العملية 101  هل تتغير قواعد اللعبة

العملية 101 ... هل تتغير قواعد اللعبة؟!

العملية 101 ... هل تتغير قواعد اللعبة؟!

 السعودية اليوم -

العملية 101  هل تتغير قواعد اللعبة

بقلم - عريب الرنتاوي

سألت صديقي الدبلوماسي الروسي عندما زارني قبل عدة أيام: بمَ تفسر موسكو قرارها دمج شبكتي الرادار والدفاع الجوي الروسية والسورية في شبكة واحدة؟ ... هل يعني ذلك أن موسكو قررت أن تجعل من أعداء النظام أعداءً لها؟ ... هل يعني ذلك أنها ستتصدى لأي خرق إسرائيلي على وجه الخصوص للمجال الجوي السوري، وأنها قد «تتورط» في توجيه ضربات للصواريخ– وربما للطائرات– الإسرائيلية التي تستهدف مواقع للنظام وحلفائه على الأرض السورية؟ ... هل يمكن أن يكون ذلك القرار خطوة باتجاه مصادرة أي هامش للمناورة العسكرية المستقلة للنظام، بدءاً بسلاحه ودفاعاته الجوية وراداراته؟
الصديق الذي فوجئ بوابل أسئلتي، اكتفى بالقول إنه ليس على علم بتفاصيل القرار الروسي وملابساته، وعد بأن يعود إلي بأجوبة أوضح على أسئلتي الكاشفة لكثير من معاني ودلالات القرار الروسي، وهي عادة عند الدبلوماسيين، روساً كانواً أم غيرهم، للتهرب من الإجابة عن أسئلة يرونها حساسة نوعاً ما، سواء أكان السبب عدم المعرفة بدوافع قرارات وسياسات تصدر عن حكوماتهم، أم رغبة في تفادي الحرج.
استرجع هذا الحوار وأنا أتابع موجة ردود الأفعال واسعة النطاق التي أعقبت الغارة الإسرائيلية على موقع عسكري سوري على مقربة من بلدة مصياف السياحية في ريف حماة، وعلى مبعدة 70 كيلومترا فقط من مركز القيادة الروسي في حميميم، ومن دون أن تُطلَق صوب الطائرات المغيرة، طلقة واحدة من أي عيار.
ثمة قدر من الغموض يحيط بملابسات العملية الجوية الإسرائيلية: الجانب السوري قال إن الطائرات المغيرة لم تخترق الأجواء السورية، وإنها اكتفت بإطلاق صواريخها من فوق لبنان ... خبراء عسكريون قالوا إن الصواريخ والذخائر المستخدمة في الغارة، والمخصصة لتدمير دشم وتحصينات على عمق 35 متراً تحت سطح الأرض، ليست من النوع «بعيد المدى»، وإن الضربة ما كان لها أن تحقق أهدافها لو أن الطائرات قصفت الموقع عن بعد، ليصلوا إلى «رواية أخرى» مفادها أن الطائرات الإسرائيلية ضربت أهدافها من مسافة قصيرة، وربما من فوقها مباشرة، وفي عمق الأجواء السورية.
بعيداً عن هذه التفاصيل، فإن أدق من لخص «رسائل الغارة الإسرائيلية» هو الجنرال عاموس يادلين بقوله إنها ثلاث: رسالة إلى إيران وسوريا وحزب الله مفادها من غير المسموح به تمكين الجيش السوري و»القوات الرديفة» بأسلحة «كاسرة للتوازن»، وهنا يقال إن المنشأة المستهدفة مخصصة لإنتاج صواريخ دقيقة وأسلحة نوعية ... والرسالة الثانية إلى موسكو وواشنطن اللتين تتهمها إسرائيل بتجاهل «خطوطها الحمراء» في سوريا، وهنا نستذكر أن وفدين إسرائيليين زارا واشنطن وسوتشي مؤخراً (الأخيرة برئاسة نتنياهو)، عادا بخفي حنين، ولم يجدا آذانا صاغية للمزاعم الإسرائيلية الطافحة بالمبالغات في تقدير حجم التهديد الإيراني في سوريا ... أما الرسالة الثالثة، فموجهة مباشرة للكرملين و»قيصره»، ومفادها أن الوجود العسكري الروسي الكثيف في سوريا، لن يمنع إسرائيل من حماية ما تعتقده مصالحها وخطوطها الحمراء.
في توقيت الغارة، وتزامنها مع الذكرى السنوية العاشرة لاستهداف موقع الكبر (دير الزور) بضربات جوية إسرائيلية، تريد إسرائيل البرهنة بالملموس على خياراها الاستراتيجي بمنع الجيش السوري من امتلاك أسلحة كاسرة للتوازن، وليس حزب الله فقط، وفي التوقيت أيضاً، تأتي الغارة في ذروة «نشوة النصر» التي تجتاح كلا من سوريا وحلفائها، وصولاً لموسكو، بالتطورات الميدانية المتسارعة والتي أفضت إلى انقلاب ميزان القوى العسكري والسوري لصالح هذا المحور ... وفي التوقيت أيضاً، فإن هذه الغارة تتزامن مع أضخم مناورات عسكرية تجريها إسرائيل على مقربة من حدودها مع لبنان، بمشاركة أكثر من 30 ألف جندي، في إشارة إلى الاستعداد والجاهزية، لشن حرب استباقية ضد الحزب وحلفائه، مهما كلف الأمر.
وثمة «بعد داخلي» لهذه الغارة لا يمكن تجاهله، ويتمثل في شروع النائب العام الإسرائيلي في توجيه لوائح الاتهام لعائلة نتنياهو، بدءاً بزوجته، ففي ظرف من هذا النوع، يصبح نتنياهو أكثر خطراً ورعونة، ولديه مصلحة شخصية في صرف أنظار الإسرائيليين عن فضائحه وفساده، وإغراقهم بأنباء المحاور والجبهات، ولقد سبق للرجل ذاته أن أقدم على مقامرة بتوتير علاقاته مع الأردن على خلفية حادثة السفارة، لا لشيء إلا للظهور أمام ناخبيه وجمهوره بمظهر البطل الذي لا يترك جنوده خلفه، حتى وإن كان هذا الجندي، مجرما وقاتلا.
أياً يكن من أمر؛ فليس من المتوقع للغارة رقم 101 أن تحدث تغييراً في مجرى الأحداث والتطورات السورية، فما عجزت مائة غارة عن تحقيقه باعتراف الجانب الإسرائيلي، لن تفلح غارة إضافية في إنجازه، على الرغم من قول يادلين بأنها «غارة عادية»... وقيام نتنياهو بتوجيه ضربات جوية وصاروخية كان أمراً متوقعاً على أية حال، وخصوصاً منذ أن شرع في إطلاق حملة انتقادات لاتفاقية خفض التصعيد في الجنوب، وبالذات بعد فشل مسعاه في واشنطن وسوتشي، وإقدام موسكو على دمج شبكاتها الدفاعية بالشبكة السورية ... لكن من غير المتوقع أن يذهب نتنياهو إلى مقارفة «المقامرة الكبرى» ويتورط في حرب شاملة، يعرف متى يشعلها، وقد يمتلك ترف إطلاق القذيفة الأولى فيها، بيد أنه يدرك أن أمر إنهائها ليس في يده وحده، وقد لا يمتلك ترف إطلاق «الصلية» الأخيرة من قذائفها وصواريخها.
ويستطيع نتنياهو أن يطمئن إلى سلامة النتائج و»الانتصارات» التي حققتها مناورات جيشه الأخيرة، لكن كثيرين من الإسرائيليين أنفسهم، قالوا معلقين: إن العبرة الرئيسة يمكن اكتشافها في ميادين الحرب وساحاتها، وليس في تقارير المناورات والتمارين، بدلالة نتائج حرب تموز 2006.

arabstoday

GMT 03:59 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

حروب أهلية تجتاح العالم

GMT 03:57 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

خيار واحد وحيد للنظام الإيراني

GMT 03:54 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

انتفاضة البازار!

GMT 03:51 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

لقاء «ترامب» و«بوتين»: تقسيم مناطق النفوذ!

GMT 03:46 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

فزورة صفقة القرن!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العملية 101  هل تتغير قواعد اللعبة العملية 101  هل تتغير قواعد اللعبة



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 22:27 2025 الجمعة ,19 كانون الأول / ديسمبر

دراسة علمية تكشف أن الزمن على المريخ أسرع من الأرض
 السعودية اليوم - دراسة علمية تكشف أن الزمن على المريخ أسرع من الأرض

GMT 06:28 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

طريقة عمل ستيك مشوي مع خضار سوتيه

GMT 14:44 2018 الأربعاء ,28 شباط / فبراير

رئيس نادي الفيحاء السعودي يوضح طموح الفريق

GMT 22:03 2017 الثلاثاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن تفاصيل اجتماع أمين سر القادسية مع صوماليا

GMT 22:39 2016 السبت ,13 شباط / فبراير

حولي منزلك إلى مكان مليء بالحب في عيد العشاق

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 17:13 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

"ديلى ميل" تؤكد أن محمد صلاح لن يعتزل اللعب الدولي

GMT 14:24 2019 الأربعاء ,06 آذار/ مارس

الفنان سعد الصغير يحل ضيفًا على برنامج "وشوشة"

GMT 07:25 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الذهب قرب أقل سعر في 3 أسابيع مع صعود الدولار

GMT 01:10 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي إطلالتكِ بالبدلة من مدونات الموضة المحجبات

GMT 09:49 2018 السبت ,22 أيلول / سبتمبر

"فياريال" يُهنئ الدوسري بتصدّر الدوري السعودي

GMT 12:27 2018 الإثنين ,23 تموز / يوليو

أمطار غزيرة على محافظة ظهران الجنوب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon