مجلس الوزراء في اجتماعه يوم الأربعاء
الأقصر، القاهرة ـ محمد العديسي،محمد مصطفى
استعرض مجلس الوزراء في اجتماعه، الأربعاء، تقرير وزارة الطيران المدني عن حادث بالون الأقصر المنكوب، الذي راح ضحيته 19 سائحًا من جنسيات عدة، فيما قام محافظ الأقصر الدكتور عزت سعد، بالمشاركة في تأبين ضحايا الحادث، في الوقت الذي كشفت تحقيقات النيابة عن أن "البالون المنكوب قارب على الهبوط
على الأرض، والأدخنة تتصاعد منه وأن النيران اشتعلت في وجه الطيار الذي سقط على الأرض من ارتفاع لا يتجاوز 10 أمتار، ثم تصاعدت حدة النيران، وارتفع البالون لأعلى مجددًا وألسنة اللهب والأدخنة تتصاعد منه، ثم هوى على الأرض، وأن جثث الضحايا التي تفحمت تناثرت على مسافة 300 متر من مكان سقوط حطام البالون"، وتزامنًا أعرب القيادي الإخواني عصام العريان عن أمله بألا يؤثر حادث البالون المنكوب على جهود استعادة السياحة إلى مصر.
وأكدت مصادر قريبة من الشركة المالكة للبالون، أن "الطيار أبلغ مراقب الاتصال المتواجد في موقع إقلاع البالون، بوجود مشكلة في أسطوانة غاز الهيليوم، وأن الطيار حاول الهبوط بالبالون قبل الموعد المحدد لانتهاء الرحلة.
وترأس رئيس الحكومة الدكتور هشام قنديل، اجتماع مجلس الوزراء، الأربعاء، والذي استعرض تقريرًا من وزير الطيران المدني وائل المعداوي عن حادث بالون الأقصر، أشار فيه إلى أن الوزارة انتقلت إلى مكان الحادث مع أجهزتها كافة، فور وقوع الحادث لاستجلاء أسبابه.
وأوضح التقرير أنه "قد تم تشكيل لجنة فنية من الوزارة، انتقلت لمعاينة حطام البالون، وأخذ أقوال الشهود وموظفي الشركة، ومن المنتظر الإعلان عن نتيجة التحقيقات قريبًا"، مؤكدًا ترحيب وزارة الطيران المدني بوجود أي مراقبين أجانب من دول الضحايا لحضور التحقيقات، فيما أعلن وزير الطيران استعداد الوزارة تقديم تذاكر مجانية إلى أهالي الضحايا والمصابين إلى مصر.
وقام محافظ الأقصر الدكتور عزت سعد، صباح الأربعاء، بالمشاركة في تأبين ضحايا حادث البالون المنكوب، والذي أدى إلى وفاة 19 سائحًا من جنسيات عدة، بحضور مدير غرف الشركات السياحية اليابانية السيدة اوكوراما هاتسوكو، والقنصل البريطاني في القاهرة جون هاميلتون، وعدد من أهالي الأقصر وممثلي شركات السياحة والسفر في المحافظة، وممثلي الأحزاب والحراكات السياسية والشعبية ووزير الثقافة الأسبق عماد أبو غازي.
وأعلن المحافظ أن هناك لجنتين للتحقيقات، واحدة خاصة بالنيابة والأخرى تابعة لوزارة الطيران المدني، والتي ستنتهى من أعمالها الأربعاء، حيث قامت بسؤال شهود العيان وفحص موقع الحادث، وأنه التقى الثلاثاء، السفير الياباني الذي حضر لتفقد موقع الحادث، كما قام بالاتصال بجميع سفارات الدول التي لها ضحايا، لتسهيل مهمتهم وإعطائهم جميع المعلومات المطلوبة، كما عرضت سلطات الطيران المدني البريطانية أن تبعث بمحقق لمتابعة سير الحادث، وقد وافق وزير الطيران السيد وائل المعداوي، "لأنه لا يوجد لدينا ما نخفيه، ونحرص على إظهار الحقائق".
وقال د.سعد إن "رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء قاما بالاتصال به فور وقوع الحادث للاطمئنان، وأن وزير السياحة هشام زعزوع اتصل به من طهران، طالباً إبلاغ خالص تعازيه لأسر الضحايا والمصابين وإصدار تعليمات لمتابعة الأمر"، مضيفًا أن "الجميع يعلم أن الحادث هو الأول من نوعه، وأنه يتوقع ألا يكون لة تأثير سلبي على السياحة المصرية، فطريقة عمل البالون بدائية حيث يعمل بالهواء، وتقوم سلطات المحافظة بتسهيل المهام لفريق العمل الفني المعني بالتحقيق في الأسباب وراء الحادث، والذي أوفدته وزارة الطيران المدني لهذا الغرض، وأن نتائج التحقيق ستعلن للجميع في إطار من الشفافية الكاملة، وأن هذا هو ما وعد به سفراء الدول التي ينتمي إليها الضحايا في اتصالاته بهم للتعزية فور وقوع الحادث".
وعن نسب الإشغال في فنادق الأقصر، قال المحافظ إنها "حاليًا تبلغ 30% في المتوسط بالنسبة للفنادق العائمة والثابتة على السواء، ولكن هناك اتجاه صعودي لهذه النسبة، حيث لم تلغ أي شركة حجوزاتها عقب الحادث على مدار علمه".
وقد استمع فريق يضم 10 من رجال النيابة، خلال التحقيقات التي استمرت حتى ساعات الأولى من صباح الأربعاء، بإشراف المحامي العام لنيابات الأقصر المستشار محمد فهمي، إلى أقوال 6 من شهود عيان الحادث من أهالي المنطقة التي سقط بها البالون، والسائح الإنكليزي الذي أُصيب في الحادث وركاب بالون كان يطير قرب البالون المنكوب، والذين قدم أحدهم للنيابة فيديو يسجل لحظة سقوط البالون، حيث كشف شهود العيان عن أن قائد البالون حاول الهبوط به مرتين، وأن النيران اشتعلت في البالون في حالة الهبوط الأولى، والتي اقترب خلالها البالون كثيرًا من الأرض، وأن البالون كان في حالة اشتعال بعد أن أقلع ثانية من فوق الأرض بفعل النيران والتيارات الهوائية، وأن الاقلاع الثاني للبالون تم من دون طيار.
وتواصل نيابة الأقصر تحقيقاتها، الأربعاء، حيث تستمتع إلى أقوال مراقب الحركة ومراقب الاتصال ومراقب السلامة المهنية في موقع إقلاع البالون الطائر غرب الأقصر، بالإضافة إلى مسؤولى الشركة المالكة للبالون المنكوب، وتتناول التحقيقات الجارية بمعرفة النيابة واللجنة التي أوفدتها سلطة الطيران المدني المصرية برئاسة رئيس قسم حوادث الطيران لموقع الحادث التأكد من وجود إخطار من طاقم العاملين الأرضي بوجود مشكلة في هبوط البالون، وهل دار حديث بين الطيار وطاقم البالون وفريق المراقبة، فيما أشارت التحقيقات الأولية في الحادث، إلى عدم وجود شبهة جنائية وراء وقوع الحادث.
وقالت مصادر مسؤولة في قطاع الطيران المصري، إن "التحقيقات الأولية في حادث سقوط بالون الأقصر تشير إلى وقوعه نتيجة لخطأ بشري، وأن قائد البالون يعد مسؤولاً عن وقوعه، حيث كان بإمكانه غلق محبس الغاز فور أن انفجر خرطوم الغاز، كما أن لديه وسائل أمان ومعدات إطفاء على متن البالون، لكنه لم يستخدمها وقفز منه فور اشتعال النيران.
كما أكد رئيس سلطة الطيران المدني، اللواء محمد إبراهيم شريف، أن "أوراق الطيار قائد البالون سليمة، وتم تجديدها في الميعاد القانوني وخالية من أي أخطاء أو تجاوزات قانونية، وأنه جدد ترخصيه في كانون الثاني/يناير الماضي، كما هو مقرر لتجديد رخصة الطيار، حيث يجب قانونًا على كل طيار بالون أن يجدد ترخيصه الشخصي للطيران كل 6 أشهر، وأن البالون المنكوب جرى تجديد ترخيص صلاحيته في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كما أن البالون يحصل على شهادة صلاحية في كل رحلة طيران من قبل المسؤول فنيًا عن تسييره، في إشارة إلى أن قائد البالون والمدير التقني في الشركة المالكة له مسؤولان عن وقوع الحادث.
وقال المستشار القانوني لشركة "سكاي بالون" المالكة للبالون المنكوب، أشرف العيني، إن "قائد البالون المحترق الطيار مؤمن مراد من أمهر الطيارين لدى الشركة، وله خبرة عالية في مجال الطيران، وهو يعمل لدى الشركة منذ أكثر من عام ونصف العام، وطار أكثر من 700 ساعة، وأنه كان يعمل لدى شركات طيران بالون أخرى من قبل"، مطالبًا بعدم التسرع في إعلان سبب الحادث، وانتظار نتائج تقرير اللجنة الفنية التي تقوم بالتحقيق في أسبابه والمكلفة من النيابة وهيئة الطيران المدني، وكل ما يُمكن أن يُقال أن الحادث ناتج عن خطأ ما فني أو بشري، ولكن ليس هناك أية شبهة جنائية كما أوضحت التحقيقات الأولية، وأن أوراق الشركة سليمة 100% وليس لدى الشركة أية مخالفات سابقة، وأن الطيار مؤمن الذي نتمنى له الشفاء، تم تجديد ترخيصه الشهر الماضي كما هو مقرر، كذلك فإن الشركة جددت تراخيصها في تشرين الأول/أكتوبر 2012 كما ألزمها القانون، كما أن اشتراطات الأمن والسلامة للبالون ملتزمة بها الشركة، وأن مسألة تعويضات الضحايا ستتحدد عبر الطرق القانونية المتعبة في مثل تلك الحوادث، مؤكدًا أنه "ليس هناك أية شبهة جنائية أو إرهابية، وأن عدم توخي الدقة من وسائل الإعلام في نشر الأخبار، قد يؤثر بالسلب على قطاع السياحة التي هي مصدر رزق رئيس لأبناء الأقصر".
وأعرب الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، زعيم الغالبية في مجلس الشورى، عن أمله بأﻻ يؤثر حادث منطاد الأقصر الذي وقع الثلاثاء، على جهود وزارة السياحة والعاملين في القطاع لاستعادة ملايين السائحين إلى مصر.
وقال العريان في تدوينة على صفحته في موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي، الأربعاء، إن "تصريحات وزير الطيران المدني حول كارثة البالون في الأقصر، وسجل الحوادث المشابهة في أنحاء مختلفة من العالم، تجعل احتمال الشبهة الجنائية بعيدًا، ولكن ليزداد اطمئنان الجميع ﻻبد من ظهور نتائج التحقيقات كلها، وينبغي على كل مصري ومصرية أن يشارك إيجابًا في دعم تلك الجهود، أو على اﻷقل الامتناع عن التأثير السلبي بأي صورة على تلك الجهود، دعمًا للعاملين في السياحة، وللصناعات العديدة المرتبطة بها، ولاحتياط مصر من العملات الأجنبية"، مؤكدا أنها "مسؤولية مشتركة يتحملها المصريون جميعًا، أيًا كانت اختلافاتهم السياسية أو الفكرية".
أرسل تعليقك