هكذا ترد إيران على حرب غزة
عودة ثلاثة رواد فضاء إلى الأرض بعد ثمانية أشهر في محطة الفضاء الدولية حريق ضخم في مبنى شركات بجاكرتا يودي بحياة سبعة عشر شخصا ويعيد مخاوف السلامة في المنشآت الصناعية جامعة الدول العربية تدين إقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلية لمقر الأونروا في القدس المحتلة ترامب يصعد هجومه على أوروبا ويتهم قادتها بالضعف والفشل في إدارة الهجرة وأزمة أوكرانيا وقوع إنفجارات بمنطقة المزة بالعاصمة دمشق ناجمة عن سقوط قذائف مجهولة المصدر في محيط مطار المزة العسكري اليونيسف تعلن عن أسوأ تفش للكوليرا في الكونجو منذ خمسة وعشرين عاما مع تسجيل أكثر من ألف وثمانمائة وفاة مقتل 6 جنود باكستانيين في هجوم مسلح على موقع أمني قرب الحدود مع أفغانستان غضب إيراني واحتجاج مصري بعد تصنيف مباراة منتخبيهما في مونديال 2026 كمباراة فخر في سياتل زلزال بقوة 5 درجات على مقياس ريختر اليوم جنوب جزر كيرماديك في نيوزيلندا اليابان تحذر من موجات تسونامي تصل ثلاثة أمتار بعد زلزال بقوة 7,6 درجة
أخر الأخبار

هكذا ترد إيران على حرب غزة

هكذا ترد إيران على حرب غزة

 السعودية اليوم -

هكذا ترد إيران على حرب غزة

بقلم - نديم قطيش

الذين كانوا يتوقعون أن حرب غزة هي فرصة إيران لتنفيذ وعيدها بإنهاء إسرائيل من الوجود، فوجئوا بحجم الانضباط الإيراني وقدرة النظام على هضم الإحراج الهائل الذي يعانيه في عيون أجنحته المتشددة في الداخل وحلفائه في الإقليم قبل عيون خصومه.

فحتى إشعار آخر، لن تدخل إيران في حرب إقليمية مباشرة، رداً على الحرب الإسرائيلية غير المسبوقة على غزة، في أعقاب هجوم «حماس» يوم 7 أكتوبر (تشرين الأول). ببساطة شديدة، إيران ليست معنية بالمشاركة العسكرية في الحرب، بقدر ما تصب جل تركيزها على استثمار الحرب لتعزيز موقعها على رقعة النفوذ في الشرق الأوسط. وإذا تركنا جانباً التصريحات النارية للمسؤولين الإيرانيين ولبعض قادة الميليشيات الحليفة لها، سنكتشف أن الواقع على الأرض يشير إلى لعبة إيرانية أكثر دقة، تهدف إلى تعزيز سيطرة طهران في مجال نفوذها، وتحديداً العراق ولبنان واليمن، مع تجنب مخاطر أي حرب شاملة.

في حين تركز اهتمام المراقبين على خطاب زعيم ميليشيا «حزب الله» حسن نصر الله، جاء التطور الأهم من العراق؛ فقد أمر رئيس أركان «الحشد الشعبي» عبد العزيز المحمداوي «أبو فدك»، الخميس الفائت، برفع حالة الإنذار القصوى، في صفوف الحشد «استعداداً للتعامل مع أي طارئ خلال الأيام المقبلة». تجاوز هذا الإعلان رئيس «هيئة الحشد الشعبي» فالح الفياض، وتجاهل الهرمية العسكرية والإدارية التي تربط الحشد بالقائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، بل إن أبو فدك استعمل عبارة «نحن دولة» في معرض توجهه لقادة تشكيلات الحشد، وهي العبارة التي تختصر كل مظاهر الصراع الدفين بين مؤسسات الدولة العراقية وبين الميليشيات التابعة لإيران والساعية لتعزيز مشروعيتها داخل النظام وهيمنتها على قرار الدولة بالكامل، لا بالشراكة حتى مع أصدقاء إيران.

وبموازاة الخطاب الخطير وغير المسبوق للحشد، أعفى رئيس الحكومة العراقية رئيس جهاز مكافحة الإرهاب الفريق أول الركن عبد الوهاب الساعدي وقائد عمليات بغداد الفريق الركن أحمد سليم، من مهماتهما، وعيّن بدلاً منهما الفريق الركن كريم عبود محمد رئيساً لجهاز مكافحة الإرهاب (وهو مقرب من عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي)، واللواء الركن وليد خليفة مجيد قائداً لعمليات بغداد (وهو محسوب على كتائب «حزب الله».

ويرى مراقبون عراقيون ومسؤولون سابقون أن تحركات المشهد العراقي في الأيام الأخيرة تشير بما لا يدع مجالاً للشك أن استراتيجية إيران بعد حرب غزة هي تعزيز نفوذها داخل العراق بشكل غير مسبوق، والدفع قدماً بمن لا تشوب ولاءهم لإيران أي شائبة.

يشكل اليمن الساحة الثانية التي تنشط فيها إيران على خلفية حرب غزة، بهدف استعراض موازين القوة، وفرض وقائع جيوسياسية على الأرض، تكون هي الأساس في أي ترتيبات سياسية مستقبلية لمعالجة الأزمة اليمنية؛ فالصواريخ والمسيرات التي انطلقت من اليمن باسم إسناد غزة، واعتُرضت من السفن الأميركية المنتشرة في مياه الخليج، لا تشكل تهديداً حقيقياً لإسرائيل، بل توظف لتعزيز معنويات وهيبة ميليشيا الحوثي، والرفع من شأنها في الداخل اليمني، وتقوية مكانتها على طاولة التوازن الاستراتيجي في المنطقة. كما أنها تبعث بالرسائل لدول الخليج تستعجلها على القبول بما صارت عليه ميليشيا الحوثي لا ما كانت عليه في السابق.

عبر إظهار الحوثيين مدافعين عن القضية الفلسطينية، تسعى إيران لنقل هذه الميليشيا من طرف منخرط في صراع داخلي إلى جهة فاعلة على المسرح العربي الأوسع المشحون عاطفياً اليوم، وتأمل أن يُبدد هذا التموضع صورة الحوثي متمرداً يخوض صراعاً على السلطة، ويمنحه دور البطولة في قضية لها صدى عميق لدى الشعب اليمني والمجتمع الإسلامي الأوسع. تعرف إيران أن صواريخ ومسيرات الحوثي القليلة وعديمة الفائدة ضد إسرائيل، ستجد طريقها إلى صدارة عناوين الأخبار الدولية بشكل أسرع وأوسع من أخبار الجهود السياسية الجبارة التي تقودها المملكة لإنهاء حرب غزة عبر الاتصالات السياسية والدبلوماسية، وهي بذلك تريد أن تدخل المملكة في معركة رأي عام معقدة، من خلال تشويه حقيقة الأزمة بين السعودية بوصفها دولة والحوثيين بوصفهم ميليشيات معتدية، وجعلها أزمة بين السعودية وبين «المقاومة» ضد إسرائيل. يمثل هذا التطور تحدياً متعدد الأوجه للسعودية ودول الخليج التي لا يتعين عليها أن تستمر في حماية أراضيها ضد التهديدات الحوثية فحسب، ولكن عليها أن تقوم بذلك من دون أن تظهر هذه الدول في صورة من يواجه «المقاومة»، أو يُضعف الأطراف التي «تواجه إسرائيل»!

في لبنان، جاء خطاب زعيم ميليشيا «حزب الله» حسن نصر الله الأخير واضحاً في سياق استخدام حرب غزة لتعزيز السردية الداخلية حول سلاحه ودور هذا السلاح في حماية اللبنانيين. قال نصر الله بوضوح إن إسرائيل مردوعة تجاه لبنان بسبب سلاحه، ما يعني أنه سيزيد من الضغط لإنتاج معادلة سياسية في لبنان تحمي هذا السلاح ولا تفرط فيه «خدمة لإسرائيل». كل ما طال الحزب من انتقادات بسبب تقاعسه عن نصرة غزة، يمكن هضمه في سبيل تحقيق الهدف الأهم وهو تعزيز مشروعية السلاح لبنانياً.

حرب غزة، بهذا المعنى، وفي ظل فراغ رئاسي وحكومة تصريف أعمال، تشكل فرصة ذهبية لإيران لأن تمسك أكثر بلبنان عبر «حزب الله»، ولأن تعيد تكوين سلطة مؤيدة للمقاومة أو أكثر خضوعاً لها.

هذا هو رد إيران على حرب غزة. كأن دماء ضحايا القطاع هي الصمغ الذي تلصق به إيران أجزاء ومكونات محورها، وتعزز تماسكها وهيمنتها على الدول التي توجد فيها.

إن الآثار المترتبة على هذه الاستراتيجية بعيدة المدى، ولا تقل عن إعادة تعريف ميزان القوى في الشرق الأوسط، ضمن نموذج جديد للصراع تكون فيه ساحات القتال سياسية وآيديولوجية بقدر ما هي مادية.

arabstoday

GMT 14:39 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 14:35 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 14:33 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 14:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 14:28 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هكذا ترد إيران على حرب غزة هكذا ترد إيران على حرب غزة



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 15:16 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا
 السعودية اليوم - لافروف يتهم أوروبا بعرقلة جهود السلام في أوكرانيا

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

هاني سلامة يعود إلى السينما بعمل جديد بعد غياب 14 عاما
 السعودية اليوم - هاني سلامة يعود إلى السينما بعمل جديد بعد غياب 14 عاما

GMT 21:32 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تحديد لوجو وهوية ملعب راسلمينيا 33

GMT 22:21 2018 الجمعة ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لاعب الأهلي يُعرب عن سعادته بالفوز على الفيصلي

GMT 12:04 2014 الأربعاء ,26 شباط / فبراير

القاهرة وتوحش المدينة (3-4)

GMT 01:55 2016 الأحد ,04 كانون الأول / ديسمبر

دونالد ترامب ينجح في عقد صفقة مع "إنديانا كاريير"

GMT 11:55 2015 السبت ,05 كانون الأول / ديسمبر

اختتام بطولة المملكة الدولية "قفز الحواجز" بـ60 فارسًا

GMT 10:24 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

فالنتينو تخطف الأنظار وتطلق احدث مجموعة ريزورت 2020

GMT 01:57 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف عادة تفعلها أثناء النوم قد تؤدي إلى وفاتك

GMT 00:28 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

جيڤنشي تطرح مجموعتها الرجالية لموسم ربيع وصيف 2020

GMT 07:16 2019 الأحد ,02 حزيران / يونيو

على النجاح رغم الصعوبات

GMT 01:36 2019 الثلاثاء ,29 كانون الثاني / يناير

برّي يصعّد الضغط للإسراع بتشكيل الحكومة اللبنانية

GMT 18:51 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

تعثر مفاوضات اتحاد جدة مع الوحدة لضم أسامة هوساوي

GMT 13:37 2018 السبت ,22 كانون الأول / ديسمبر

نجم النصر ينتقد أرضية ملعب الجوهرة المشعة

GMT 08:58 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تعتقل فلسطينيا من بيت لحم

GMT 19:22 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

لمياء كرم تُوجَّه رسالة إلى مُتابعيها في أحدث جلسة تصوير

GMT 04:18 2018 السبت ,21 تموز / يوليو

جريمة زواج الداعية من الممثلة!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon