العالم بين السلام الإيجابي والسلبي
الاحتلال الإسرائيلي يخطر بهدم منشآت سكنية وزراعية جنوب شرق القدس المحتلة استشهاد طفلة فلسطينية بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي خارج مناطق انتشاره في مواصي رفح جنوبي قطاع غزة إعصار فونغ وونغ يضرب الفلبين بعنف غير مسبوق قتلى ودمار واسع وملايين المتضررين في أسوأ كارثة تضرب البلاد هذا العام الكرملين يرحب بتحديث استراتيجية الأمن القومي الأميركي وحذف وصف روسيا بالتهديد المباشر إلغاء جلسة إستجواب نتنياهو بالمحكمة بسبب إجتماع دبلوماسي عاجل والكنيست يستدعيه لنقاش بطلب 40 عضوًا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بئر ومستودع أسلحة لحزب الله في جنوب لبنان والعثور على قذائف هاون جاهزة للإطلاق رجال يرشون رذاذ الفلفل في مطار هيثرو في لندن وإعتقال مشتبه به في الهجوم زلزال بقوة 5.4 درجات على مقياس ريختر اليوم يضرب إقليم مالوكو في إندونيسيا زلزال بقوة 7 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال غرب كندا زلزال بقوة 6.36 درجة على مقياس ريختر يضرب اليونان
أخر الأخبار

العالم بين السلام الإيجابي والسلبي

العالم بين السلام الإيجابي والسلبي

 السعودية اليوم -

العالم بين السلام الإيجابي والسلبي

بقلم - إميل أمين

 

كيف يمكن لنا أن نعرف السلام وأهميته وسط زخم الحروب والصراعات المنطلقة حول العالم، في حاضرات أيامنا؟

كان يُخَيَّل للناظر للمشهد الدولي غداة سقوط حائط برلين، والذي اعتُبِر رمزًا للانقسام الدولي، أنّ عهدًا جديدًا من السلام والوئام سوف يخَيِّم على الكرة الأرضيّة، خاصّة في ظل تراجع المواجهات الحَدّيّة بين حلفَي وارسو والأطلسي.

غير أنّ واقع الحال يخبرنا، أنه بعد ثلاثة عقود ونَيِّف، يبدو العالمُ متشَظِّيًا، بل وقابلاً للاشتعال الدوليّ، ناهيك عن الصراعات الإقليميّة المنتشرة فوق سطح البسيطة، ما يفيد بغياب السلام كقيمة أخلاقيّة أول الأمر وآخره، الأمر الذي يفتح أبوابًا واسعة للصدام والكراهية، ومن ثم نشوء وارتقاء الحروب، وتفَشّي الموت، وغياب الاستقرار، وزوال أيّة رغبة صادقة في التنمية المستدامة الحقيقية.

السلام على الأرض، هو موضوع الرغبة العميقة التي تختلج في قلب البشرية عبر الأزمنة كلِّها، ولا يمكن أن يتأسَّسَ ويتوَطَّد إلّا على الاحترام المطلق للنظام الذي وضعه الله تعالى للبشريّة، والأصل فيه هو العيش الإنسانيّ المشترَك في إطار من المَوَدّات، وبعيدًا عن المخاصمات والمشاحنات.

يظلّ السلامُ والذي هو اسم من أسماء الله جَلَّ جلاله، عَصِيًّا على أن يشمله المرء في تعريف واحد، ذلك أنّه في كلّ الأحوال، حالة الهدوء والسكينة التي تلفّ الجنس البشريّ، أو هكذا يتوجب أن تكون. والسلام قيمة أدبيّة وأخلاقيّة منافية ومجافية للحرب وأعمال العنف الحاصل بين الشعوب المختلفة، أو طبقات المجتمع المتباينة أو الدول المتنافسة.

يَعِنُّ لنا التساؤل: "هل السلام هو الأصل المجبولة عليه الخليقةُ الإنسانيّة أم الحروب؟".

المؤكَّد أنّ هناك جنوحًا فطريًّا لصنع السلام ومحاولة إحلاله كحالة طبيعية وعادية، غير أنّ متغَيِّرات بعينها تأخذ البشرية في مسارات متعددة للحرب والعنف، ما يخلق حالةً شاذّةً معاكسة للحالة الطبيعيّة، الأمر الذي لا يتماشى مع التطَلُّع للازدهار والنموّ، للاستقرار والبناء والعمران.

ولعلّه من نافلة القول الإشارة إلى أنه لا يشعر بالسلام ولا يعرف قيمته النفسيّة والروحيّة والاجتماعيّة، بل والمادّيّة، إلا من عاش وَيْلات الحروب.

تواجهنا معضلةٌ فكريّة عَمّن يدعم السلام، الشعوب أم الحكومات، ومن يقف كذلك في وجه الحروب منهما.

الشاهد أنّه لما كان السِّلْم المبنيّ على مجرد الاتفاقيّات السياسيّة والاقتصاديّة بين الحكومات لا يمكن أن يحظى من شعوب العالم ولا من الحكومات بمؤازرة اجتماعيّة ثابتة مخلصة، فإنّه كان من المُحَتَّم بالتالي أن يقوم هذا السِّلْم إذا أريد له عدم الإخفاق، على أساس من التضامن الفكريّ والمعنويّ بين قادة الرأي والفكر، وكذا بين عقلاء السياسة، وحتى جنرالات العسكريّة الذين يعرفون الأكلاف الباهظة للحروب.

يتساءل البعض عن السلام كقيمة ثمينة عند أصحاب الأديان التوحيديّة، وربما الشرائع الوضعية، وللمتسائلين ألف حَقٍّ وحقّ في ذلك، سِيّما أن السلام مرتبط بالخير، بعكس الحروب الموصولة بالشرور.

يمكن القطع بأنّ الأديان قاطبةً، سِيّما التوحيديّة منها، قد وضعت أساسًا قويًّا وراسخًا للسِّلْم العالميّ، وهو أمر قائم في متون كتبها السماويّة، وبنفس القدر نجد حَثًّا مشابهًا عند الشعوب الشرقيّة ذات الأديان والتقاليد التاريخيّة.

هنا يَعِنُّ لنا القول إنّه حتى قبل أن تتنزل الأديان على الأنبياء، كانت الفطرة الطبيعيّة التي خُلِقَ الإنسانُ عليها تؤكّد رفض القتل والاقتتال، وضرورة تَعْلية مفاهيم السلام كأداة لتيسير الحياة بين الجماعات الإنسانيّة المتباينة.

هل بات على البشرية أن تؤمن أكثر وأكثر بأنّ الاعتزاز بثقافة السلام، ورفض فكر الهيمنة والسيطرة المرتكزة على القوّة العسكريّة المُسلَّحة ورفض الحرب والعدوان، هو الدرب المؤدِّي إلى حياة أكثر أَنْسَنة، كما تقول جماعةُ الفلاسفة؟

الثابت أنّ البشرية اختبرتْ أهوال الحرب ورعبها، وعاشت ألمَ العَوْز وضيقه، وكابدت الهلع ومرارته، من جَرّاء تشَبُّثِها بأنماط الرغبة في الانتقام والثأر للماضي، وكافة الأشكال التي تقادمت بفعل الزمن.

وعلى الرغم من ذلك، فها نحن نجدها مدفوعةً بدافع قسريّ، يجعلها تكرّر أخطاء الماضي، من غير استخلاص الدروس من أحاجي الزمن أو دروس التاريخ.

تعني الحروب أول ما تعني، انعدام النضج الإنسانيّ، والانسداد التاريخيّ الحياتيّ، وعدم المقدرة على حل الإشكاليّات عقليًّا. ولهذا يجيء منطق القوة ليذكّرنا بتعبير الفيلسوف السفسطائي الإغريقي "ثراسيماخوس"، في "محاورات أفلاطون"، حين علا صوتُه بأنّ "القوّة هي الحقّ"، الأمر الذي يجعل من عالمنا غابة أكثر وحشيّة من غابات الوحوش عينها.

تبدو الكارثة وليس الحادثة قائمة في عالم التعَصُّب المتفشّي، والقائم على محاصصات عرقيّة تارةً، وطائفيّة مذهبيّة تارةً أخرى، والعودة إلى أزمنة الحروب ذات الملمح والملمس الدوجمائي، ما ينقل الناس من مستوى التعَصُّب إلى مستويات الكراهية الشخصيّة، والأخيرة تشعل الضغائن، لتولّد الحرب في عقل الإنسان أول الأمر، ثم تتجرم في معارك على الأرض، ما يعني أن مراحل انعدام النضج في المجرى الواسع لأحداث التاريخ لا تزال قائمة، ويمكن أن تكون قادمة.

تذكرنا حروب القرن العشرين، بما فيها من حربَيْن كونِيَّتَيْن، وعشرات الحروب الإقليميّة، بأن "فلسفة الخيبات"، هي التي انتصرت، ذلك أنه بعد قرابة مائة مليون ضحية في القرن العشرين، لم تبلغ بعدُ البشريّةُ سِنَّ الرشد الجماعي، وأنها لا تزال مربوطة برباطات التحَزُّب والتمذهب. ولهذا لا تبدو قادرة على تجاوز معضلات الحاضر بآليّات السلام، عوضًا عن النار والدمار.

لكن عن أي سلام نتحدث ونحلم ونأمل، أعن السلام الإيجابي أم السلبي، وما الفارق بينهما؟

يعرف السلام السلبي بأنه ذاك الذي يكتفي بإطفاء الحروب والحرائق والأستباكات المشتعلة، لكن من غير مقدرة حقيقيّة أو إيجابيّة على مراكمة طبقات من السلام الآخر.

أمّا السلام الإيجابي، فهو السلام التقدميّ، أي ذاك الكفيل بتغيير شكل العالم المعاصر، وبتجاوزه أنماط الصراعات المتأصِّلة والقفز على العداوات التاريخية التي رسختْ في العقول والقلوب لعقود وآجال طوال، وجعله عالمًا يسوده التعاون ويَعُمُّه الانسجام، عالم من بناء الجسور وهدم الجدران.

هل من خلاصة؟

قطعًا الحروب تُدَمِّر كافة مداميك السلام وجسور الأخوة بين البشر ... السلام أنفع وأرفع من الحروب في الحال والاستقبال.

arabstoday

GMT 14:39 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيا والقبعات المتعددة

GMT 14:35 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

الطبع فيه غالب

GMT 14:33 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

خطورة ترامب على أوروبا

GMT 14:30 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

تركيز إسرائيل على طبطبائي… لم يكن صدفة

GMT 14:28 2025 الجمعة ,05 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل سوريا بين إسرائيل… وأميركا وتركيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العالم بين السلام الإيجابي والسلبي العالم بين السلام الإيجابي والسلبي



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 11:51 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله
 السعودية اليوم - جورج كلوني يعترف بتغيير مساره المهني من أجل أطفاله

GMT 12:47 2025 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين
 السعودية اليوم - بريجيت ماكرون تلتقي الباندا "يوان منغ" من جديد في الصين

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 06:18 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 16:59 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

حظك اليوم برج الجدي الخميس 7 يناير/كانون الثاني 2021

GMT 05:59 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 09:35 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2020

GMT 23:13 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

أمانة منطقة عسير تطرح 40 فرصة استثمارية

GMT 11:35 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

"الشارقة الثقافية" تحتفي بتاريخ وجمال تطوان

GMT 05:20 2020 الإثنين ,16 آذار/ مارس

مولودية الجزائر يستعيد وصافة الدوري

GMT 16:33 2019 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

حارس جديد يظهر في مران الأهلي اليوم

GMT 10:00 2019 الأربعاء ,22 أيار / مايو

ترامب في زيارة رسمية إلى أيرلندا للمرة الأولى

GMT 09:33 2019 الثلاثاء ,12 آذار/ مارس

«أفوكادو توست» حذاء ركض رجالي بألوان الطعام

GMT 00:23 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لتبييض الركبتين و المناطق الخشنة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon