طلاب الجامعة الأميركيّة في القاهرة يتطوعون للعمل في مستشفى العباسيّة
آخر تحديث GMT19:28:17
 السعودية اليوم -

لرفع درجة التوعيّة بمرض "الصرع" و الوصمة التي تلحق بمرضاه

طلاب الجامعة الأميركيّة في القاهرة يتطوعون للعمل في مستشفى العباسيّة

 السعودية اليوم -

 السعودية اليوم - طلاب الجامعة الأميركيّة في القاهرة يتطوعون للعمل في مستشفى العباسيّة

طلاب الأميركية يتطوعون للعمل في مستشفى العباسية
القاهرة – محمد الدوي

تطوع طلاب الجامعة الأميركية في القاهرة للعمل في مستشفى العباسية، في "يوم اللون الأرغواني"، وهو حدث يُقام سنوياً لرفع درجة الوعي بمرض "الصرع"، وقام طلاب الجامعة، كجزء من مادة البلاغة والكتابة الخاصة بالتعلم المجتمعي ، بالمشاركة في بعض الأنشطة التفاعلية مع الأطفال المصابين بمرض الصرع، وبعد الانتهاء من هذه الزيارة، قام الطلاب بتنظيم حملة للتوعية بمرض الصرع داخل حرم الجامعة وقاموا بإنتاج بعض الفيديوهات التي تصف الوصمة التي تلحق بهؤلاء المصابين بهذا المرض.
اكتسب الطلاب من تلك التجربة الكثير من المعلومات والمفاهيم الجديدة بخصوص مرض الصرع، وهو مرض من الأمراض العصبية التي تصيب ما يقرب من 65 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. وفي بعض البلاد يلصق المجتمع وصمة بهؤلاء المصابين بمرض الصرع ويصفهم بأنهم واقعين تحت تأثير السحر والشعوذة ، وتتصور تلك المجتمعات أن مرض الصرع من الأمراض المعدية. وتقول هنا مندور، طالبة بالسنة الأولى بالجامعة، "لقد قرأت كثيراً عن الوصمة التي تُلصق بالأطفال المصابين بمرض الصرع، إلا أنني لم أستوعبها أو أصدقها بشكل تام إلا عندما رأيتهم شخصياً. فعندئذٍ أدركت خطأ الفكرة التي كونتها عنهم وذلك برغم أنني لم أتعامل من قبل بشكل مباشر مع طفل من الأطفال المصابين بمرض الصرع."
قام الطلاب في أعقاب هذه الزيارة بتنظيم حملة داخل حرم الجامعة للتوعية بمرض الصرع وقاموا بجمع تبرعات وصلت إلى 3625 جنيها وقاموا بإنتاج فيديوهات لوصف الوصمة التي تُلصق بمرضى الصرع. وتضمن المشروع إبرام اتفاقية تعاون مع طلاب الجامعة الأميركية  ببيروت الذين يشاركون أيضاً في مشروعات التعلم المجتمعي الخاصة بالأشخاص من ذوي الإعاقة، وتُوج ذلك التعاون عندما قام مارك ميخائيل، مدرس مادة الكتابة بقسم البلاغة والتأليف ووفد من الطلاب بعرض أعمالهم في احتفال الكتابة السنوي الذي تقيمه الجامعة الأميركية في بيروت.
كانت الجهود المبذولة كلها ضمن دورة دراسية خاصة بالكتابة وتهدف أساساً إلى تعليم الطلاب كيفية كتابة الأبحاث، وكانت زيارة الطلاب لمستشفى العباسية جزءً من مادة التعلم المجتمعي. ويوضح ميخائيل، "لقد استخلص الطلاب من خلال زيارتهم لمستشفى العباسية فهماً عميقاً لأساسيات البحث، بحثاً يهدف إلى فهم قضية من القضايا، بحثاً لفهم جمهور معين من الناس، وبحثاً من أجل تحقيق غرض محدد. وعمد الطلاب إلى خلق نوع من الجدل البحثي في صورة فيديوهات تستهدف أساساً الأطفال المصابين بالصرع أو القائمين على رعايتهم وصولاً إلى دعم عملية تقبلهم لظروفهم المرضية وبالتالي الامتثال للعلاج الطبي الذي يتلقونه."
تقول مندور "إن هذه المادة الدراسية منحتها فهماً عميقاً لكثير من القضايا ومنها قضية مرض الصرع على سبيل المثال وذلك من خلال استخدام أنماط مختلفة للبحث. وتوضح مندور، "لقد تعلمت من خلال مادة البلاغة أهمية كل نمط من أنماط البحث سواء كان بحثاً معلوماتياً، أو كان بحثاً اكاديمياً، أو كان بحثاً أولياً. وتعلمت أيضاً أن كل أنماط البحث تكمل بعضها بعضاً وأننا نستطيع من خلال إعمال كل أنواع البحث معاً خلق صورة أوضح ومفهوماً أقوى لموضوع من الموضوعات".
وأضافت " فمثلا ساعدني نمط البحث الاستكشافي على فهم الموضوع بصورة عميقة، ومنحني القدرة على الإلمام بكل تفاصيل الموضوع وتقييمه بصورة واضحة." كما أضافت مندور أن البحث الأكاديمي ساعدها في جعل الفكرة أكثر أكاديميا عن طريق استخدام كل معلومة معززة بالنسب ودراسات الحالة. واخيرا فإن نمط البحث الأولي ورؤية الأطفال بأعيني أثبت لي أهمية البحث الأولي في فهم الموضوع. فهو يساعدك على مراقبة الفكرة موضع الاهتمام وتقييمها بنفسك."
يذكر ميخائيل أن هذه المادة الدراسية تشجع الطلاب بصورة كبيرة على أن يصبحوا "مواطنين فاعلين" وذلك من خلال تبني مفهوم التعلم المجتمعي، وهو أحد المفاهيم المطبقة في طريقة التدريس بالجامعة منذ 2008 وصولاً إلى دمج مفهوم الخدمة العامة داخل المنهج الدراسي الأكاديمي المقدم للطلاب، وذلك بالإضافة إلى اكتساب خبرة كبيرة بطرق البحث وأنماطه. ويقول ميخائيل، "تعتبر طريقة التعلم المجتمعي من طرق التدريس المفضلة، فنحن ببساطة نعلم الطلاب كيفية التفكير بصورة نقدية وكيفية أن يكونوا مواطنين صالحين. وهذه هي نوعية الإنسان الذي تهدف الجامعة إلى تكوينه وإخراجه للعالم."
تعترف مندور بكم التغيير الذي حدث بداخلها بعد التجربة التي عاشتها في مستشفى العباسية وتقول، "لم اكن منخرطة بشكل كبير في العمل العام لأني كنت أظن أنه لا يوجد لدي الوقت الكافي لممارسته، لكني ذهبت إلى مستشفى العباسية لأن ذلك كان مطلوباً مني كطالبة تدرس مادة البلاغة، وبمجرد دخولي إلى هناك تغير كل شيء أمام عيني. فقد رأيت الابتسامة التي كانت تعلو وجوه هؤلاء الأطفال عندما نقرأ لهم قصة من القصص أو نطلي وجوههم بالألوان، وتحرك شيء كبير بداخلي. فقد أدركت في هذه اللحظة بالذات أن هناك أشياء في الحياة أكبر وأهم بكثير من مجرد الحصول على تقدير مرتفع في المواد الدراسية التي أخترتها."
استطاع طلاب الجامعة من خلال مفهوم التعلم المجتمعي التأثير بصورة إيجابية في حياة هؤلاء الأطفال، فقد مارسوا معهم مختلف الألعاب، وقرأوا الكتب والقصص لهم، ومنحوهم السعادة بتلوين وجوههم ورسمها بالألوان الزاهية. ويقول ميخائيل، "تواجد في ذلك اليوم ما يقرب من أربعون طفلاً بذويهم وخمسون طالباً، كان لدينا تسعين شخصاً يحركهم الأمل، أشخاصاً تبدلت حياتهم اليومية لأنهم وجدوا ببساطة من يهتم بهم. وقد فهم طلاب الجامعة من خلال هذه التجربة أن هؤلاء الأطفال لا يختلفون عنا في شيء وأحس الأطفال بالتالي أنهم لم يعودوا "موصومين" أو "غرباء" في هذا المجتمع."
تذكر مندور أيضاً أن تلك النوعية من التجارب قد ساهمت بشكل كبير في تغيير الكثير من المفاهيم التي كانت مزروعة في قلوب وعقول الكثيرين بشأن طلاب الجامعة الأميركية  بالقاهرة. وتقول، "حتى طلاب الجامعة كانوا "موصومين"، فقد كانت الفكرة السائدة عن طلاب الجامعة الأميركية  بالقاهرة أنهم يتسمون بالتفاهة ولا يهمهم إلا أنفسهم ولا يعنيهم إلا قضاء الأوقات السعيدة وإقامة الحفلات. فقد كان العامة يعتقدون أننا نعيش في عالم بعيد خاص بنا وأننا لا يعنينا ما يحدث للآخرين ولا يعنينا ما يجري في العالم المحيط بنا. ولهذا أعتقد أنه من المهم لطلاب الجامعة الانخراط بشكل أكبر في العمل المجتمعي لأن ذلك من شأنه تغيير الصورة التي رسمها المجتمع لطلاب الجامعة الأميركية  بالقاهرة."

 

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طلاب الجامعة الأميركيّة في القاهرة يتطوعون للعمل في مستشفى العباسيّة طلاب الجامعة الأميركيّة في القاهرة يتطوعون للعمل في مستشفى العباسيّة



نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

القاهرة - السعودية اليوم

GMT 15:17 2025 الثلاثاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان
 السعودية اليوم - ترامب يوضح موقفه من المناورات الصينية حول تايوان

GMT 11:59 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 17:04 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الدلو الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 15:57 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الثور الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:28 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

اكتشفي أبرز صيحات الموضة لموسم ما قبل خريف 2020

GMT 13:08 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

أمير منطقة الرياض يرأس جلسة مجلس المنطقة

GMT 10:04 2019 الجمعة ,04 كانون الثاني / يناير

خوري يؤكد أن التدابير الاقتصادية في لبنان لن تحظى بترحيب

GMT 04:38 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

طفل أزهري يغزو الإنترنت بإنشاده بعض الابتهالات الدينية

GMT 23:35 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

الهلال يسدد مستحقات البيروفي كاريلو والفرنسي جوميز

GMT 18:13 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة إعداد وتحضير فطيرة الشوكولاتة بالكرز الشهية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon