هل تصنع المقاربات الأخلاقية الطريق للتغيير
حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني روبيو يؤكد أن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات حاسمة رداً على الانتهاكات التي يتعرض لها المسيحـيون في نيجيريا ودول أخرى دونالد ترامب يمنح عفواً غير مشروط لنائب ديمقراطي وزوجته يواجهان إتهامات جنائية الكنيست الإسرائيلي يصادق على مقترح لابيد لتبني “خطة العشرين” بشأن قطاع غزة
أخر الأخبار

هل تصنع المقاربات الأخلاقية الطريق للتغيير؟

هل تصنع المقاربات الأخلاقية الطريق للتغيير؟

 السعودية اليوم -

هل تصنع المقاربات الأخلاقية الطريق للتغيير

بقلم - رضوان السيد

اشتهر الأميركيون ومن ورائهم البريطانيون بالقيام بمراجعاتٍ نقديةٍ لمشروعاتهم السياسية والاستراتيجية الكبرى. وقد قرأت في الأيام القليلة الماضية كتابين ضخمين من هذا النوع. الاستعمار، تأملات أخلاقية للأستاذ المشهور نيغيل بيغار - وأزمة الديمقراطية الرأسمالية للأستاذ المشهور أيضاً مارتن وولف. يعتبر بيغار أنّ الاستعمار كان داءً قاتلاً في جسد الرأسمالية وروحها؛ بينما يذهب وولف إلى أنّ الرأسمالية لا يمكن أن تكون أو تظلّ ديمقراطية. وكلا الباحثَين يعتبر الأزمات المعاصرة والهائلة أوفى الأدلّة والشواهد على السقوط الأخلاقي للظاهرة الرأسمالية الكبيرة. والذي يصل إليه الكاتبان أنّ الإنقاذ غير ممكن أو الخلاص غير ممكن للبشرية إلاّ بالتخلّي أو التعديل الجذري، وليس باسم الأخلاق فقط؛ بل وباسم الاقتصاد الكلي أيضاً.   

في هاتين المقاربتين يسود تشاؤم قاسٍ، إمّا استناداً إلى الماضي أو استناداً إلى الحاضر. والواقع أنّ السوداوية هذه لا تقتصر على دراسةٍ أو دراستين، بل صارت شاملةً لكثرة التمارين التي يقوم بها ويجرؤ عليها اقتصاديون مشهورون من الحاصلين على جوائز نوبل وتارة باسم المقاييس الاقتصادية، وطوراً باسم المقاييس الأخلاقية. وفي سائر المحاولات اليائسة هذه والتأملات لمصائر العالم، يجري الربط بتوقعات انهيار النظام العالمي الأميركي الذي ساد القرن العشرين وما بعد، وتارةً لصالح انتصار البديل الصيني، وطوراً ليس لصالح أي طرف، باعتبار انتشار الداء واستعلائِه على إمكانات المعالجة أو الإصلاح. فالبدائل غير موجودة أو أنها غير صالحةٍ أو متصوَّرة؛ لأنّ طبيعة النظام الرأسمالي واحدة في الصين كما في أميركا!

بيد أنّ الداء الكبير المرتبط بالأخلاق ما كان تشخيصه على هذا النحو البائس أو الإجرامي في بدايات القرن العشرين ونهاياته. فهناك الرؤية الكبيرة للسوسيولوجي الألماني ماكس فيبر (1864-1920) والتي تحدثت عن رأسماليةٍ أخلاقية صنعتها الأخلاق البروتستانتية، الكامنة في روح الرأسمالية منذ تبلورها وصيرورتها ظاهرةً عالميةً في القرن الثامن عشر وما بعد. ورغم شذوذاتها، فإنّ ضابطها «العقل العلمي» الذي يحسب حساباً لكل شيء، ويحول دون التمادي كما يحول دون السقوط. وفي الثلث الأخير من القرن العشرين، جاء مشروع جون راولز (توفي 2002) في كتابيه: نظرية العدالة (1971) والليبرالية السياسية. ما كان راولز هيغلياً، ومع ذلك فقد اعتبر المشروع الليبرالي الدولتي ممتلكاً لإمكاناتٍ لا تتناهى في المقدرة على إحقاق العدالة، ومرةً أخرى بعقل النخبة والجمهور والإرادات الحرة لكن العاقلة. كلام ماكس فيبر نوقش على مدى عقود، وظلَّ سلاح النُخَب في مواجهة الماركسيين. أما كلام راولز فقد نوقش في مئات سجالات الأخذ والرد ولا يزال. ماكس فيبر بدأ بالأخلاق، وجون راولز انتهى إليها. بيد أنّ النظام الرأسمالي العالمي سار في مساراتٍ أُخرى إن لم تبتعد عن أخلاق العدالة والإنصاف في نظر راولز فإنها لم تلتزمْ بها!

كان اللاهوتي الكاثوليكي هانس كينغ يقول لنا في دروسه بجامعة توبنغن (1972 - 1973): عندما يكون النظام السياسي ناجحاً بمقاييسه هو فإنه لا يتحدث عن الأخلاق، لكنه يلجأ إليها عندما يُحسُّ بالفشل! وكان يومها متأثراً بحدثين: ثورات الطلاب عام 1968 والحرب الفيتنامية. لكنه، أي هانس كينغ، عاد في مطالع التسعينات من القرن الماضي لإطلاق مشروعه حول الأخلاق العالمية. والأخلاق العالمية عنده ناجمة عن معادلة أو قضية منطقية ذات ثلاث حلقات: لا سلام في العالم إلاّ بالسلام بين الأديان، ولا سلام بين الأديان إلاّ بالتوافق على أخلاقٍ عالمية؛ ولذلك فإنّ الإجماع الأخلاقي هذا يصبح ضرورةً وجوديةً لبقاء البشرية. وما كان هانس كينغ من القائلين بعودة الدين، فالذي عاد هي الأصوليات، أي الجانب الصلب الذي يزعم أنه من الدين، أما الدين في روحه فهو قوةٌ ناعمةٌ (أحِبَّ لأخيك ما تحبه لنفسك). كان اعتماد كينغ على كبار رجال الدين في الديانات الخمس. بيد أن المقاربة الأخلاقية لمشكلات السلام والعدالة في العالم ما اقتصرت على كينغ، بل صارت تياراً فلسفياً لدى ريكور ولفيناس ويوناس وتشارلز تايلور (هو الوحيد الباقي على قيد الحياة من بينهم). وهؤلاء جميعاُ يمكن القول إنهم كانوا من أعداء الرأسمالية؛ بل إنّ بعضهم تحدث عن الإمبريالية السياسية والثقافية. إنما إلى جانب الفلاسفة الذين فارقوا البنيويات وتيارات القطيعة الفرنسية، شبَّ عن الطَوق تيار النقد الاستعماري الذي بدأه إدوارد سعيد في الاستشراق والثقافة والإمبريالية، باسم العودة إلى قيم التنوير التي خانها الغرب، ثم تطور إلى دراسات التابع subaltern التي ذهبت إلى أنّ مشكلة العالم هي في قيم التنوير بالذات! في حين راح الفلاسفة واللاهوتيون يقومون ببحوثٍ تأويليةٍ للجمع أو التوليف بين القيم الدينية والإعلان العلماني العالمي لحقوق الإنسان.

البابا فرنسيس اعتبر وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقّعها مع شيخ الأزهر بأبوظبي عام 2019 الذروة فيما يمكن بلوغه لجهة المقاربة الدينية لمشكلات البشرية. وقد صارت ذكراها (4 فبراير/شباط) يوماً عالمياً للحوار والأخوة تحتفي به الأمم المتحدة.

لماذا هذا الكلام الطويل عن المقاربة الأخلاقية لمشكلات العالم، والتي لجأ إليها الفلاسفة وعلماء الاقتصاد والسياسة أيضاً؟ لأنّ العالم ليس بخيرٍ بالفعل لا لجهة الاقتصاد ولا لجهة الإدارة الاستراتيجية. نيل فيرغسون المؤرخ والكاتب السياسي المعروف والذي رحّب بكتاب وولف القاسي، عاد ليقول إنّ جون راولز كان محقاً في قوله إنّ الدولة مسؤولة عن العدالة، وليست مسؤولةً عن «الخير»، وأهل الخير ينبغي أن يقوموا بعملهم، لكنهم لا يستطيعون إصلاح النظام السياسي، ولا التأثير في الإدارة الدولية (!). فلماذا إذن هذا النقد تارةً باسم الاستراتيجية وطوراً باسم الأخلاق؟ الأخلاق يلجأ إليها أيضاً جماعة «بريكس» عندما يدعون إلى نظامٍ عالمي عادل، يرونه في التعددية القطبية والتحرر من الهيمنة الأميركية. وهنا لا تنطرح المقاربة الأخلاقية حقاً والتي يعيرون الأميركيين بها. فهل تستطيع المقاربة الأخلاقية فتح الطريق على التغيير؟ لا يبدو أنّ ذلك حاصل، رغم أنّ البابا فرنسيس يريدها أن تكون جسراً فقط بين التحليل الاقتصادي والإلزام الأخلاقي.

arabstoday

GMT 00:59 2025 الخميس ,04 كانون الأول / ديسمبر

البابا ليو: تعلموا من لبنان!

GMT 14:20 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أصل القصة في لبنان

GMT 14:18 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا لا ترد حماس وحزب الله على العدوان؟!

GMT 14:15 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتخب مصر بطل دورة سوريا

GMT 14:12 2025 الجمعة ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الإخوان بين البراجماتية الأمريكية والميوعة الأوروبية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تصنع المقاربات الأخلاقية الطريق للتغيير هل تصنع المقاربات الأخلاقية الطريق للتغيير



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 06:04 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 08:54 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 00:08 2017 الثلاثاء ,22 آب / أغسطس

"مهيبر جرح" أغرب الفنادق في الهند يجذب الزوار

GMT 18:31 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 10:22 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تكشف عن أفضل الفوائد لمشروب "الشمر"

GMT 16:31 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

مقتل 8 أشخاص وجرح العشرات جراء حريق هائل في باريس

GMT 12:43 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"اليوفي" يشكر "بنعطية" والأخير يرد برسالة عاطفية

GMT 21:47 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

المنتج الحاج يطرح أغنية "الليلة دي" لـ" لؤي" على " يوتيوب

GMT 20:36 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

تعليم نجران ينفذ دورة في برنامج "راسل" الإلكتروني

GMT 00:57 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

جامعة الإمام تنظم "مؤتمر التعريب" الشهر القادم

GMT 17:51 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

نادي الفتح يتعاقد مع حمزي لمدة 3 مواسم

GMT 14:05 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

الحارس ياسر المسيليم على رادار النصر السعودي

GMT 10:41 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

طريقة إعداد فطيرة التين باللوز المحمص

GMT 06:28 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

"الراديو 9090" يهدى درع الراديو للمفكر الحبيب على الجفري

GMT 10:20 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أويحي يربط ترشحه لرئاسيات 2019 بعدم تقدم بوتفليقة

GMT 22:19 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

نجم الغولف تايغر وودز يعود إلى الملاعب الشهر المقبل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon