولار منافسا محتملا للإسترلينى فى العشرينيات فإن الحكومة البريطانية اتخذت إجراءات للسيطرة على التضخم وضغط الإنفاق بما جعل الإسترلينى يصمد فى المنافسة الدولية؛ وهو ما كان هدفا جيوسياسيا من مكونات الاحتفاظ بالقوة الشاملة لمركز الإمبراطورية التى شرعت الشمس فى الأفول عنها بعدما كانت لا تغرب عنها أبدا.
ثم جاءت الحرب العالمية الثانية فخرجت بريطانيا منها منتصرة عسكريا وسياسيا مرة أخرى، ولكن بديون خارجية أكبر ومع ازدياد التزاماتها محليا اضطرت لتخفيض قيمة عملتها بعد الحرب. وشهد الإسترلينى تراجعا عن الاحتفاظ به من قبل البنوك المركزية، وانخفض الطلب عليه، ثم جاءت لحظة السويس الحاسمة التى امتنع فيها الرئيس الأمريكى أيزنهاور عن مساندة بريطانيا وعملتها التى انخفضت بحدة إلا بعد انسحاب قواتها ووقف حرب السويس.
والسؤال الملح: هل سيستمر الدولار فى هيمنته فى هذا العالم المضطرب الشديد التغير؟ وهذا ما سنتناول إجابته فى مقال مقبل.

arabstoday

GMT 16:56 2023 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

رسالة مصرية ضرورية لإسرائيل

GMT 16:54 2023 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صار لـ«حماس» عنوان!

GMT 12:19 2023 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

هل من طريق إلى السلام؟!

GMT 12:19 2023 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية دولة أفعال لا شعارات

GMT 12:14 2023 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

«جوليا» كسر حاجز الخوف

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحروب والديون والعملة «الصعبة» الحروب والديون والعملة «الصعبة»



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:47 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
 السعودية اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان

GMT 05:20 2020 الإثنين ,16 آذار/ مارس

مولودية الجزائر يستعيد وصافة الدوري

GMT 16:33 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

حارس جديد يظهر في مران الأهلي اليوم

GMT 10:00 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

ترامب في زيارة رسمية إلى أيرلندا للمرة الأولى

GMT 09:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

«أفوكادو توست» حذاء ركض رجالي بألوان الطعام

GMT 00:23 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لتبييض الركبتين و المناطق الخشنة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon