ليتَ السلطان تعلَّم من القيصر
المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني
أخر الأخبار

ليتَ السلطان تعلَّم من القيصر

ليتَ السلطان تعلَّم من القيصر

 السعودية اليوم -

ليتَ السلطان تعلَّم من القيصر

بقلم: غسان شربل

تدخَّلتْ روسيا عسكرياً في سوريا وهَا هِي تركيا تتدخل. كم تبدو المسافة شاسعة بين التدخلين والأسلوبين. بُني الأول على قراءة دقيقة لما هو ثابت وما هو متحول. على خطوات وئيدة مترابطة تنتظر اللحظة المناسبة وعلى قراءة دقيقة لميزان القوى. بُني الثاني على تسرُّعٍ مفرطٍ وتقديرات خاطئة للمناخات والمعادلات، وسرعان ما بدا مفتقراً إلى أي مظلة قانونية أو دولية.
اختارت السلطات التركية اسماً شاعرياً لعملية غزو شمال شرقي سوريا. من يسمع عبارة «نبع السلام» يخيل إليه أن قوة التدخل تابعة لوكالات الإغاثة أو الصليب الأحمر الدولي، وأنها تحمل الخيام إلى من يفتقدون سقفاً يحميهم والأغذية إلى من يَعضُّهم الفقر. وأظهرتْ ردود الفعل الأولى على العملية أننا أمام فصل جديد خطر في الحرب المفتوحة في سوريا. وأن إنهاءَ عملية «نبع السلام» سيكون أصعبَ بكثير من إطلاقها.
لا يتَّسعُ المجال هنا لتسجيل الانعطافات التي شهدتها السياسة التركية على نار الأزمة السورية، وأهمها نجاح سياسة التطويع الروسية للاعب التركي الذي تراجعت روحه الأطلسية فسلك طريق عملية آستانة، واشترى الصواريخ الروسية، وراح يلوِّحُ بإغراق أوروبا باللاجئين السوريين. وحين طوى التدخل العسكري الروسي عملياً صفحة المطالبات بإسقاط الرئيس بشار الأسد صار حلم إردوغان السوري مقتصراً على إسقاط «الكيان الكردي» الذي بدا متكئاً على شرعية مقاومة «داعش» وعلاقات عسكرية واستخباراتية وسياسية مع أميركا ودول «التحالف الدولي».
حاول إردوغان استدراج الولايات المتحدة إلى مشاركته مشروع «المنطقة الآمنة» داخل الحدود السورية. أبدت واشنطن مرونة وأرجأت الاستحقاقات، لكن إدارة دونالد ترمب ليست في وارد الانغماس في نزاعات جديدة، خصوصاً أن ترمب وعد أصلاً بإعادة الجنود من «تلك الحروب السخيفة التي لا نهاية لها». وحين يئس من الحصول على غطاء أميركي دائم لعمليته، نفذ إردوغان تهديده بالقيام بها منفرداً.
من التبسيط القول إن السبب الوحيد للعملية العسكرية التركية هو رغبة إردوغان في الهروب من الداخل، بعد تراجع شعبيته والنزف الحاصل في حزبه فالمسألة أكبر وأخطر من ذلك. لا بدَّ من الالتفات إلى قراءة المؤسسة العسكرية والأمنية لمستلزمات الأمن القومي على المدى الطويل، علاوة على أن بعض خصوم إردوغان في الداخل يشاطرونه الرغبة في اقتلاع «الحزام الكردي» الذي يتبلور داخل سوريا وعلى حدودها مع تركيا.
من يتابع مواقف إردوغان يكتشف أنه يبالغ في تقدير قوة تركيا وحاجة الآخرين إليها. هذا الأمر جعله يرتكب خطأ جدياً في قراءة المشهد الدولي. لن نسارع إلى التذكير بالخطأ الذي ارتكبه صدام حسين، فالإطار مختلف. لكن إذا كان يجوز لسياسي أن يرتكب المبالغات في خطبة حماسية انتخابية، فلا يجوز له الركون إلى سوء التقدير لإطلاق عملية عسكرية على أراضي دولة مجاورة.
أغلب الظن أن إردوغان ذهب بعيداً في تفسير قرار ترمب بسحب قسم من الجنود الأميركيين من شمال شرقي سوريا. اعتبره استقالة أميركية من مصير المنطقة وتأكيداً على غياب الشرطي الأميركي. ولعله راهن أن واشنطن لن تنحاز إلى مجموعات وتنظيمات محلية وتغامر بعلاقات قديمة مع دولة أطلسية بحجم تركيا، خصوصاً في ضوء التوتر الحالي مع إيران. وقد يكون اعتبر أن أميركا تحتاج تركيا أكثر مما تحتاج الأخيرة إليها. وقد يكون اعتبر أن روسيا المبتهجة بدق الإسفين داخل حلف الأطلسي لن تغامر بنسف ما تحقق في عملية اجتذاب تركيا. ولعله افترض أن أوروبا ستلزم الصمت مكتفية بألا يقرِّرَ السلطان تعريض القارة القديمة لأمواج جديدة وافدة من «نبع اللاجئين».
أظهرت ردود الفعل العربية والأوروبية والدولية أن السلطان أخطأ في التقدير وأخطأ في القراءة. تبدو المغامرة مكلفة للاقتصاد التركي أولاً. ثم ماذا لو وقع الجيش التركي في حرب استنزاف داخل المنطقة الآمنة وعلى أطرافها؟ عدم اشتعال الأرض السورية تحت أقدام الجيش التركي يجعل أنقرة محتاجة إلى تقديم تنازلات لكل من موسكو وطهران ودمشق وعواصم أخرى. ثم ماذا سيحدث إذا تبيَّنَ أن العملية التركية أعطت «داعش» فرصة ذهبية للإطلال مجدداً وأطاحت الجهود الدولية من أجل حل يطفئ النار السورية؟ للقرارات المتسرعة ثمن باهظ. وأغلب الظن أن إردوغان سيعود من مغامرته باقتصاد مثخنٍ وقدرٍ من العزلة لبلاده.
يغامر السلطان في منطقة مضطربة. ليتَه توقَّفَ عند براعة القيصر الذي يزور السعودية اليوم. السعي إلى استقرار المنطقة المضطربة هو العنوان الكبير لزيارته. علاقات مبنيَّة على القراءة الواقعية وفرص التعاون على رغم التمايزات. تعزيز التبادل التجاري والتعاون النفطي وفرص الاستثمار والتشاور السياسي والدبلوماسي. حوار بوتين مع «العربية» أكَّدَ ملامحَ هذه الدبلوماسية الروسية. وقدرته على جني ثمار عقدين من بناء القوة وفتح النوافذ ومد الجسور. روسيا القوية تقدم نفسها قوة استقرار، بعدما امتلكت قدرة التحدث إلى الجميع. صورة الإطفائي البارع الذي يحمي مصالحه بسكبِ ماءِ الواقعية على جمر الأزمات.
القراءة الواقعية شرطٌ للعلاقات الدولية المستقرة والمفيدة. يدرك بوتين أهمية السعودية العربية والإسلامية والدولية. يدرك أهميتَها الاقتصادية وحجمَ التحول الهائل الذي تشهده حالياً. يدرك في الوقت نفسه أبعادَ العلاقة الاستراتيجية التي تقيمها السعودية مع الولايات المتحدة التي ترسل حالياً إلى المملكة تعزيزات دفاعية للجمِ المغامرات الإيرانية. التطابق ليس شرطاً لحسن العلاقات.
في المقابل تدرك السعودية أن روسيا لاعبٌ دولي كبير، وأنها تتحدث اليوم من قلب منطقة الشرق الأوسط، وأن وجودَها في سوريا يعطيها قدرة أكبر على التأثير في مستقبل سوريا والمنطقة معاً، وأن فرصَ التعاون واسعة، وأن التطابق ليس شرطاً لتعميقها. وهذه كانت منطلقات الزيارات التي قام بها إلى موسكو الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. بناء العلاقات على الواقعية والأرقام والصدقية في التزام ما يتفق عليه.
كم يبدو أسلوب بوتين بعيداً عن أسلوب إردوغان. قَلَبَ الرئيس الروسي مجرى الأحداث في سوريا بتدخل عسكري لم يُوقعه في أفغانستان جديدة، بل جعله حاجة أكبر لدول المنطقة. عملية إردوغان في سوريا تنذر بتعريض بلاده للاستنزاف والعزلة. ليت السلطان تعلم من القيصر.

arabstoday

GMT 09:20 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار المتزوجين

GMT 09:15 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار من ايران وغيرها

GMT 05:49 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

«قيصر» يقتحم أبوابكم!

GMT 04:28 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

3 سنوات قطيعة

GMT 04:19 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

مسكين صانع السلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليتَ السلطان تعلَّم من القيصر ليتَ السلطان تعلَّم من القيصر



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 16:53 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
 السعودية اليوم - تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:54 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

انقطاع الهاتف والإنترنت في كوبا لمدة 90 دقيقة

GMT 21:55 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 08:30 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة لعام 2024

GMT 12:10 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار للطاولات الجانبية التابعة للأسرة في غرف النوم

GMT 12:04 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

قمة G7 ستعقد في إنجلترا خلال 11 - 13 يونيو

GMT 05:22 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

متابعة خسوف شبه ظل القمر افتراضيًا في مصر

GMT 04:53 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

وزير الأوقاف المصري يكشف عن حقيقة فتح المساجد

GMT 07:26 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تتقدم بخطى ثابتة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon