بين رجل قريب وآخر بعيد
زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان المدير الفني لمنتخب مصر السابق حسن شحاته يخضع لعملية جراحية معقدة استمرت 13 ساعة في القاهرة الجيش اللبناني يوقف 6 متورطين في الاعتداء على دورية تابعة لقوة الأمم المتحدة اليونيفيل رئيس الوزراء اللبناني يؤكد أن حزب الله وافق على اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي يحصر السلاح بيد قوات الدولة ماكرون يدين الهجوم الروسي الذي شنه ليلاً على عدة مدن في أوكرانيا وبعلن لقاء زيلينسكي وستارمر وميرز في لندن يوم الاثنين تصاعد التوتر بين طوكيو وبكين بعد تدريبات جوية صينية قرب أوكيناوا وحاملة لياونينج تعزز رسائل القوة في المحيط الهادئ مقتل 11 بينهم أطفال في حادث إطلاق نار يعمّق أزمة العنف المسلح في جنوب إفريقيا المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخر الأخبار

بين رجل قريب وآخر بعيد

بين رجل قريب وآخر بعيد

 السعودية اليوم -

بين رجل قريب وآخر بعيد

بقلم : مصطفى فحص

عندما اجتاز السوريون الهاربون من جحيم بشار الأسد، الحدود الأوروبية، استفاق الغرب على صدمة جيوسياسية دفعته إلى مراجعة مواقفه المشبوهة من الثورة السورية. في تلك اللحظة اكتشف الساسة في أوروبا أن حدود دمشق محاذية لعواصمهم، لكن اكتشافهم جاء متأخراً، فالملايين التي وصلت إلى أوروبا، إما غير راغبة في العودة إلى سوريا، وإما غير مسموح لها بالعودة أصلاً، وذلك نتيجة دخول روسيا الحرب السورية حماية لنظام الأسد، وتأمينها الغطاء السياسي والعسكري للنظام. هذا النظام تسبب في طرد أكثر من 9 ملايين سوري من مدنهم وقراهم؛ عملية وصفها الأسد بأنها جعلت المجتمع السوري أكثر تجانساً، كما أن موسكو وجدت بالنازحين السوريين المسلمين السنة فرصة تساعدها على تغذية العنصرية المتزايدة تجاه العرب والمسلمين لدى اليمين الأوروبي، وأداة في التأثير على بنية المجتمعات الأوروبية ثقافياً ودينياً، ومعاقبة للاتحاد الأوروبي على مواقفه الرافضة لمحاولات الهيمنة الروسية على بعض الدول التي كانت ضمن المنظمة الاشتراكية السابقة. ففي سوريا وجد القيصر الجديد فلاديمير بوتين الفرصة للرد على الحرب التي يخوضها الغرب بعنوان الأطلسي ضد مشروع التمدد الروسي؛ المشروع الذي تبناه بوتين وحوله إلى عقيدة سياسية ترتبط ثوابتها بمصالح الأمن القوي الروسي، والتي سميت الأوروآسيوية الجديدة، فمن خلالها تمت إعادة إنتاج العقيدة التوسعية الروسية القائمة تاريخياً على فكرة الإمبراطورية البرّية التي تُؤمن الوصول إلى المياه الدافئة. ففي منتصف أيلول 2015 ومن قاعدتي طرطوس وحميميم أعلنت موسكو أن الرجل المريض الذي ورث تقرحات المرحلة السوفياتية قد تعافى، وهو الآن الرجل الأقرب إلى المنطقة، يعود مندفعاً بشهوة تحقيق نصر سريع يمكنه من التحول إلى شريك مضارب في إعادة ترتيب خرائط المنطقة بعد ثورات الربيع العربي، والعنف والتطرف اللذين رافقا أحداثها. فقد راهن الرجل القريب، الذي يتجنب تكرار التجربة السوفياتية في تعاطيه مع دول المنطقة، على إظهار جديته في الدفاع عن حلفائه، وتعزيز حضوره، والتعامل ببراغماتية مع تناقضات المنطقة، التي قد تتحول في أي لحظة إلى كابوس يجبره على التخلي عن كثير من طموحاته، إذا قرر الرجل البعيد العودة إلى ممارسة دوره التقليدي في الشرق الأوسط، واستخدام الكثير من الأدوات التي تمنحه فرض مصالحه، إما من خلال وكلائه التاريخيين، أو عن طريق الاستنزاف الطويل الأمد لكل من يحاول الوقوف بوجهه. فمنذ مرحلة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، تمارس واشنطن سياسات عدم الغوص في تفاصيل الصراعات في المنطقة، وقامت بتنظيم وجودها وفق الأولويات القديمة المتعلقة بأمن إسرائيل، والجديدة المرتبطة بالاتفاق النووي مع إيران، دون الأخذ بعين الاعتبار مصالح شركائها التقليديين في الخليج العربي، يُضاف إليها فتور متعمد في العلاقة مع تركيا، وتخلّ مقصود عن دعم الشعوب العربية المطالبة بحريتها، خصوصاً في سوريا، الأمر الذي أظهر أن الانكفاء الأوبامي مدروس وممنهج، وفيه الكثير من إشارات التخلي الأميركي عن ثوابت واشنطن التاريخية في الشرق الأوسط. ومع وصول الجمهوري دونالد ترمب إلى البيت الأبيض لم تتراجع إدارته كلياً عن المنهجية الأوبامية في التعاطي مع قضايا المنطقة، ما عزز فكرة التعامل مع الدور الأميركي بوصفه الرجل البعيد، الذي يمارس دوراً انتقائياً محصوراً بنظام مصالحه فقط، فخضعت سوريا رغم كونها تشكل نقطة ارتكاز للأمن الجماعي العربي لتقاطع مصالحه مع روسيا، وهي سياسة يمكن تسميتها الترمبوتينية التي سمحت لموسكو بالإمساك بزمام المبادرة في سوريا، والتي انعكست مكاسب استراتيجية لطهران، التي تمارس دوراً تخريبياً ضد دول المنطقة وشعوبها، ودشنت مرحلة من العلاقات الإقليمية دفعت حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط إلى الهجرة نحو موسكو، باعتبارها العاصمة الكبرى الأكثر انخراطاً في أزمات المنطقة، وتوج هذا التوجه بقرار ترمب نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، وتقديم مزيد من الدعم للغطرسة الإسرائيلية في مواجهة قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بمصير القدس عاصمة الدولة الفلسطينية.

هاجس الجغرافيا التي لا يمكن تطويعها، الإمكانات المحدودة والتحالفات المؤقتة تسيطر على القادة الروس المسكونين بما قاله القيصر ألكسندر الثالث: «ليس لروسيا ما تعتمد عليه سوى حليفين... جيشها وأسطولها» يجعل فكرة الانكفاء والتراجع التدريجي واردة في لحظة يواجه الكرملين خطراً استراتيجياً فعلياً يشكل تهديداً على استقراره الداخلي، وهي الورقة التي يمتلكها الرجل البعيد الذي يستند إلى ثلاثية القوة المتمثلة بالاقتصاد والجيش والإمكانات التي تُعوّض بعده الجغرافي، وتحوله إلى دولة محاذية لكل دول العالم، وعليه فإن الوقائع تتطلب إعادة قراءة المشهد الإقليمي بتأنٍ شديد ومقاربة موضوعية لقدرات الرجلين على المدى البعيد، حيث ستكشف الأيام والأحداث المُقبلة من منهما الرجل المريض.

arabstoday

GMT 11:59 2024 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

غزة ــ لبنان: بين فك الارتباط وفصل الاشتباك

GMT 09:00 2024 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الاغتيال وضوابط الاشتباك

GMT 15:33 2023 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

لبنان على كف... نتنياهو

GMT 10:17 2023 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

جدلية الكفاح المسلح من جنوب لبنان وإليه

GMT 17:41 2023 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

جدلية الكفاح المسلح من الداخل وإليه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بين رجل قريب وآخر بعيد بين رجل قريب وآخر بعيد



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:54 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

انقطاع الهاتف والإنترنت في كوبا لمدة 90 دقيقة

GMT 21:55 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 08:30 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة لعام 2024

GMT 12:10 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار للطاولات الجانبية التابعة للأسرة في غرف النوم

GMT 12:04 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

قمة G7 ستعقد في إنجلترا خلال 11 - 13 يونيو

GMT 05:22 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

متابعة خسوف شبه ظل القمر افتراضيًا في مصر

GMT 04:53 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

وزير الأوقاف المصري يكشف عن حقيقة فتح المساجد

GMT 07:26 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تتقدم بخطى ثابتة

GMT 12:25 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تحتل موقع مناسب خلال هذا الشهر

GMT 13:50 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

محمد عبد الشافي يغيب عن الأهلي في مباراة الفتح

GMT 09:26 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

الاقتصاد التركي يختتم 2018 بتراجع كبير لأهم محركاته
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon