المقاومة المنتظرة
زيلينسكي يؤكد أن المفاوضات الجارية يمكن أن تغير الوضع جذرياً اعتقال غريتا تونبرغ في لندن خلال مظاهرة داعمة للفلسطينيين شقيقة ميسي ماريا سول تتعرض لحادث خطير وتلغي زفافها من مدرب إنتر ميامي هجوم سيبراني يشل خدمة البريد الوطنية الفرنسية ويؤدي لتعطيل الطرود والمدفوعات عبر الانترنت وكالة الفضاء اليابانية تعلن فشل إطلاق صاروخ H3 وفشل وضع القمر الصناعي Michibiki 5 في مداره المرصد الإسلامي يسجل أكثر من 72000 شهيد فلسطيني و180 ألف جريح منذ أكتوبر 2023 مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية مقتل 5 أشخاص في حادث تحطم طائرة مكسيكية بولاية «تكساس» الأميركية الكنيست يصدق على تحويل قرار إغلاق مكاتب الجزيرة في القدس من أمر طوارئ مؤقت إلى قانون دائم إصابة عشرات الفلسطينيين بحالات الاختناق خلال اقتحام قوات الإحتلال الإسرائيلي بلدة الرام الجيش اللبناني يعلن استشهاد الرقيب الأول علي عبد الله بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة كان بداخلها أمس في قضاء صيدا
أخر الأخبار

المقاومة المنتظرة

المقاومة المنتظرة

 السعودية اليوم -

المقاومة المنتظرة

عمرو الشوبكي

معركة الشعب الفلسطينى مع الاحتلال الإسرائيلى تحتاج إلى مقاومة، ولكنها ليست بالضرورة ما تقوم به حماس فى مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، لأن المقاومة المسلحة هى خيار ضمن خيارات أخرى قد تضطر الشعوب إلى القيام بها من أجل نَيْل استقلالها، وليست مجرد صاروخ يلقى أو عملية انتحارية، إنما هى استراتيجية متكاملة يتوافق عليها شعب بأكمله حين يقرر أن ينتقل من المقاومة السلمية والانتفاضات الشعبية إلى المقاومة المسلحة، خاصة فى ظل الواقع الفلسطينى الذى يدفع فيه الأبرياء ثمناً باهظاً دون أى انتصار حقيقى على إسرائيل.
والحقيقة أن حماس اعتادت أن تدخل فى مواجهات مسلحة، وتعلن أن ما تقوم به هو مقاومة ضد المحتل، ولكنه لم يسفر عن أى تغيير فى موازين القوى بين الجانبين العبرى والفلسطينى، ولا فى نَيْل دعم حقيقى لصالح القضية الفلسطينية، ولا فى دفع إسرائيل إلى وقف الاستيطان والالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وهو ما جعل البعض يرفض خيار المقاومة المسلحة من حيث المبدأ وبشكل مطلق.
والحقيقة أن بعض من أعلن رفضه صراحة خيار المقاومة المسلحة، تحت أى ظرف، نسى أن المجتمع الدولى والولايات المتحدة لم يقدما أى شىء لسلطة عباس المعتدلة التى ترفض استهداف المدنيين الإسرائيليين، ولم تمارس مقاومة مسلحة، على أمل أن يأتى الفرج عبر الضغط الدبلوماسى والسياسى، فلم يأت، وبقيت إسرائيل تبنى المستوطنات وتعبث بقرارات الشرعية الدولية واستمرت فى احتلالها أرض فلسطين.
والحقيقة أن العدوان الإسرائيلى على غزة والشعب الفلسطينى متكرر، وفشل حماس فى ردعه ومعها باقى النظم العربية بات أيضا مشهدا متكررا يعكس أزمة عميقة فى بنية النظام العربى وحالة الضعف والوهن التى أصابت معتدليه ومقاوميه على السواء، حتى لو كان الأخير يتحمل مسؤولية أكبر، لأنه يدَّعِى المقاومة ويدفع الأبرياء ثمنها دون أن يحقق أهدافها.
والمؤكد أن تعامل مصر مع موضوع المقاومة فى فلسطين قد تأثر بحالة الانقسام التى شهدتها البلاد بعد سقوط حكم الإخوان، فقد أسقط القطاع الأغلب من مؤيدى الإخوان موقفهم الرافض النظام الجديد على القضية الفلسطينية، بحيث لم تصبح حماس ضحية أخطائها والعدوان الإسرائيلى، إنما المبادرة المصرية التى اعتبروها متواطئة مع العدو الإسرائيلى، وكأن مرسى قدم مبادرة مختلفة فى شىء عما قدمه السيسى.
صحيح أن هناك بعض مؤيدى النظام الجديد وبعض الإعلاميين والسياسيين لم يعارضوا، ولو فى داخلهم، العدوان الإسرائيلى مادام يستهدف حركة حماس ويضعف من قوتها، واعتبروا أنها عدو لا يقل خطراً على مصر من إسرائيل، وساوت نظرة قطاع من المصريين بين تجربتهم المريرة مع الإخوان وبين مقاومة حماس، وتحولت مناقشة موضوع المقاومة واستراتيجياتها وأيضا إخفاقاتها إلى نوع من الشماتة السياسية المتبادلة دفع ثمنها الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطينى.
والحقيقة أن تحول الإخوان وأنصارهم من خطاب تبريرى لمبادرة مرسى حين كان فى السلطة وتأكيدهم أن فقه الضرورة يبيح لهم القبول بالأمر الواقع واعتبار بريز هو «الصديق الوفى» إلى خطاب ثورى يزايد على موقف مصر الحالى، ويعتبر أن ما تقوم به حماس الآن هو النموذج الأمثل وربما الوحيد فى النضال ضد إسرائيل.
والحقيقة أن مناقشة موضوع المقاومة لابد أن تتجاوز الموقف من حركة حماس، وتفتح الباب لمناقشة تجارب فشل نمط من المقاومة المسلحة تبنته نظم وفصائل سياسية باستثناء الانتصار العربى المصرى فى حرب 1973، ونجاح حزب الله (حين كان مقاوما) وتحريره الجنوب اللبنانى من الاحتلال الإسرائيلى عام 2000.
والواقع أن سلسلة الإخفاقات لكل تجارب المواجهة المسلحة بين العرب وإسرائيل منذ إطلاق صدام حسين صواريخ سكود الشهيرة على الدولة العبرية، فى أعقاب غزوه الكويت، وفى محاولة للحصول على مكاسب فى الشارع العربى تغطى على جريمة احتلال بلد عربى، انتهت بفشل مدوٍّ.
وجاءت هجمات حزب الله فى 2006 على إسرائيل والتى صمد فيها ضد العدوان الإسرائيلى، وانتهت المعركة بمجىء قوات الأمم المتحدة وفصلها بين حزب الله والدولة العبرية، ثم توقف الحزب تماما عن الدخول فى أى مواجهة عسكرية مع إسرائيل، بعد أن تفرغ لتصفية حساباته الطائفية فى سوريا.
وجاءت تجربة حماس لتكرر نفس السيناريو، فمغامرتها الصاروخية الأولى بدأت فى 19 ديسمبر 2008 حين قامت عناصر تابعة لحركتى حماس والجهاد الإسلامى فى غزة بإطلاق أكثر من 130 صاروخاً وقذيفة هاون على مناطق فى جنوب إسرائيل، ثم قامت إسرائيل بالاعتداء على قطاع غزة، وأسفر عدوانها عن استشهاد 1417 فلسطينياً (من بينهم 926 مدنياً و412 طفلاً و111 امرأة) وإصابة 4336 آخرين، إلى جانب مقتل 10 جنود إسرائيليين و3 مدنيين وإصابة 400 آخرين أغلبهم مدنيون أصيبوا بالهلع وليس إصابات جسدية.
والحقيقة أن هجوم حماس الأول جاء عقب سيطرتها بالقوة المسلحة على قطاع غزة وقتل ومطاردة واعتقال كثير من رجال فتح، بما يعنى أن الجبهة الداخلية الحاضنة لمشروع المقاومة لم تكن داعمة بشكل كامل حماس، حتى لو اضطر الجميع إلى الوقوف صفا واحدا فى مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية.
وكررت حماس نفس الأسلوب فى معركتها الحالية، بعد أن شاركت فى خطف وقتل 3 مراهقين إسرائيليين، ثم بدأت بإطلاق صواريخها باتجاه المدن الإسرائيلية، وسقط حتى الآن ما يقرب من 700 شهيد فلسطينى فى مقابل حوالى 30 جنديا إسرائيليا، واعتبر أنصار الإخوان فى مصر أن ما تقوم به حماس مقاومة ناجحة، ولم يخرج عاقل واحد ليقدم قراءة نقدية لهذا النمط من وسائل المقاومة العشوائية الذى فشل فى تحقيق أى مكاسب سواء على يد القومى صدام حسين أو شيعة حزب الله أو إخوان حماس.
فالمؤكد أن المقاومة المسلحة هى أحد الخيارات المطروحة أمام الشعوب من أجل تحقيق الاستقلال، إلا أن هذا الخيار لابد أن يسبقه استنفاد لكل وسائل الضغط السياسى والدبلوماسى والجماهيرى (انتفاضة مدنية ثالثة تحاصر المحتل)، وإذا فشلت هذه الخيارات (يرى الكثيرون أنها فشلت)، فتصبح هناك ضرورة قبل الانتقال إلى المقاومة المسلحة إلى وجود توافق داخلى وإقليمى ودولى (إن أمكن) لتبنى خيار المقاومة المسلحة، وهو ما يستلزم بناء جبهة داخلية متماسكة وداعمة لخيار المقاومة، وقادرة أيضا على أن تحقق مكاسب لصالح القضية الفلسطينية وليس لصالح فصيل بعينه كما يجرى الآن.
إن معضلة قراءة ما يجرى فى غزة أنه ضحية الاستقطاب السياسى على الساحة المصرية، فلم ير كثير من الإسلاميين أن هذا الأسلوب من المقاومة قد جرب وفشل وسنظل نجربه وسيفشل بصرف النظر عن الهوية السياسية لمن يقوم به، ولن يدفع ثمنه إلا الأبرياء والمدنيون.
إن من يريد أن يصنع مستقبلا جديدا للمقاومة فى فلسطين عليه أن يبدأ بدعم حكومة الوحدة الوطنية وإعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة وإنهاء مشروع الإمارة الإخوانية، ووضع الضفة الغربية والقطاع فى مسار ومصير سياسى واحد، وقبل البدء فى محاربة المحتل بالسلاح يجب أولاً ألا يحل المقاومون خلافاتهم بالسلاح، ويؤسسوا لنموذج سياسى يحترم التنوع الداخلى ويحترم الشعب الفلسطينى ويقاوم المحتل، وهو عينه على الحاضنة الشعبية وعلى المكسب والخسارة اللذين يحققهما قبل إطلاق أى صاروخ على إسرائيل.

 

 

 

 

arabstoday

GMT 17:28 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

نهاية حزينة لشارع الحمرا…

GMT 17:25 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

فستان الرَّئيس «السَّابق»

GMT 17:23 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

“حكومة التعريفة” ولغز النفط وتسعير مشتقاته

GMT 17:20 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

ذاكرة شفوية منقوشة في جدار الزمن

GMT 17:17 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

ما بين العلم والخرافة وكمين وسيم!

GMT 17:14 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

أهداف إسرائيل وحسابات سوريا الجديدة

GMT 17:11 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

تغيير الخطاب وتعديل المسار

GMT 17:08 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

أصحاب العصمة!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقاومة المنتظرة المقاومة المنتظرة



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 14:06 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

جيجي حديد وبرادلي كوبر يستعدان للارتباط رسميا
 السعودية اليوم - جيجي حديد وبرادلي كوبر يستعدان للارتباط رسميا

GMT 16:13 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:23 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

اسبوع رائع ودسم مع وجود الشمس في برجك

GMT 05:15 2013 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

شطيرة مطعم "صبواي أستراليا" تثير جدلاً على الإنترنت

GMT 22:09 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

Haute Coutureِ Winter 2017

GMT 02:16 2017 الجمعة ,06 كانون الثاني / يناير

غارديان البوليفي من أغرب وأجمل المطاعم في العالم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon