لكن هؤلاء «الأشرار» هم أبناؤنا
الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان المدير الفني لمنتخب مصر السابق حسن شحاته يخضع لعملية جراحية معقدة استمرت 13 ساعة في القاهرة الجيش اللبناني يوقف 6 متورطين في الاعتداء على دورية تابعة لقوة الأمم المتحدة اليونيفيل رئيس الوزراء اللبناني يؤكد أن حزب الله وافق على اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي يحصر السلاح بيد قوات الدولة
أخر الأخبار

لكن هؤلاء «الأشرار» هم أبناؤنا

لكن هؤلاء «الأشرار» هم أبناؤنا

 السعودية اليوم -

لكن هؤلاء «الأشرار» هم أبناؤنا

غسان شربل
بقلم: غسان شربل

استيقظ عادل عبد المهدي باكراً. ليس غريباً أن يجافي النومُ حاكمَ العراق. ثم إنَّ النصف الثاني من السبعينات ليس الموسم الملائم لنوم طويل هانئ. يخالجه شعور بأنَّه سيئ الحظ. انتظر موعده مع رئاسة الوزراء فجاءه في توقيت شائك. ترك له أسلافه إرثاً من المشكلات يكفي لإطاحة أكثر من حكومة. ومع اشتداد التجاذب بين واشنطن وطهران، ترسَّخت قناعته أنه رئيس وزراء على خط الزلازل. لقد التقت مصائب الداخل بمصائب الخارج لتعبد الطريق نحو الكارثة.
يعيد قراءة بيان وزارة الدفاع الممدد على مكتبه. نفت الوزارة أن تكون استوردت قنابل الغاز التي تهشم رؤوس المتظاهرين وتقتلهم، وألقت المسؤولية على «طرف ثالث». ما أصعب أن يقرأ رئيس الوزراء بياناً من هذا النوع أصدره وزير الدفاع في حكومته. لا يستطيع عبد المهدي الاستقالة من مصير الشبان الذين قتلوا بهذا النوع من القنابل المسيلة للدموع. ثم إنَّ البيان نفسه يطرح أسئلة محرجة: من استورد هذه القنابل القاتلة؟ ومن استخدمها؟ ومن هو هذا «الطرف الثالث» الذي تخشى الحكومة تسميته كي لا نقول اعتقاله؟
حظه سيئ فعلاً. لو انطلقت الاحتجاجات الحالية من الأنبار أو ركام الموصل لكانَ أمكنَ إلصاقُها بـ«داعش» و«التكفيريين». لكنها تدور في النجف وكربلاء والبصرة والديوانية، أي في معاقل شيعية، فضلاً عن بغداد. يطالبه المتظاهرون باجتثاث الفساد واستعادة الأموال المنهوبة. يكلفونه مهمة انتحارية.
أمرٌ آخر يقلقه. أحرق المتظاهرون في المدن الشيعية صوراً لرموز إيرانية. ندَّدوا أيضاً بتدفق البضائع الإيرانية لمنافسة البضائع العراقية. يتساءل عبد المهدي بحذر في مكتبه: هل ذهبت إيران أبعدَ مما يحتمل في إدارة الشأن العراقي؟ وهل صحيح ما يهمس به البعض من أنَّ عليه «أن يختار بين طريق السيستاني وطريق سليماني»؟ ما أصعبَ أنْ يختار!
هل شاخ نظام ما بعد صدام باكراً؟ يبحث عن إجابات. تستوقفه هذه القطيعة الكاملة مع هؤلاء الشبان الذين لا يبخلون بأرواحهم، رغم تحذيرات السلطة وتهديدات «الحشد» وممارسات «الطرف الثالث». يغمض عينيه، ويقول لنفسه: لا نستطيع إنكار أنَّهم أبناؤنا.
في بيروت، استيقظ ميشال عون باكراً. يكاد يشعر أنه سيئ الحظ. انتظر الرئاسة طويلاً لكنَّها لم تفتح له ذراعيها إلا متأخرة وفي توقيت شائك. استلزمت تحالفات مكلفة ومصالحات باهظة. لم يستطع ترويض كل هذه التناقضات. وحين التقت مصائب الداخل بمصائب التجاذب الأميركي - الإيراني هبَّت رائحة الكارثة.
لم يتوقع العاصفة. سلوك بعض المقيمين تحت جناحيه ينذر بتحويلها إعصاراً. الرئيس الذي اعتقد دائماً أنه المنقذ يتفرَّج الآن على الانحدار المتسارع نحو الإفلاس. من الظلم تحميله وحده مسؤولية هذا الانهيار الواسع، لكنه الرئيس ولا يستطيع التنصل من تحمل جزء كبير منها. سينسى الناس أسماء كثيرين وسيحفظون أنَّ الكارثة حلَّت في عهده.
هل انقطع الاتصال تماماً بين الرئيس الثمانيني والفتيان الذين يحتشدون في الساحات؟ جيل يغرف من قاموس آخر. لا يعنيهم قوله «يا شعب لبنان العظيم». لا يتوقَّفون عند معارك سوق الغرب ومدافع سوق الغرب. لا يريدون قراءة قصة خروجه إلى المنفى وملابسات عودته. جيل آخر مهجوس بالمستقبل ولا يعنيه الماضي.
عاصفة شابة وعابرة للطوائف. لا يصدق أحد أنَّها من صناعة فيلتمان أو بتحريض من جنبلاط أو جعجع. إنَّها عاصفة الفقر والبطالة والأفق المسدود والنقمة على الفساد والمشاركة فيه أو السكوت عنه. لا جدوى من نعتهم بالأشرار والمخربين، فهؤلاء هم في النهاية أبناؤنا.
في طهران، استيقظ حسن روحاني باكراً. تقول التقارير إنَّ الهدوء عاد إلى أكثر من مائة مدينة شملتها موجة الاحتجاجات. أخمدت العاصفة. والنظام ليس مهدداً. يبتسم. لا يعرف هؤلاء الفتيان الفارق الكبير بين النظام الإيراني والأنظمة التي سقطت على وقع قرع الطناجر والهتافات في الساحات. يقول في نفسه: إذا كان المرشد لم يسمح بسقوط نظام بشار الأسد في دمشق، فهل يسمح بسقوط النظام في طهران؟
ثمة أسئلة لا يستطيع طرحها على الرأي العام أو مصارحة المرشد بها. النظام ليس مهدداً، لكن لماذا يحتاج بعد أربعين عاماً من قيامه إلى هذه الوجبات من الجثث لإسكات الناس كلما فاض غضبهم وتدفقوا في الشوارع؟ هل شاختِ الثورة فعلاً؟ ولماذا يغرف هؤلاء الشبان من قاموس لا يشبه قاموسها ويكاد يكون نقيضه؟ جيل لم تعد تستفزه عبارة «الموت لأميركا» أو إعادة نشر صور الأميركيين أسرى في سفارة بلادهم في طهران؟ جيل لا يبدو معنياً بهذا الاشتباك الطويل مع «الشيطان الأكبر».
النظام ليس مهدداً لكن غربته عن الأجيال الجديدة تتعمق وكأنه يهرب إلى الأمام. جيل يتحدَّث عن الفقر والفساد ومعدلات البطالة وحقوق الإنسان والبيئة والحريات والانخراط في ثورات العالم التكنولوجية والنوافذ المفتوحة في القرية الكونية. جيل لا يعترف بالخطوط الحمر التي اقتنع بها الآباء أو استسلموا لها. جيل يقرأ في كتب أخرى. يصدق رسائل هاتفه الذكي أكثرَ مما يصدق الناصحين والمهددين. يعرف روحاني أنَّ المرشد حمل على «الأشرار» الذين ركبوا موجة الاحتجاجات. لكنَّه يقول في سره إن هؤلاء الأشرار هم أبناؤنا.
جيل جديد هنا وهناك وهنالك. شبان وشابات شحذت الهواتف الذكية ووسائل الاتصال أحلامهم ومخيلاتهم ومطالبهم وشغفهم. لا يحبُّون كتبنا. ولا يقرون مخاوفنا. ولا يحترمون الخطوط الحمر ولا يخافون الاستبداد ولا يتقبلون العيش في دولة فاسدة متصدعة. لكن هؤلاء «الأشرار» هم أبناؤنا.

 

arabstoday

GMT 09:20 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار المتزوجين

GMT 09:15 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار من ايران وغيرها

GMT 05:49 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

«قيصر» يقتحم أبوابكم!

GMT 04:28 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

3 سنوات قطيعة

GMT 04:19 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

مسكين صانع السلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لكن هؤلاء «الأشرار» هم أبناؤنا لكن هؤلاء «الأشرار» هم أبناؤنا



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:47 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
 السعودية اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان

GMT 05:20 2020 الإثنين ,16 آذار/ مارس

مولودية الجزائر يستعيد وصافة الدوري

GMT 16:33 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

حارس جديد يظهر في مران الأهلي اليوم

GMT 10:00 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

ترامب في زيارة رسمية إلى أيرلندا للمرة الأولى

GMT 09:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

«أفوكادو توست» حذاء ركض رجالي بألوان الطعام

GMT 00:23 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لتبييض الركبتين و المناطق الخشنة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon