عيون وآذان تعريف الخيانة العظمى

عيون وآذان (تعريف الخيانة العظمى)

عيون وآذان (تعريف الخيانة العظمى)

 السعودية اليوم -

عيون وآذان تعريف الخيانة العظمى

جهاد الخازن

أرجو أن يصبر عليّ القارئ، فالموضوع يهمه، وأنا أسأل ما هو تعريف خيانة الوطن، أو الخيانة العظمى؟ لعل التعريف العام هو أن يضر الخائن بالوطن والمواطن بمساعدة عدوه على وطنه، غير أنني أزيد اليوم مثلاً يشرح الخيانة بشكل وافٍ. في مطلع السنة، ومع تفاقم الأزمة المالية الأميركية وارتفاع الدين القومي إلى أرقام خيالية تتجاوز 16 تريليون دولار، لم يصل البيت الأبيض إلى اتفاق مع الحزب الجمهوري لمعالجة الأزمة، فكان أن أرجأ الحل إلى أول هذا الشهر، وجاء الموعد الجديد من دون اتفاق أيضاً فبدأ فرض خفض في موازنة وزارة الدفاع من نتائجه أن الإدارة الأميركية لا تستطيع إرسال حاملة الطائرات دوايت أيزنهاور إلى الشرق الأوسط، وأن فقراء أميركا سيخسرون بعض ما تقدمه الضمانات الاجتماعية والصحية لهم. الولايات المتحدة تواجه أزمة مالية خانقة أطلقتها حروب جورج بوش الابن، وهي حروب خسرتها أميركا بالكامل، وتبعتها أزمة مالية أميركية وعالمية، قاوم الجمهوريون حلها، أولاً في محاولة لحرمان باراك أوباما من ولاية ثانية، والآن لتكبيل يديّ الرئيس وإلهائه عن إنجاز أيّ من مشاريعه، بما في ذلك عملية السلام في الشرق الأوسط. ماذا كان رد فعل عصابة الشر الأميركية إزاء الأزمة المالية المستمرة؟ أزعم أن رجال العصابة ارتكبوا الخيانة العظمى بحق «بلدهم». لوبي إسرائيل، أو لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك) قررت أن ترسل ألوفاً من أنصارها إلى مبنى الكابيتول (التلة حيث مقر مجلسي الشيوخ والنواب) للضغط على المشترعين الأميركيين حتى لا يخصموا أي جزء من المساعدات الأميركية لإسرائيل التي تبلغ ثلاثة بلايين دولار في السنة. الأميركيون يعانون تحت الخفض في الموازنة الذي يُطاول الدفاع والفقراء معاً، ولوبي إسرائيل وأنصاره من أصحاب الولاء الواحد لدولة نازية جديدة عنصرية محتلة لا يهمهم أن يتعرض الأمن القومي للخطر أو أن يجوع فقير أميركي أو يُحرم الرعاية الطبية، فأهم من هذا كله أن تستمر إسرائيل في سرقة دافع الضرائب الأميركي، ونشر الكره للسياسة الأميركية بين العرب والمسلمين، وإعطاء الإرهاب والإرهابيين المجردين من الإنسانية الحجة لمواصلة القتل والتدمير العشوائي في بلادنا. إذا كان ما سبق لا يكفي فإن أعضاء في الكونغرس، اشتراهم اللوبي ووضعهم في جيبه، طلعوا بمشروع قرار غير مُلزِم يفرض على الإدارة الأميركية إذا هاجمت إسرائيل إيران «دفاعاً عن النفس» أن تنضم الولايات المتحدة إلى الهجوم الإسرائيلي على إيران. كتبت ما سبق كما هو متداول غير أنه يضم خرافات ترددها إسرائيل وعصابتها حتى تضيع الحقيقة وسط «تسونامي» الكذب. أولاً، المساعدات السنوية لإسرائيل ليست ثلاثة بلايين دولار فقط، فالمساعدات لمصر جزء منها لأنها مربوطة بالاستمرار في عملية السلام مع إسرائيل، فيكون المبلغ الحقيقي المباشر 4.3 بليون دولار. وأزيد عليه مساعدات أخرى غير مُعلنة وتبرعات مُعفاة من الضرائب وسرقة أسرار عسكرية وتجارية أميركية، وأقدِّر ما تتلقى إسرائيل كل سنة بأكثر من عشرة بلايين دولار، فيما خمسون مليون فقير أميركي يعانون. ثانياً، إسرائيل تملك ترسانة نووية مؤكدة وإيران لا تملكها، وبالتالي إسرائيل تهدد إيران لا العكس. وما تريد إسرائيل فعلاً هو أن تورط الولايات المتحدة في حرب غير مُبرَّرة نتيجتها الوحيدة الأكيدة زيادة العداء لأميركا وزيادة الإرهاب، أي قطع ما بقي من علاقات للعرب والمسلمين مع أميركا. ثالثاً، إذا تجاوزنا الكونغرس المُرتشي وأنصار إسرائيل الخوَنة في اللوبي وحوله نجد أن العالم كله ضد إسرائيل وسياستها، فالاتحاد الأوروبي هدد الحكومة الإسرائيلية إذا واصلت سياسة الاستيطان، وفي كل جامعة أميركية وبريطانية أعرفها جماعات طالبية تعارض إسرائيل وتدعو إلى مقاطعتها ومعاقبتها، والكنائس المسيحية حول العالم، خصوصاً فروع الطائفة البروتستانتية، تتخذ موقفاً مماثلاً ضد إسرائيل وتحضّ أتباعها على مقاطعتها وسحب أي استثمارات لهم فيها. ثم يأتي أميركيون ويرتكبون فعل الخيانة بحق بلدهم، وهم يقدمون مصالح بلد محتل بعيد على مصالح مواطنين أميركيين، ويطالبون بسياسات خارجية أميركية تزيد العداء للولايات المتحدة حول العالم وتُعرّض للخطر كل مصلحة لها. هذا هو تعريف خيانة الوطن في القاموس، وفي الممارسة العامة.  

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان تعريف الخيانة العظمى عيون وآذان تعريف الخيانة العظمى



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 16:13 2016 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الأطواق الضيقة تسيطر على عالم موضة 2017

GMT 16:14 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

محمد صلاح يوقع عقود انتقاله إلى "ليفربول" الإنجليزي

GMT 00:32 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل وإصابة خمسة أشخاص في سقوط شجرة ماهوجني بماليزيا

GMT 19:22 2016 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

ثعبان الـ"مامبا" السام يُثير ذعر سكان لندن

GMT 07:15 2016 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان نسرين طافش الأبيض يشعل مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 23:20 2017 الإثنين ,20 شباط / فبراير

عوض خميس نصراوي لـ 3 سنوات رسميًأ

GMT 00:22 2017 الإثنين ,08 أيار / مايو

حسام حسن يؤكد رفضه لـ7 عروض من أجل الجماهير

GMT 02:36 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

نادٍ أردني يُحقق حلم طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab