مرشح الثورة
وفاة المخرج داود عبد السيد عن 79 عامًا بعد صراع مع المرض تاركًا إرثًا سينمائيًا خالدًا زلزال بقوة 3.3 درجة على مقياس ريختر يضرب منطقة أرجومند في إيران بولندا تغلق مطاري لوبلين وجيشوف شرقي البلاد لأسباب تتعلق بأمن الدولة قرب الحدود الأوكرانية منظمة الصحة العالمية تُصدر تحذيراً شديدا بشأن "فيروس كورونا المسبب لمتلازمة تنفسية" بعد زيادة في الحالات القبض على سعد الدين ساران رئيس نادي فنربخشة التركي بتهمة تعاطي المخدرات وفقا لنتائج الفحوصات التي خضع لها عاصفة ثلجية تلغي أكثر من ألف رحلة طيران في الولايات المتحدة نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بجمهورية أرض الصومال دولة مستقلة إصابة فلسطينيين واعتقال آخرين خلال إعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية إصابة رضيعة فلسطينية بجروح في الوجه والرأس جراء هجوم مستوطنين على منزل في الضفة الغربية سوريا تعلن إطلاق العملة الجديدة في يناير 2026 مع تحديد فترة استبدال منظمة لمدة 3 أشهر
أخر الأخبار

مرشح الثورة

مرشح الثورة

 السعودية اليوم -

مرشح الثورة

عمرو الشوبكي

لا أعرف سبب إصرار المرشح الرئاسى حمدين صباحى على وصف نفسه بأنه مرشح الثورة، بصورة قد يبدو فيها مخالفوه فى الرأى أو البرنامج وكأنهم أعداء للثورة أو من الثورة المضادة أو الفلول، ونعيد إنتاج نفس المفردات التى استخدمتها نظم استبدادية حكمت فى الماضى باسم الشرعية.
أفهم أن يكون هناك مرشح مؤمن بأهداف الثورة، وليس مرشح الثورة، التى إذا اختزلت نفسها فى شخص أو مشروع سياسى واحد فستكون كارثة حقيقية تُذَكِّرنا بحديث جماعة الإخوان عن الجماعة الربانية التى اعتبرت ضمناً أو صراحة أن ما عداها غير ربانى وناقص إيمان وربما كافر فى حالات المواجهة والصدام.
من الطبيعى إذن أن يكون هناك مرشح مؤمن بأهداف الثورة مثلما أنه من الطبيعى أن يكون هناك مرشح فى اليسار وآخر فى اليمين ومرشح فى حالتنا الحالية من داخل الدولة (السيسى) وآخر من قلب الحركة السياسية (صباحى) كل هذه الثنائيات لا تعنى أفضلية قيمية لأحد لأنه ثائر أو ابن الدولة أو ابن الدعوة الربانية وغيرها من المفردات التى امتلأ بها القاموس الإقصائى فى مصر بعد 25 يناير.
صحيح أن خطاب صباحى قد تغير، وصحيح أيضا أنه بدا فى مرات كثيرة أكثر انفتاحاً من بعض شباب حملته، بل إن حديثه عن مؤسسات الدولة مؤخراً فى برنامج الصورة الكاملة جاء بلغة جديدة، وتحدث عن التطوير وليس التطهير، والإصلاح وليس التفكيك، كما أن خطابه عن العدالة الاجتماعية ومرشح الغلابة مس مشاعر قطاع واسع من المصريين، خاصة بعد أن قدم معه وجهاً جديداً (ولو نسبياً) هو عماد عاطف الذى تحدث بشكل مميز عن مفاهيم جديدة للإدارة والعدالة الاجتماعية وغيرهما.
المدهش أن أحد سائليه من «الشباب الثورى» طالبه بأن يرفع نبرة نقده لمؤسسات الدولة وكأن رئيس الجمهورية مطالب بأن يقول: تسقط الداخلية أو يسقط حكم العسكر، وكأنه فى مظاهرة أو مازال رئيساً لحركة ثورية فى الجامعة، وليس مرشحا رئاسيا مسؤولا أولاً عن قيادة هذه المؤسسات وإصلاحها لا هدمها وتفكيكها أو، كما قال صباحى نفسه، تطوير وتحسين أدائها المهنى لصالح معظم العاملين فيها.
الخطاب الثورى والتفكيكى الذى رددته بعض المدارس الشيوعية أو مندوبو الفوضى الخلاقة ليس هو بالتأكيد خطاب صباحى، ولكنه يتقاطع أحيانا مع بعض مفرداته التى تخصم من رصيد المرشح الرئاسى، وتضعف من قدرته على استيعاب قطاعات واسعة من الناس الطبيعيين غير الثوريين، وربما غير المعجبين بطريقة كثير ممن يصفون أنفسهم بالشباب الثورى.
مدهش أن ينتظر كثير من «الغلابة» خطاب صباحى عن العدالة الاجتماعية، فى حين يصر هو على أن يذهب بهم فى مساحة أخرى تعتبر الثورة هدفاً وشعاراً، فحين ذهب الرجل للتضامن مع أهالى الشباب المعتقلين داخل نقابة الصحفيين فى موقف أخلاقى وسياسى يحسب له، لم يتأمل دلالة تصدى بعض هؤلاء الشباب له وتجاوزهم فى حقه وإساءتهم له، فى حين لو ذهب إلى ضحايا الفوضى والإهمال من الناس الغلابة فسيحملونه على كفوف الراحة وليس كما يفعل من امتهنوا الثورة واعتبروها وظيفة.
نفس الأمر تكرر بصورة أسوأ مع حسن شاهين، أحد قيادات حملته الانتخابية، عضو حركة تمرد، الذى اختار الخيار الأصعب، وهو تأييد مرشح فرصه فى الفوز ليست كبيرة، ورغم ذلك اعتدى عليه من تظاهروا أمام الاتحادية، يوم السبت الماضى، بالضرب والسباب، دون أن يدين هو أو حملته هذا التصرف المشين وكأن هؤلاء الشباب لهم حصانة خاصة لأنهم يسمون أنفسهم ثوارا.
لن يستطيع حمدين أن يأخذ أصوات غالبية أبناء الشعب المصرى إلا حين ينظر بعينين إلى ما جرى منذ 25 يناير و30 يونيو، فالحديث عن القصاص لضحايا العنف من المدنيين أمر عظيم ومطلوب وفق تجارب العدالة الانتقالية، ولكن حين يتجاهل (أو يراه قطاع واسع من المصريين أنه يتجاهل) أن هناك حوالى 500 ضحية من أبناء الشرطة والجيش سقطوا منذ 30 يونيو وحتى الآن، وحين يرون أن تعاطفه مع أهلهم باهت وغير واضح، وأنه ينسى أو يتناسى ليس فقط أنهم كتلة انتخابية كبيرة، إنما أيضا مواطنون مصريون سقطوا ضحايا العنف والإرهاب (الذى يدينه صباحى دون لبس)، وينالون تعاطف الجانب الأكبر من المصريين، لأنهم أصحاب قضية وطنية عادلة ولولا دماؤهم لما كانت هناك انتخابات رئاسة ولا كان هناك مرشح الثورة ولا مرشح الدولة ولا عملية سياسية من الأصل.
لماذا لم يَزُرْ هؤلاء «الغلابة» ممن لا يظهرون فى الإعلام، ولم ينالوا لقب ناشط وهم شهداء مثل شهداء ومصابى الثورة، وهم فى النهاية الأقرب لخطابه الذى يتحدث عن حقوق الفقراء والعدالة الاجتماعية؟!
صحيح هناك تجاوزات أمنية، وهناك اعتقالات عشوائية أحيانا ما تصيب أبرياء، وهناك بعض مواد قانون التظاهر التى تحتاج إلى مراجعة، ولكن هناك تيارا فوضويا وتخريبيا يرفض القانون لمجرد أنه قانون، ومع ذلك لم ينقده المرشح الرئاسى لمرة واحدة، رغم أن خطابه وخطاب أكثر شبابه ثورية لا ينتمى لهذه المدرسة فكريا وسياسيا، فى مفارقة
تخصم من رصيده!
حين نكون أمام مرشح رئاسى فالجميع ينتظرون أن يتعامل معهم بمساواة وعدل، فبالتأكيد مرشح الإخوان فى الانتخابات الرئاسية الماضية لم ير أى ضحايا أو شهداء من خارج الجماعة، فى حين أن صباحى المؤمن بالدولة الوطنية والدستور المدنى الجديد يجب أن يكون خطابه متوازناً ويدافع عن العدالة للجميع وليس فقط «الثوار» أو «رجال الأمن»، إنما الجميع وبنفس الدرجة ونفس المضامين، بصرف النظر عما إذا كانوا ضحايا الغدر أو الإرهاب أو الفوضى أو أجهزة الأمن.
لن تتقدم مصر وتنجح فى بناء نظام ديمقراطى إلا إذا اعتبر ثوارها أن خصومهم ليسوا ثورة مضادة وعملاء للنظام القديم، كما قال الإخوان، إنما فقط خصوم مصر الحقيقيون هم كل من ارتكب جريمة فساد وإفساد فى العهد السابق أو الأسبق، ولم يحاسب وفق أى منظومة قضائية وقانونية وليست ثورية (راجع مقال الكاتب «لا للمحاكم الثورية» فى 2011)، كما يجب على من يعتبرون أنفسهم ممثلى الثورة أن يعتبروا أن هناك قوى اجتماعية لم تشارك فى الثورة، (هل سيعتبر مرشح الثورة العمد والمشايخ والعائلات التقليدية والطرق الصوفية ثورة مضادة أيضا لأنهم ليسوا ثوارا؟) وترفض خطابها وخطاب رموزها، ويجب أن يكون لها نفس الحقوق والواجبات مع من شاركوا فيها، فلا يجب أن تكون هناك حصانة خاصة يتصورها الثورى لنفسه تماماً مثلما فعل الإخوانى، فكانت النتيجة كارثة على الجميع.

 

 

arabstoday

GMT 17:52 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

درب السلام

GMT 17:49 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

عن الصور والمصورين.. والشخصيات العامة

GMT 17:46 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«داعش» وأعياد نهاية العام

GMT 17:44 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

من الوحدة الشاملة إلى براكين الدَّم والتَّشظّي

GMT 17:41 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المعنى الغائب في أكثر صراعات العالم حضوراً

GMT 17:38 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المسيحية الصهيونية... من الهرطقة إلى تبرير الإبادة

GMT 17:33 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«ماغا»... رأب الصدع أم نهاية الائتلاف؟

GMT 17:31 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

أشياء فى حوار أديب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرشح الثورة مرشح الثورة



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 23:50 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

«إل جي» تكشف عن شاشات «ألترا 2019»

GMT 02:57 2018 الخميس ,13 أيلول / سبتمبر

45 دورية و15 "رقيباً" لتأمين الطلبة في رأس الخيمة

GMT 06:37 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

أفضل وأشهر خمس تصميمات لبيت الأزياء الفرنسي كريستان ديور

GMT 14:28 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

ضباط الاحتلال ينُفّذون جولات مشبوهة في باحات المسجد الأقصى

GMT 18:30 2019 الإثنين ,21 كانون الثاني / يناير

النصر يساند نجمه السابق مصطفى إدريس في أزمته الصحية

GMT 10:44 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تركي آل شيخ مستاء من عدم تحديد موعد لمباراة ديربي جدة

GMT 21:17 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة سهلة لعمل تشيز كيك الموز الشهي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon