سبايا «داعش»

سبايا «داعش»

سبايا «داعش»

 السعودية اليوم -

سبايا «داعش»

عبد الرحمن الراشد

الفيديو الذي وزعه تنظيم داعش، ويظهر فيه مجموعة من المقاتلين يتباهون بالحديث عن نساء سبايا، وبيعهن كالمواشي، أعاد النقاش عن همجية ممارسات هذه الجماعات، من قطع للرؤوس إلى استخدام الأطفال في عمليات انتحارية.

ومع أننا لا نرى نساء في الفيديو يرافقن حديث السبي والنخاسة، لكن لعلمنا بأدبيات التنظيم نرجح أنه حقيقة. والفارق بين تنظيمي «القاعدة» القديم و«داعش» المولود حديثا، هو في المجاهرة بالجرائم. فالتحقيقات السابقة بينت دور الجنس في دوافع التحاق الشباب بالجماعات المقاتلة، والكثير روي عن العلاقات الجنسية السريعة داخل معسكرات المجاهدين تحت صيغ «إسلامية»، إلا أن «القاعدة» كانت تخفي الحياة العبثية في حياة مقاتليها، وتقدمهم للعالم كمجاهدين مخلصين لقضيتهم، متفرغين للصلاة والقتال.

أما مقاتلو تنظيم داعش فلا يخجلون من التصريح باستغلالهم النساء، ويعتمدون في دعايتهم على بث أخبارهن معهم، مقاتلات، أو أسيرات. نراهن إما مربوطات بحبال، أو تارة يرفعن الأسلحة، من وسط آسيا أو أوروبا أو عربيات. ومثل السعوديات، يفاخر هؤلاء بنجاح بعضهن في التسلل هربا من بلدهن ومعهن أطفالهن.

وللكاتبة الزميلة فضيلة الجفال رأي حاسم، بأن الكبت الجنسي في المجتمعات المسلمة هو الدافع الأول وراء شعبية هذه التنظيمات الإرهابية. في رأيها أن «فكر (داعش) هو فكر جنسي بالأساس، الجنس سلاح ترويجي كبير، فـ(داعش) يروج لنفسه بالمتع الذاتية بين البوهيمية وبين الممارسات التي يشرعن لها بمهمة (نبيلة) تحت غطاء الجهاد».

والنقاش بين قراء مقالها يعكس الجدل حول ظاهرة «داعش» وممارساته الغريبة. فقد رد أحد القراء عليها مستنكرا «اتقي الله في ما تكتبين.. ناس باعوا أرواحهم وتركوا ديارهم وزوجاتهم وحياه الرفاهية حتى يبحثوا عن الجنس؟!»، ورد عليه آخر «لم يجبرهم أحد على بيع أهاليهم وأرواحهم.. هؤلاء عار على الدين الإسلامي».

وسواء كان «داعش» ظاهرة جنسية، لا دينية، أو أنه يستخدم الجنس، أو بكل ببساطة يعكس طبيعة مجتمع التنظيم الذي معظمه ذكور تحت سن الثلاثين، فإن الإغواء سلاح صريح في معركتنا اليوم.

لكن لا بد من القول إن أسواق الجنس الرخيص موجودة في كل مكان تقريبا، وبأسعار ربما أرخص من ثمن السفر إلى سوريا. إنما، عدا عن إغواء الجنس في معسكرات «داعش» و«القاعدة»، هناك التشريع الديني الذي يجعل من الشهوة محكومة بـ«الضوابط الشرعية»، كما يزعم مفتوهم لهم.

«داعش» جماعة لها مشروع سياسي، وتستخدم المرأة في الترويج لبضاعتها، أي جائزة للقتال في صفوفها، والتي تعد أقدم الحيل وأكثرها فعالية في فن التسويق. ولا ينفي قدوم بضع مئات من المقاتلين من مجتمعات غربية متحررة الحاجة إلى هذا الأسلوب، لأن المكلفين بتجنيد الشباب يخاطبون كل فئة بما يدغدغ عواطفها. ففي أوروبا، يتحدثون عن مظالم واضطهاد يقع على المسلمين، وفي سوريا يعدون الشباب بتحريرهم من النظام، ويشككون في أهداف التنظيمات المقاتلة الأخرى، وفي غيرها يحدثونهم عن السبايا في الحرب، والحور العين بعد الموت.

وبغض النظر عن بواعث التدافع للقتال فإنه غالبا ما ينقلب السلاح على صاحبه، فأخبار السبي، وأحاديث النساء، ستضعف من مقولة الدين والجهاد ونصرة الإخوة المظلومين التي يزعمها منظرو التنظيم.

alrashed@asharqalawsat.com

arabstoday

GMT 17:34 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

الكتاب اليتيم

GMT 17:34 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

نظرية أردنية.. أكبر قضية تستغرق 24 ساعة ثم تختفي!

GMT 17:29 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

ترمب و«الإخوان»... الداء والدواء

GMT 17:28 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

تراخٍ أميركي وتشدد أوروبي لإنهاء الحرب في أوكرانيا!

GMT 17:24 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

السودان... ماذا بقي من «ثورة ديسمبر»؟

GMT 17:24 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

العربية مشكلة سياسية

GMT 17:21 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

مين قالك تسكن في حارتنا!!

GMT 17:21 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

المرأة الفرعونية... سيدة العالم القديم

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سبايا «داعش» سبايا «داعش»



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 16:42 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

داعش يصف مقتل 15 شخصا في هجوم سيدني بالمفخرة
 السعودية اليوم - داعش يصف مقتل 15 شخصا في هجوم سيدني بالمفخرة

GMT 16:39 2025 الخميس ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمرو دياب يتصدر قائمة أكثر الأغاني رواجًا في 2025
 السعودية اليوم - عمرو دياب يتصدر قائمة أكثر الأغاني رواجًا في 2025

GMT 12:22 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيدة

GMT 12:42 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

البلجيكي باتشواي يوافق على الانتقال إلى "كريستال بالاس"

GMT 23:18 2015 السبت ,19 أيلول / سبتمبر

مهر العروس عرض عضلات أو شروط تعجيزية

GMT 16:23 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أنيس البدري يؤكد أن قرار إعادة مباراة الوداد ظالم

GMT 06:03 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

ترامب يسعى الى تأمين الدعم الداخلي لخوايدو

GMT 10:55 2018 الإثنين ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رومينيغه يكشّف سبب هجومه على وسائل الإعلام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon