عيون وآذان الرجل الخفي

عيون وآذان (الرجل الخفي)

عيون وآذان (الرجل الخفي)

 السعودية اليوم -

عيون وآذان الرجل الخفي

جهاد الخازن

إذا كان لي أن أختار رفيقاً في السفر بين مؤتمر وآخر فهناك كثيرون، وبين أقربهم إلى عقلي وفكري الأخ عمرو موسى، فآراؤنا متقاربة، ثم أنه يعطيني معلومات مفيدة عن أوضاع مصر، والبلدان العربية الأخرى بحكم علاقاته واتصالاته. وكنا معاً هذا الأسبوع في مؤتمر منتدى الاتصال الحكومي في الشارقة، كما كنا قبل أيام في الكويت للمشاركة في مؤتمر لمجلس العلاقات العربية والدولية الذي يرأسه الأخ محمد الصقر، وقد رأيته بعد ذلك في بيروت. في المقابل، لا أحب السفر مع زاهي وهبي وجورج قرداحي، مع أنهما زميلان وصديقان، والأسباب لا تخفى على اللبيب. أجلس بين زاهي وجورج في مؤتمر، كما فعلت في الشارقة، وأصبح «الرجل الخفي»، فالحِسان يتقاطرن عليهما، ويحدثان هذا أو ذاك وأنا بينهما ولا يرينني. وكنت حاولت في السابق أن أزعم للحسان أن من الأفضل لهن أن يركزن عليّ، فأنا شاب وسيم عازب ثري، أما هما فقد تزوجا وطلقا عشرات المرات، ولم تصدقني أي حسناء. أقول «اللي مالو حظ لا يتعب ولا يشقى». سامحت زاهي وهبي، بعد أن قرأ لنا في عشاء خلال مؤتمر الشارقة قصائد له ومقطوعات شعرية. وكانت مكادي النحاس تغني للحاضرين بين قصيدة وأخرى، وهي جميلة الصوت جداً. وسمعتها تغني: يا ظلام السجن خيم / نحن لا نخشى الظلاما / ليس بعد الليل إلا فجر مجد يتسامى. كنت أعرف هذه القصيدة بكلمات أخرى هي: يا ظلام السجن خيم / إننا نهوى الظلاما. وفكرت أن أسألها عن الموضوع في النهاية إلا أنها عندما أعادت غناء المقطع اختارت النص الذي حفظته صغيراً. مكادي ابنة سالم النحاس وهو زعيم يساري بارز في الأردن. وكان بين قصائد زاهي واحدة مؤثرة عن القدس. لم أسامح جورج قرداحي على رغم مشاركته الطيبة في المؤتمر، وأنتظر أن أراه يعمل مراسلاً حربياً في مالي عقاباً وفاقاً. في المقابل لا خلاف لي البتة على شيء مع الزميل والصديق تركي الدخيل، وقد سررت برؤيته لأنني لم أره منذ سنوات، فهو مشغول بتقديم برنامجه المشهور «إضاءات» في تلفزيون «العربية». وكنت قرأت له كتابه الظريف «مذكرات سمين سابق» وسرّني أنه لا يزال على وزنه المنخفض، فبعض الناس يعود إلى السمنة، ليكسب صفة سمين سابق ولاحق. كذلك سعدت أن أرى الزميلة زينة اليازجي، مقدمة برنامج «الشارع العربي» في تلفزيون دبي، وهي أدارت الجلسة التي شاركت فيها، وكانت ذكية بقدر ما هي حسناء. المؤتمر أحيط بضيافة كريمة من الحاكم الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، وولي عهده الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي. وعمل الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، ومعه الأخ أسامه سمرة، مدير المركز، على مدار الساعة لإنجاح المؤتمر وتلبية حاجات المشاركين. المؤتمرات توفر فرصة ليرى المشارك سياسيين ومثقفين وأصدقاء تحت قبة واحدة وكان بين هؤلاء عدد كبير من الصحافيين المصريين البارزين، ومن الكويت وبلدان المغرب العربي. ورأيت الصديق الشيخ سلطان القاسمي في عجمان، وهو زار فندق الإقامة مودعاً في اليوم التالي. ليس القصد هنا أن أنافس زاوية «حول المدينة» في هذه الصفحة، وإنما أن أشجع كل قادر على المشاركة في المؤتمرات التي توافق اهتمامه واختصاصه. والصحافي العامل مثلي لا يستطيع، ولا يجوز، له أن يثقل على القراء برأيه كل يوم (كم من الآراء عنده؟). وإنما واجبه أن يقابل السياسي أو المثقف أو الخبير وأن ينقل رأيه إلى القارئ. ختاماً، أقول أن الحاكم الشيخ سلطان نجح في أن يجعل الشارقة واحة ثقافة، بعد أن كانت خلال زيارتي الأولى لها قبل عقود سبخة ملح صحراوية. ولعل طموحه أن يجعل الشارقة عاصمة دائمة للثقافة العربية فقد كانت هذه العاصمة سنة 1998 بعد مصر وتونس. أعتقد أن في الإمارات العربية المتحدة اليوم جيلاً، من الصبايا والشباب، قادراً على النهوض بالمهمة، على رغم القلق السياسي الذي يحيط بالمنطقة كلها، فأرجو أن أرى تحقيق الآمال المعقودة على هذا الجيل.

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان الرجل الخفي عيون وآذان الرجل الخفي



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 16:13 2016 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الأطواق الضيقة تسيطر على عالم موضة 2017

GMT 16:14 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

محمد صلاح يوقع عقود انتقاله إلى "ليفربول" الإنجليزي

GMT 00:32 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل وإصابة خمسة أشخاص في سقوط شجرة ماهوجني بماليزيا

GMT 19:22 2016 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

ثعبان الـ"مامبا" السام يُثير ذعر سكان لندن

GMT 07:15 2016 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

فستان نسرين طافش الأبيض يشعل مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 23:20 2017 الإثنين ,20 شباط / فبراير

عوض خميس نصراوي لـ 3 سنوات رسميًأ

GMT 00:22 2017 الإثنين ,08 أيار / مايو

حسام حسن يؤكد رفضه لـ7 عروض من أجل الجماهير

GMT 02:36 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

نادٍ أردني يُحقق حلم طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab