هل يمكن أن تنهض مصر

هل يمكن أن تنهض مصر؟

هل يمكن أن تنهض مصر؟

 السعودية اليوم -

هل يمكن أن تنهض مصر

عبد الرحمن الراشد

الخطوة السياسية بتمكين عبد الفتاح السيسي رئيسا لمصر بالانتخاب سارت على ما يرام. لم تنقلب البلاد رأسا على عقب، كما تنبأ البعض، ولم تفلح تهديدات المعارضة بتعطيلها. واستسلمت الأطراف الرئيسية الخارجية للواقع الجديد، وتحديدا الحكومة الأميركية التي اعترفت به، فور إعلان النتائج، متراجعة عن موقفها المؤيد لشرعية الرئيس المعزول محمد مرسي.
تقريبا كل المخاوف السياسية والأمنية جرى التغلب عليها، أو تحييدها. الآن الرئيس السيسي هو من يمسك بمقود الدولة، وهو المسؤول مباشرة، بعد أن ظل نحو عام مسؤولا غير مباشر، عن إدارتها. السؤال كيف سيتغلب على الغول الضخم، الذي يتمثل في فشل اقتصادي متراكم يهدد الدولة كلها، ويهدد رئاسة السيسي؟
خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله، عدا عن كونه أول المباركين للسيسي بالفوز، وبذلك حث الجميع على عدم التردد في اتخاذ موقف يعزز القيادة المصرية، أيضا ضمن في خطابه دعوة لدول العالم لعقد قمة لدعم اقتصاد مصر. وهذه الكلمة السحرية التي دفعت أهل الاختصاص، مع عامة الناس، لإدراك أن السيسي باق، وليس مجرد رجل مرحلة. والرسالة الثانية، أن التأييد ليس مجرد موقف سياسي له حساباته الإقليمية ضد إيران و«الإخوان» والقوى المتنمرة الأخرى، بل أيضا يحمل مشروع الـ90 مليون مصري.
وجاء الصدى فورا من الحليف الإماراتي الذي أعلن دعمه الكامل للمؤتمر ومشروع الإنقاذ الاقتصادي، وصدر عن مسؤولين إماراتيين قولهم إن هناك بالفعل دراسات وبرنامج عمل ضخما تعمل على أفكاره مؤسسة دولية متخصصة، من أجل تقديمه للقيادة المصرية.
الاقتصاد يا «إخوان»، هو القضية، ولم تكن الشعارات السياسية، التي حاولت حكومة المعزول محمد مرسي وضعها على طاولة المواطن المصري، فورطته في خلافات سياسية داخلية لا علاقة لها بأكل الخبز، الذي كان المحرك الحقيقي لغضب الناس واندفاعهم إلى الشوارع يطالبون بإقصاء حكومة «الإخوان»، وقبلها حكومة مبارك. فقد اختار مرسي أن يرسل فواتير حكومته لدول الخليج، وفي الوقت نفسه قرر النوم مع الإيرانيين، وكل خصوم السعودية والإمارات!
ليس صعبا أن ندرك أن أزمة حكم مبارك كانت في تدهور الإدارة السياسية للدولة، ورغم أنه أتى في بعض المراحل بشخصيات مؤهلة، مثل رئيس الحكومة الأسبق نظيف، لكن الفساد وسوء الإدارة من قبل فريق مبارك أفشل كل المشاريع التطويرية والاقتصادية. في مصلحة الدول الداعمة، مثل الخليج المعتدل، والغرب الذي يدرك أهمية مصر لاستقرار المنطقة، دعم الشعب المصري، ليس بالخطب السياسية، ولا فقط بالدولارات والنفط، بل أهم من ذلك، تبني مشروع نهضة حقيقي يمكّن هذه الدولة المتعبة، والشعب الذي يزداد فقرا، من الوقوف. المهمة صعبة، لكن الفرصة مواتية بتولي قائد مستعد لخوضها.
هل مصر حقا قادرة على النهضة والعودة دولة قوية اقتصاديا؟
تركيا مرت بمرحلة انتقال مهمة، وليس صحيحا أن حكومة إردوغان هي الفاعل الأوحد، بل بدأت التغييرات منذ بدء التغييرات المدنية والتشريعات في أواخر الثمانينات. وكذلك كوريا الجنوبية، مرت بمثلها، والهند التي كانت تعيش ظروفا أصعب، استطاعت أن تحقق الانتقال. يجب ألا تكون مصر مثل تجربة باكستان أو نيجيريا أو كوريا الشمالية، أي بين الفشل الإداري والفشل الاقتصادي. نهضة مصر اقتصاديا مشروع ضروري لنجاح السيسي، وكل القوى السياسية المختلفة التي تريد دولة مستقرة، لأن أي تطور سياسي لن ينجح بلا تقدم اقتصادي يؤمن ليس فقط الخبز على مائدة ملايين الفقراء، بل يتجاوز ذلك إلى دولة مزدهرة.
وازدهار مصر سينعكس على المنطقة التي تعج بالفوضى. ولا نلوم «الإخوان» وحدهم على الوضع المزري؛ فمصر كانت هادئة ومستقرة في عهد مبارك الطويل جدا، كانت دولة عجوزا نائمة. ضبط المنطقة وإنقاذ الثورات المتورطة في بلدانها، يحتاج إلى قوى متكاملة ذات امتداد جغرافي وسياسي قادر على تأمين الاستقرار.
السعودية والإمارات في حاجة لإنجاح مصر، ليس نكاية في «الإخوان»، بل لأن هذا في مصلحة كل العرب، وبخلاف الذين يمولون الفوضى في مصر اعتقادا منهم أنهم سينجحون بذلك في إثبات فشل حكم السيسي!

 

 

arabstoday

GMT 13:43 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

ترمب: لا تحبسوني

GMT 13:40 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

فيلم «السِّتّ» إبداعٌ وإضافة

GMT 13:38 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

المانحون الكبار وضحاياهم

GMT 13:35 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

صعوبة استقبال الجديد في سوريا

GMT 13:33 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

صحافة الابتزاز

GMT 13:30 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

هذا فعلًا محمد صلاح

GMT 13:28 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

خطأ احترافى كبير من محمد صلاح

GMT 13:25 2025 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

2025... سنة مغربيّة بامتياز

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يمكن أن تنهض مصر هل يمكن أن تنهض مصر



أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - السعودية اليوم

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 13:28 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب الهلال يتنفس الصعداء بعد عودة الفرج والعابد إلى المشاركة

GMT 13:09 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

تأكد إصابة لاعب الأهلي الجديد بقطع في الرباط الصليبي

GMT 06:10 2025 الجمعة ,05 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الميزان الجمعة 05 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 10:03 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مغربية تقتل ابنها وتُلقي جثته في "المجاري"

GMT 14:19 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

مدرب النصر سعيد بعودة النيجيري أحمد موسى

GMT 20:04 2019 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

تعرف على كيفية استخدام خرائط غوغل من دون إنترنت
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
alsaudiatoday alsaudiatoday alsaudiatoday
Pearl Bldg.4th floor 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh Beirut - Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon