بقلم : د.أسامة الغزالي حرب
هذا تساؤل ورد إلى ذهني، بعد أن علمت للأسف الشديد بمرض مغنية الأوبرا السوبرانو المصرية – العالمية، فاطمة سعيد..، الأمر الذى أدى إلى اعتذارها عن عدم إحياء حفلها الغنائى الذى كان مقررًا أن يقام يوم الجمعة الماضى (5 ديسمبر)، بالمتحف المصرى الكبير..، والذى كنت قد تهيات لحضوره! إن من حسن حظى أننى عرفت فاطمة مبكرا جدا..، فهى ابنة الصديق العزيز رجل الأعمال والسياسى البارز د. أحمد سعيد، الذى عرفنى بها (إن لم تخنى الذاكرة!) فى مؤتمر الشباب الأول فى شرم الشيخ عام 2016. ولاشك فى أن نشأة فاطمة تقدم لنا درسا بليغا فى الأهمية البالغة، لرعاية وتريية الأبناء، باعتبارها المهمة الأولى المقدسة للوالدين.
(بل إننى أكاد انادى بمحاسبة ومعاقبة الآباء على إهمال أبنائهم، الذين يفترض أنهم أهم «ثرواتهم»على الإطلاق!) لقد اكتشف أحمد سعيد موهبة ابنته فاطمة مبكرا، فتلقت أول دروسها فى الغناء فى سن الرابعة عشرة من السوبرانو المصرية الكبيرة نيفين علوبة فى مصر، قبل أن تسافر إلى ألمانيا وتحصل على شهادة بكالوريوس الموسيقى فى الثانية والعشرين من عمرها، لتبدأ بعد ذلك مشوارها الفنى الحافل، فى دور الأوبرا من ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وبريطانيا وهولندا..إلى تركيا والصين ..إلخ!
إن فاطمة سعيد فى الحقيقة أيقونة مصرية غالية، تسجل اسم مصر فى موسيقى ومسارح الأوبرا فى العالم.غير أننى هنا أريد تسجيل ملحوظتين: أولاهما هى المشاعر الوطنية الجياشة لدى فاطمة، ومصريتها الأصيلة، التى دفعتها لأن تحيى بصوتها الأوبرالى روائع الموسيقى والغناء المصرية، بكل صدق وثقة بالنفس وبمصريتها.
وثانيتهما، ما تتمتع به ابنتنا العزيزة فاطمة من وجه ملائكي، حباها الله به..! الأمرالذى دفعنى للتساؤل عندما علمت بمرضها: «هل ياترى تمرض الملائكة مثلنا»؟ سؤال لا أعرف الإجابة عنه..، ولكننى أدعو بالشفاء لأيقونة مصر الغالية فاطمة سعيد!.