الفاشر ترد على سرديات «الدعم السريع»
زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان المدير الفني لمنتخب مصر السابق حسن شحاته يخضع لعملية جراحية معقدة استمرت 13 ساعة في القاهرة الجيش اللبناني يوقف 6 متورطين في الاعتداء على دورية تابعة لقوة الأمم المتحدة اليونيفيل رئيس الوزراء اللبناني يؤكد أن حزب الله وافق على اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي يحصر السلاح بيد قوات الدولة ماكرون يدين الهجوم الروسي الذي شنه ليلاً على عدة مدن في أوكرانيا وبعلن لقاء زيلينسكي وستارمر وميرز في لندن يوم الاثنين تصاعد التوتر بين طوكيو وبكين بعد تدريبات جوية صينية قرب أوكيناوا وحاملة لياونينج تعزز رسائل القوة في المحيط الهادئ مقتل 11 بينهم أطفال في حادث إطلاق نار يعمّق أزمة العنف المسلح في جنوب إفريقيا المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية
أخر الأخبار

الفاشر ترد على سرديات «الدعم السريع»!

الفاشر ترد على سرديات «الدعم السريع»!

 السعودية اليوم -

الفاشر ترد على سرديات «الدعم السريع»

عثمان ميرغني
بقلم: عثمان ميرغني

إبان هذه الحرب وقعت العديد من المذابح والانتهاكات، التي هزّت السودانيين وأثارت غضبهم إزاء ما يتعرض له بلدهم الذي يمر بمعاناة غير مسبوقة قوبلت في كثير من الأحيان بالصمت واللامبالاة من المجتمع الدولي. لكن مذابح الفاشر وقصص المآسي والمعاناة التي شاهد أو سمع العالم جزءاً منها، كانت كافية لتحريك الضمير العالمي، ولو إلى حين، لأن التجارب تنبئنا دائماً بأن ذاكرة العالم في معظم الأحيان ضعيفة وقصيرة، كما أن لعبة المصالح كثيراً ما تطغى على الأحداث وتدفعها في مسارات مختلفة.

في خضم صحوة الضمير العالمي، وعلى الرغم من قوة الأدلة الفاضحة والدامغة، تجد أن هناك مَن يحاول التشكيك في روايات الضحايا، أو يبث دعايات لقلب الحقائق، فليس غريباً أن يسعى القاتل إلى محاولة طمس آثار الجريمة، للإفلات من المحاسبة. وقد بات السودان بلا شك مسرحاً لحرب إعلامية ونفسية شرسة، تستخدم فيها كل الأدوات والقدرات، للتضليل، أو لبث الإحباط وروح الهزيمة.

بعد الصور المروعة الملتقطة بالأقمار الاصطناعية، التي نشرها مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل الأميركية، وأظهرت مناظر الدماء التي لوّنت التربة، والجثث الملقاة في مجمع المستشفى السعودي بالفاشر، وآثار حفر المقابر الجماعية، حاول البعض استخدام صورة وحيدة «مدسوسة» ملتقطة بالأقمار الاصطناعية أيضاً لكنها قديمة، للتشكيك أو إثارة بلبلة حول كل الصور الأخرى الموثقة.

كانت هناك صور أخرى قليلة من أماكن أو دول غير السودان نشرها «مجهولون» زعموا أنها لضحايا في الفاشر، واستخدمت أيضاً ضمن حملة التشويش على مأساة المدينة. لكن قوة الأدلة التي جاءت من جهات مختلفة، كانت كافية لجعل أصوات المشككين أضعف من أن تغطي على حجم الجرائم والمذابح التي حركت العالم.

إضافة إلى الأدلة المتتابعة التي نشرها فريق جامعة ييل من خلال تحليل صور الأقمار الاصطناعية، والتي لم تُظهر الجثث والدماء والمقابر الجماعية فحسب، بل أكدت التصميم على ارتكاب المذابح، إذ أغلق مسلحو «الدعم السريع» الأزقة بسيارات الدفع الرباعي المزودة بالمدافع والرشاشات، بينما كان آخرون ينفذون عمليات القتل من منزل إلى منزل، ويحرقون المنازل بل والجثث لطمس معالم الجريمة.

وسائل إعلام دولية أخرى قامت بتحليل الصور ومقاطع الفيديو والتحقق من صحتها، وكلها تثبت حجم المذابح التي ارتكبت والتي لن تمحوها تقارير وحملات «العلاقات العامة» التي تحاول التشكيك أو نقل صورة مغايرة لواقع المأساة التي شهدتها المدينة. المفارقة أن مسلحي «الدعم السريع» وثقوا كثيراً من جرائمهم بأنفسهم وبثوها في وسائل التواصل الاجتماعي للتباهي بما اقترفوه.

سجلُ «قوات الدعم السريع» يشهد عليها، سواء في الخرطوم أو الجزيرة أو كردفان، ولكن بشكل خاص في دارفور ذاتها التي يدعون تمثيلها والحديث باسمها واسم «أهل الهامش». وليس بعيداً عن الذاكرة الإبادة الجماعية بحق عرقية المساليت عقب سيطرة «الدعم السريع» على مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، بعد فترة قصيرة من اندلاع الحرب في عام 2023، إذ نفذت عمليات بشعة قُتل فيها نحو 16 ألفاً من المساليت من بينهم الوالي خميس أبكر الذي تم التمثيل بجثته في مشاهد مروعة وثقتها مقاطع فيديوهات بثتها عناصر الميليشيا.

الفاشر ترد اليوم لا من خلال شهادات الناجين التي تروي قصصاً مفزعة عن الجرائم التي ارتكبت - من قتل المرضى والحوامل والطواقم الطبية في المستشفى الوحيد الذي كان لا يزال يعمل، إلى الإعدامات الفورية على الهوية العرقية، والاغتصابات الجماعية للنساء والقاصرات، وحتى ابتزاز أهالي المحتجزين لدفع فدى باهظة للإفراج عنهم، وإلا قتلوا أمام كاميرات الهواتف... الفاشر ترد أيضاً عبر رسالة أخرى قوية تستحق وقفة: فالهاربون من المدينة لم يلجأوا إلى حواضر دارفور الأخرى مثل نيالا وزالنجي والضعين، بل قطعوا مسيرة شاقة استمرت 10 أيام، حسب شهادات بعضهم، لكي يصلوا إلى مدينة الدبة في الولاية الشمالية بحثاً عن الأمان والطمأنينة. لم يذهبوا إلى كنف حكومة «تأسيس» المتوهمة التي أعلنتها «قوات الدعم السريع» وحلفاؤها، بل أتوا إلى حضن «دولة 56» التي تدعي الميليشيا أنها تقاتل لاقتلاعها، وتقاطروا على الشريط النيلي الذي تتوعده «الدعم السريع» بمحاولة اجتياحه وإبادة أهله، ووجدوا الأمان تحت كنف الجيش الذي تريد الميليشيا وأنصارها تفكيكه لكي يواجه السودان مصير دول أخرى وقعت في فخ الفوضى، أو يُدفع نحو التقسيم مجدداً.

وسط دموعها المنهمرة خاطبت إحدى الناجيات قيادات من الجيش والقوات المشتركة جاءوا لتفقد الواصلين إلى الدبة من الفاشر، قائلة: «نحن لم نذق إحساس النوم على أسرّة منذ شهور طويلة، ولا يهمنا أن ننام عليها هنا اليوم... ما يهمنا هو أن تنقذوا من تركناهم وراءنا».

إنقاذهم ليس من فصيل مسلح فحسب، بل من أي تهديد لكيان الوطن. فالفاشر اليوم لا تتحدث عن نفسها وحدها، بل تذكّر السودانيين جميعاً بأن بقاء الدولة ومؤسساتها هو خط الدفاع الأخير عن إنسانيتهم.

arabstoday

GMT 22:20 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

تاج من قمامة

GMT 22:18 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

(أوراقى ١٣)... قبلة من أم كلثوم !!

GMT 22:10 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

هل ستنقرض المكتبات؟

GMT 22:06 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

أزمة فنزويلا وفتنة «الضربة المزدوجة»

GMT 22:04 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

العراق والخطأ الذي كان صواباً!

GMT 19:12 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

نهاية أبوشباب تليق به

GMT 19:09 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

زيارة لواحة سيوة!

GMT 19:05 2025 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

ذئب التربية والتعليم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفاشر ترد على سرديات «الدعم السريع» الفاشر ترد على سرديات «الدعم السريع»



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:54 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

انقطاع الهاتف والإنترنت في كوبا لمدة 90 دقيقة

GMT 21:55 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 08:30 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة لعام 2024

GMT 12:10 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار للطاولات الجانبية التابعة للأسرة في غرف النوم

GMT 12:04 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

قمة G7 ستعقد في إنجلترا خلال 11 - 13 يونيو

GMT 05:22 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

متابعة خسوف شبه ظل القمر افتراضيًا في مصر

GMT 04:53 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

وزير الأوقاف المصري يكشف عن حقيقة فتح المساجد

GMT 07:26 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تتقدم بخطى ثابتة

GMT 12:25 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تحتل موقع مناسب خلال هذا الشهر

GMT 13:50 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

محمد عبد الشافي يغيب عن الأهلي في مباراة الفتح

GMT 09:26 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

الاقتصاد التركي يختتم 2018 بتراجع كبير لأهم محركاته
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon