الإسلام السياسي الغائب الحاضر
المحكمة الجنائية الدولية تعتبر عقد جلسات الاستماع لنتنياهو أو بوتين في غيابهم ممكناً إنفانتينو يسلم ترمب جائزة فيفا للسلام قبل قرعة المونديال الاتحاد الأوروبي يفرض غرامة 120 مليون يورو على «إكس» لمخالفته قانون الخدمات الرقمية حماس تتهم الإحتلال الإسرائيلي بقتل ثلاثة أسرى وتطالب بتحرك دولي عاجل لكشف مصير المختفين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات داخل السجون إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 70ألفاً و125 شهيداً أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 رئيس الاتحاد الكويتي للإنتاج الفني يُعلن أن صحة حياة الفهد غير مستقرة إسرائيل تقتل مئات التماسيح في مزرعة بالأغوار خشية استخدامها في هجوم تخريبي وسائل إعلام إسرائيلية تؤكد مقتل ياسر أبو شباب في رفح السلطات اليونانية تعلن حالة تأهب قصوى مع منخفض بايرون وتسع مناطق بما فيها أثينا تتابع الوضع ضربة إسرائيلية بطائرة مسيرة واشتباكات واسعة في ريف دمشق تتسبب في قتلى وجرحى وتصعيد ميداني
أخر الأخبار

الإسلام السياسي الغائب الحاضر

الإسلام السياسي الغائب الحاضر

 السعودية اليوم -

الإسلام السياسي الغائب الحاضر

بقلم - عبد الرحمن شلقم

الأستاذ رشيد الخيون، الباحث المؤرخ لا يتوقف عن الإبحار في التاريخ الإسلامي، ببرزخيه السني والشيعي. نشر في سنة 2021، في «مركز المسبار للدراسات والبحوث»، كتاباً بعنوان «الخلافة التركية والولاية الإيرانية». في هذا الكتاب تناول رشيد الخيون، حركتي الإسلام السياسي بجناحيها السني والشيعي. في هذا البحث الزاخر بالمراجع التاريخية والدينية، قام بتأصيل بدايات ظاهرة توظيف المعتقد الديني في النشاط السياسي.

تعرّضت البلدان الإسلامية للاستعمار الغربي مبكراً على يد الدول الغربية. ضعف الدولة العثمانية التي كانت تجمع بلداناً إسلامية كثيرة تحت رايتها، دفع قوى وطنية للبحث عن درع تجمع بين الدين والسياسة، لمواجهة التغول الاستعماري الغربي. الدول الغربية تبنت نظاماً سياسياً لها، رئاسياً أو برلمانياً أو ملكياً. سؤال نوع النظام السياسي الذي يطمح له المسلمون، بعيداً عن تبنى أو استيراد ما أبدعه الغرب، دفع بعض النخب في البلدان الإسلامية إلى تأسيس حركات سياسية دينية، تستل من العقيدة والتاريخ، أفكاراً تبنى بها كيانات تحقق لها الاستقلال والوحدة، بعيداً عن الهيمنة الاستعمارية الغربية. في بحثه الموسع، عرض الأستاذ رشيد الخيون، مسيرة طويلة عاشها العالم الإسلامي بجناحيه السني والشيعي.

في الجناح السني، كان نظام الخلافة، هو الشكل السياسي الذي رأى فيه الناشطون السياسيون والفقهاء، الذي يجمع المسلمين في كيان سياسي واحد، قادراً على مواجهة الأعداء والحفاظ على الهوية الإسلامية. في الوقت ذاته شهدت المنطقة حركات لها تكوين صوفي، تبنت مقاومة الاستعمار الغربي، مع الولاء لدولة الخلافة العثمانية. بعد نهاية دولة الخلافة عقب الحرب العالمية الأولى، وولادة نظام جمهوري في تركيا، تغيرت الخيارات والمسارات.

بعد نهاية دولة الخلافة العثمانية، نشط الإسلام السياسي السني ممثلاً في «الإخوان المسلمين»؛ بهدف إعادة دولة الخلافة. يكتب الخيون في بحثه: من الفائدة التذكير بحركة كانت نشأتها لها علاقة بضعف الدولة العثمانية، ويمكن اعتبارها هي رائدة الإسلام السياسي، وأن «الإخوان المسلمين» قاموا بتقليدها بالاسم وبالتنظيم، ألا وهي الحركة السنوسية، ولكنها لم تواصل نشاطها، وتحولت طريقة صوفية، باتت لا تهتم بالسياسة؛ لذا ملأ «الإخوان» الفراغ. ويضيف الخيون: ظهرت طلائعها الأولى كطريقة صوفية، مختلفة عن بقية الطرق بمكة سنة 1837، حيث درس مؤسسها محمد بن علي السنوسي (1778ـ 1859)، ثم بليبيا 1843، وكان دافع ابن السنوسي لتأسيسها ضعف الدولة العثمانية، واتخاذها طريقاً أخرى غير ما يتمناها السنوسي للخلافة الإسلامية. قدم الدكتور رشيد الخيون في كتابه «الخلافة التركية والولاية الإيرانية»، عرضاً مختصراً عن تطور الحركة السنوسية التي اعتبرها التنظيم السياسي الديني الأول في العالم الإسلامي، وأن حركة «الإخوان المسلمين» التي جاءت بعدها في مصر، أخذت منها الاسم والتنظيم. فقد عرفت الحركة السنوسية بـ«الإخوان السنوسيين» وهو اسمها الرسمي. عملت على تنظيم القبائل الصحراوية بليبيا، وجعلت لكل مدينة تنجح الدعوة بها زاوية، وسعت أن تكون عالمية، حيث يوجد الإسلام، وأخذت على عاتقها دعوة القبائل غير الدينية الأفريقية، والتي عرفت بالوثنية إلى الإسلام. ثم وقفت حركة «الإخوان السنوسيين» ضد الاحتلال الإيطالي لليبيا.

في الحقيقة، بدأت حركة «الإخوان السنوسيين»، حركة إصلاحية دينية غير سياسية أو صوفية. فقد ألّف الشيخ محمد بن علي السنوسي الخطابي المستغانمي كتاب، «إيقاظ الوسنان بالعمل بالحديث والقرآن». في طريقه إلى مصر والحجاز، عرف ليبيا حيث لقي استقبالاً من أعيانها. تبنَّت الحركة السنوسية الدعوة للإسلام في أفريقيا، ثم قادت مقاومة الاستعمار في بعض مناطق أفريقيا، وبعد ذلك في ليبيا. قدمت الحركة منهجاً في الإنتاج والعلم والجهاد. فكانت حركة أسست لنموذج في الحياة بكل جوانبها. أسهب الدكتور رشيد الخيون في ربط حركة «الإخوان» المصريين التي تأسست بمصر سنة 1928، بحركة «الإخوان السنوسيين». لكن حركة «الإخوان السنوسيين»، لم تهدف عند انطلاقها إلى الوصول إلى السلطة، بل كانت حركة إصلاح ديني.

السياسة والدين والتاريخ، والمتغيرات الإقليمية والدولية، محركات لا يتوقف فعلها في مجريات الحياة الإنسانية. استدعاء الماضي بكل ما كان فيه أو جزء منه، يتم في حالات الاضطرابات السياسية، والطموحات السلطوية. المهدي المنتظر يشترك في اللجوء إليه بعض من السنة وكذلك الشيعة. لقد ظهرت الحركة المهدية في السودان، وأعلن محمد أحمد المهدي أنه المهدي المنتظر، وأنه من سلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وعُرف أتباعه بـ«أنصار الله»، وبعدها ظهر حزب «الأمة السوداني» في سنة 1945 أسسه الصديق بن عبد الرحمن المهدي. أقامت المهدية دولة السودان لردح من الزمان، وقد أشير لصاحبها بأنَّه صاحب الزمان، مع أنه من أهل السنة. لم يخفِ «أنصار الله المهديون» في السودان تأثرهم بالحركة السنوسية التي جمعت بين السياسة والتصوف، والصادق المهدي، حفيد المهدي الأول، أيّد آية الله الخميني، وكرر إعجابَه به.

الشيعة كان لهم أيضاً حبلهم الطويل مع التاريخ الديني، الذي جنوا منه بذوراً زرعوها في حقل السياسية، في مراحل مختلفة من التاريخ. الإمام الغائب المهدي المنتظر، لم يغب عن ميدان السياسة.

يورد الدكتور رشيد الخيون، تفاصيل ولادة المذهب الشيعي الإمامي ببعده السياسي. كتاب «أسرار آل محمد» المنسوب لسليم بن قيس الهلالي، وردت فيه الإمامة وصية إلهية بالنص لعلي بن أبي طالب. يضيف الخيون: يُعد محمد بن يعقوب الكليني أول موثق للحديث النبوي عند الشيعة الإمامية. والأصول عند الشيعة الإمامية هي، التوحيد، والنبوة، والميعاد، والإمامة، والعدل. ورد في كتاب «أسرار آل محمد»، أن تكون الولاية لعلي بن أبي طالب وبنيه وأحفاده صعوداً إلى الحفيد الثاني عشر، المهدي المنتظر. قيل الكثير عن الإمامة، واختلف حولها علماء المذهب الشيعي، وشكّك بعضهم في الأحاديث التي تنص عليها. يُعد علي عبد العال الكركي، أحد مشايخ جبل عامل والفاعلين في البلاط الصفوي، أعدّه البعض من أول اللامحين لولاية الفقيه، أو نائب الإمام قبل أحمد النراقي بكثير، يقول: «اتفق أصحابنا على أن الفقيه الإمامي العادل الجامع شرائط الفتوى، والذي يعبر عنه بالمجتهد في الأحكام الشرعية، هو في حال الغيبة نائب الأمة في جميع ما تكون النيابة دخيلة فيه». هكذا قدم النراقي في كتابه ـ عوائد الأيام ـ اجتهاداً استعمله من أتوا من بعده لتجاوز عقدة الإمام الغائب، بتمكين الفقيه من قيادة الأمة.

قامت دول شيعية إسماعيلية عبر التاريخ وأبرزها الدولة الفاطمية. اليوم، هناك من يرى في الجمهورية الإيرانية الشيعية التي يقودها الفقيه المرشد، هي النموذج لتجسيد قاعدة الإمامة، وفقاً للمذهب الشيعي. وفي المقابل، برزت بعض الأصوات السنية التي ترى في الجمهورية التركية؛ تحقيقاً لطموح الإسلام السياسي السني. الإسلام السياسي الغائب الحاضر. هل هو المهدي الآخر؟

arabstoday

GMT 14:39 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 14:35 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 14:33 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 14:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 14:28 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإسلام السياسي الغائب الحاضر الإسلام السياسي الغائب الحاضر



أجمل إطلالات نانسي عجرم المعدنية اللامعة في 2025

بيروت ـ السعودية اليوم

GMT 16:53 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين
 السعودية اليوم - تقرير يكشف أن"غروك" يشارك معلومات حساسة لأشخاص عاديين

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 11:41 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 21:54 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

انقطاع الهاتف والإنترنت في كوبا لمدة 90 دقيقة

GMT 21:55 2021 الأربعاء ,03 شباط / فبراير

مجموعة من آخر صيحات الموضة في دهانات الشقق

GMT 08:30 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة لعام 2024

GMT 12:10 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار للطاولات الجانبية التابعة للأسرة في غرف النوم

GMT 12:04 2021 الأحد ,17 كانون الثاني / يناير

قمة G7 ستعقد في إنجلترا خلال 11 - 13 يونيو

GMT 05:22 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

متابعة خسوف شبه ظل القمر افتراضيًا في مصر

GMT 04:53 2020 الأربعاء ,29 إبريل / نيسان

وزير الأوقاف المصري يكشف عن حقيقة فتح المساجد

GMT 07:26 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

تتقدم بخطى ثابتة

GMT 12:25 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تحتل موقع مناسب خلال هذا الشهر

GMT 13:50 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

محمد عبد الشافي يغيب عن الأهلي في مباراة الفتح

GMT 09:26 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

الاقتصاد التركي يختتم 2018 بتراجع كبير لأهم محركاته
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon