تاريخ ما أهمله التاريخ الإنتاج والكرامة
زيلينسكي يؤكد أن المفاوضات الجارية يمكن أن تغير الوضع جذرياً اعتقال غريتا تونبرغ في لندن خلال مظاهرة داعمة للفلسطينيين شقيقة ميسي ماريا سول تتعرض لحادث خطير وتلغي زفافها من مدرب إنتر ميامي هجوم سيبراني يشل خدمة البريد الوطنية الفرنسية ويؤدي لتعطيل الطرود والمدفوعات عبر الانترنت وكالة الفضاء اليابانية تعلن فشل إطلاق صاروخ H3 وفشل وضع القمر الصناعي Michibiki 5 في مداره المرصد الإسلامي يسجل أكثر من 72000 شهيد فلسطيني و180 ألف جريح منذ أكتوبر 2023 مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية مقتل 5 أشخاص في حادث تحطم طائرة مكسيكية بولاية «تكساس» الأميركية الكنيست يصدق على تحويل قرار إغلاق مكاتب الجزيرة في القدس من أمر طوارئ مؤقت إلى قانون دائم إصابة عشرات الفلسطينيين بحالات الاختناق خلال اقتحام قوات الإحتلال الإسرائيلي بلدة الرام الجيش اللبناني يعلن استشهاد الرقيب الأول علي عبد الله بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة كان بداخلها أمس في قضاء صيدا
أخر الأخبار

تاريخ ما أهمله التاريخ: الإنتاج والكرامة

تاريخ ما أهمله التاريخ: الإنتاج والكرامة

 السعودية اليوم -

تاريخ ما أهمله التاريخ الإنتاج والكرامة

بقلم : مصطفي الفقي

إن هناك ارتباطاً عضوياً بين القدرة على العطاء فى جانب والكرامة بمعناها الواسع فى جانب آخر، فإن لم تكن إنساناً منتجاً وشخصاً فاعلاً فقد تدوسك الأقدام، ولا ينسحب ذلك على المستوى الفردى وحده، ولكنه يشمل الدول، بل الأمم والشعوب، فالدول المنتجة تعتز بكرامتها وتحافظ على كبريائها حتى ولو دفعت فى ذلك ثمناً غالياً من المصاعب والمتاعب، بل والحرمان أيضاً فى ظل ظروف ضاغطة وأحوال معيشية صعبة، لأن قدر بعض الأجيال أن تدفع (الفاتورة) الكلية فى زمانها، فهناك شعوب عاشت على المنح والقروض وتحول مواطنوها إلى (عيال الدولة)، ومضت بهم الحياة وهم يتصورون أنها سوف تمضى كذلك على الدوام.

لقد كنا كمن يسحب على المكشوف من المتجر الكبير الذى يملكه أجنبى متعنت، وكانت حساباتنا مؤجلة (شكك) إلى أن جاء وقت تغيرت فيه الأمور، وتبدلت معه الأحوال، وتزايدت الديون، وتراكمت الأعباء، وأصبحت مواجهة الحقيقة أمراً حتمياً لا مفر منه، ذلك توصيف بسيط لحال هذا الوطن الذى ننتمى إليه، فقد ضاعت السكرة وجاءت الفكرة، ولقد عشنا عقوداً طويلة فى ظل شعارات صاخبة وقيادات عابرة وزعامات كاد نورها أن يعمى الأبصار، وها هو وقت الحصاد قد حل، وأصبح على الحاكم الرشيد أن ينكر ذاته، بل وأن يضحى بجزء من شعبيته ثمناً قليلاً لفاتورة الإصلاح المؤجل، حيث لا مفر من اقتحام المشكلات المتراكمة عبر العقود الطويلة التى مضت ودفعنا فيها نفقات باهظة لحروب مفروضة علينا، كما أننا أيضاً استمرأنا الاستهلاك، واستسهلنا الاستيراد، وأهملنا الإنتاج، وتوقفنا تقريباً عن التصدير، لذلك اختلت الموازين واضطربت الحسابات وأصبحنا أمام موقف صعب قد يستعصى على فهم البعض.

إن استقراء التاريخ المصرى الحديث يشير بوضوح إلى الفرص الضائعة والإمكانات المهدرة، بل والأجيال المدللة، وعندما جاء وقت الحساب وجدنا الفقراء يزدادون فقراً، لأن المسألة نسبية، فالاحتياجات تتسع، والطموحات تتزايد، وأنماط الحياة تعطى بدائل للرفاهية والمتعة لم تكن موجودة من قبل، لأن ثورة الإعلام فى عالم تكنولوجيا المعلومات قد جعلت المواطن فى أى بلد هو مواطن عالمى فى النهاية يرى ما يستهلكه الأغنياء ويتابع أحدث الصيحات فى عالم المأكل والملبس والمسكن، ولم يعد ممكناً فرض سياج على مجتمع معين، أو تحقيق عزلة لشعب بذاته، فنحن فى عصر عالمية الإنسان، وهو عصر يربط بين الإنتاج والكرامة، لأن هيبة الدول تتأتى من خلال ما تستطيع تقديمه للعالم المعاصر.

ولا يخفى على أحد أن إسهامنا الضخم فى تاريخ الإنسانية ليس له ما يقابله عطاءً حالياً من جانبنا، بل إن هناك من يرى أننا قد أصبحنا دولاً مستهلكة تعيش على ذكريات تاريخها وأمجاد ماضيها، ولكنها لا تتجه إلى البناء فى الحاضر ولا التشييد للمستقبل، ويكتفى معظم الناس بالثرثرة الدائمة وإدمان النقد السلبى والابتعاد عن رؤية الصورة كاملة من كافة الزوايا، ولنا على هذا الواقع الذى نعيشه بعض الملاحظات:

أولاً: لقد قالوا (إن هناك جيلاً يبنى وجيلاً يجنى)، ولعل هذه المقولة هى حجر الزاوية فى فهم البعض لما يدور، وهناك مثل شعبى مصرى يقول (أحينى اليوم وأمتنى غداً)، وأنا أوكد أنه حتى هذا المثل الشعبى لم يعد معقولاً ولا مقبولاً فى وقتنا الراهن، إذ لم تعد إمكانات الحياة وموارد الدولة كافية لسد الاحتياجات أو حتى لمعظمها، وهناك فئات كثيرة تحلم بالصعود الطبقى، خصوصاً أننا نعيش فى عصر تدفع فيه الطبقة المتوسطة أكثر من غيرها ثمناً للتغيير وسعياً نحو الإصلاح، وليس يعنى ذلك أن الفقراء- وهم الأكثر عدداً والأشد حاجة- لا يعانون من المتاعب والمصاعب وشظف العيش وضعف الخدمات المتاحة وتدنى مصادر الدخل.

ثانياً: إن الذى يبنى الأوطان بل ويصنع المعجزات هم أبناء الوطن ذاته وسواعد أبنائه قبل غيرهم، فلن تبنى الدول قواعد مجدها ودعائم وجودها على قروض الأصدقاء ومعونات الأشقاء، فتلك أمور غير مضمونة وقابلة للتوقف فى أى لحظة، ولعلنا عانينا فى الأسابيع الأخيرة شيئاً من ذلك، وهو يعطينا درساً يذكرنا بأن الذى بنى المعجزة الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية هو الشعب الألمانى ذاته، وأن الذى أقام اليابان الحديثة بعد (هيروشيما) و(ناجازاكى) هو أيضاً الشعب اليابانى وحده، ليت هذه المفاهيم تستقر فى الوجدان المصرى خلال هذه المرحلة شديدة الحساسية بالغة التعقيد.

ثالثاً: إننى أرى أن ولى الأمر محاط بهذه الظروف الصعبة والخريطة المعقدة، وهو لا يبحث عن مجد شخصى، ولا شعبية مؤقتة، إذ ليس لديه أجندة خاصة، كما أنه يعتمد بالدرجة الأولى على وعى المصريين وإدراكهم لطبيعة المرحلة التى نمر بها.

إننى أكتب هذه الكلمات لكى يتذكر الجميع أن الأمم لا تموت، وأن الشعوب لا تسقط، ولكن الوعى الحقيقى هو الذى يصنع الإرادة الصلبة والرؤية الشاملة دون الاستغراق فى التفاصيل التائهة أو التركيز على الجزئيات دون الكليات، فالرؤية الشاملة هى فى النهاية كاشفة للحقيقة ومضيئة للطريق.

arabstoday

GMT 03:55 2018 الخميس ,23 آب / أغسطس

الأصول المصرية.. الهوية نموذجاً

GMT 04:11 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

زراعة الصحراء فى الوطن العربى

GMT 03:40 2018 الجمعة ,13 تموز / يوليو

رحيل أزهرى جليل

GMT 06:52 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

وعادت جامعة بيروت العربية!

GMT 05:37 2018 الأربعاء ,07 آذار/ مارس

ظاهرة الحَوَل السياسى

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تاريخ ما أهمله التاريخ الإنتاج والكرامة تاريخ ما أهمله التاريخ الإنتاج والكرامة



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 14:06 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

جيجي حديد وبرادلي كوبر يستعدان للارتباط رسميا
 السعودية اليوم - جيجي حديد وبرادلي كوبر يستعدان للارتباط رسميا

GMT 16:13 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:23 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

اسبوع رائع ودسم مع وجود الشمس في برجك

GMT 05:15 2013 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

شطيرة مطعم "صبواي أستراليا" تثير جدلاً على الإنترنت

GMT 22:09 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

Haute Coutureِ Winter 2017

GMT 02:16 2017 الجمعة ,06 كانون الثاني / يناير

غارديان البوليفي من أغرب وأجمل المطاعم في العالم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon