لِيَمِيز الخبيث
حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني روبيو يؤكد أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حاسمة رداً على الانتهاكات التي يتعرض لها المسيحـيون في نيجيريا ودول أخرى دونالد ترامب يمنح عفواً غير مشروط لنائب ديمقراطي وزوجته يواجهان إتهامات جنائية الكنيست الإسرائيلي يصادق على مقترح لابيد لتبني “خطة العشرين” بشأن قطاع غزة
أخر الأخبار

لِيَمِيز الخبيث...

لِيَمِيز الخبيث...

 السعودية اليوم -

لِيَمِيز الخبيث

بقلم : عبدالله العجمي

إن حياتنا التي نعيشها قائمة على قواعدَ ثابتة وأسسٍ متينة وتوازناتٍ دقيقة..

قواعد تقضي بأننا سنقوم بتسديد ما أخذناه يوماً.. قواعد تقوم على مبدأ أن كل ما هو موجود في هذه الحياة فهو كافٍ للجميع.. وأن جُلّ ما يمكننا صنعه وفعله تجاه هذا الموجود هو إعادة تقييم نظرتنا إليه من عدّة زوايا.. قواعد تخبرنا بأن كل ما نتمناه ونطمح إليه من سعادة وهدوء واستقرار، إنما هو متوفر حتماً.. ولكي ننال كل ذلك علينا استغلال الفرص كل حسب طريقته وقدراته وطاقته.. فلكلٍّ منا طريقته وأسلوبه ومنهجيته.. وألا نعتمد على الخلطات الجاهزة في الكتب ذات العناوين الرنّانة، لذا يجب علينا أن نحسم أمرنا ونحدد خياراتنا.. أفي النور نريد أن نعيش أم في عتمة الظلام؟!

فمثلا: الغذاء الموجود على هذه البسيطة كافٍ لنا جميعاً.. ولكن هنالك بالمقابل من يعيش في جوع.. أتعلمون لماذا؟ ولِمَ يقضي البعض نحبهم جياعاً؟!. هذا لأنه هنالك سوء تطبيق للمعادلة الكونية.. أي أن البعض منا قد أخذ من هذا الأكل أكثر من حاجته.. إذاً فالمعادلة واضحة وقد ذكرها الإمام علي بن أبي طالب في إحدى خطبه حين قال: "ما جاع فقيرٌ إلا بما مُتِّع به غنيّ" .. هذا ما هو حاصل تماماً أمام أعيننا، نرى أن البعض يقوم بأخذ ما يفوق احتياجه.. ليعيش البعض الآخر في عالم الفقر والجوع!!

ولنعرّج مثلاً على السعادة.. فهي متوفرة في هذه الأرض وكافية لجميع من يسكن عليها.. لكن حينما تختلّ المعادلة.. أي أن يقوم البعض ببناء سعادتهم على تعاسة البعض الآخر، فإننا حتماً سنرى من يعيش في حزن ونكد.. وهلمّ جرّا على باقي الأشياء.. ففي الحياة ماء لنا جميعاً.. وشمس لنا جميعاً.. وحب للكل.. ولُطف للكل.. فكل ما فيها من نِعمٍ يكفي الجميع.. لكن بشرط أن يعيش الجميع ونفوسهم راضية بكل هذا التوازن وهذا التقاسم المُحكم.. دونما حِقدٍ وحسدٍ وتباغضٍ.. ولنقنع بما لدينا من نعم وألا نقارنها بنعم غيرنا.. ولقد وضع المولى عز وجل لنا هذه القاعدة في كتابه العزيز حين قال: "ولا تمدّنّ عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه"

والأهم من هذا كله.. أن نحاول جاهدين إعادة جدولة أفكارنا لتسير وفق هذا التوازن ونعيد التفكير في دواخلنا وعقولنا وقلوبنا لنتساير مع هذه الأسس الكونية.. هل تدركون أن أمام ناظرينا كل ما نريده ونسعى إليه لنعيش بسكينة وهدوء وسلام.. فهناك ما يكفي لنا بل ويزيد أحياناً عن حاجتنا لنستطيع به قضاء حاجات غيرنا أيضاً .. كل ما هو مطلوب منا أن نشخص هذا التوازن لنروم أن ننعم بحياة تلفّها سعادة أقوى من كل ما يواجهنا من ابتلاء وأسى مهما كان هذا الابتلاء عظيماً ومهما أحاط بنا الأسى من كل جانب..
لنستطيع أن نكون مطمئنّين أثناء أي عاصفة.. مسلّمين بأنها يوماً ما ستهدأ وتسكن.. راضين بكل ما يمكن أن تسببه من ضرر.. لنواصل –بعدها- مشوار حياتنا من جديد.

لست في مقامٍ أعِظكم فيه، ولا أعلم أين تكمن سعادتكم لأدلكم على طريقها.. ولكننا نستطيع أن نتلمّس ونتحسس طريقها.. فأنا لا أؤمن بالخلطات الجاهزة التي تنشر على صفحات الكتب وفي أروقة المنتديات والمدونات.. ولا أقدر أن أصل إلى تشخيص ثابت للسعادة حتى أجزم أن هذه هي..

وهل يا ترى ممكن أن يسعد البعض وهو عاجز؟! أو جائع؟! أو محروم؟! كل ما أستطيع أن أقوله هو أن السعادة تحوم حول الحب والرضا والتسليم والقناعة بل والزهد عن كل ما لا نستطيع نيله.. دون التخلي عن ديمومة الحلم بها.. فليبحث كل منا عن سعادته الخاصة.. وليحفر كل منا بيديه بحثا عنها.. والأهم من كل ذلك ألا نستسلم لليأس ونحاول أن نشطب مصطلح القنوط من قواميسنا..

فمهما كان طول عمرنا.. شئنا أم أبينا فإن هنالك اختباراً يتحتم علينا اجتيازه وعقبات لا بد أن نمر به.. فكما أن هنالك طريق مليء بالأشواك.. فهناك بالمقابل طريق مزيّن بالورود؛ فلنحسم أمرنا: أيهما سنختار؟! ولنتعلم جميعنا هذا الدرس البسيط.. أن البلاء إن نزل فإنه لا ينزل بالضرورة ليصلح أخلاقاً ولا ليفسدها. كل ما تفعله هو أنها تكشف معادن البشر.. إنها حكمة التمايز .. إن دقّ الوصف وصحّت التسمية.
هكذا .. 

alsaudiatoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لِيَمِيز الخبيث لِيَمِيز الخبيث



GMT 10:36 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

"أديب ذو سجون " للكاتب المغربي عبده حقي

GMT 10:31 2019 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تدريس مادة التربية الإسلامية والمسيحية بالأمازيغية

GMT 14:46 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

على مفترق يسمونه حضارة وجدتني تائهة

GMT 14:32 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

على مفترق يسمونه حضارة وجدتني تائهة

GMT 12:37 2019 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

فتاة القطار

GMT 16:24 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

أجيال

أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 06:04 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 08:54 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 00:08 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

"مهيبر جرح" أغرب الفنادق في الهند يجذب الزوار

GMT 18:31 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 10:22 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تكشف عن أفضل الفوائد لمشروب "الشمر"

GMT 16:31 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

مقتل 8 أشخاص وجرح العشرات جراء حريق هائل في باريس

GMT 12:43 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"اليوفي" يشكر "بنعطية" والأخير يرد برسالة عاطفية

GMT 21:47 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

المنتج الحاج يطرح أغنية "الليلة دي" لـ" لؤي" على " يوتيوب

GMT 20:36 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

تعليم نجران ينفذ دورة في برنامج "راسل" الإلكتروني

GMT 00:57 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

جامعة الإمام تنظم "مؤتمر التعريب" الشهر القادم

GMT 17:51 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

نادي الفتح يتعاقد مع حمزي لمدة 3 مواسم

GMT 14:05 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

الحارس ياسر المسيليم على رادار النصر السعودي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon