عنصرية «القوميين العرب» تجاه الجزيرة العربية
الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان
أخر الأخبار

عنصرية «القوميين العرب» تجاه الجزيرة العربية

عنصرية «القوميين العرب» تجاه الجزيرة العربية

 السعودية اليوم -

عنصرية «القوميين العرب» تجاه الجزيرة العربية

خالد الدخيل

 على رغم خطابهم الباذخ في عواطفه القومية إلا أن القوميين العرب تميزوا بشيء لافت، وهو أن لديهم مشكلة مزمنة مع الجزيرة العربية وتاريخها وأهلها. يجهلون تاريخ الجزيرة العربية، بحيث أن معرفة من يعنى منهم بهذا التاريخ تتوقف عند الصدر الأول للإسلام. وعلى رغم ذلك، بل نتيجة له، فإن رؤيتهم للجزيرة العربية وأهلها وتاريخها أنها لم ولن تعرف إلا البداوة والتخلف، بغض النظر عن مرور الزمن، وتغيّر الأجيال وحقب التاريخ. لا مكان للتاريخ في هذه الرؤية. كان أهل هذه الجزيرة، بحسب القوميين، ولا يزالون أسرى حال بداوة منذ ما قبل الإسلام، وحتى يوم الناس هذا. والأغرب في أمر القوميين أن رؤيتهم هذه ليست رؤية بحثية، أو فرضية علمية، وإنما هي موقف إثنولوجي عنصري نهائي، غير قابل للتغيير، يستخدمونه عادة في هجاء أهل الجزيرة متى ما برز معهم خلاف، أو فرض الموقف اللجوء إليه. رأينا في مقالة الأسبوع الماضي كيف وصف الكاتب المصري فهمي هويدي أهل الخليج، وتحديداً السعودية بـ «الأقزام» الذين «يتطاولون في البناء»، كناية عن صفتهم البدوية. الغريب أن هويدي يعتبر أن تطاول هؤلاء في البنيان من أسباب تراجع مصر. وهذا ليس صحيحاً. الأستاذ هويدي ليس قومياً تماماً، بل ينتمي لخطاب إسلامي يتقاطع مع القومية. له جذور قومية، وتأثر كثيراً، كما يبدو، بأستاذه الصحافي المصري الشهير محمد حسنين هيكل.

في زمننا المعاصر كان هيكل من أوائل القوميين الذين تبنوا هذه الرؤية «القومية» للجزيرة العربية. من أبرز الشواهد على ذلك تفسيره للأزمة الخطرة التي فجرها الغزو العراقي للكويت. إذ إنه اعتبر أن الغزو وما نجم عنه تعبير عن صراع بين «أهل مدن الصحراء» (أي البدو)، وأهل «مدن الحضارة». الإيحاء هنا واضح، وهو إيحاء استشراقي. فبغداد كما قال من مدن الحضارة، والكويت والرياض من مدن الصحراء. ومن الطبيعي أن تتوسع مدن الحضارة وتستولي على مدن الصحراء. وحقيقة أن مدن الصحراء هذه حبتها المصادفة الجغرافية بثروة النفط لا يغير شيئاً في المسار الطبيعي للتاريخ. هل لاحظت الإلغاء التام للبعد التاريخي والسياسي والاجتماعي لعامل النفط؟ اللافت أن هيكل كتب ذلك في وقتها في صحيفة «الصنداي تايمز» البريطانية. ثم عاد وأكد عليه بشكل غير مباشر في كتابه الذي صدر عن الأزمة ذاتها. في إطار حديثه عن المراحل الأربع التي مر بها العالم العربي، كما يراها هو. يقول عن المرحلة الثالثة، أو ما بعد حرب السويس في 1956، بالنص: «تلك كانت المرحلة التي فاضت فيها ينابيع البترول وتدفقت عوائده. ولم تكن هذه القوة المتوهجة في يد الجماهير المشتاقة للحق الاجتماعي، وإنما كانت هذه الينابيع وعوائدها تحت تصرف عناصر أخرى في الأمة. وتصادمت الثورة مع الثروة». الإيحاء في هذا الاستشهاد واضح ومباشر: الغزو العراقي للكويت امتداد للصدام نفسه بين «ثورة المدن» و«ثروة الصحراء». وهذه هي النتيجة التي سينتهي إليها تحليل هيكل. لأنه في المرحلة الرابعة «وجدت الأمة نفسها أمام الطريق المسدود». بل أصبحت كل الطرق مسدودة. الغزو بهذا المعنى لم يكن إلا مخرجاً من هذه الطرق المسدودة.

ستلاحظ أنه في النص السابق لهيكل حلت «الجماهير المشتاقة للحق الاجتماعي» محل «مدن الحضارة». والجماهير بمثل هذه الصفة لا توجد عادة إلا في مثل هذه المدن. وحلت في النص ذاته عبارة «عناصر أخرى في الأمة» محل «مدن الصحراء». «العناصر الأخرى في الأمة» هذه هي مبني للمجهول. ليس لها سمات أو معالم يمكن من خلالها التعرف عليها. وهي كذلك لأنها تستمد صفاتها وسماتها من بيئتها الصحراوية المجهولة أيضاً. هذه العناصر المجهولة التي استولت على «ثروة النفط» تقع في إطار الأمة، في مقابل «الجماهير» التي يمكن التعرف عليها مباشرة بسماتها الحضرية، ومن أهم سماتها «شوقها للحق الاجتماعي». كل هذا الكلام ما بين 1990 و1992، أي ونحن نقترب من الألفية الثالثة، وبعد تراجع الخطاب الاستشراقي، ونهاية الحقبة القومية في العالم العربي، وتهاوي المفهوم المادي المباشر للحداثة.

لم ينتبه هيكل إلى أن تقسيمه هذا يتسم بعنصرية لا تنسجم مع المفهوم القومي الذي يفترض أنه ينتمي إليه، ويعبّر عنه. بل لا ينسجم مع التحليل السياسي الذي يدّعي أنه ينطلق من هذا المفهوم. وقد قيل كثيراً أن المفهوم القومي من طبيعته أنه يجنح غالباً نحو شوفينية عنصرية. والمقصود بذلك عنصرية ضد قومية أخرى، أو عنصر قومي آخر. وقد حصل هذا بين الأوروبيين، وبين اليابانيين والكوريين، وبين الأوروبيين والشعوب الأخرى في أفريقيا وآسيا. لكن مأساة المفهوم القومي العربي أن عنصريته موجهة لأحد مكوناته، بل لأول وأهم مكون للقومية ذاتها. فالجزيرة العربية وأهلها هم المهد الأول للجنس العربي. ومن حيث أن الجزيرة هي المكان الذي ظهر فيه الإسلام، تصبح بذلك المكان الأول الذي تشكلت فيه أول أسس ثقافية مفهومية للعروبة تختلف عما كانت عليه قبل الإسلام. وبفعل الفتوحات الإسلامية التي انطلقت من الجزيرة العربية، وقبل ذلك بفعل هجرات القبائل العربية من الجزيرة، حصلت عملية تعريب المناطق المجاورة للجزيرة. وهي عملية طويلة ومعقدة، وأخذت زمناً طويلاً، قبل وبعد الإسلام. يعترف القوميون بهذا التاريخ، ويبجلون الإسلام، والفتوحات الإسلامية، والحضارة الإسلامية. لكنهم في الوقت نفسه يعتبرون أهل الجزيرة العربية خارج الإطار الحضاري، العربي والإسلامي. وفي هذا تناقض حاد يصل إلى حد الاعتراف بالشيء ونقيضه من قبل الشخص نفسه وفي اللحظة ذاتها. وهو تناقض ينم عن وعي شقي بالذات، احتقار مضمر للذات من دون وعي.

يكشف هذا الموقف «القومي» الملتبس ضحالة وتهاوي مفهوم «القومية العربية»، وأنه لم يتأسس على قواعد صلبة ومتماسكة. لا يدل على ذلك فقط المنحى العنصري تجاه السعودية والخليج. الأكثر دلالة على ذلك ما حصل بين أهل المفهوم ذاته، وتحديداً الصدام المرير في ستينات القرن الماضي بين «القومية بصيغتها الناصرية»، مع «القومية بصيغتها البعثية». وقد انتهى هذا الصدام إلى لا شيء. ما يدل على مدى فراغ المفهوم وضحالته. ثم كان هناك الصدام الدموي بين البعث العراقي من ناحية، والبعث السوري من ناحية أخرى. وهو صدام انتهى في الأخير بمفارقة صارخة، بهيمنة إيران الفارسية على كل من العراق وسورية. في العراق تحققت الهيمنة بفعل الغزو الأميركي والتواطؤ الإيراني، وإدخال الطائفية مكان القومية. أما في سورية، فقد سلم الرئيس السوري نفسه، وهو الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، زمام مستقبله لإيران لحمايته أمام ثورة شعبية انزلقت إلى حرب أهلية. المفارقة الأخرى أن هيكل، وهو منظر الناصرية، يتفهم هيمنة إيران على أحد أكبر بلدين عربيين، كان أحدهما (سورية) هو الإقليم الجنوبي لما كان يعرف بـ «الجمهورية العربية المتحدة»!

 

arabstoday

GMT 21:04 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريشته وتوقيعه

GMT 21:03 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

مرحلة الازدواج الانتقالي ودور أميركا المطلوب

GMT 20:59 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والعراق... والصعود الإسرائيلي

GMT 20:54 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

... تصنيف «الإخوان» مرة أخرى

GMT 20:49 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قرارات بشار الغريبة

GMT 20:40 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

هل تمرض الملائكة؟

GMT 20:37 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قضمة أم لا شىء من الرغيف؟!

GMT 20:31 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

حديث المعبر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عنصرية «القوميين العرب» تجاه الجزيرة العربية عنصرية «القوميين العرب» تجاه الجزيرة العربية



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon