أوروبا خائفة ونحن كذلك
الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان
أخر الأخبار

أوروبا خائفة... ونحن كذلك

أوروبا خائفة... ونحن كذلك

 السعودية اليوم -

أوروبا خائفة ونحن كذلك

جمال خاشقجي

أوروبا خائفة، قلقة، متحفزة، تبحث عن حل لأزمتها مع تنظيم «داعش»، الذي يمكن أن يضرب في أي مكان، ونحن كذلك، قلقون خائفون، فبقدر ما يهدد «داعش» أوروبا والعالم فهو يهددنا أيضاً، ومثلما انهارت لديه أخلاقيات القتال، فبات يهاجم أهدافاً رخوة، يستحيل حمايتها على مدار الساعة، فهو يفعل الشيء نفسه في عالمنا، فيستهدف المساجد. ومثلما استهدف مدنيين في «استاد دو فرانس» لأنهم صوتوا لحكومتهم فباتوا في نظره ووفق فقهه المشوه شركاء في الحرب، فقد يأتي يوم يستهدفون فيه مدنيين في استاد الجوهرة في جدة، لأن الشعب السعودي مؤيد لحكومته ضدهم. إنه المنطق الأعوج نفسه، وهي مسألة وقت، أن يتمكنوا من السلاح والمتفجرات، وأن يغفل عنهم الأمن. وعندما يتلاقى الحدثان يحصل الانفجار.

لكن بينما تخشى أوروبا «داعش» فقط، نحن نخشى أيضاً حال الفوضى والانهيار التي يعيشها عالمنا، ونخشى أن يمتد علينا قتلانا في المشرق العربي أكثر، ونستطيع أن نرسم بصورهم أكثر من لوحة مثلما فعل الإعلام الفرنسي بصور قتلى اعتداءات باريس. قتلانا أكثر وقاتلوهم أكثر تنوعاً، ولا يقتصرون على «داعش» فقط، وإنما يشمل طابورهم أنظمة وجيوش الاستبداد التي يزعم «داعش» أنه خرج للانتقام منها. قوائم قتلانا لا تتوقف، وتزداد بوتيرة أسرع. تثير فينا الخوف من المستقبل، وكثيراً من الحزن، لكنها وقود للمتطرفين منا، يجندون بها الأنصار الجدد تحت لافتة الانتقام للشهداء.

لذلك يجب أن يكون هناك تحالف أوروبي مع دول المنطقة، ليس فقط للحرب على «داعش»، وإنما للحرب على حال الفوضى السائدة التي ستستمر في إفراز المزيد من «داعش» ما لم نوقفها.

لكن أوروبا، وتحديداً الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، لا تزال تركز على العدو الظاهر المباشر تنظيم «داعش»، بخلاياه المنتشرة في أوروبا، ومقره في الرقة. تقصفه، تقتل بعضاً من رجال التنظيم المتوحشين، ومعهم بعضاً من المدنيين، فينشر «داعش» صور المدنيين، ويزداد الغضب.

يتمنى هولاند لو نحّت الولايات المتحدة وروسيا خلافاتهما واتحدتا لمواجهة التنظيم. من الواضح أنه، وتحت وقع صدمة الاعتداءات، يميل إلى التفسير الروسي للأزمة «حاربوا داعش»، لذلك هناك حاجة إلى مقاربة أخرى أوسع وأشمل، تقوم على محاربة الأسباب المنتجة لها، وهي ليست مجرد خطاب متطرف يمكن معالجته بإلغاء منهج دراسي أو منع «داعية» من زيارة فرنسا، ولا حتى بغارة تقضي على «الخليفة» البغدادي نفسه. بالتأكيد سيوفر ذلك مانشيتاً رائعاً للصحف الفرنسية، تعقبه كلمة لهولاند يلوح فيها بيده ويقول: «انتصرنا»، لكن «داعش» ليس البغدادي، فلديهم مخزون جيد من الرجال الملتحين الذين يحفظون بعضاً من القرآن والأحاديث النبوية، فيصعد أحدهم إلى المنبر ويعلن نفسه خليفة الخليفة وسط تهليل وتكبير أنصاره.

إنها حال الفوضى والفشل والانهيار السياسي والمجتمعي الذي يعيشه المشرق العربي ممتداً غرباً حتى ليبيا. إنه نتاج نظام بشار الأسد الذي يقتل شعبه منذ أربعة أعوام، والذي أعلن هولاند غير مرة أنه فقد شرعيته، ولكن لم يوقفه عند حده. إنها براميله المتفجرة التي تسقط على السوريين في أسواقهم وأحيائهم. إنها الميليشيات الطائفية الآتية من خارج سورية لتقاتل أبناء الغالبية الرافضة لحكم الأقلية. إنها مخاوف سُنّة العراق من أن تتمدد حكومة بغداد الطائفية وحشدها الشعبي المتطرف للسيطرة على مناطقهم فتهينهم وتعتدي عليهم. إنها المعتقلات التي تضم عشرات الآلاف، وإلغاء الحقوق المدنية، وإطلاق الرصاص على المتظاهرين السلميين. إنه كذب الإعلام وتحويل القضاء من ملجأ للمظلومين إلى أداة للاستبداد والقهر. إنها باختصار مصادرة آمال الشعوب العربية التي انتفضت في ربيعها قبل أربع سنوات تريد ديموقراطية وعدالة وعيشاً كريماً.

نعم، «داعش» لا يريد ديموقراطية ولا حريات، لكنه البديل للغاضبين الباحثين عن «الحكم الراشد»، فتوهموه فيه بعدما غلقت عليهم البدائل الأخرى، واقتصرت خياراتهم ما بين المستبد أو المعتقل أو الهجرة إلى أوروبا على قارب موت. لكنه لا يستحق أن يكون الخيار المتبقي للعربي المسلم. إنها فكرة مقيتة ستبقى معنا في مختلف تشكلاتها «السلفية الجهادية»، لكن لا يجوز أن تنتشر بهذه القوة وتحظى بكل هذه الجاذبية.

لقد صنعت أوروبا المشرق العربي الحديث قبل 100 عام، وها هو ينهار الآن، وحان الوقت لأن تعود إليه لتشارك القوى القادرة فيه على إصلاحه، ليس لأنها مسؤولة عنه فهي لم تعد كذلك، وليس شوقاً لزمانها الإمبريالي، وإنما لأن المشرق هو من يعود إليها، إرهاباً ولاجئين.

في المشرق العربي توجد قوتان قادرتان على إحداث الإصلاح الشامل المطلوب، هما السعودية وتركيا. لكنهما تعانيان من «التردد الأميركي» مثل أوروبا. وسيكون تشكيل تحالف بين هذه القوى الثلاث كفيلاً بحسم تردد أميركا وجلبها إلى خطة عالمية لاستئصال «داعش»، تبدأ بقراءة صحيحة للتاريخ وتقوم على احترام رغبة الشعوب بالحرية والأمن والمشاركة السياسية، ما يعني عدم حماية نظام أقلية مستبد كنظام بشار الأسد، ومساعدة الشعب السوري في تشكيل حكومة وطنية، يكون رجالها هم القوى الكفيلة بالقضاء على «داعش» من دون الحاجة إلى إرسال جنود فرنسيين أو أوروبيين للقتال هناك، وهم بالتأكيد لا يريدون ذلك، ما يوفر على فرنسا كلفة غارات جوية على معاقل «داعش» لا تنهيها، وإنما قد توقع قتلى أبرياء يستخدم مأساتهم التنظيم وقوداً لدورة عنف أخرى في شوارع باريس.

دعت السعودية إلى حكم ديموقراطي وانتخابات في سورية. تعلم المملكة أن بلداً تعددياً ثار شعبه من أجل الحرية، لن يقبل بحكومة إسلامية سلفية مثلما تدعو بعض الفصائل هناك، ولا حكم أقلية طائفي ومستبد مثلما تريد إيران وروسيا. كلاهما وصفة لحال عدم استقرار، إذ سترفض بقية مكونات الشعب أي رؤية فئوية ضيقة، والحل في حكومة تعددية ديموقراطية يجد الجميع مكاناً فيها.

رؤية المملكة وأوروبا متشابهة حيال الأزمة السورية، لكن ينقصها اتخاذ القرار والبدء بتنفيذه، والتحرر من التردد الأميركي. لكن يجب أن يدرك الأوروبيون أن عدونا وعدوهم الحقيقي ليس «داعش» فقط، وإنما حال الفوضى والسقوط في المشرق العربي.

arabstoday

GMT 21:04 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريشته وتوقيعه

GMT 21:03 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

مرحلة الازدواج الانتقالي ودور أميركا المطلوب

GMT 20:59 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والعراق... والصعود الإسرائيلي

GMT 20:54 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

... تصنيف «الإخوان» مرة أخرى

GMT 20:49 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قرارات بشار الغريبة

GMT 20:40 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

هل تمرض الملائكة؟

GMT 20:37 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

قضمة أم لا شىء من الرغيف؟!

GMT 20:31 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

حديث المعبر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوروبا خائفة ونحن كذلك أوروبا خائفة ونحن كذلك



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon