المزيد من الغزل الإيراني

المزيد من الغزل الإيراني

المزيد من الغزل الإيراني

 السعودية اليوم -

المزيد من الغزل الإيراني

عبد الرحمن الراشد

بتمعن، قرأت مقال ديفيد إغناتيوس، نشر مترجما أمس في «الشرق الأوسط»، نقل فيه كلاما مهما عن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف يستحق النقاش، مع أن تكثيف طهران تصريحاتها يعد حملة علاقات عامة على جمهورين مختلفين، تقول للخارج الاتفاق نهاية لإيران الشريرة، وللداخل تقول نحن الآن أقرب إلى حلمنا بإيران القوية. والحقيقة كلام الوزير ظريف إيجابي، وليس فيه ما يثير القلق سوى شيء واحد، أنه قد لا يكون صحيحا! سنظل نتجادل حول الكلام المعسول ونوايا النظام الإيراني إلى العام المقبل، عندما يحين موعد الاتفاق الدائم، وربما إلى آخر يوم في رئاسة باراك أوباما، وقد نعرف فقط حينها الحقيقة، إن كان النظام بالفعل تغير من داخله، أم هو نظام مخادع، يعتقد أن هذه فرصته الذهبية لتحقيق ما عجز عنه من قبل بالمواجهة. لا أريد أن أجادل حول المستقبل، بل سأستعرض التاريخ القريب، ومعظم شهوده أحياء. لقد عرفنا، مثل الرئيس روحاني، رئيسين إيرانيين سبقاه بنفس الروح الانفتاحية، والابتسامات المشرقة، والوعود البراقة. هاشمي رفسنجاني الذي تسلم الرئاسة في عام 1989 وكان رئيسا قويا طوال ثماني سنوات حكمه. بعد هزيمة صدام العراق مد يده لدول الخليج، وأعلن نية بلاده التصالحية والانفتاحية، وبالفعل شرعت السعودية أبوابها له، ووقعت معه اتفاقيات أمنية واقتصادية، وظننا أنها نهاية الخلاف. في عام 1996 دبرت إيران تفجيرات في السعودية، أبرزها في مدينة الخبر الذي قتل فيه 19 أميركيا، وضبطت خلايا في البحرين. وفي عهده احتلت إيران ما تبقى من جزيرة أبو موسى الإماراتية. خرج رفسنجاني وخلفه محمد خاتمي رئيسا، وهو رئيس يشهد له بحسن السيرة، واحتفلنا بمقدمه. تعهد بتغيير سياسة بلاده والانفتاح وسعى لإصلاح ما فسد من العلاقات من جديد، مع الدول العربية والغرب أيضا. لا شيء تحقق، وفي آخر عام من رئاسته لم يستطع حتى أن يمنع المخابرات الإيرانية من اعتقال المحسوبين عليه، وخرج من الرئاسة ذليلا مهانا! قد يكون الرئيس روحاني أقوى من خاتمي، وأفضل حظا من رفسنجاني، لكن هل فعل ما يشير إلى تغيير في نهج الدولة ويقنعنا بنوايا القيادة الجماعية، المرشد الأعلى والحرس الثوري؟ وعود روحاني فيها انقلاب على أسس فلسفة مؤسس جمهورية آية الله الخميني، وتاريخها، وجمهورها؟ هل من مؤشرات على تغييرات؟ لا، أبدا، سوى تصريحات الرئيس ووزير خارجيته. وللتذكير فقط، فإن أعداد الذين أعدموا في عهد الرئيس روحاني الباسم أكثر ممن أعدم في عهد الرئيس العابس أحمدي نجاد، في فترته الأولى المماثلة. لقد أعدمت حكومة روحاني 16 من المعارضة البلوشية من دون محاكمات حقيقية، فقط ردا على التفجيرات الأخيرة في ذلك الإقليم المضطرب، كما أعدمت أربعة من المعارضة الأهوازية! نحن لا نعرف الناس بالقول بل بالفعل. الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان لم يرتم في أحضان غورباتشوف فور فتحه صدره للمصالحة، بل بعد أن شرع في تطبيق حملته الشهيرة بالانفتاح الحقيقي، بروسترويكا، داخل الاتحاد السوفياتي. لقد كانت أفعاله خير برهان على نيته بالتغيير. فما الذي تغير في إيران عدا عن الابتسامات البراقة والوعود المستقبلية؟ فعليا، لا شيء، بل نحن نرى إيران أكثر شراسة من قبل. فهي لأول مرة تتجرأ وترسل قواتها من الحرس الثوري تقاتل علانية على أراض وراء حدودها، آلاف منهم يقاتل في سوريا، ويدير الحرب مع ميليشيات تابعة لهم من حزب الله اللبناني وعصائب الحق العراقية، ومع هذا لا نسمع من الإدارة الأميركية سوى تبرمها أنها قلقة من تنظيم القاعدة. نحن قلقون من «القاعدة» ونحاربها في الوقت نفسه، أما إيران فهي ترسل مقاتليها المتطرفين وتدعمهم في وضح النهار. حتى أن رؤساء سابقين مثل نجاد وخاتمي ورفسنجاني، لم يتجرأوا على هذا الفعل، فهل من حقنا أن نشكك في نوايا روحاني ووعوده؟ ما قاله ظريف لإغناتيوس، بأنه لا يبالي بانتقاد اللواء محمد علي جعفري، قائد الحرس الثوري الإيراني له لاعترافه بأن قدرات إيران العسكرية محدودة، تعني أننا أمام احتمالين، إما أنها المسرحية الإيرانية التقليدية، ظريف الشرطي الطيب والجعفري الشرطي الشرير، أو أن الوزير ظريف مثل بابا روما، والسؤال كم عند الوزير من دبابة حتى ينفذ وعوده غدا؟  

arabstoday

GMT 15:09 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

ابنه البكر

GMT 15:08 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

... إنّها حرب تطالبنا بأن ننسى كلّ شيء تقريباً

GMT 15:07 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

المشعوذون القدامى... والجُدد

GMT 15:04 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الدول العربية «المضروبة»

GMT 15:03 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

حانت لحظة الرحيل

GMT 15:02 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الأسئلة الصعبة

GMT 15:01 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

من غزو العراق... إلى حرب غزّة

GMT 15:00 2024 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

عن رسالة بوريل ومستقبل أوروبا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المزيد من الغزل الإيراني المزيد من الغزل الإيراني



إطلالات متنوعة وراقية للأميرة رجوة في سنغافورة

سنغافورة - السعودية اليوم

GMT 02:37 2018 الجمعة ,24 آب / أغسطس

تسريبات جديدة لتصميم الهاتف ""Google Pixel 3 XL

GMT 23:42 2018 الثلاثاء ,07 آب / أغسطس

عماد متعب يؤكد اللاعب المصري "قليل الطموح"

GMT 12:35 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

منصور الحربي يقترب الانتقال إلي من نادي الاتحاد

GMT 02:38 2018 الإثنين ,18 حزيران / يونيو

700 ألف دولار سنويًا تفصل بيليات عن الزمالك

GMT 02:32 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

5 لقطات غير متوقعة في حفلة أفريقيا لجوائز الأفضل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
alsaudiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab