السؤال الكبير
زيلينسكي يؤكد أن المفاوضات الجارية يمكن أن تغير الوضع جذرياً اعتقال غريتا تونبرغ في لندن خلال مظاهرة داعمة للفلسطينيين شقيقة ميسي ماريا سول تتعرض لحادث خطير وتلغي زفافها من مدرب إنتر ميامي هجوم سيبراني يشل خدمة البريد الوطنية الفرنسية ويؤدي لتعطيل الطرود والمدفوعات عبر الانترنت وكالة الفضاء اليابانية تعلن فشل إطلاق صاروخ H3 وفشل وضع القمر الصناعي Michibiki 5 في مداره المرصد الإسلامي يسجل أكثر من 72000 شهيد فلسطيني و180 ألف جريح منذ أكتوبر 2023 مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية مقتل 5 أشخاص في حادث تحطم طائرة مكسيكية بولاية «تكساس» الأميركية الكنيست يصدق على تحويل قرار إغلاق مكاتب الجزيرة في القدس من أمر طوارئ مؤقت إلى قانون دائم إصابة عشرات الفلسطينيين بحالات الاختناق خلال اقتحام قوات الإحتلال الإسرائيلي بلدة الرام الجيش اللبناني يعلن استشهاد الرقيب الأول علي عبد الله بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة كان بداخلها أمس في قضاء صيدا
أخر الأخبار

السؤال الكبير

السؤال الكبير

 السعودية اليوم -

السؤال الكبير

عمرو الشوبكي

طرح أستاذنا الدكتور يحيى الجمل، أمس الأول، فى ندوة نظمها معهد البحوث والدراسات السياسية حول دور النخب السياسية، وبحضور د. على الدين هلال، ود. أحمد يوسف، ود. نفين مسعد وعدد من خبراء السياسة فى مصر والمغرب ودول عربية أخرى، سؤالا منهجيا وسياسيا كبيرا حول نهاية تيار الإسلام السياسى بعد خبرة جماعة الإخوان الفاشلة فى مصر، واعتبر أن من ألطاف الله على هذا الشعب أن وصل الإخوان للسلطة فانكشفوا أمام الشعب ولفظهم، وهو ما سيعنى أنه «لن تقوم لهم قومة أخرى فى المستقبل».
والحقيقة أن رد د. على الدين هلال كان هو الاعتذار إلى د. الجمل والقول بأن هذه الظاهرة ستظل مستمرة طالما ظلت هناك بُنى اجتماعية داخل المجتمع تفرزها من تعليم متدهور إلى مشاكل فقر وأمية وتهميش.
والحقيقة أن د. هلال أجاب عن جانب من التساؤل، فى حين أن الجانب الآخر المتعلق بـ:هل وصول الإخوان للسلطة وفشلهم ثم سقوطهم المدوى كان هو الحل الناجع لأنه كشفهم أم لا؟.. إن الإجابة العلمية أن ظاهرة الإسلام السياسى لن تختفى، بما يعنى إعادة طرح السؤال: هل كان من الأفضل أن يصلوا دون قيود أو قواعد ويفشلوا، أم نضع هذه القواعد والقيود التى تحول دون وصولهم للسلطة إلا بعد التأكد من احترامهم لكل القواعد المدنية التى تنظمها؟.
والمؤكد أنه بعد وصول الإخوان للسلطة أعيد طرح موضوع الإسلام السياسى مرة أخرى على البحث، وطُرح السؤال الكبير: هل هذا التيار قابل للدمج فى الحياة السياسية.. وهل الأسباب التى تحول دون دمجه تعود أساسا إلى السياق الاجتماعى والسياسى المحيط، أم إلى بنية هذه التيارات العقائدية والتنظيمية التى تحول لأسباب هيكلية دون دمجها (خاصة الإخوان) فى العملية السياسية والديمقراطية؟
والحقيقة أن ما كتبته على مدار عشرين عاما (الدراسة الأولى فى التقرير الاستراتيجى العربى الصادر عن مركز دراسات الأهرام فى 1994 حملت عنوان الحركة الإسلامية بين صعوبة الدمج واستحالة الاستئصال.. وإسلاميون وديمقراطيون.. وأزمة الإخوان المسلمين.. ومستقبل الإخوان المسلمين) كان فى اتجاه ضرورة إحداث «دمج آمن» للتيارات الإسلامية، وعلى رأسها الإخوان، ووضعت مجموعة من الشروط لنجاح هذا «الدمج الآمن»، غابت بشكل كامل طوال المرحلة الانتقالية التى أعقبت ثورة 25 يناير، فكان وصول الإخوان للسلطة دون الالتزام بهذه الشروط يعنى فشلا مؤكدا فى تجربة الإخوان، خاصة بعد أن سارت الجماعة عكس كل مسارات النجاح فى العالم كله (راجع مقالى فى «المصرى اليوم»: «السير عكس الاتجاه»)، وتعاملت مع السلطة باعتبارها مغنما فكان السقوط مدويا.
والحقيقة أن فلسفة الدمج الآمن تقوم على الاعتراف بأن تيارات الإسلام السياسى، وفى القلب منها جماعة الإخوان المسلمين، لديها مشكلة فى بنيتها الأيديولوجية، فهى ليست مجرد حزب سياسى متطرف أو ثورى يتم استيعابه فى العملية الديمقراطية كما جرى مع أحزاب يسارية وشيوعية، إنما هى جماعة تقوم على السمع والطاعة، ولديها بنية تنظيمية خاصة لا تسمح لأى شخص بأن يكون عضوا بها إلا بعد التزامه ببرامج التربية العقائدية المتدرجة داخل الجماعة، وتنقله من عضو محب أو أخ منتسب إلى عضو عامل منتظم وملتزم بالسمع والطاعة (يقدرون بما يقرب من مائة ألف عضو عامل).
والحقيقة أن قناعة عضو الإخوان المسلمين بأن مجرد انتمائه للجماعة «جهاد فى سبيل الله»، وأن الحفاظ على هذه الجماعة هو هدف وغاية فى حد ذاته، تحول بعد وصوله إلى السلطة إلى عنصر ضعف، لأنه أصبح عامل انغلاق، وعَزَله عن باقى أفراد المجتمع، وتحول فى فترة قليلة إلى عامل رئيسى فى كراهية الناس لهذا التنظيم الذى يحرص على مصلحة الجماعة لا الوطن، وتحولت الرابطة التنظيمية والتربية الدينية لدى الجماعة إلى شعور بالتمايز والتفوق على الآخرين، تقذف الجميع بطاقة كراهية وتحريض على المنافسين والخصوم وانغلاق وعزلة عن باقى المجتمع، وهو ما اتضح بشكل صادم فى خطاب الكراهية المروع بحق المجتمع ومؤسسات الدولة.
فكرة الدمج الآمن تقوم على ضرورة وجود نظام سياسى قوى وكفء، ومؤسسات دولة قوية تفرض شروطها على هذا التنظيم وتفكك بنيته الداخلية تدريجيا حتى يصبح دخوله فى العملية السياسية وفق شروط مسبقة موضوعة سلفا وليس وفق شروطه هو.
والحقيقة أن ما جرى فى مصر هو عكس هذه الرؤية تماما، فقد وصل الإخوان للسلطة بعد أن تخلى المجلس العسكرى عن دستور 71 المدنى، استجابة لابتزاز بعض القوى الثورية والمدنية، ووصل الإخوان للسلطة ووضعوا دستورا على مقاس الجماعة وفصّلوا قوانين لصالح مشاريعهم فى التمكين، واحتفظوا بالجماعة السرية التى تدير البلاد من خلف الستار، فى حين ظل الرئيس السابق مجرد منفذ لتكليفات مكتب الإرشاد، وبقى حزب الحرية والعدالة مجرد ذراع للجماعة السرية ينفذ أوامرها سمعاً وطاعةً.
والصادم أن جماعة الإخوان المسلمين حين عادت للساحة السياسية ونشرت مقارها فى محافظات مصر ومدنها، وفكرت الناس بثقافة الحزب الواحد، لم تجد سلطة تجبرها على تقنين وضعها القانونى، ولم تقم الأجهزة الرقابية بمراقبة أموالها والتفتيش المالى والإدارى على مقارها، حتى تحولت الجماعة إلى تنظيم فوق الدولة وفوق القانون، والدمج الآمن يقول إنه يجب أن تكون تحت الدولة وتحت طائلة القانون.
السؤال الكبير والباقى معنا يقول فى شقه الأول: لو نفذنا شروط الدمج الآمن بوضع الدستور أولا، ووضع قواعد قانونية صارمة تلتزم بها الجماعة.. هل كان يمكن أن تنجح التجربة ويتأخر أولا وصول الإخوان للسلطة، وحين يصلون سيضطرون إلى الالتزام بالقواعد والأسس التى تقوم عليها الدولة المدنية كما جرى فى المغرب وتركيا والتى كان يمكن للجيش أن يكون حاميا وضامنا لها؟
والحقيقة أن الإجابة غير مضمونة النتائج، لأن هناك كثيرين يرون أن الجماعة متآمرة بحكم بنيتها الداخلية، تكره الدولة والمجتمع ولا تستطيع العيش دون أن تمتلك إما خطاب الضحية وبكائيات المحن والبلاء، أو خطاب الاستعلاء والتمكين، ولا يمكنها أن تقبل أن تكون تيارا أو حزبا طبيعيا مثل باقى الأحزاب، لأنها ترى فى نفسها «جماعة ربانية» فوق الجميع.
المؤكد أن عدم اختفاء الإسلام السياسى سيعنى أن المجتمع سيظل مطالب بأن يقدم إجابات جديدة عن السؤال الكبير: هل يمكن حقيقةً إقصاؤه بشكل كامل واختفاؤه، أم أن الصيغة التى أدمج بها بعد 25 يناير لم يكن لها أدنى علاقة بشروط الدمج الآمن؟، وأن عملية إعادة دمجه لا تعنى تدليله ولا قبوله وفق شروطه، إنما وضع شروط صارمة لذلك تقوم على ضرورة احترام الدستور المدنى والدولة الوطنية والنظام الجمهورى وفصل الدعوة عن السياسى، وهو ما يعنى أن المنتج سيكون حزبا له مرجعية حضارية وثقافية إسلامية وليس جماعة الإخوان المسلمين، أى أن الماكينة (نظام الدولة) التى سيدخل فيها القطن (الإسلام السياسى) ستخرج من الناحية الأخرى قماشا (تيارا إسلاميا مدنيا ديمقراطيا) ليس له علاقة بـ85 عاما من فشل الإخوان المسلمين.

 

 

 

 

 

arabstoday

GMT 17:28 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

نهاية حزينة لشارع الحمرا…

GMT 17:25 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

فستان الرَّئيس «السَّابق»

GMT 17:23 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

“حكومة التعريفة” ولغز النفط وتسعير مشتقاته

GMT 17:20 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

ذاكرة شفوية منقوشة في جدار الزمن

GMT 17:17 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

ما بين العلم والخرافة وكمين وسيم!

GMT 17:14 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

أهداف إسرائيل وحسابات سوريا الجديدة

GMT 17:11 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

تغيير الخطاب وتعديل المسار

GMT 17:08 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

أصحاب العصمة!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السؤال الكبير السؤال الكبير



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 14:06 2025 الثلاثاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

جيجي حديد وبرادلي كوبر يستعدان للارتباط رسميا
 السعودية اليوم - جيجي حديد وبرادلي كوبر يستعدان للارتباط رسميا

GMT 16:13 2020 الثلاثاء ,30 حزيران / يونيو

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 13:23 2019 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

اسبوع رائع ودسم مع وجود الشمس في برجك

GMT 05:15 2013 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

شطيرة مطعم "صبواي أستراليا" تثير جدلاً على الإنترنت

GMT 22:09 2016 الجمعة ,30 كانون الأول / ديسمبر

Haute Coutureِ Winter 2017

GMT 02:16 2017 الجمعة ,06 كانون الثاني / يناير

غارديان البوليفي من أغرب وأجمل المطاعم في العالم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon