بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
اليوم (25 نوفمبر) هو.. «اليوم العالمى للقضاء على العنف ضد المرأة»، وفقا لما أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى ديسمبر 1999.غير أننى – فى الحقيقة - لا استسيغ هذا التعبير! حقا..لاشك أن العنف ضد المرأة - بصفتها امرأة - هو ممارسة اجتماعية شائنة تظهرفى كل المجتمعات، ولكنها تشكل "ظاهرة" فقط فى بعض الفئات الهامشية، فى المجتمعات الفقيرة، فى بعض البلدان، ولكننى أعتقد أن ذلك لاينطبق على مصر.. أى أن مصرلا تشهدها كـ «ظاهرة»!. إن مصر تعرف- وفقا للمؤشرات الاجتماعية الدقيقة - ظاهرة المرأة المعيلة...أى اضطلاع المرأة (الزوجة) بمسئولية الإنفاق على البيت، فى حين يظل الزوج قابعا، عاطلا، فى البيت، متصورا أن مجرد وجوده، هو جوهر وظيفته، مصداقا للمثل المصرى المعروف: «ضل راجل ولا ضل حيط»! والمشكلة تحدث عندما يقوم ذلك «الظل» ببعض الأفعال التى يسعى بها لإثبات أنه «حقيقة» لا ظل. وغالبا ما تتقبل المرأة هذا السلوك، مدركة ما وراءه من عقدة نفسية، محاولا معها إثبات وجوده كـ «رجل»، بلا أى فاعلية حقيقية.. لا أكثر!...هل هذه مثلا حالة عنف ضد المرأة...؟ إنها فى الحقيقة «وهم» يحاول الرجل إقناع نفسه والآخرين به ... مع أن الجميع: هو وهى والأبناء والناس من حولهم يعلمون الحقيقة! وبعبارة أخرى ، فإن العنف يحدث فعليا عندما يكون الرجل متمكنا و متحكما اقتصاديا فى المرأة (زوجته) التى تعتمد عليه فى معاشها، فيكون عنفه فى هذه الحالة حقيقيا، وشائنا، وواجب الإدانة كـ «عنف ضد المرأة»! غير أننا جميعا نعرف قوة المرأة مثلا فى صعيد مصر، ونفوذها المعنوى الهائل، بما فى ذلك دورها أحيانا - للأسف الشديد - فى التحريض على جريمة الثأر! وأخيرا، هل ننسى أن أكبر نحاتى مصر المعاصرين، محمود مختار، مثل مصر فى تمثاله الأشهر «نهضة مصر» بسيدة تضع يدها على «أبوالهول»... فهل بعد ذلك يمكننا الحديث بشكل جاد عن «ظاهرة» العنف ضد المرأة فى مصر؟!.