بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
منذ بضعة أيام قابلت بالمصادفة أحد الجيران الأعزاء بجوار منزلى، وكان معه ابنه الصبى المهذب، الذى يبدو فى حوالى الثانية عشرة أو أكثر قليلا، فأخذنا نتحدث بضع دقائق، ثم وجهت سؤالا لابنه.. قائلا له «عايز تطلع إيه لما تكبر..»؟ (أقصد طبعا ما هو العمل أو المهنة التى تحب أن تمارسها فى المستقبل) فقال لى الصبى: «لاعب كرة»! فقلت له على الفور.. «أنا عارف إنك بتحب الكورة، وإن دى هوايتك.. أقصد عايز تشتغل إيه... مهندس، ظابط، دكتور....مثلا». فقال لى والده ...«لا هو فعلا عايز يطلع لاعب كرة، وهو موهوب و شاطر فيها»! وهنا أدركت بسرعة... أننى فعلا أعيش خارج العصر، أو «فى الطراوة» كما يقال !ففى عالم الاحتراف ، أصبحت ممارسة «كرة القدم»...حرفة لها عائدها الكبير، لمن يتفوق فيها...، وهذا عالم يختلف جذريا عن العالم الذى عشنا فيه صبانا حيث كانت الطب والهندسة هما أقصى الأمنيات!. (وأتذكر هنا زميلى العزيز بالمدرسة الابتدائية «شريف حسين كامل» الذى كان يقول أن حلمه أن يكون مهندس طيار انتحارى!) ولا شك عندى فى الدور المهم الذى قام به اللاعب المصرى الموهوب محمد صلاح، فى ذلك المجال، خاصة أن احترافه تم فى بريطانيا، مهد كرة القدم فى العالم! إن صلاح أحدث ما يشبه التسونامى.. (أى موجات البحر الزلزالية الهائلة التى تجرف كل ما حولها!) لدى الأطفال والمراهقين والشباب المصريين، فهل نحن جاهزون له؟ لقد اشرت لهذا الموضوع فى كلمتى يوم الخميس الماضى (11/12) وأتمنى بالفعل - إصلاحا شاملا – فى منظومة الكرة المصرية، بدءا من آلية علمية وحرفية، لاكتشاف البراعم الموهوبة فى كل أنحاء مصر، ورعايتها وتنمية قدراتها! هل تعرفون أيها السادة قيمة الصفقة التى انضم بموجبها محمد صلاح إلى نادى ليفربول عام 2017، إنها 42 مليون يورو بالإضافة إلى 8 مليون يورو كحوافز وهو فى العشرين من عمره! فكم ياترى من «محمد صلاح» لدينا.. ينتظرمن يكتشفه.