حروب المياه عندما تتحقق أسوأ كوابيسنا
خلاف بين المفوضية الأوروبية والنمسا حول مراكز إعادة اللاجئين في إفريقيا بسبب حقوق الإنسان نتنياهو يدافع عن لجنة تحقيق السابع من أكتوبر وسط اتهامات المعارضة بأنها بلا صلاحيات حقيقية المملكة العربية السعودية تنفذ أحكام إعدام بحق ثلاثة مدانين بتهريب مخدرات في مكة المكرمة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يُقرر خفض سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية عودة ثلاثة رواد فضاء إلى الأرض بعد ثمانية أشهر في محطة الفضاء الدولية حريق ضخم في مبنى شركات بجاكرتا يودي بحياة سبعة عشر شخصا ويعيد مخاوف السلامة في المنشآت الصناعية جامعة الدول العربية تدين إقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية لمقر الأونروا في القدس المحتلة ترامب يصعد هجومه على أوروبا ويتهم قادتها بالضعف والفشل في إدارة الهجرة وأزمة أوكرانيا وقوع إنفجارات بمنطقة المزة بالعاصمة دمشق ناجمة عن سقوط قذائف مجهولة المصدر في محيط مطار المزة العسكري اليونيسف تعلن عن أسوأ تفش للكوليرا في الكونجو منذ خمسة وعشرين عاما مع تسجيل أكثر من ألف وثمانمائة وفاة
أخر الأخبار

"حروب المياه" عندما تتحقق أسوأ كوابيسنا

"حروب المياه" عندما تتحقق أسوأ كوابيسنا

 السعودية اليوم -

حروب المياه عندما تتحقق أسوأ كوابيسنا

بقلم :عريب الرنتاوي

منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وأنا أقرأ بين الحين والآخر، أنباء ومقالات وتقارير عن «حروب المياه المقبلة» في المنطقة... تارة ينصب الاهتمام على حوض النيل، وثانية حول حوضي الفرات ودجلة، وثالثة حول الليطاني وينابيع مياه الشرب في مزارع شبعا وجوارها... وقبل كل هذا وذلك وتلك، حوض نهر الأردن وروافده وبحيرتيه.

أولى هذه الحروب وقعت فعلاً، وأمس مرت ذكراها الحادية والخمسين، ذكرى «النكسة» التي تداعت عن قيام إسرائيل بتحوير مجرى الأردن، وتجفيف بحيرة الحولة، ووضع اليد - بعد الحرب - بالكامل، على بحيرة طبريا وجزء من مياه لبنان، وتجفيف نهر الأردن (الشريعة)، وتعطيل مشاريع الاستفادة من مياه اليرموك، ونهب المصادر الجوفية في الضفة الغربية، بمنعها عن سكانها الأصليين، وتوفيرها بغزارة للمستوطنين.

العراق، يواجه خطر التصحر والعطش، فبعد الضخ الجائر من مياه الفرات، التي احتجزها سد أتاتورك العملاق، وعلى حساب سوريا والعراق معاً، يأتي الدور على نهر دجلة، وسد إليسو الذي جعل النهر العظيم، أشبه بـ «مخاضة» مياه جارية، يجتازها الغلمان سيراً على الأقدام... تركيا التي يمر منها ربع النهر «500 كم»، ليست وحدها المسؤولة عن جفاف ثلاثة أرباعه الأخرى... إيران تبني السدود على روافد النهر ومنابعه من أراضيها، وآخرها ما تقيمه على نهر الزاب الصغير من منشآت، خفّضت منسوب المياه المتدفقة في شريان الحياة العراقية.

حكاية دجلة، وقبلها الفرات، ليست جديدة، ولا ينبغي أن تكون مفاجئة لأحد، فالحكومات التي تعاقبت على حكم العراق، أغفلت هذا الملف، وظلت منهمكة بحروبها واجتياحاتها وانقساماتها الداخلية، فيما الجوار الإقليمي يمعن في السطو على مياه «بلاد الرافدين» التي لن يكون لها من اسمها نصيب، بعد جفاف أحدهما... وما ينطبق على العراق، ينطبق بالدرجة ذاتها على سوريا، التي فشل نظامها السياسي في حفظ حقوقها المائية، سواء في مراحل التأزم التي طبعت علاقاتها مع تركيا، أو في لحظات الانفراج و»شهر العسل».

ومصر، هبة النيل، مهددة بشريانها الحيوي، وعلّة وجودها... والأداء المصري في موضوع سد النهضة الأثيوبي، يبدو حائراً ومرتبكاً، ويتميز بالضعف الشديد، فيما الانقسام المصري – السوداني، الذي لا مبرر له، يدفع أديس أبابا للتمادي في مشاريعها المائية، غير مكترثة بالمواقف والمصالح المصرية والسودانية سواء بسوار، بل وغير مبالية ببعض التهديدات التي تصدر عن القاهرة بين الحين والآخر.

مشكلة سوريا والعراق، تشبه مشكلة مصر والسودان، مصادر مياه هذه الدول تأتي من خارجها، من دول الجوار... أما في الحوض «الشامي/ المشرقي»، حيث الأردن والليطاني واليرموك والوزاني، وما يحيط بها من ينابيع ومصادر جوفية، فإن إسرائيل، باعتمادها سياسة «القوة الغاشمة»، المدعومة من الولايات المتحدة و»معايير المجتمع الدولي المزدوجة»، تمارس سياسة «السطو» على مياه شعوب المنطقة ودولها (فلسطين، الأردن، سوريا ولبنان)، من دون اكتراث بأية عوائق وعقابيل.

حروب المياه التي طالما جرى «التبشير» بدنوها، وفقاً لتقارير وأبحاث دولية موثوقة، تقرع الأبواب، وتهدد أكثر من مائتي مليون عربي، بالعطش والجفاف والتصحر، وتشكل تهديداً بيئياً قد لا يكون مسبوقاً منذ فجر التاريخ، وقد يفضي إلى القضاء التام على بقايا «الحضارات النهرية» وأنماط حياة ومعيشة، مارستها شعوب هذه المنطقة، من زراعة وصيد ونقل نهري، منذ فجر التاريخ... ولا يبدو في الأفق، أن ثمة رؤية عربية مشتركة للدفاع عن حقوق ومصالح شعوب هذه الدول... بل وليست هناك رؤية وطنية، داخل الدولة الواحدة ذاتها للتعامل مع هذا الملف الحيوي / الوجودي، سيما في بلدان منقسمة على نفسها مثل العراق ولبنان... وإذا كان «السلوك المائي» لدولة معادية مثل إسرائيل، أمراً مفهوماً في مناخات الصراع والحروب والمقاطعة، فإن سلوك دول صديقة مثل إيران وتركيا، لا يبدو مفهوماً أبداً، بل ولا يبدو مفهوماً أيضاً، استمرار تأييد قطاعات واسعة من الرأي العام العربي في الدول المتضررة لهاتين الدولتين، على الرغم من سياساتهما المائية المهددة للأمن الوطني والقومي لكل دولة من دول المنطقة والإقليم برمته.

في ستينيات القرن الفائت، كانت مشاريع تحويل مياه الأردن، كفيلة بإشعال فتيل حرب عربية إسرائيلية... اليوم، لا تستحق عمليات السطو على مياه الفرات والنيل ودجلة، مجرد مذكرة احتجاج أو استدعاء سفير... ومع ذلك ما زال بعضنا يردد وراء المتنبي منشداً: «وردٌ إذا ورد البحيرة شارباً... ورد الفرات زئيره والنيلا».

المصدر : جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

arabstoday

GMT 09:20 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار المتزوجين

GMT 09:15 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

أخبار من ايران وغيرها

GMT 05:49 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

«قيصر» يقتحم أبوابكم!

GMT 04:28 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

3 سنوات قطيعة

GMT 04:19 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

مسكين صانع السلام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حروب المياه عندما تتحقق أسوأ كوابيسنا حروب المياه عندما تتحقق أسوأ كوابيسنا



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 15:16 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا
 السعودية اليوم - لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

هاني سلامة يعود إلى السينما بعمل جديد بعد غياب 14 عاما
 السعودية اليوم - هاني سلامة يعود إلى السينما بعمل جديد بعد غياب 14 عاما

GMT 21:32 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تحديد لوجو وهوية ملعب راسلمينيا 33

GMT 22:21 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لاعب الأهلي يُعرب عن سعادته بالفوز على الفيصلي

GMT 12:04 2014 الأربعاء ,26 شباط / فبراير

القاهرة وتوحش المدينة (3-4)

GMT 01:55 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

دونالد ترامب ينجح في عقد صفقة مع "إنديانا كاريير"

GMT 11:55 2015 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

اختتام بطولة المملكة الدولية "قفز الحواجز" بـ60 فارسًا

GMT 10:24 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

فالنتينو تخطف الأنظار وتطلق احدث مجموعة ريزورت 2020

GMT 01:57 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف عادة تفعلها أثناء النوم قد تؤدي إلى وفاتك

GMT 00:28 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

جيڤنشي تطرح مجموعتها الرجالية لموسم ربيع وصيف 2020

GMT 07:16 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

على النجاح رغم الصعوبات

GMT 01:36 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

برّي يصعّد الضغط للإسراع بتشكيل الحكومة اللبنانية

GMT 18:51 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تعثر مفاوضات اتحاد جدة مع الوحدة لضم أسامة هوساوي

GMT 13:37 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

نجم النصر ينتقد أرضية ملعب الجوهرة المشعة

GMT 08:58 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تعتقل فلسطينيا من بيت لحم

GMT 19:22 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لمياء كرم تُوجَّه رسالة إلى مُتابعيها في أحدث جلسة تصوير

GMT 04:18 2018 السبت ,21 تموز / يوليو

جريمة زواج الداعية من الممثلة!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon