روسيا بين السكرة والفكرة
المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني
أخر الأخبار

روسيا بين السكرة والفكرة

روسيا بين السكرة والفكرة

 السعودية اليوم -

روسيا بين السكرة والفكرة

بقلم : مصطفى فحص

في سكرة التوسع الروسية، لم يعد فلاديمير بوتين ذلك الرئيس الذي يمارس مهامه بشكل اعتيادي، فهو منذ أن وصلت دباباته إلى أوكرانيا وطائراته إلى سوريا، يقيم بين خرائطه العسكرية محاًطا بجنرالاته، يستمع إلى إحاطة يومية يقدمها زملاؤه السابقون في جهاز المخابرات، حول وضع العدو العاجز عن تقدير خطوات الكرملين المستقبلية أو ردات فعله، مزهًوا بانتصارات الدبلوماسية الروسية التي رفعت لاءاتها بوجه أكبر الدول في مجلس الأمن دفاًعا عن موقع روسيا العالمي، ففي زمن القيصر لم تعد موسكو تقيم وزًنا لدولة أو حلف عندما تتحرك دفاًعا عن مصالحها، حتى لو استدعى ذلك مواجهة مباشرة أو بالوكالة أو حتى التلويح بخيارات غير تقليدية، وقد أوغلت في السنوات الأخيرة باستخدام القوة كوسيلة أقل كلفة من أجل استعادة
هيبة الدولة العظمى، بعد أن حول قادة الجيش أحلام الأوكرانيين إلى كوابيس، وحياة السوريين إلى جحيم، فالقوة في العقيدة القتالية الروسية الجديدة لم تعد دفاعية فقط، بل هي الأداة الأنجع من أجل استعادة التوازن، والممر الضروري لفرض نظام عالمي جديد.

في نشوة القوة، يبدو أن فلاديمير بوتين أعلن انتدابه الكامل على سوريا، وهدد بتحويل معركة حلب إلى جحيم، وحذر من الثمن الذي سيدفعه كل من يقف بوجه سياسته، فباعتقاده أنه لوحده يضع شروط المواجهة، وأنه القادر على تحديد مكانها وزمانها، فحشد صواريخه استعداًدا لمنازلة طويلة كانت أم قصيرة، لكن اعتباراتها مصيرية؛ ففوق حطام المدينة والضحايا من أهلها ستسقط إمبراطوريات وتستعاد أخرى، فحلب هي المحطة الواصلة بين طموحات القيصر من سهوب آسيا الوسطى إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط، إذ إن الموانئ السورية لم تعد تتسع لقطع الأسطول الروسي، لذلك البحث جاٍر عن مرافق أخرى كانت في السابق موطئ قدم للسوفيات.

بعد عام على الاجتياح، يرفض فلاديمير بوتين، الاعتراف بعدم النجاح في حسم المعركة بأقل الخسائر السياسية والعسكرية، وبتجنيب بلاده تكلفة اقتصادية، وبأن خطواته التصعيدية أجبرت الدول الكبرى على التحرك، واستعادة زمام المبادرة، فكشفته في مجلس الأمن، ولوحت بإجراءات غير دبلوماسية، وعلى الرغم من شبه القناعة لدى موسكو بأن الفعل الأميركي معطل بفعل وجود أوباما في البيت الأبيض، فإن لهجة واشنطن والعواصم الأوروبية القاسية كانت أقرب إلى جرس الإنذار الذي دق في أروقة صنع القرار الروسي،
فكان على القيصر أن يصحو من السكرة قبل أن تسبقه الفكرة، والفكرة حلت معه في إسطنبول، فعلى الرغم من حفاوة الاستقبال، فإن الثقة الروسية بالتاجر العثماني تبقى محدودة، فحفيد السلاطين يتقن ربط المصلحة بالعقيدة، والثروة بالجغرافيا، وتعلم الدرس من الانحياز المبكر أو القرار المستعجل، وفقد الثقة بحلفائه الذين خانوه أكثر من مرة، وبات يدرك تجنب استفزاز أعدائه الذين دَّفعوه ثمن ثقته بحلفائه، فاختار أن يقدم التجارة ويؤجل السياسة، لذلك اختار أن ينصاع للقيصر، بانتظار أن يتبين الخيط الأبيض من الأسود، مساء 8 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في واشنطن.

ولكن في إسطنبول، التي حرد الرئيس الإيراني عن حضور قمتها للطاقة، لمس القيصر صعوبة موقفه الإقليمي، فهو عالق بين الدهاء العثماني والخبث الفارسي؛ الأول يريد شراكة مصالح ومنافع مستفيًدا من حاجة الروس إليه كممر إلزامي لنقل الطاقة إلى الأسواق العالمية، بينما يعلم الثاني أنه لا غنى عنه، فهو الحليف الواضح والصريح في سوريا، والشريك الذي وفر على موسكو إرسال جنودها. وتزداد حيرة بوتين بين التركي الذي قرر أن لاُيلدغ من جحر أوباما السوري مرتين، والإيراني الذي لم يزل ينتظر إشارة واضحة من الأميركيين، كي يحصل على ما تعجز موسكو عن تأمينه له، حيث تفتقد موسكو القدرة على إرضاء الطرفين، مما يضعها في دائرة صراع المصالح والمنافع المتفاقم بين الجانبين التركي والإيراني، الذي يحاول
بشتى السبل البحث عن ممرات أخرى لتصدير الطاقة، تجنب بلاده الابتزاز التركي وتؤمن له المزيد من الاستقلالية في قراراته الاقتصادية.

عليه، بات بوتين العالق على أبواب حلب بأمّس الحاجة إلى إعادة التوازن لعلاقاته الاستراتيجية في المنطقة عبر تركيا، وهو توازن له امتداداته داخل التركيبة الدينية والعرقية للمسلمين الروس، الذين لن يستطيع أحد ضبط ردات فعلهم في حال أمن الطيران الروسي الغطاء للميليشيات الإيرانية الشيعية في احتلال حلب، وله تأثيره الكبير على الأغلبية العربية السنية التي لم تَر إلا انحياًزا روسًيا لإيران، وهو توازن إذا نجح الأتراك في إيصال فكرته للروس، فإنه يجنبهم مواجهة غربية أصبحت قريبة، ستتحول إلى حرب استنزاف طويلة لن تختلف نتائجها عن الحرب الأفغانية.

الفكرة الأوضح لدى بوتين أن أنقرة أّمنت مصالحها الاقتصادية مع روسيا، وتراقب التصعيد الغربي الروسي حول سوريا دون إبداء حماس لأي طرف، فيما تقع غريمتها طهران حائرة بين حاجتها الضرورية لروسيا في سوريا، وتحملها أعباء المواجهة إن حصلت.

arabstoday

GMT 11:59 2024 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

غزة ــ لبنان: بين فك الارتباط وفصل الاشتباك

GMT 09:00 2024 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الاغتيال وضوابط الاشتباك

GMT 15:33 2023 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

لبنان على كف... نتنياهو

GMT 10:17 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

جدلية الكفاح المسلح من جنوب لبنان وإليه

GMT 17:41 2023 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

جدلية الكفاح المسلح من الداخل وإليه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا بين السكرة والفكرة روسيا بين السكرة والفكرة



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:54 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

انقطاع الهاتف والإنترنت في كوبا لمدة 90 دقيقة

GMT 21:55 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 08:30 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة لعام 2024

GMT 12:10 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار للطاولات الجانبية التابعة للأسرة في غرف النوم

GMT 12:04 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

قمة G7 ستعقد في إنجلترا خلال 11 - 13 يونيو

GMT 05:22 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

متابعة خسوف شبه ظل القمر افتراضيًا في مصر

GMT 04:53 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

وزير الأوقاف المصري يكشف عن حقيقة فتح المساجد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon